
في تصعيد للتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، علقت الحكومة الأمريكية بيع محركات الطائرات وغيرها من التكنولوجيا الحيوية لشركة تصنيع الطائرات التجارية الصينية المملوكة للدولة COMAC،
برنامج طائرات C919، وهو الرهان الرئيسي للصين للتنافس مع طرازي إيرباص A320 وبوينج 737 في السوق العالمية.
ويتضمن قرار وزارة التجارة الأميركية تعليق التراخيص التي كانت تسمح للشركات الأميركية بتزويد شركة كوماك بالمنتجات والتقنيات. ومن بين العناصر المتضررة محركات LEAP-1C، التي تنتجها شركة CFM International المشتركة، التي شكلتها شركة GE Aerospace والشركة الفرنسية Safran.
وتعد هذه المحركات أساسية لطائرة C919، التي دخلت العمليات التجارية في عام 2023 ولديها حاليًا 18 وحدة في الخدمة في الصين وهونج كونج.
وتشير المصادر إلى أن هذا التعليق يأتي ردا على القيود الأخيرة التي فرضتها الصين على تصدير المعادن الحيوية إلى الولايات المتحدة. وقالت وزارة التجارة إنها تقوم بمراجعة الصادرات ذات الأهمية الاستراتيجية إلى الصين، وفي بعض الحالات علقت التراخيص الحالية أو فرضت متطلبات إضافية أثناء إجراء المراجعة.
وأدانت السفارة الصينية في واشنطن هذه الخطوة، متهمة الولايات المتحدة بـ"المبالغة في مفهوم الأمن القومي، وإساءة استخدام ضوابط التصدير، وعرقلة الصين بشكل خبيث".

تشكل الطائرة C919 محورا أساسيا لاستراتيجية الصين الرامية إلى تقليل اعتمادها على الشركات المصنعة الغربية. ومع ذلك، لا يزال التصميم يعتمد بشكل كبير على المكونات الأجنبية، بما في ذلك المحركات والأنظمة الإلكترونية.
وقد يؤدي تعليق المبيعات إلى تأخير خطط كوماك للحصول على شهادات دولية، مثل شهادة وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA)، وهو أمر ضروري لدخول طائرة C919 إلى الأسواق خارج الصين.

CJ-1000A
الخطوة الأميركية قد تؤدي إلى تسريع جهود الصين لتطوير محركات محلية، مثل محرك
CJ-1000A، الذي تنتجه شركة Aero Engine Corporation of China (AECC).
ورغم أن اختبارات الطيران للمحرك CJ-1000A بدأت مؤخرا، يقول الخبراء إن الأمر سيستغرق سنوات قبل أن يصبح المحرك جاهزا للاستخدام التجاري.
يمثل تعليق مبيعات المحركات من قبل شركة CFM International فصلاً جديدًا في التنافس التكنولوجي المتزايد بين أكبر اقتصادين في العالم، مع آثار كبيرة على صناعة الطيران العالمية.