“فرقة هاندشار" الإسلام والنازية في تحالف لم يفهمه أحد

al kanase

عضو
إنضم
27 أكتوبر 2020
المشاركات
1,638
التفاعل
2,601 41 7
الدولة
Morocco
main-qimg-31b30fd39fabdb16f2dc9e0442a0da04

في عام 1943، وبينما كانت آلة الحرب النازية تواجه ضغطًا متصاعدًا على مختلف الجبهات، لجأ هاينريش هيملر، قائد قوات SS، إلى خطوة غير مسبوقة تمثلت في إنشاء فرقة عسكرية تتكون من المسلمين البوسنيين تحت اسم “الفرقة الجبلية الثالثة عشرة SS هاندشار.
هذه الفرقة لم تكن مجرّد وحدة قتالية، بل كانت تجربة أيديولوجية واستراتيجية معقّدة، عكست كيف يمكن للنازية أن توظّف الدين والهوية الثقافية لخدمة أهدافها العسكرية.
main-qimg-8cdf3e0d9e43e34a4f3863b632e902b8

تظهر الصورة جنودًا من مسلمي البوسنة خلال تدريبهم في ألمانيا عام 1943، يرتدون الطربوش (Fez) المميّز.) 📷 المصدر: ويكيبيديا
هيملر، المعروف برؤيته الغيبية ونزعته الروحية غير التقليدية، كان يعبّر عن إعجابه بالإسلام في عدة مناسبات، واعتبره دينًا “محاربًا” بخلاف المسيحية التي رآها متسامحة وضعيفة.
في الوقت نفسه، كان الحاج أمين الحسيني، مفتي القدس الهارب من فلسطين بعد الثورة الكبرى، يقيم في برلين ويعمل كوسيط بين الألمان والمسلمين في البلقان، ويُروّج لفكرة أن الحرب ضد الشيوعية هي جهاد شرعي “جهاد ضد الكفار”.
main-qimg-efb059d2f88b3017d9d5f6a718cdf28e

هذا التقاطع بين العنصر النازي والدافع الديني الإسلامي مهّد لتشكيل فرقة “هاندشار” التي تم الترويج لها بوصفها وحدة مسلمة تقاتل من أجل النظام الجديد ضد الإلحاد والبلشفية.
الهوية الإسلامية للفرقة لم تكن رمزية فقط، بل تجسدت بوضوح في تفاصيل التنظيم، فقد ارتدى الجنود الطربوش الأحمر بدلًا من القبعات النازية التقليدية، وطُبع على زيهم شعار SS، وعيّنت القيادة أئمة في كل كتيبة لتقديم الإرشاد الديني.
main-qimg-27f5ceb503969f881554591d7f9d40e6

main-qimg-a913cc63399df390c8a4f5568f7a0801

(جنود من الفرقة يقرؤون منشورات دينية تحت عنوان “الإسلام ضد اليهودية والشيوعية”، وهي جزء من حملات دعاية أطلقتها إدارة المفتي الحسيني بالتعاون مع قسم SS للإعلام الأيديولوجي.)
📷 المصدر histomil.com archives
كما أُنشئت مصليات ميدانية، وصدرت نشرات باللغة البوسنية، تُرجمت فيها أفكار نازية إلى خطاب ديني إسلامي، بما في ذلك تشبيه القتال ضد السوفييت بالجهاد.
كان الجنود يتلقّون لحومًا مذبوحة على الطريقة الإسلامية، وتم احترام شعائر مثل الصيام في رمضان، الأمر الذي منح الوحدة بعدًا ثقافيًا وروحيًا واضحًا، لم يكن موجودًا في أي فرقة أخرى ضمن الجيش الألماني.
main-qimg-f9823a921c2bda0abaccdc403f818bf8

main-qimg-065768a044761d785a2f92ddbc744f4d

(لحظة مؤثرة توضح التعليمات الرسمية بإجراء الصلوات الإسلامية خلال المعسكر، برعاية أئمة ميدانية.)
📷 المصدر: Rare Historical Photos
ميدانيًا، أُرسلت “هاندشار” إلى المناطق الريفية والجبلية في البوسنة للقيام بمهام مكافحة التمرد ضد البارتيزان اليوغوسلاف بقيادة تيتو. وقد شاركت الفرقة في عمليات تطهير قاسية، تخللتها انتهاكات واسعة بحق المدنيين، خصوصًا من الصرب الأرثوذكس، مما أضفى عليها سمعة دموية، وجعلها مكروهة في أوساط السكان المحليين.
ورغم أن أداءها القتالي كان جيدًا نسبيًا، فإن المشاكل الداخلية سرعان ما بدأت تبرز، خاصة عندما قررت القيادة الألمانية نقل بعض وحداتها إلى خارج البوسنة، مما تسبب في تمرد واسع النطاق من قبل الجنود الذين رفضوا القتال خارج “أرضهم”، معتبرين أنفسهم حماة للبوسنة فقط، لا جنودًا في إمبراطورية غريبة. تمرد الجنود تطور إلى تمرد مسلح داخل بعض الكتائب، وتعرض العشرات منهم للإعدام أو الاعتقال من قبل القيادة النازية، هذا الانشقاق أضعف الفرقة، وفي الأشهر الأخيرة من الحرب، بدأت بالانهيار الكامل، مع حالات فرار واستسلام جماعي.
main-qimg-de8b433e8496d14c062680ab1e28a72b

بعد نهاية الحرب، حُوكم العديد من قادتها بتهم ارتكاب جرائم حرب، وأُعدم بعضهم في يوغوسلافيا، بينما تمكّن آخرون من الفرار إلى الشرق الأوسط بمساعدة شبكات سرية (مثل ODESSA) ووجد طريقه إلى جبهات مثل 1948 في فلسطين، كما اختفى العديد من أعضاء الفرقة عن الأنظار، وذابت قصتهم في صمت ما بعد الحرب.
رغم قصر عمرها العسكري، ظلت فرقة “هاندشار” واحدة من أكثر الوحدات إثارة للجدل في الحرب العالمية الثانية. فقد مثلت تجربة فريدة اختلط فيها الدين بالأيديولوجيا النازية في لحظة اضطراب عالمي وهي تذكير دائم بكيف يمكن للسلطات الاستبدادية أن تستخدم الرموز الدينية والقومية في بناء وحدات عسكرية تخدم مشروعًا سلطويًا، حتى وإن بدا مناقضًا تمامًا للقيم الأصلية التي تنتمي إليها تلك الرموز.
main-qimg-bc9e6a83b74a923481bea99c757ba2d2


المصادر الأكاديمية والتاريخية:
  1. “Himmler’s Bosnian Division: The Waffen-SS Handschar Division 1943–1945” – George Lepre
    ▸ المرجع الأكثر شمولاً عن تاريخ وتكوين وأيديولوجيا فرقة هاندشار، مبني على وثائق أرشيفية نازية وشهادات مباشرة.
  2. “Soldiers of Evil: The Commandants of the Nazi Concentration Camps” – Tom Segev
    ▸ يناقش العلاقة بين القوات النازية والجنود الأجانب، بما في ذلك المسلمين من البوسنة.
  3. “Islam and Nazi Germany’s War” – David Motadel
    ▸ بحث موثق جدًا من جامعة كامبريدج، يتناول محاولات الرايخ الثالث توظيف الإسلام سياسيًا وعسكريًا خلال الحرب العالمية الثانية.
  4. “The SS: A New History” – Adrian Weale
    ▸ يستعرض نشأة الفرق العسكرية للـ SS، بما فيها الفرق الأجنبية مثل هاندشار، ويحلل الدوافع السياسية والدينية.
  5. “Bosnian Muslims in World War II: The Handschar Division” – Marko Attila Hoare
    ▸ تحليل لأسباب التحاق مسلمي البوسنة بالفرقة، ودورهم في الحرب، وموقفهم من الشيوعية والصرب.
📰
مقالات ومراجع إلكترونية موثوقة:
 
المشاركة إلى الجانب الألماني من بعض المسلمين لا يعني مشاركة الأفكار بقدر ماكان عداوة للدول الاستعمارية مثل فرنسا ، و كمثال شارك الكثير من الجزائريين إلى جانب الألمان في الحرب العالمية الثانية نكاية في فرنسا ، و لاحقا شكلوا نواة لجيش التحرير الوطني بفضل تدريبهم العسكري المميز
IMG_3772.jpeg

أحد أبطال الحزائر في حرب التحرير ضد المحتل الفرنسي
‏العقيد السعيد محمدي ( الأول من اليسار )

شارك في الحرب العالمية الثانية برتبة ملازم أول في الجيش النازي werhmacht ثم انتقل الى الاستخبارات العسكرية النازية abwehr ،
أسر و بقي في السجن من سنة 1944 إلى 1952 , ثم التحق بحرب التحرير ابتداءا من 1954 و ترقى الى رتبة عقيد و رئيس لأركان جيش التحرير الوطني ، بعد الاستقلال شغل عدة مناصب في الدولة لمدة قصيرة
‏ثم اعتزل اثر خلافه من الرئيس بومدين
‏توفي رحمه الله سنة 1994 و سنه 82 عاما


IMG_3773.jpeg


IMG_3770.jpeg
 
عودة
أعلى