في اخر تحديث لعمر الحضارة المصرية ، حسب إحدى المصريات في الميديا ، أنها تعود لـ 2.5 مليون سنة ، ممكن لو قلت لها: إذن ، فإنها حضارة حجرية ، أو حتى ما قبل الحجرية ؟!، سوف تصرخ غاضبة ، وتقول : دي حضارة مصر يابدو؟! ، أنتوا تعرف يعني أيه هي الحضارة المصرية؟!.
بغض النظر عن التاريخ الحقيقي ، فهو ليس مهماً ، المهم أنه تم استحضار الحضارة الفرعونية للفكر المصري الشعبي ، كبديل فكري وثقافي لعدم التطور ومواكبة العالم ، وممنهج من قبل الإعلام والتوجه الحكومي ، ليستطيع كثير من العاميين المصريين ، وحتى قلة من المثقفين ، للأسف ، من الفخر بها أمام ما يجري من تطور في العالم ، قد لا يهمه كثيراً ما يحدث بعيداً عنه ، إنما ما يؤلمه حقاً ، هو مايحدث في المنطقة المجاورة من تطور ، فإذا فخرت شعوب المنطقة بأي إنجاز علمي ، أو نقلة نوعية في أي مجال ، ففي لحظة ، يستحضر المصري الغلبان حضارة الـ "سبعلاف" سنة ، بشكل مبرمج ، وهذا ليس خطؤه بشكل كامل ، بل هو منهج لصوص السلطة والإعلام في بلده ، فالغلبان مخدر بأفيون قديم جداً ، أيضاً ، من "سبعلاف" سنة ، استعاره لصوص السلطة المعاصرين ، من لصوص السلطة الأقدمين ، فقد كان يستخدمه الفرعون مع شعبه لبناء قبر له ، نعم قبر ، وليس قصراً ، أنها يا سادة ، أكبر حضارة قبورية في العالم على مر التاريخ ، حضارة – وكما قال اليونانيون والرومان عنها – معكوسة ، فالمجد والمال والعلم ، يسخرون للموت ، لا للحياة ، لذا ، فقد سخر الفرعون ، بهوس جنائزي عقيم ، كل ما في الدولة ، من ضرائب شعب مغلوب على أمره ، واقتصاد دولة ، بالإضافة لاستخدام الشعب ، بما يشبه السخرة ، لإنشاء فندق سبعة نجوم ليموت فيه !! ، وهناك تنافس بين الفراعنة "العظام" في من يكون من بينهم القبر الأغلى ، لا بل ، والأعلى أيضاً ، والغلابة يدفعون الثمن!! ، فالفرعون ، استطاع ، ربما بالأفيون هذا ، أن يجعل المصريين يؤمنون به كالإله ، ويسخرون كل جهودهم لبناء قبر عظيم مناسب له.
هل تغير زمن الأجداد عن زمن الأحفاد؟!.
بنى الفرعون قبراً ، لـ "يعود" منه للحياة ، واشترى المواطن شقة ، لـ "ينجو" فيها من الحياة ، سخر الفرعون الجميع له ، وسخر المواطن جيبه وصحته للجميع، الفرعون ، قد يبعث من قبره ، والمواطن قد يدفن في شقته ، والفرعون ورث قبره للمصريين ، صحيح ليس لهم ، وإنما كأفيون للفخر ، وأما المواطن ، فقد يورث أبناءه تراب شقته من البرج المنهار ، هذا إن لم يدفنوا كلهم فيها.
والسؤال هو ، هل يفترض أن أكون ابن حضارة ، أم ابن حقوق؟!.
لا أريد أن أكون موجهاً للمصريين ، بما يجب أن يفعلوا ، فطبيعة البشر ، نكران النصيحة من الغرباء ، ولكن ، هناك من المصريين أنفسهم ، من الأدباء والمفكرين ، من كتب عن هذا الأمر ، وبعضهم كتبه بمرارة شديدة ، وبتهكمية وسخرية أشد مما كتبته ، فالسخرية ليست شيء يذم كله ، ولكنها ، في كثير من الأحيان ، تجعل المرء يفيق على الواقع المر ، ويراه كما هو ، وبتجرد تام ، الواقع الذي يجب أن يغير ، صحيح أن الحضارة فخر ، ولكن ، لنبني عليها ، لا أن نخدر بها ، ونعيش عالة على ذلك الزمن ، وما أجمل ما قاله رئيس الوزراء المصري السابق عصام شرف :"من أسباب تأخر مصر ، هو التباهي بالحضارة الفرعونية القديمة ، وعدم مواكبة التطورات التي يشهدها العالم".
بغض النظر عن التاريخ الحقيقي ، فهو ليس مهماً ، المهم أنه تم استحضار الحضارة الفرعونية للفكر المصري الشعبي ، كبديل فكري وثقافي لعدم التطور ومواكبة العالم ، وممنهج من قبل الإعلام والتوجه الحكومي ، ليستطيع كثير من العاميين المصريين ، وحتى قلة من المثقفين ، للأسف ، من الفخر بها أمام ما يجري من تطور في العالم ، قد لا يهمه كثيراً ما يحدث بعيداً عنه ، إنما ما يؤلمه حقاً ، هو مايحدث في المنطقة المجاورة من تطور ، فإذا فخرت شعوب المنطقة بأي إنجاز علمي ، أو نقلة نوعية في أي مجال ، ففي لحظة ، يستحضر المصري الغلبان حضارة الـ "سبعلاف" سنة ، بشكل مبرمج ، وهذا ليس خطؤه بشكل كامل ، بل هو منهج لصوص السلطة والإعلام في بلده ، فالغلبان مخدر بأفيون قديم جداً ، أيضاً ، من "سبعلاف" سنة ، استعاره لصوص السلطة المعاصرين ، من لصوص السلطة الأقدمين ، فقد كان يستخدمه الفرعون مع شعبه لبناء قبر له ، نعم قبر ، وليس قصراً ، أنها يا سادة ، أكبر حضارة قبورية في العالم على مر التاريخ ، حضارة – وكما قال اليونانيون والرومان عنها – معكوسة ، فالمجد والمال والعلم ، يسخرون للموت ، لا للحياة ، لذا ، فقد سخر الفرعون ، بهوس جنائزي عقيم ، كل ما في الدولة ، من ضرائب شعب مغلوب على أمره ، واقتصاد دولة ، بالإضافة لاستخدام الشعب ، بما يشبه السخرة ، لإنشاء فندق سبعة نجوم ليموت فيه !! ، وهناك تنافس بين الفراعنة "العظام" في من يكون من بينهم القبر الأغلى ، لا بل ، والأعلى أيضاً ، والغلابة يدفعون الثمن!! ، فالفرعون ، استطاع ، ربما بالأفيون هذا ، أن يجعل المصريين يؤمنون به كالإله ، ويسخرون كل جهودهم لبناء قبر عظيم مناسب له.
هل تغير زمن الأجداد عن زمن الأحفاد؟!.
بنى الفرعون قبراً ، لـ "يعود" منه للحياة ، واشترى المواطن شقة ، لـ "ينجو" فيها من الحياة ، سخر الفرعون الجميع له ، وسخر المواطن جيبه وصحته للجميع، الفرعون ، قد يبعث من قبره ، والمواطن قد يدفن في شقته ، والفرعون ورث قبره للمصريين ، صحيح ليس لهم ، وإنما كأفيون للفخر ، وأما المواطن ، فقد يورث أبناءه تراب شقته من البرج المنهار ، هذا إن لم يدفنوا كلهم فيها.
والسؤال هو ، هل يفترض أن أكون ابن حضارة ، أم ابن حقوق؟!.
لا أريد أن أكون موجهاً للمصريين ، بما يجب أن يفعلوا ، فطبيعة البشر ، نكران النصيحة من الغرباء ، ولكن ، هناك من المصريين أنفسهم ، من الأدباء والمفكرين ، من كتب عن هذا الأمر ، وبعضهم كتبه بمرارة شديدة ، وبتهكمية وسخرية أشد مما كتبته ، فالسخرية ليست شيء يذم كله ، ولكنها ، في كثير من الأحيان ، تجعل المرء يفيق على الواقع المر ، ويراه كما هو ، وبتجرد تام ، الواقع الذي يجب أن يغير ، صحيح أن الحضارة فخر ، ولكن ، لنبني عليها ، لا أن نخدر بها ، ونعيش عالة على ذلك الزمن ، وما أجمل ما قاله رئيس الوزراء المصري السابق عصام شرف :"من أسباب تأخر مصر ، هو التباهي بالحضارة الفرعونية القديمة ، وعدم مواكبة التطورات التي يشهدها العالم".
التعديل الأخير: