في خريف عام 1940 انطلقت واحدة من أعتى الحملات الجوية في التاريخ، حين شنت ألمانيا النازية حملة توعّدها باسم “ذا بليتز”، لم تكتفِ بمجرد القصف، بل حولت سماء بريطانيا إلى ميدان رعب دائم، ليلًا ونهارًا.
(طائرة Heinkel He 111 تُسجل لحظة دخولها الأجواء فوق حي Wapping في شرق لندن، بتاريخ 7 سبتمبر 1940 خلال أولى ليالي القصف المكثف.)
المصدر: Australian War Memorial – صورة جوية تابعة لـLuftwaffe من يوم “ذا بليتز”
بدأت الحملة في 7 سبتمبر 1940، بعد فشل لوفتفافه في كسب السيطرة الجوية في معركة بريطانيا، سعت ألمانيا لتدمير معنويات المدنيين، وفرض شروط تسوية مريحة عبر تدمير البنية التحتية، لكن القصف دفع البريطانيين إلى مقاومة أبهى من المتوقع، فكان العكس هو الحاصل، حيث زادت الوحدة والعزيمة بدلًا من تراجعها.
تعرضت لندن إلى 57 ليلة متتالية من الدمار المتواصل، امتد تأثيره أيضًا إلى مدن مثل كوفنتري، ليفربول، برمنغهام، وساوثهامبتون. دمرت المنازل والمصانع والكنائس، لكن إرادة السكان بقيت صامدة.
اختبأ آلاف المدنيين يوميًا في محطات مترو الأنفاق وتحولت إلى ملاجئ ليلية ضخمة.
مشهد من محطة أنفاق لندن اكتظّت بالمدنيين هربًا من القصف الليلي
المصدر: Daily JSTOR – What Life Was Like During the London Blitz
في أقسى أيام القصف، لجأ ما بين 100,000 و150,000 شخص يوميًا إلى هذه الأنفاق تحت حمل القلق، الصقيع، وحفيف صفارات الإنذار. لكن في المقابل، تشكلت هياكل تنظيمية مؤقتة، مثل لجان تدار على نحو ذاتي، تعزز التضامن بين السكان.
من الصور الأيقونية لمليئ محطة أنفاق بالمدنيين، معظمهم أفراد وأسر، خلال غارة في نوفمبر 1940.
المصدر: Imperial War Museums – Shelter Photographs by Bill Brandt, November 1940
في ليلة 29–30 ديسمبر 1940، التُقطت صورة أيقونية تُعرف باسم “St Paul’s Survives”، تُظهر كاتدرائية سانت بول ترتفع فوق السماء المظلمة بين النيران والدخان.
(صورة مقرّبة توثق القبة وهي تبرز وسط سحابة كثيفة من الدخان والحرائق، والتي التقطها مصور ألماني من الأرشیف العسكري. تظهر الكاتدرائية واقفة كرمز في قلب العاصفة.)
المصدر: The Second World War
لمحة تاريخية مهمة:
لم تكن الكاتدرائية بمنأى عن القصف: إذ تعرّض جدرانها لاثنين من الضربات المباشرة في 10 أكتوبر 1940 و16 أبريل 1941، ومع ذلك بقيت واقفة بفعل جهود فرقة “St Paul’s Watch” وهي مجموعة تطوعية حاربت النيران على أسطح المبنى طوال الليل.
(مشهد يُبرز فرق “St Paul’s Watch” أثناء تصديهم لقنابل حارقة داخل القبة.)
المصدر : Historyextra
أسفرت الحملة عن أكثر من 40,000–43,500 قتيل مدني وآلاف الجرحى، فضلًا عن دمار أكثر من مليون منزل ومدرسة ومصنع.
رغم هذه الخسائر الفادحة لم تنهَ الإرادة البريطانية، بل ارتفعت، كما قال تشرشل مشيرًا إلى الصمود:
“يمكنك أن تحرق مبانينا، لكنك لن تكسر عزيمتنا.”
انتهت الحملة في 10 مايو 1941، عندما قررت ألمانيا توجيه هجومها نحو الاتحاد السوفييتي، وبذلك فشلت في تحقيق هدفها العسكري والسياسي: إخضاع بريطانيا. ذاك الصراع بيّن أن القنابل لا تقهر الإنسانية، وأن التضحيات الجماعية أقوى من الرصاص والدخان.
ملخص سريع للأحداث:
مصادر موثوقة:
(طائرة Heinkel He 111 تُسجل لحظة دخولها الأجواء فوق حي Wapping في شرق لندن، بتاريخ 7 سبتمبر 1940 خلال أولى ليالي القصف المكثف.)

بدأت الحملة في 7 سبتمبر 1940، بعد فشل لوفتفافه في كسب السيطرة الجوية في معركة بريطانيا، سعت ألمانيا لتدمير معنويات المدنيين، وفرض شروط تسوية مريحة عبر تدمير البنية التحتية، لكن القصف دفع البريطانيين إلى مقاومة أبهى من المتوقع، فكان العكس هو الحاصل، حيث زادت الوحدة والعزيمة بدلًا من تراجعها.
تعرضت لندن إلى 57 ليلة متتالية من الدمار المتواصل، امتد تأثيره أيضًا إلى مدن مثل كوفنتري، ليفربول، برمنغهام، وساوثهامبتون. دمرت المنازل والمصانع والكنائس، لكن إرادة السكان بقيت صامدة.
اختبأ آلاف المدنيين يوميًا في محطات مترو الأنفاق وتحولت إلى ملاجئ ليلية ضخمة.
مشهد من محطة أنفاق لندن اكتظّت بالمدنيين هربًا من القصف الليلي

في أقسى أيام القصف، لجأ ما بين 100,000 و150,000 شخص يوميًا إلى هذه الأنفاق تحت حمل القلق، الصقيع، وحفيف صفارات الإنذار. لكن في المقابل، تشكلت هياكل تنظيمية مؤقتة، مثل لجان تدار على نحو ذاتي، تعزز التضامن بين السكان.
من الصور الأيقونية لمليئ محطة أنفاق بالمدنيين، معظمهم أفراد وأسر، خلال غارة في نوفمبر 1940.

في ليلة 29–30 ديسمبر 1940، التُقطت صورة أيقونية تُعرف باسم “St Paul’s Survives”، تُظهر كاتدرائية سانت بول ترتفع فوق السماء المظلمة بين النيران والدخان.
(صورة مقرّبة توثق القبة وهي تبرز وسط سحابة كثيفة من الدخان والحرائق، والتي التقطها مصور ألماني من الأرشیف العسكري. تظهر الكاتدرائية واقفة كرمز في قلب العاصفة.)

لمحة تاريخية مهمة:
- في ليلة 29–30 ديسمبر 1940، تعرضت كاتدرائية سانت بول لـ 28 قنبلة حارقة، لكن بفضل جهود أكثر من 300 متطوع من “St Paul’s Watch”، تم إخماد معظمها قبل أن تُحدث ضررًا كبيرًا.
- تم رفع الصورة الشهيرة “St Paul’s Survives” بعدها مباشرة ونشرت في جريدة الـDaily Mail تحت عنوان “أعظم صورة في الحرب”، بعدما تم تنقيحها وتعديها دوريًا، لكنها أصبحت رمزًا عالميًا للصمود البريطاني.
لم تكن الكاتدرائية بمنأى عن القصف: إذ تعرّض جدرانها لاثنين من الضربات المباشرة في 10 أكتوبر 1940 و16 أبريل 1941، ومع ذلك بقيت واقفة بفعل جهود فرقة “St Paul’s Watch” وهي مجموعة تطوعية حاربت النيران على أسطح المبنى طوال الليل.
(مشهد يُبرز فرق “St Paul’s Watch” أثناء تصديهم لقنابل حارقة داخل القبة.)

أسفرت الحملة عن أكثر من 40,000–43,500 قتيل مدني وآلاف الجرحى، فضلًا عن دمار أكثر من مليون منزل ومدرسة ومصنع.
رغم هذه الخسائر الفادحة لم تنهَ الإرادة البريطانية، بل ارتفعت، كما قال تشرشل مشيرًا إلى الصمود:
“يمكنك أن تحرق مبانينا، لكنك لن تكسر عزيمتنا.”
انتهت الحملة في 10 مايو 1941، عندما قررت ألمانيا توجيه هجومها نحو الاتحاد السوفييتي، وبذلك فشلت في تحقيق هدفها العسكري والسياسي: إخضاع بريطانيا. ذاك الصراع بيّن أن القنابل لا تقهر الإنسانية، وأن التضحيات الجماعية أقوى من الرصاص والدخان.
ملخص سريع للأحداث:
- بدأت حملة ذا بليتز في 7 سبتمبر 1940 واستمرت حتى 11 مايو 1941، حيث قُصفِت لندن لمدّة 57 ليلة متتالية، وأصيبت محطات المترو بملايين اللاجئين المدنيين.
- خلف الحصار الجوي كانت فكرة استخدمت لأول مرة ملاجئ الأنفاق العامة، ومن بينها محطّات مترو ضخمة توافد إليها 100,000–150,000 شخص يوميًا.
- رغم تقديرات النفسيين بآثار اضطرابات نفسية واسعة، فإن عدد الحالات الشديدة كان محدودًا، مع تسجيل معدّل حالتين نفسيتين كارثيتين فقط أسبوعيًا.
- تشير المصادر إلى أن القصف دمّر أو تضرّر أكثر من 1.1 مليون منزل وأودى بحياة 43,000–60,000 مدني بشرق لندن وعدد من المدن الأخرى في بريطانيا.
مصادر موثوقة:
- BBC – How St Paul’s Cathedral survived the Blitz
- Wikipedia – St Paul’s Survives (الصورة الأيقونية)
- St Paul’s Cathedral官网 – St Paul’s Watch
- Historic England – قصة كاتدرائية سانت بول أثناءالقصف
- JSTOR Daily – الحياة اليومية في ملاجئ الأنفاق
- World History Encyclopedia – تجربة الناس تحتالصواريخ