تحليل نتائج المكاسب الجدية للمتصارعين في الحرب الأخيرة الإيرانية
سنبدئ بمن بدء هذه الحرب بعميلة الأسد الصاعد، وأعني دولة الكيان الصهيوني، ولنبدأ بالسؤال الهام ما هو الشيء الذي جريء دولة الكيان على إيران، كفعل عدائي وليس كردة فعل! ونقول ما يلي:
- يقين دولة الكيان أنها لن تكون بمفردها، وأن أمريكا معها إن كانت على صواب أو حتى خطأ! إذا دعت الضرورة وكذلك في صفها بريطانيا وفرنسا من الدول الأوربية.
- معلوماتها المشتركة الاستخباراتية، بضعف الدفاع الجوي الإيراني، بعد أن دمرت طائرات دولة الكيان جميع قواعد منظومة صواريخ اس-300 فافوريت المتحركة التي خَلْفتها منظومة اس-400 تريومف! وكان ذلك أثناء ردة فعلها ضد عملية الوعد الصادق الثانية، ومشاركة أمريكا بعملية الكيان الجوية الأخيرة بوسائل تشويشها الإلكترونية المتطورة، ولا استبعد سلاح النبضة المغناطيسية.
- مشاركة عملية السيطرة الصهيونية الجوية جيش من العملاء الإيرانيين على الأرض شاركوا مع الكوماندوس الصهيوني المتسلل بالتشويش وتعطيل الاتصالات وتدمير منصات الدفاع الجوي ومنصات الصواريخ الهجومية بقواذف الصواريخ والدرونات الذكية الكميكازية.
- ولكن ماذا كانت أهداف الصهاينة من هذه العملية؟
- نقول غالباً كأهداف قريبة عسكرية تدمير الدفاع الجوي الإيراني وفرض حالة سيطرة جوية تساعد على تدمير قواعد ومنصات الصواريخ الهجومية الإيرانية بعد تدمير مصانعها ومخازنها.
- والهدف البعيد كان إضعاف حرس الثورة الشيعية بقتل قياداته وإعادة السيطرة والهيمنة لولاية الفقيه، وإيقاف البرنامج النووي الإيراني بقتل علماء الصف الأول وإحداث أضرار كبيرة بالمفاعلات النووية توقف عملها.
- وقد نجح الصهاينة بكل ما أسلفته إلا هدفين!
- الأول: تدمير البنية التحتية الإيرانية الصاروخية الهجومية! فعلى ما يبدو نجح الإيرانيين بنشر منصات هيكلية منصوبة الصواريخ استهلكت آلية التدمير في المرحلة الأولى التدميرية، ثم استهلكت بالأيام التالية صواريخ الجيل الأول والثاني من صواريخها البالستية التي أشبعت قباب الدفاع الصاروخية الصهيونية الطبقية، واستهلكت جزء كبير منها، حتى ظهرت الصواريخ الجديدة النوعية التي لا تصد ولا ترد الفرط صوتية التي كانت تطلق بدفعات أو موجات لا تزيد عن 20 صاروخ بدل 100 كما في الموجات الإشباعية الأولية، ولآن أراضي إيران كبيرة كانت تطلق من أماكن متعددة متباعدة خاصة مع وجود وسائل رصد وتتبع سلبية حرارية وابترونية وإلكترو مغناطيسية، والتي كانت فعالة إلا ضد أدير طائرة الصهاينة الشبحية التي يصعب رصدها أو الاستشعار بها، بسبب خفائها وصمتها وتحليقها على ارتفاعات غير مرئية مع انخفاض كبير في بصمتها الحرارية، ورغم أنها كانت تقلع من قواعد جوية أذربيجانية! قريبة، إلا أن نشاطها انخفض لأنها تحتاج إلى صيانة 40 ساعة بعد كل طلعة جوية!
- لذلك أولوية الصهاينة سد هذه الثغرة بدرونات هيرمز الضاربة الألمانية التي تمكن الإيرانيين من إسقاط عدد منها بنفس الطريقة اليمنية بإسقاط درونات ريبر الضاربة الأمريكية!
- الهدف الثاني: تعطيل عمل المفاعلات وليس تحيدها أو تدميرها، عدا منشأة فوردو، إلا أن مفاعل فوردو الموجود تحت مئات الأمتار من الجبال والكتل الإسمنتية. كان الصهاينة لم يملكوا الإمكانيات لتحييده.
- ومن هنا جاء دور الضربة الأمريكية، التي راعت وفق تحذيرات روسيا ألا تستخدم قنابل اختراق تحصينات نووية تكتيكية، ومراعاة ألا ينتج عن ضرب المفاعلات آثار إشعاعية.
- وذلك حتى لا تجعل لروسيا ذريعة بتسريع إنهاء حرب أوكرانيا بأسلحتها النووية التكتيكية المصغرة بطريقة تبدو حينها شرعية!
- لذلك نجد أن ضربة أمريكا بقاذفات سبريت الستة العالية الشبحية الاستراتيجية، بواسطة 12 قنبلة أم القنابل الاختراقية GBU-57/B التي تزن 30 ألف رطل وتلقى من ارتفاع 40 ألف قدم وتوجه بالقصور الذاتي والأقمار الصناعية GPS/INS ونجد أن الضربة لم تكن متتابعة على نقطة استهداف واحدة، بطريق متوالية شاقوليه، وإنما أفقية في 12 نقطة في نقاط تهوية عاملة أو مردومة لزيادة الاختراق لأكثر من 61 متر (200 قدم)، ولأن سقوطها بشكل شبه متزامن، يولد موجات اهتزازيه قد تؤدي إلى هدم أو ردم أو دفن فجوات أو الغرف التخصيب النووية.
- كما أن التغاضي عن تتبع وتدمير المواد المهربة النووية الذي رصدته أحد أقمار أحد أهم وكالات الأنباء الأمريكية! إما لخوف أمريكا من المحاذير الروسية الإشعاعية، ولا أستبعد أن يكون حدوث ذلك بموافقة الأمريكية، لتحجيم طغيان دولة الكيان وتمردها الجزئي على الإرادة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط!
- وبتقديري كان هناك بالضربة الأمريكية هدف خفي حسيس أيضاً، وهو تحجيم القدرة الصاروخية البالستية، وإخماد ردة الفعل ضد الضربة النووية.
- لأن الضربة الجوية الأمريكية شارك بها وفق التصريحات الأمريكية 125 طائرة بتقديري فيها 81 طائرة شبح هي سبعة قاذفات سبرت استراتيجية و12 مقاتلة رابتور لمرافقة ستة قاذفات سبريت خاصة بمنشأة فوردو، و40 مقاتلة لايتننغ تو من فئة اف 35 سي البحرية و39 مقاتلة لايتننغ تو ف-35 بي البريطانية، ذات الإقلاع العامودي.
- وعدد المقذوفات المستخدم والذي يتضمن 24 أو 30 صاروخ توماهوك بحري هو 75 والذي يتضمن 14 قنبلة أم القنابل الاختراقية! أي 40 أو 50 مقذوف هم ما ألقي من 88 طائرة شبحية! فماذا استهدفت أمريكا من القواذف الصاروخية؟ الزعيم الكوري الشمالي كيم صرح بأنه في حالة تدخلت أمريكا في المعركة، فإنه سوف يشارك باللعبة!
- وبالنسية للقاذفة الإضافية التي تحمل قنبلتين من نوع أم القنابل الاختراقية، غالباً ضربة منشأة في أصفهان حصينة جداً تحت جبل بطريقة متتابعة رأسية.
- وهناك تسريبات أمنية تقول إن كوريا الشمالية هربت مكونات 200 صاروخ هاوستونغ وعدد ممثل من منصات الإطلاق بعد أن فقدت إيران 70% من منصاتها وفق التصريحات الصهيونية النهائية، وأن عملية الرد على الضربة الأمريكية التي عرفت بعملية مطرقة منتصف الليل، لتكون ضد دولة الكيان تحت اسم عملية يوم القيامة، إلا أن الطائرات الشبحية الأمريكية المرافقة للضربة الأمريكية الرئيسية ضربت مكونات الضربة الكورية التي على ما يبدو كانت مراقبة من الجانب الأمريكي!
- إلا أن الإيرانيين على ما يبدو كانوا محتاطين لذلك، فاستطاعوا بعشرين منصة إطلاق على مرحلتين 40 صاروخ من أحدث جيل من صاروخ خيبر سرعته الفرط صوتية بالمرحلة الأخيرة 14 ماخ براس حربي متعدد الرؤوس المتفرعة الصاروخية الموجهة، التي وصل منها أكثر من 350 راس حربي.
- والحقيقة أن المكتسب الأكبر في هذا المعركة التي دخلت في هدنة حتى الآن، هي إيران!
- فقد امتلكت السلاح النووي من اليورانيوم الذي خصب بنسبة 83% الذي وجد المراقبين الدوليين أثر له في منشأة فوردو دون معرفة كميته ويبدو أن تخصيبه وصل حتى 90% وجربت إيران على ما يبدو رأس منه على مقربة من منشأة فوردو تحت الأرض، ونتج عنها هزة أرضية.
- ويتم الآن على ما يبدو تخصيب أكثر من 400 كغ بنسبة 60% إلى النسبة المطلوبة خارج المنشآت النووية الإيرانية أي بمنشآت مصغرة محدثة سرية، بمساعدة صينية بشكل غير مباشر أي عن طريق كوريا الشمالية وربما باكستان!
- وتسعى الآن إيران على الأغلب لامتلاك 40 مقاتلة JIAN-10C الصينية التي أحدثت المجزرة الجوية الهندية، وعدد من منظومات HQ-9B الصاروخية الصينية المعادلة لمنظومة اس-400 الروسية في محاولة لاستعادة السيطرة على الأجواء الإيرانية.
- وأعتقد أن هذه الخطوة الإيرانية لن تكون سريعة إلا إن كانت بأطقم مستعارة صينية أو باكستانية، لكن على ما يبدو إيران تستبعد عملية عسكرية جديدة ضدها بالوقت الحالي القؤيب، إلا أن تكون خاصة بقوات عميلات خاصة صهيونية أو أمريكية، هدفها الاستيلاء على الرؤوس النووية أو ضربها في مخابئها في حالة الفشل.