الحركة البربرية تسعى الى محو عروبة الجزائر والشمال الافريقي
بقلم :د.محمد علي الفرا
عرضنا في مقالنا السابق تصدي الزوايا والحركة الاصلاحية في الجزائر والمتمثلة في جمعية العلماء والمسلمين لخطط شق الصف الجزائري ومحاربة العروبة والاسلام، واختلاق ثقافة وهوية بربرية باحياء اللهجات البربرية غير المكتوبة، ومحاولة الارتقاء بها لتصبح لغة تحل في منطقة القبائل (البربر) محل العربية، ثم في الجزائر كلها وقلنا ان هذا التصدي حقق نجاحا كبيرا مما احبط مخطط فرنسة الجزائر، الا انه وللاسف فان هذا النجاح لم يدم طويلا، فقد تمكن دعاة البربرية من اعادة تنظيم صفوفهم وزرع انصارهم ومؤيديهم في الاحزاب والمؤسسات الجزائرية وتسللوا الى اجهزة الدولة الحساسة واستولوا على المراكز الهامة فيها فعطلوا مسيرة التعريب في الجزائر واوقفوها وصعدوا وتيرة الصدام مع المعارضين لسياستهم.
لقد حدثت هذه الانتكاسة، او هذا الانقلاب بعد رحيل العلماء الكبار وزوال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين امثال الامام محمد البشير الابراهيمي، و(الفصيل الورتلاني) وكذلك وفاة القادة الكبار في الحركات والاحزاب مثل حزب الشعب، وزعماء حركة انتصار الحريات الديمقراطية وعلى رأسهم (مصالي الحاج) ووفاة الرئيس الجزائري هواري بومدين الذي قطعت سياسة التعريب في عهده شوطا كبيرا وعدم تمكن الحكومات المتعاقبة من بعده من توفير الامن والاستقرار في البلاد، وفشلها في تنفيذ معظم المشاريع التنموية وانتشار الفساد وتزايده وتدهور الاوضاع الاقتصادية، وهجرة كثير من الجزائريين الى فرنسا وانبهار عدد كبير منهم بالحضارة الفرنسية واعتقادهم بان تحديث الجزائر ونهضتها وتقدمها لا يتم الا بخلع رداء العروبة واحياء الهوية البربرية التي حملوا العرب مسؤولية محوها زاعمين ان الفتح العربي الاسلامي لبلادهم كان غزوا واحتلالا اجنبيا.
لقد اعتنق هؤلاء الجزائريون المتفرنسون سياسة فرنسا البربرية التي تدعي بان البربر من اصول اوروبية ولا يمتون للعرب بأية صلة وهي ادعاء باطل تصدى له كثيرون اثبتوا عروبة البربر، ولا مجال هنا للدخول في هذا الموضوع ومن شاء التأكد من ذلك فهناك الكثير من الكتب والمقالات والبحوث التي يمكن الرجوع اليها ولعل من اهمها كتاب الصديق والزميل السابق عثمان سعدي وعنوانه (عروبة الجزائر عبر التاريخ) والصادر في عام 1982 عن الشركة الوطنية للنشر والتوزيع بالجزائر، وتكمن اهمية هذا الكتاب ان مؤلفه عثمان سعدي يصف نفسه بانه جزائري ومن (الذين يقال عنهم بربر، من الشاوية من منطقة الاوراس التي انجبت سائر زعماء البربر من يوغوركا وتاكفاريناس وحتى كسيلة والكاهنة) صفحة 113.
اتخذ الجزائريون المتفرنسون من سياسة فرنسا البربرية- بعد احيائها - ايديولوجية لهم ووجدوا الفرصة مناسبة للدعوة لها بين الناس مستغلين الاوضاع الجزائرية المتردية وانحسار المد القومي العربي في البلاد العربية وبروز الدعوات القطرية والطائفية والعرقية والعقائدية وتتلخص هذه الدعوة التي تقوم بها ما يسمى بالنخبة الجزائرية في النقاط التالية، كما اوردها الباحث والمؤرخ الجزائري الدكتور ناصر الدين سعيدوني في بحثه المسألة البربرية في الجزائر، والمنشور في مجلة عالم الفكر، المجلد ،32 نيسان 2004.
1 - اتخذ دعاة البربرية مبدأ معاديا للثقافة العربية باعتبارها عوامل هدم للهوية البربرية وطمس للتراث البربري وقد ادى بهم هذا الموقف الى تجاهل الماضي الاسلامي للجزائر ودفعهم ذلك للقيام بحملة عدوانية ضد اللغة العربية وعدوها عنوان تأخر ورجعية فضلا عن كونها لغة غزاة ووسيلة قمع وعنف تمارس ضد الطفل القبائلي الذي يفرض عليه تعلمها في المدارس.
2 - اعتبار القبائلية (البربرية) لغة لجميع البربر وجعلها في موقف تنافس بل وعداء مع اللغة العربية ولم يقف الامر عند دعاة البربرية عند هذا الحد بل طالبوا بتصفية وتنقية اللسان البربري من الالفاظ والتراكيب العربية وتعويضها بالفاظ مشتقة من الفرنسية وعلاوة على ذلك فهم ينفرون من استخدام تحية الاسلام (السلام عليكم) واستبدالها بعبارة (آزول فلاون) وتفضيل الحرف اللاتيني ليحل محل الحرف العربي.
بقلم :د.محمد علي الفرا
عرضنا في مقالنا السابق تصدي الزوايا والحركة الاصلاحية في الجزائر والمتمثلة في جمعية العلماء والمسلمين لخطط شق الصف الجزائري ومحاربة العروبة والاسلام، واختلاق ثقافة وهوية بربرية باحياء اللهجات البربرية غير المكتوبة، ومحاولة الارتقاء بها لتصبح لغة تحل في منطقة القبائل (البربر) محل العربية، ثم في الجزائر كلها وقلنا ان هذا التصدي حقق نجاحا كبيرا مما احبط مخطط فرنسة الجزائر، الا انه وللاسف فان هذا النجاح لم يدم طويلا، فقد تمكن دعاة البربرية من اعادة تنظيم صفوفهم وزرع انصارهم ومؤيديهم في الاحزاب والمؤسسات الجزائرية وتسللوا الى اجهزة الدولة الحساسة واستولوا على المراكز الهامة فيها فعطلوا مسيرة التعريب في الجزائر واوقفوها وصعدوا وتيرة الصدام مع المعارضين لسياستهم.
لقد حدثت هذه الانتكاسة، او هذا الانقلاب بعد رحيل العلماء الكبار وزوال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين امثال الامام محمد البشير الابراهيمي، و(الفصيل الورتلاني) وكذلك وفاة القادة الكبار في الحركات والاحزاب مثل حزب الشعب، وزعماء حركة انتصار الحريات الديمقراطية وعلى رأسهم (مصالي الحاج) ووفاة الرئيس الجزائري هواري بومدين الذي قطعت سياسة التعريب في عهده شوطا كبيرا وعدم تمكن الحكومات المتعاقبة من بعده من توفير الامن والاستقرار في البلاد، وفشلها في تنفيذ معظم المشاريع التنموية وانتشار الفساد وتزايده وتدهور الاوضاع الاقتصادية، وهجرة كثير من الجزائريين الى فرنسا وانبهار عدد كبير منهم بالحضارة الفرنسية واعتقادهم بان تحديث الجزائر ونهضتها وتقدمها لا يتم الا بخلع رداء العروبة واحياء الهوية البربرية التي حملوا العرب مسؤولية محوها زاعمين ان الفتح العربي الاسلامي لبلادهم كان غزوا واحتلالا اجنبيا.
لقد اعتنق هؤلاء الجزائريون المتفرنسون سياسة فرنسا البربرية التي تدعي بان البربر من اصول اوروبية ولا يمتون للعرب بأية صلة وهي ادعاء باطل تصدى له كثيرون اثبتوا عروبة البربر، ولا مجال هنا للدخول في هذا الموضوع ومن شاء التأكد من ذلك فهناك الكثير من الكتب والمقالات والبحوث التي يمكن الرجوع اليها ولعل من اهمها كتاب الصديق والزميل السابق عثمان سعدي وعنوانه (عروبة الجزائر عبر التاريخ) والصادر في عام 1982 عن الشركة الوطنية للنشر والتوزيع بالجزائر، وتكمن اهمية هذا الكتاب ان مؤلفه عثمان سعدي يصف نفسه بانه جزائري ومن (الذين يقال عنهم بربر، من الشاوية من منطقة الاوراس التي انجبت سائر زعماء البربر من يوغوركا وتاكفاريناس وحتى كسيلة والكاهنة) صفحة 113.
اتخذ الجزائريون المتفرنسون من سياسة فرنسا البربرية- بعد احيائها - ايديولوجية لهم ووجدوا الفرصة مناسبة للدعوة لها بين الناس مستغلين الاوضاع الجزائرية المتردية وانحسار المد القومي العربي في البلاد العربية وبروز الدعوات القطرية والطائفية والعرقية والعقائدية وتتلخص هذه الدعوة التي تقوم بها ما يسمى بالنخبة الجزائرية في النقاط التالية، كما اوردها الباحث والمؤرخ الجزائري الدكتور ناصر الدين سعيدوني في بحثه المسألة البربرية في الجزائر، والمنشور في مجلة عالم الفكر، المجلد ،32 نيسان 2004.
1 - اتخذ دعاة البربرية مبدأ معاديا للثقافة العربية باعتبارها عوامل هدم للهوية البربرية وطمس للتراث البربري وقد ادى بهم هذا الموقف الى تجاهل الماضي الاسلامي للجزائر ودفعهم ذلك للقيام بحملة عدوانية ضد اللغة العربية وعدوها عنوان تأخر ورجعية فضلا عن كونها لغة غزاة ووسيلة قمع وعنف تمارس ضد الطفل القبائلي الذي يفرض عليه تعلمها في المدارس.
2 - اعتبار القبائلية (البربرية) لغة لجميع البربر وجعلها في موقف تنافس بل وعداء مع اللغة العربية ولم يقف الامر عند دعاة البربرية عند هذا الحد بل طالبوا بتصفية وتنقية اللسان البربري من الالفاظ والتراكيب العربية وتعويضها بالفاظ مشتقة من الفرنسية وعلاوة على ذلك فهم ينفرون من استخدام تحية الاسلام (السلام عليكم) واستبدالها بعبارة (آزول فلاون) وتفضيل الحرف اللاتيني ليحل محل الحرف العربي.