"عملية أسد البحر" الخطة الضائعة لغزو بريطانيا

al kanase

عضو
إنضم
27 أكتوبر 2020
المشاركات
1,638
التفاعل
2,606 41 7
الدولة
Morocco
main-qimg-4787ea21316c8b46cf28938d1d069dcc

في صيف عام 1940، بعد سقوط فرنسا وهولندا وبلجيكا في يد القوات الألمانية، أصبحت بريطانيا العائق الأخير أمام الهيمنة النازية على أوروبا الغربية.
أدرك هتلر أنه لا يمكن إحكام السيطرة على القارة دون إخضاع المملكة المتحدة، فبدأ التحضير لخطة غزو بحري تحمل الاسم الرمزي “عملية أسد البحر” (Unternehmen Seelöwe).
كانت الخطة تقضي بإنزال قوات ألمانية على السواحل الجنوبية لإنجلترا، واحتلال لندن خلال أسابيع، مما يُجبر البريطانيين على الاستسلام أو التفاوض على السلام.
main-qimg-a8b3d11464c2658db095470bf293b2e0

(تُظهر هذه الخريطة رسمًا تخطيطيًا لخطوط الإنزال الألماني من ساحل كانت حتى ساسكس، مع توضيح مواقع الوحدات البحرية والجوية المشاركة، مما يعكس حجم الطموح الاستراتيجي الألماني.)
📷 المصدر: Wikipedia – خطط Operation Sea Lion
لكن قبل تنفيذ الغزو، فرضت القيادة الألمانية شروطًا حاسمة: لا يمكن تنفيذ عملية الإنزال ما لم تتحقق السيطرة الجوية الكاملة على القنال الإنجليزي والمجال الجوي البريطاني، يُقال إن هتلر قال أو وجه أن:
“إذا لم نتمكن من كسب السيطرة على الجو، فلن نبدأ الغزو"
.ولهذا السبب، شنّ سلاح الجو الألماني (لوفتفافه) سلسلة من الهجمات الجوية الضخمة في ما أصبح يُعرف بـ”معركة بريطانيا”، سعيًا لتدمير سلاح الجو الملكي البريطاني (RAF) وشلّ قدرة الدفاع الجوي البريطاني.
main-qimg-8bfba236760f9e07915df97a828aab35

(صورة تظهر مركبة إنزال جنود أو معدات ألمانية وهي تقترب من الساحل، تمثل استعدادات الجانب اللوجستي للعملية رغم أنها لم تنفّذ.) 📷 المصدر: History of Sorts – تجهيزات إنزال Sea Lion
تضمن التخطيط الأولي للعملية إنزال ما بين 100,000 إلى 173,000 جندي ألماني على سواحل مقاطعتي “كنت” و”ساسكس” الشرقية. جرى تعديل المئات من القوارب النهرية لتصبح زوارق إنزال، كما جهّزت دبابات معدّلة قادرة على “الغوص” لعبور المياه الضحلة.
main-qimg-09d58c7218a9b1d4d10cdffb2bf125d6

(جنود ألمان يستعدّون في زوارق إنزال على شاطئ القنال الإنجليزي فرنسي الأصل، خلال تدريبات تحضيرية للإنزال المتوقع صيف 1940.)
📷 المصدر: Alamy – أرشيف تدريب زوارق إنزال
ومع ذلك، كانت القوات البحرية الألمانية محدودة للغاية، مقارنة بالقوة الساحقة للأسطول الملكي البريطاني، ما شكّل خطرًا كبيرًا على أي عملية بحرية واسعة النطاق.
في أثناء الهجمات الجوية، عانى الألمان من خسائر فادحة في الطائرات والطيارين، ولم ينجحوا في كسر شوكة الدفاع الجوي البريطاني.
في المقابل، استعادت بريطانيا قوتها سريعًا، وعزّزت شبكة الرادارات، بينما حافظت على التفوق في الجو والبحر، ومع تزايد العقبات، أدرك هتلر أن تنفيذ الغزو سيكون انتحارًا عسكريًا.
في 17 سبتمبر 1940، أُعلن رسميًا تأجيل “عملية أسد البحر” إلى أجل غير مسمّى، ثم أُلغي تنفيذها نهائيًا مع بداية التحضير لغزو الاتحاد السوفييتي في العام التالي.
رغم أن الغزو لم يتم قط، فإن عملية “أسد البحر” مثّلت قمة التوتر بين ألمانيا وبريطانيا، وكانت أكبر تهديد مباشر تتعرض له الجزر البريطانية منذ قرون.
يرى العديد من المؤرخين أن الخطة كانت غير واقعية منذ بدايتها، بسبب ضعف البحرية الألمانية وصعوبة عبور القنال الإنجليزي في وجه أسطول بحري مهيمن ودفاع جوي محكم.
ومع ذلك، فإن مجرد التفكير في غزو بريطانيا شكّل لحظة مفصلية في الحرب العالمية الثانية، وأظهر أهمية التفوق الجوي والبحري لأي عملية إنزال بحري كبرى، وهو درس استُفيد منه لاحقًا في إنزال النورماندي عام 1944.
خلاصة التأثير ونهاية “أسد البحر”:
  • هيكلية الخطة: تعتمد على السيطرة الجوّية والبحرية قبل الانزالي البرّي.
  • التدريب: زوارق نهرية، دبابات غاطسة، تمركز على سواحل كانت وساسكس.
  • الإلغاء: سببه ضعف القوة الجوية بعد خسائر معركة بريطانيا، وعدم جاهزية الأسطول البحري.
  • التأثير: رسّخ درسًا تاريخيًا بأن “السيطرة على الجو والبحر شرط أساسي لأي غزو”، وأعاد التوجيه نحو الشرق وغزو الاتحاد السوفييتي.
main-qimg-08ce8eb8e2922c49d6fb25a7ea88e087

مجموعة من فوج إنزال ألماني يعيش تجربة إنزال وهمية على سواحل القنال الإنجليزي عام 1940، ضمن تمارين استعداد للخطة. (المصدر: Alamy.)
main-qimg-5ac6a5b893033d4a2f2e396b268d1fb2

الصورة تُظهر زوارق تمهّد لعملية إنزال على سواحل القنال الإنجليزي في عام 1940، مما يعكس حجم التجهيز البحري الذي بدأ مبكرًا رغم عدم التنفيذ الفعلي للعملية. (مصدر: ThoughtCo؛ الإرشيف الألماني)
main-qimg-edfd2985f07554666fcb9b8d21f4f7d0

بُنيت لأغراض التدريب، هذه البارجة تظهر مدى الجهود اللوجستية لتحويل زوارق عادية إلى أدوات حرب، واختبار جاهزيتها للغرض المقصود. (مصدر: A Military Photo & Video Website)

المصادر:
  • Wikipedia – Operation Sea Lion
  • RAF Museum – تفاصيل التخطيط والتوقيت
  • Warfare History Network – “What-ifs” تاريخية
  • HistoryExtra – تحليل لغز الإلغاء
  • Bexhill Museum – تفاصيل المعدات والدبابات
  • Britannica – شروط الإلغاء وتفاصيل الخطة
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى