القومية العربية هي فرانكشتاين

الشرق

عضو جديد
إنضم
7 فبراير 2025
المشاركات
127
التفاعل
181 38 0
الدولة
Egypt
في رواية "فرانكشتاين" الشهيرة لماري شيلي، يسعى الدكتور فرانكشتاين إلى صنع كائن حي من أجزاء بشرية ميتة، بدافع من الطموح العلمي والرغبة في تجاوز حدود الطبيعة. ينجح في خلق "الوحش"، لكنه سرعان ما يفقد السيطرة عليه، ليصبح الكائن انعكاسًا مشوهًا لطموحه، يتجول في الأرض بلا روح حقيقية، يرفضه الجميع، ويثير الرعب أينما حلّ، لأنه ببساطة لم يولد من حياة، بل جُمع من موت.

1749338041682.png


القومية العربية، كما ظهرت في القرن العشرين، كانت مشروعًا لجمع الشعوب العربية تحت هوية واحدة، مستمدة من اللغة والتاريخ والثقافة. لكنها، تمامًا مثل "فرانكشتاين"، لم تُبْنَ على جسد حي نابض من إرادة الشعوب وتنوّعها وتفاعلها الطبيعي، بل على أشلاء إمبراطوريات سابقة، وخطابات شعاراتية، وأنظمة قمعية خدرت المجتمعات بدلًا من إحيائها.كُتبت دساتير، رُفعت أعلام، نُظمت أناشيد، لكن الروح لم تُبث في الجسد. ظلّ الكائن يتحرك، يتكلم، يصدر تهديدات، ويطالب بالمجد، لكنه لم يكن حيًا بحق. كان مزيجًا من الأحلام المتناقضة، تُحرّكه أحيانًا عواطف الجماهير، وأحيانًا مطامع الحكام، دون مشروع حقيقي يعترف بالواقع ويطوّره.


اليوم، عندما نتكلم عن القومية العربية، يمكننا أن نتجادل إن كانت قد ماتت، لكنها بالتأكيد لم تكن يومًا حيّة.
 
سوء فهمك مثير للشفقة لمفهوم القومية العربية

القومية العربية لاتعنى بعرقك ولا بدينك بل فقط بلسانك

السبيل الوحيد لخلق دولة منافسة للصين أو الولايات المتحدة كانت خلق كيان وحدوي فيه كل الشعوب أمازيغ كرد عرب تركمان بلوش والشيئ الوحيد الذي يربطهم هو اللغة العربية أو على الأقل اللهجات العربية

العرب ليسو عرق هم كيان لساني، العربي هو المتكلم بالعربية لذلك إسماعيل بن ابراهيم الكلداني عليه السلام عندما تعلمو العربية من قبيلة جرهم اليمنية سمو أنفسهم عرب، لما لم يمنعهم الجرهميين؟

المشكلة هي تضاد المشاريع، الخليج أصبح سوق إستهلاكي الشام والمغاربة تعرضو للإحتلال وبعد خروج الإحتلال حدثت المشاكل كحرب الرمال، فلسطين تعرضت للإحتلال بالتالي لايمكن ربط آسيا وأفريقيا بكتلة جغرافية واحدة

أيها أفضل لك كيان سياسي عملاق ب400 مليون ساكن و 3.5 ترليون دولار ناتج محلي ربما يكون ثالث أو رابع أكبر إقتصاد بالعالم مع زخم حضاري مصريين قدامى رافديين نوميديين موريين كلدانيين مهبط الوحي مركز الأديان ووووو

القومية العربية كانت جوهرة لكن للأسف

أنا أمازيغي بالمناسبة
 
سوء فهمك مثير للشفقة لمفهوم القومية العربية

القومية العربية لاتعنى بعرقك ولا بدينك بل فقط بلسانك

السبيل الوحيد لخلق دولة منافسة للصين أو الولايات المتحدة كانت خلق كيان وحدوي فيه كل الشعوب أمازيغ كرد عرب تركمان بلوش والشيئ الوحيد الذي يربطهم هو اللغة العربية أو على الأقل اللهجات العربية

العرب ليسو عرق هم كيان لساني، العربي هو المتكلم بالعربية لذلك إسماعيل بن ابراهيم الكلداني عليه السلام عندما تعلمو العربية من قبيلة جرهم اليمنية سمو أنفسهم عرب، لما لم يمنعهم الجرهميين؟

المشكلة هي تضاد المشاريع، الخليج أصبح سوق إستهلاكي الشام والمغاربة تعرضو للإحتلال وبعد خروج الإحتلال حدثت المشاكل كحرب الرمال، فلسطين تعرضت للإحتلال بالتالي لايمكن ربط آسيا وأفريقيا بكتلة جغرافية واحدة

أيها أفضل لك كيان سياسي عملاق ب400 مليون ساكن و 3.5 ترليون دولار ناتج محلي ربما يكون ثالث أو رابع أكبر إقتصاد بالعالم مع زخم حضاري مصريين قدامى رافديين نوميديين موريين كلدانيين مهبط الوحي مركز الأديان ووووو

القومية العربية كانت جوهرة لكن للأسف

أنا أمازيغي بالمناسبة
أنت للأسف مستمر في تكرار نفس الوهم اللي خلى مشروع القومية العربية يفشل من البداية. الفكر الناصري والبعثي كان فكر عاطفي، بعيد كل البعد عن الواقع، واعتقد إنه ممكن يبني كيان ضخم على أساس اللسان المشترك أو المشاعر، بينما العالم كله ماشي في اتجاه ثاني تماماً: المصالح، ثم المصالح، ثم المصالح.

الاتحاد الأوروبي وهو أقرب نموذج ناجح ما في بينهم لا لغة موحدة ولا دين و تاريخهم كله قتال فيما بينهم، ومع ذلك نجحوا لأن كل دولة دخلت وهي حاطة مصالحها قدّام عيونها، مو أمانيها و عملوا على انه الاتحاد سيفيد الجميع رغم بعض المشاكل ولكن هذا ما حدث لكن هل يمكن ان تضمن ان مصالح الجميع لن تتضرر في وحدة عربية ؟.

فكرة إن العربي هو "المتحدث بالعربية" ممكن تمشي في النقاشات الهوياتية، لكن ما تبني بها كيان سياسي واقتصادي مستقر. الكيانات تنجح لما يكون في تكامل اقتصادي، أمن جماعي، تنسيق في السياسات، وميزان قوى ما يسمح لجهة واحدة تفرض نفسها على الباقين.

اللي تطرحه ما هو مشروع، هو حنين لفكرة. وكل مرة نحاول نحييها بهالطريقة، نتجاهل التباينات العميقة اللي بين دول وشعوب المنطقة. أولويات دول الخليج تختلف تماماً عن المشرق، والمغرب العربي في وادٍ ثاني، مو بس بسبب الاستعمار، لكن لأن السياق كله مختلف .

هدفك الوحدة؟ اشتغل على أساس مصالح، تفاهمات، احترام للتنوع، مش على فرض لسان واحد وتاريخ واحد. هذا الفكر انتهى. اليوم الواقع يقول: إذا ما فيه نظام يوزع المنافع بعدالة ويضمن الشراكة العادلة ، أي كيان مصيره التفكك حتى لو كان بين كيانات مشتركة في كل شئ .


تشرفنا و اهلا بالأمازيغ
 
أنت للأسف مستمر في تكرار نفس الوهم اللي خلى مشروع القومية العربية يفشل من البداية. الفكر الناصري والبعثي كان فكر عاطفي، بعيد كل البعد عن الواقع، واعتقد إنه ممكن يبني كيان ضخم على أساس اللسان المشترك أو المشاعر، بينما العالم كله ماشي في اتجاه ثاني تماماً: المصالح، ثم المصالح، ثم المصالح.

الاتحاد الأوروبي وهو أقرب نموذج ناجح ما في بينهم لا لغة موحدة ولا دين و تاريخهم كله قتال فيما بينهم، ومع ذلك نجحوا لأن كل دولة دخلت وهي حاطة مصالحها قدّام عيونها، مو أمانيها و عملوا على انه الاتحاد سيفيد الجميع رغم بعض المشاكل ولكن هذا ما حدث لكن هل يمكن ان تضمن ان مصالح الجميع لن تتضرر في وحدة عربية ؟.

فكرة إن العربي هو "المتحدث بالعربية" ممكن تمشي في النقاشات الهوياتية، لكن ما تبني بها كيان سياسي واقتصادي مستقر. الكيانات تنجح لما يكون في تكامل اقتصادي، أمن جماعي، تنسيق في السياسات، وميزان قوى ما يسمح لجهة واحدة تفرض نفسها على الباقين.

اللي تطرحه ما هو مشروع، هو حنين لفكرة. وكل مرة نحاول نحييها بهالطريقة، نتجاهل التباينات العميقة اللي بين دول وشعوب المنطقة. أولويات دول الخليج تختلف تماماً عن المشرق، والمغرب العربي في وادٍ ثاني، مو بس بسبب الاستعمار، لكن لأن السياق كله مختلف .

هدفك الوحدة؟ اشتغل على أساس مصالح، تفاهمات، احترام للتنوع، مش على فرض لسان واحد وتاريخ واحد. هذا الفكر انتهى. اليوم الواقع يقول: إذا ما فيه نظام يوزع المنافع بعدالة ويضمن الشراكة العادلة ، أي كيان مصيره التفكك حتى لو كان بين كيانات مشتركة في كل شئ .


تشرفنا و اهلا بالأمازيغ
لا أرى أي وهم شخصيا، أنا كتبت كتاب كامل عن فكرة القومية العربية ونقدتها وأثنيت عليها لكن محاسنها أكثر من مساوئها، القومية العربية هي حرفيا مجرد نسخة ضعيفة الجودة من القومية الرومانسية الألمانية، بيسمارك كان خادم ببوروسيا وكان يستمع للقوميين الرومنسيين الجرمان الذين كانو يطمحون لدولة ألمانية موحدة رغم أنهم مشتتين بمئات الممالك المجهرية، هو كان يستهزء بهم ويستخف بهم لكنه شخص مخضرم حاد الذكاء أدرك أنه هذا الإتجاه الوحدوي قد يتحقق وهذا ماحدث له، دعنا من القومية الألمانية لأنهم فعلا شعب واحد عرق واحد لغة واحدة، العرب أخذو نموذجهم من الأتراك، والأتراك أخذو نموذجهم من الألمان، الأتراك في عهد التتريك إعتقدو أنه مشكلة العثمانيين التي أدت لضعفهم وهزالتهم بالعالم الجديد هي أنهم بدون قومية رومانسية، الإيطاليين في 1890 لم يمتلكو حتى لغة إيطالية موحدة صدق أو لاتصدق هم قامو بتعميم لهجة فلورنسا لأنه دانتي من هناك وكتب الكوميديا الإلهية بلهجة فلورنسا، بل حتى شعوبهم كانت مختلفة ومنقسمة ل7 او 8 ممالك، 5 منها لاتينية و 3 جرمانية شمالية.
الأتراك أرادو فعل الأمر نفسه وهو فرض التركية وجعل كل متكلم تركي عثمانيا وهاذا سبب عمليات القتل الممنهجة بسوريا وهذا سبب ظهور القومية العربية أساسا. العرب إعتمدو في مشروعهم فكرة إيطالية صديقي وهي أنه من العراق شرقا للمغرب غربا يتكلمون لغة او لهجة عربية يمكن خلق لغة معيارية وهي لغة القرآن المقياسية أو الفصحى، ثم الوحدة بغض النضر عن العرق، لأنه كما توحد الجرمان واللاتين بايطاليا لانهم اوروبيين من فرع الهندو-اوروبيين فالساميين والاقباط والامازيغ فرع من الافرو-اسيويين وهذه فكرة ذكية.

لاترمي تخاذل سكان العالم الجنوبي بالقومية العربية.

تحياتي
 
لا أرى أي وهم شخصيا، أنا كتبت كتاب كامل عن فكرة القومية العربية ونقدتها وأثنيت عليها لكن محاسنها أكثر من مساوئها، القومية العربية هي حرفيا مجرد نسخة ضعيفة الجودة من القومية الرومانسية الألمانية، بيسمارك كان خادم ببوروسيا وكان يستمع للقوميين الرومنسيين الجرمان الذين كانو يطمحون لدولة ألمانية موحدة رغم أنهم مشتتين بمئات الممالك المجهرية، هو كان يستهزء بهم ويستخف بهم لكنه شخص مخضرم حاد الذكاء أدرك أنه هذا الإتجاه الوحدوي قد يتحقق وهذا ماحدث له، دعنا من القومية الألمانية لأنهم فعلا شعب واحد عرق واحد لغة واحدة، العرب أخذو نموذجهم من الأتراك، والأتراك أخذو نموذجهم من الألمان، الأتراك في عهد التتريك إعتقدو أنه مشكلة العثمانيين التي أدت لضعفهم وهزالتهم بالعالم الجديد هي أنهم بدون قومية رومانسية، الإيطاليين في 1890 لم يمتلكو حتى لغة إيطالية موحدة صدق أو لاتصدق هم قامو بتعميم لهجة فلورنسا لأنه دانتي من هناك وكتب الكوميديا الإلهية بلهجة فلورنسا، بل حتى شعوبهم كانت مختلفة ومنقسمة ل7 او 8 ممالك، 5 منها لاتينية و 3 جرمانية شمالية.
الأتراك أرادو فعل الأمر نفسه وهو فرض التركية وجعل كل متكلم تركي عثمانيا وهاذا سبب عمليات القتل الممنهجة بسوريا وهذا سبب ظهور القومية العربية أساسا. العرب إعتمدو في مشروعهم فكرة إيطالية صديقي وهي أنه من العراق شرقا للمغرب غربا يتكلمون لغة او لهجة عربية يمكن خلق لغة معيارية وهي لغة القرآن المقياسية أو الفصحى، ثم الوحدة بغض النضر عن العرق، لأنه كما توحد الجرمان واللاتين بايطاليا لانهم اوروبيين من فرع الهندو-اوروبيين فالساميين والاقباط والامازيغ فرع من الافرو-اسيويين وهذه فكرة ذكية.

لاترمي تخاذل سكان العالم الجنوبي بالقومية العربية.

تحياتي


أنا فاهم إنك ما تشوف القومية العربية وهم، خاصة إنك اشتغلت على الموضوع بعمق وكتبت عنه كتاب، وهذا بحد ذاته شيء يُحترم. لكن خلني أرجع للنقطة اللي كنت أتكلم عنها: المشكلة مو إن الفكرة ما فيها جوانب إيجابية، ولا إن الناس اللي تبنوها ما كانوا مخلصين، المشكلة إنها ما كانت واقعية كأداة لبناء كيان فعّال في زمننا. نقل النماذج من سياقات ثانية بدون ما نراعي واقعنا، غالباً يطلع بنتيجة مشوّهة. أنت قلت إن الألمان "ما كان عندهم حتى لغة موحدة، وعمموا لهجة فلورنسا لأن دانتي كتب فيها"، وأنا بصراحة ما عندي اطلاع كبير على التفاصيل الأوروبية، لكن حسب كلامك، اللي فهمته إنهم احتاجوا قرون من التراكمات، وحروب، وتضحيات، وتهديدات وجودية عشان يوصلوا لوحدة فيها معنى، وبالنهاية كانت وحدة مبنية على مصالح واضحة، مش بس عاطفة أو حنين لهوية مشتركة.


المشكلة إن عندنا الأمور مشت بشكل عكسي: القومية العربية ظهرت قبل ما تتشكل الدولة الحديثة بكل مقوماتها، وقبل ما نحقق الاستقرار الداخلي، وقبل حتى ما يصير في تصور واضح عن مفهوم "المصلحة العامة". واللي صار فعلياً إننا حاولنا نبدأ من الخطوة الأخيرة من فوق، من حلم الوحدة الكبرى بدل ما نبدأ من الخطوة الأولى، اللي هي بناء الداخل وتأسيس دول قوية مستقرة. نعم، فيه لغة مشتركة على الورق، لكن الواقع يقول إن التواصل بين لهجة مغربية ولهجة عراقية مو بسيط، والاختلافات الثقافية مو سطحية، بل جوهرية أحياناً. فحتى لو الفكرة ذكية مثل ما قلت، فهي تظل تنظير إذا ما كانت مرتبطة بآلية تطبيق واقعية، خصوصاً بعالم اليوم اللي تحركه المصالح، مو الشعارات.


وفي اعتقادي، إذا كنا نبغى نفكر بجدية في مستقبل مشترك، لازم نرجع للواقع ونشتغل على مستوى التكتلات الإقليمية أول، مو نقفز لفكرة "وحدة كبرى" من البداية. الخليج كتكتل، والشام كتكتل، والمغرب العربي كتكتل، كلهم ممكن يوصلوا لدرجة من الانسجام والتكامل، وبعدها يصير من المنطقي تتشكل تحالفات بينهم كتكتلات، مو كدول منفردة. اليوم المنطق اللي يمشي هو منطق المصالح الجماعية، مش اللغة ولا الدين، وهذا الفكر اللي ممكن يخلق فعلاً قوة حقيقية على الأرض.

تحياتي
 
أنا فاهم إنك ما تشوف القومية العربية وهم، خاصة إنك اشتغلت على الموضوع بعمق وكتبت عنه كتاب، وهذا بحد ذاته شيء يُحترم. لكن خلني أرجع للنقطة اللي كنت أتكلم عنها: المشكلة مو إن الفكرة ما فيها جوانب إيجابية، ولا إن الناس اللي تبنوها ما كانوا مخلصين، المشكلة إنها ما كانت واقعية كأداة لبناء كيان فعّال في زمننا. نقل النماذج من سياقات ثانية بدون ما نراعي واقعنا، غالباً يطلع بنتيجة مشوّهة. أنت قلت إن الألمان "ما كان عندهم حتى لغة موحدة، وعمموا لهجة فلورنسا لأن دانتي كتب فيها"، وأنا بصراحة ما عندي اطلاع كبير على التفاصيل الأوروبية، لكن حسب كلامك، اللي فهمته إنهم احتاجوا قرون من التراكمات، وحروب، وتضحيات، وتهديدات وجودية عشان يوصلوا لوحدة فيها معنى، وبالنهاية كانت وحدة مبنية على مصالح واضحة، مش بس عاطفة أو حنين لهوية مشتركة.


المشكلة إن عندنا الأمور مشت بشكل عكسي: القومية العربية ظهرت قبل ما تتشكل الدولة الحديثة بكل مقوماتها، وقبل ما نحقق الاستقرار الداخلي، وقبل حتى ما يصير في تصور واضح عن مفهوم "المصلحة العامة". واللي صار فعلياً إننا حاولنا نبدأ من الخطوة الأخيرة من فوق، من حلم الوحدة الكبرى بدل ما نبدأ من الخطوة الأولى، اللي هي بناء الداخل وتأسيس دول قوية مستقرة. نعم، فيه لغة مشتركة على الورق، لكن الواقع يقول إن التواصل بين لهجة مغربية ولهجة عراقية مو بسيط، والاختلافات الثقافية مو سطحية، بل جوهرية أحياناً. فحتى لو الفكرة ذكية مثل ما قلت، فهي تظل تنظير إذا ما كانت مرتبطة بآلية تطبيق واقعية، خصوصاً بعالم اليوم اللي تحركه المصالح، مو الشعارات.


وفي اعتقادي، إذا كنا نبغى نفكر بجدية في مستقبل مشترك، لازم نرجع للواقع ونشتغل على مستوى التكتلات الإقليمية أول، مو نقفز لفكرة "وحدة كبرى" من البداية. الخليج كتكتل، والشام كتكتل، والمغرب العربي كتكتل، كلهم ممكن يوصلوا لدرجة من الانسجام والتكامل، وبعدها يصير من المنطقي تتشكل تحالفات بينهم كتكتلات، مو كدول منفردة. اليوم المنطق اللي يمشي هو منطق المصالح الجماعية، مش اللغة ولا الدين، وهذا الفكر اللي ممكن يخلق فعلاً قوة حقيقية على الأرض.

تحياتي
هاته المشكلة صديقي الأوروبيين لم يأخذو لا قرن ولا اثنان ولا عشرة، بل حرفيا مجرد 20 سنة بالكثير

إيطاليا كانت حرفيا 9 ممالك منفصلة عرقيا ولغويا في سنة 1890 أي تقريبا نفس سنة نشأة القومية العربية بسوريا

تلك الممالك كانت منفصلة لغويا تماما 4 ممالك شمالية جرمانية لم تفهم حرف واحد من ممالك الجنوب كفلورنسا وهذا قبل 120 سنة فقط هاته صدمة لأي قارء للتاريخ

ليس فقط لغويا بل حتى عرقيا، الشماليين كانو جرمان والجنوبيين لاتين ورغم هذا جميعهم اتفقو على فكرة 'القومية الإيطالية الفتاة" معناه سوف يختارون لغة واحدة ولهجة مدينة واحدة يعمموها ثم يخلقون مملكة إيطالية

العرب والتركمان والأمازيغ والأقباط كلهم يفهمون لهجة عربية بيضاء بل كلهم يفهمون العربية الفصحى وهاته كانت فكرة القوميين العرب الأساسية بالمناسبة هم لم يفكرو بمملكة عملاقة بل فكرة بمملكة مشرقية أولا من الخليج للشام للعراق لمصر بما أنهم كانو خارج الٱحتلال الأوروبي أنذاك وكادت أن تتحقق أمنيتهم لولا وعد بلفور وإتفاقية سايكس بيكو

معناها هم لم يوحدو قارة عملاقة من الصفر، هم قررو الوحدة بالشرق أولا لغاية نشوء مظاهر الإستقرار السياسي ثم بعد سنوات دمج مصر ثم استقلال بلاد المغرب ودمجهم.

عند تلك اللحضة يمكن وضع لغة معيارية واحدة + كيان ثقافي حضاري تاريخي طاقوي هائل

معناه حتى الأوروبيين خلقو قوميتهم قبل حتى خلق دولهم، ومشكلة الوحدات الإقليمية والتحالفات أنها تنهار اليوم أو غدا مثلا الإتحاد الأوروبي أنضر لبريطانيا تخرج منه أنضر لليمين المتطرف، هل تعتقد أنه اليوم شمال إيطاليا سينفصل عن جنوبها؟ لا أبدا لأنهم وحدة عضوية الآن توحدت منذ 120 سنة.

هاته مشكلة الوحدات الأقليمية وهاذا سبب رفضي لفكرة اتحاد شبيه للاتحاد الاوروبي سابقا، وسيلة كل العالم الجنوبي كانت وحدة عضوية واحدة كالجسد الواحد، لكن للأسف

يارجل تخيل مملكة بثراء الخليج وأقلام الشام وتفتح مصر أنذاك، الفرس كانو فقط يشكلون 60% من إيران قبل بضع عشرات السنوات مع عشرات القوميات الأخرى المختلفة عرقيا ولغويا، أنضر كيف دمجو 80 مليون إيراني بقومية واحدة ونفس الشيئ للأتراك مزيج تركماني كردي أناضولي ورغم هذا أتاتورك فرض لغة تركية وأبجدية لاتينية خاصة بهم، هم اليوم دول ذات مشاريع حقيقية لأنهم ببساطة دمجو كل طاقاتهم البشرية لهدف واحد.

هم أرادو فحسب تطبيق النموذج الإيطالي ورغم انقسام الايطاليين لغويا وعرقيا اكثر مئة مرة منا فهم نجحو ونحن فشلنا.
 

المرفقات

  • Screenshot_2025-06-09-23-25-12-763_com.android.chrome.jpg
    Screenshot_2025-06-09-23-25-12-763_com.android.chrome.jpg
    437.5 KB · المشاهدات: 12
  • Screenshot_2025-06-09-23-36-36-032_com.android.chrome.jpg
    Screenshot_2025-06-09-23-36-36-032_com.android.chrome.jpg
    570.6 KB · المشاهدات: 9
التعديل الأخير:
عودة
أعلى