تركيا لم تتمكن من تفعيل منظومة "إس-400" الروسية بسبب العقوبات الأمريكية وإقصائها من مشروع "إف-35"، ما دفعها للبحث عن بدائل غربية متوافقة مع أنظمة الناتو. ومنظومة SAMP/T أثبتت فعاليتها في عمليات سابقة، حيث نشرتها إيطاليا في تركيا عام 2016 لتأمين الحدود مع سوريا ضد تهديدات الصواريخ الباليستية. كما إن النظام قابل للتشغيل المتبادل مع أنظمة الناتو، ما يمنح تركيا مرونة أكبر في التكامل الدفاعي.
فرنسا كانت متحفظة على بيع أو إنتاج مشترك للمنظومة مع تركيا، خاصة بعد العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا، وطلبت توضيحات حول الأهداف التركية هناك. ورغم التوافق التركي-الإيطالي، لا تزال تركيا بحاجة لموافقة فرنسية نهائية لإتمام الصفقة أو الإنتاج المشترك. وتركيا تصر على نقل التكنولوجيا والإنتاج المشترك، وهو ما كان سبباً في فشل صفقات سابقة مع الولايات المتحدة والصين.
SAMP/T توفر دفاعاً فعالاً ضد الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار والطائرات الحربية، وتعد من الأنظمة المتقدمة في أوروبا.
تكلفة البطارية الواحدة تتراوح بين 500 مليون إلى مليار دولار حسب المكونات المرافقة. وامتلاك تركيا للمنظومة سيعزز من قدراتها الدفاعية ويمنحها استقلالية نسبية عن الضغوط الأمريكية، مع الحفاظ على التكامل مع الناتو.
تركيا ترى في SAMP/T حلاً استراتيجياً لتعزيز دفاعها الجوي مع تقليل الاعتماد على روسيا والولايات المتحدة. كما إن العقبات الرئيسية سياسية وتتعلق بمواقف فرنسا، بينما الجانب الإيطالي أكثر مرونة. ونجاح الصفقة يعتمد على قدرة أنقرة على إقناع باريس، وتقديم ضمانات حول الاستخدام، وربما تقديم تنازلات سياسية في ملفات إقليمية.