30 عاما على كامب ديفيد .. وخرائط مصر ما زالت خالية من إسرائيل
لن تشهد مصر أي احتفالات يوم الخميس بالذكرى الثلاثين لإبرامها معاهدة السلام مع اسرائيل عام 1979 والتي مثلت انقلابا في استراتيجيتها وفي الأوضاع الإقليمية في الشرق الأوسط ، ولكن العنوان الرسمي "فقط" يقول "في أضيق الحدود" إن هناك علاقات بين القاهرة وتل أبيب.
هذه هي المحصلة التي خلصت إليها وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها من القاهرة عن مرور الذكرى الثلاثين لتوقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل وما جد على علاقات الجانبين طوال هذه الفترة.
ويقول حسام زكي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية عن الجدل المثار حول هذه القضية باقتضاب لوكالة الأنباء الفرنسية : "ليس من المقرر إقامة أي احتفال في القاهرة" , ولم يفسر المتحدث سبب عدم وجود أي احتفال ، وذلك في إشارة إلى حقيقة أن السلام مع إسرائيل أمر واقع ، ولكن ذكراه ليست أمرا يحتفى به!
وتبدي شاني كوبر زوبيدا المتحدثة باسم السفارة الإسرائيلية في مصر أسفها لأن السفارة لم تتلق أي دعوة لأي احتفال في مصر ، في حين أن العديد من الاحتفالات تقام في إسرائيل.
ويقول حسام زكي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية عن الجدل المثار حول هذه القضية باقتضاب لوكالة الأنباء الفرنسية : "ليس من المقرر إقامة أي احتفال في القاهرة" , ولم يفسر المتحدث سبب عدم وجود أي احتفال ، وذلك في إشارة إلى حقيقة أن السلام مع إسرائيل أمر واقع ، ولكن ذكراه ليست أمرا يحتفى به!
وتبدي شاني كوبر زوبيدا المتحدثة باسم السفارة الإسرائيلية في مصر أسفها لأن السفارة لم تتلق أي دعوة لأي احتفال في مصر ، في حين أن العديد من الاحتفالات تقام في إسرائيل.
ويرى عماد جاد المحلل في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية أنه : "يمكننا التحدث عن "شيزوفرينيا" – أي انفصام شخصية- تصل إلى حد إنكار الحقيقة , هناك سلام بارد .. الشرائح العليا من المجتمع تقيم حوارا وتقوم بأعمال مع إسرائيل ، أما على الصعيد الشعبي فلا شيء على الإطلاق".
ومن وجهة النظر المصرية ، فإن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة وصعود اليمين المتطرف في إسرائيل عاملان يمنعان احتفالا كبيرا بذكرى توقيع معاهدة السلام التي انسحبت بموجبها إسرائيل من سيناء بعد أن احتلتها في حرب عام 1967.
وإذا كان الرئيس حسني مبارك يحتفظ بعلاقاته مع إسرائيل ، فإنه في ذات الوقت حريص على عدم التباهي بها , خصوصا أن اتهامات وجهت إليه بالتواطؤ مع الدولة العبرية من قبل المتشددين في العالمين العربي- والإسلامي.
وفي بداية اعتداءات غزة ، قال الرئيس المصري - قاصدا بحديثه سوريا وإيران وقطر - إن مصر ليست بحاجة إلى دروس من أحد , مذكرا بأنها خاضت أربع حروب ضد إسرائيل في الأعوام 1948 و1956 و1967 و1973.
وكان الرئيس المصري الراحل أنور السادات قد وقع معاهدة السلام في واشنطن مع مناحم بيجين مؤسس حزب الليكود ، الذي يتزعمه الآن بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف.
وقال عبد المنعم سعيد مدير مركز الاهرام للدراسات الإستراتيجية : "كانت المفاجأة أنه على مدى ثلاث سنوات بعد توقيع المعاهدة ، بدا السلام حارا بين مصر وإسرائيل , ولكن حرب لبنان عام 1982 غيرت الأمور".
وأضاف : "توصيف السلام بأنه بارد أو ساخن غير صحيح ، فالحقيقة أن حرارة العلاقات بين مصر وإسرائيل مرتبطة ارتباطا وثيقا بالأوضاع في المنطقة وقبل كل شيء بالنزاع العربي- الإسرائيلي".
وأضاف : "توصيف السلام بأنه بارد أو ساخن غير صحيح ، فالحقيقة أن حرارة العلاقات بين مصر وإسرائيل مرتبطة ارتباطا وثيقا بالأوضاع في المنطقة وقبل كل شيء بالنزاع العربي- الإسرائيلي".
وبتوقيع معاهدة السلام , اعترف بلد عربي كبير لأول مرة بإسرائيل وتبعه الأردن الذي وقع معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1994 , كما اعترفت بها ضمنا سوريا التي أجرت معها مفاوضات مباشرة من أجل تسوية سلمية بعد مؤتمر مدريد عام 1991.
ورغم أن العالم العربي قاطع مصر قرابة عشر سنوات بعد توقيعها معاهدة السلام , إلا أن هذه الأخيرة ظلت قائمة على الرغم من الدماء التي سالت في مواجهات عربية - إسرائيلية عدة وعلى الرغم من عدم توصل الفلسطينيين والإسرائيليين إلى تسوية للنزاع بينهما.
ويظل اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية الوسيط الذي لا غنى عنه في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في ما يتعلق بالهدنة في غزة وبمفاوضات تبادل الأسرى.
أما الروابط الاقتصادية فليست كما مهملا , إذ يربط البلدان اتفاقا لتصدير كميات كبيرة من الغاز المصري إلى إسرائيل ، كما تم منذ اربع سنوات توقيع اتفاقية الـ "كويز" التي تستورد بموجبها مصر من إسرائيل مكونات تدخل في صناعة النسيج الذي يتم إعادة تصديره بعد ذلك إلى الولايات المتحدة من دون جمارك.
وبلغ حجم المبادلات التجارية بين مصر وإسرائيل 271 مليون دولار عام 2008.
وإذا كان التلاميذ المصريون يطلعون ضمن ما يدرسونه عن تاريخ مصر الحديث على معاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية , إلا أن اسرائيل ليس لها ذكر في كتب الأطلس التي تباع في المكتبات المصرية والتي ما تزال تحمل على الخرائط اسم فلسطين.
وباسم رفض "التطبيع" مع إسرائيل ، لا تباع كتب إسرائيلية في المكتبات ولا تعرض أفلام سينمائية إسرائيلية في مصر.
التعديل الأخير: