- إنضم
- 16 فبراير 2025
- المشاركات
- 1,203
- التفاعل
- الدولة
يبرز سباق التسلح بالغواصات في الشرق الأوسط كعنصر حاسم في موازين القوى .. ومع التوترات الجيوسياسية والصراعات البحرية المتنامية في المنطقة، تظهر أهمية السلاح البحري وخاصة الغواصات.
الغواصات ليست مجرد أسلحة هجومية أو دفاعية، بل أدوات استراتيجية تمنح الدول قدرة الردع، وحماية الممرات البحرية، وتنفيذ ضربات دقيقة من الأعماق. وسط هذا السباق، تبرز دولة عربية نجحت في بناء أحد أكثر الأساطيل البحرية تأثيرًا في المنطقة.
اليد العربية الطولى .. مصر في صدارة الغواصات
تتربع مصر على قمة الدول العربية في امتلاك أسطول غواصات حديث وفعّال. وتضم القوات البحرية المصرية 4 غواصات من طراز Type 209/1400mod ألمانية الصنع (الفئة S-44).وتتميز الغواصات الألمانية الحديثة بقدرات هجومية متقدمة، تشمل إطلاق طوربيدات متطورة وصواريخ هاربون المضادة للسفن، ما يعزز قدرات الردع والسيطرة على الممرات البحرية، خصوصًا في البحر الأحمر وشرق المتوسط.
كما تمتلك 4 غواصات سوفياتية الصنع مطوّرة من الفئة Romeo (رغم تقادمها، ما زالت تستخدم في التدريب وبعض المهام المحدودة).
وتمتاز غواصات S-44 بقدرات قتالية متقدمة تشمل الدفع المستقل عن الهواء (AIP)، وإطلاق صواريخ الطوربيد والضربات الدقيقة، مما يمنح مصر مرونة استراتيجية في البحرين الأحمر والمتوسط.
تحولت الغواصات المصرية من أدوات دفاعية تقليدية إلى أدوات ردع بعيدة المدى، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية على السواحل الليبية وشرق المتوسط. كما أن وجود الغواصات الألمانية الحديثة يعزز من قدرة مصر على تنفيذ عمليات بحرية سرية، ومراقبة الأنشطة في ممرات استراتيجية مثل قناة السويس.
إيران الأكثر عددًا ولكنها الأقدم
رغم أنها ليست دولة عربية، فإن إيران تحتفظ بأكبر عدد من الغواصات في الشرق الأوسط .. ووفقًا لموقع الدليل العالمي للسفن الحربية الحديثة، تمتلك طهران نحو 25 غواصة، معظمها من فئات خفيفة أو ساحلية مثل غواصات “غدير” الصغيرة، المصمّمة للمياه الضحلة في الخليج .. وغواصة “فاتح” متوسطة الحجم.وذكر الموقع أن أسطول الغواصات الإيراني، يضم 25 غواصة، بينها 3 غواصات هي “الطارق”، و”نوح”، و”يونس”، من الفئة Kilo صينية – روسية الصنع، وغواصة من الفئة “فاتح” إيرانية الصنع تحمل الاسم نفسه، وغواصة قزمية من الفئة “غدير” إيرانية الصنع تحمل اسم “نهنج”، و20 غواصة قزمية أخرى من الفئة “غدير” إيرانية الصنع.
لكن القدرات التقنية لهذه الغواصات، خاصة في مجال التسلّح والدفع والعمق التشغيلي، لا ترقى إلى مستوى الغواصات الألمانية التي تمتلكها مصر أو إسرائيل.
التفوق النوعي الإسرائيلي: الردع النووي من الأعماق
تمتلك إسرائيل خمس غواصات ألمانية من طراز Dolphin وDolphin 2، وتُعتبر من بين الأحدث تقنيًا في العالم. يُعتقد أن بعضها قادرة على حمل صواريخ بحر–أرض ذات رؤوس نووية، مما يعزز مفهوم “الضربة الثانية” في العقيدة النووية الإسرائيلية. لكنها ليست دولة عربية.
وتتمتع هذه الغواصة “دولفين”، التي تبلغ تكلفتها نحو 550 مليون يورو، ببنية فريدة من نوعها.
وبحسب تقارير أجنبية، فإن الجسر أطول وأكبر من المعتاد، ويمكنه إخفاء الصواريخ الباليستية بداخله. وبحسب تقارير في ألمانيا، سيتم تركيب عنصر جديد في الغواصات الجديدة يسمح بإطلاق الصواريخ عموديا من هيكل الغواصة. وبحسب تقرير أجنبية، فإن جميع غواصات دولفين لديها القدرة على إطلاق صواريخ كروز من تصنيع شركة رافائيل، وهي صواريخ تحمل رأسًا حربيًا نوويًا بمدى أكبر.
دراكون أطول من شقيقتيها “آحي تانين” و”أحي راهاف”، اللتين استوعبتهما البحرية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، ويبلغ طولها أكثر من 70 مترًا.
وبشكل عام، يمكن لأسطول الغواصات الإسرائيلي البقاء لفترة طويلة في مكان بعيد جدًا، وحمل معلومات استخباراتية ومعدات قتالية، بالإضافة إلى نقل قوات إضافية “كضيوف”. ومن المفترض أن تكون غواصة “الدراكون” القائد في هذا.
الجزائر: قوة بحرية صاعدة
تأتي الجزائر في المرتبة الثانية عربيًا، بأسطول من 6 غواصات هجومية، بينها غواصات روسية من طراز Kilo المتطور (مشروع 636). وتمثل هذه الغواصات تهديدًا كبيرًا لأي وجود معادٍ في غرب المتوسط، كما تعزز من قدرة الجزائر على حماية ساحلها الطويل والمصالح الاقتصادية في عمق البحر.من يملك التفوق الاستراتيجي؟
رغم أن إيران تتفوّق عدديًا، فإن مصر تمتلك التفوق النوعي والتقني عربياً، بفضل وجود الغواصات الألمانية الحديثة.كما أن مصر لديها عقيدة بحرية واضحة لحماية المصالح القومية، وتقوم مصر بالتدريب والتكامل مع قوات السطح والطيران البحري، والقطع البحرية الأخرى.
إلى جانب ذلك، تتميز مصر بقدرتها على تأمين مضيق باب المندب، قناة السويس، والبحر المتوسط، وهي ممرات حيوية للتجارة العالمية والطاقة.
معارك تحت الماء
في عالم الغواصات، لا يُقاس التفوق بالأرقام وحدها، بل بالتقنيات، التدريب، والقدرة على التمويه والبقاء تحت سطح البحر لفترات طويلة. ومن هذا المنظور، تبرز مصر كالدولة العربية التي تمتلك اليد الطولى تحت الماء، في سباق غير معلن للسيطرة على أعماق الشرق الأوسط.من يمتلك اليد الطولى في أسطول الغواصات بالشرق الأوسط؟ دولة عربية تتسيد هذا السلاح
يبرز سباق التسلح بالغواصات في الشرق الأوسط كعنصر حاسم في موازين القوى .. ومع التوترات الجيوسياسية والصراعات البحرية المتنامية في المنطقة، تظهر أهمية السلاح البحري وخاصة الغواصات.فالغواصات ليست مجرد أسلحة هجومية أو دفاعية، بل أدوات استراتيجية تمنح الدول قدرة الردع، وحماية الممرات البحرية، وتنفيذ...
aboutmsr.com
