اولاً اتمنى ان يكون ردك اكثر احتراماً ( هريتونا بالدوله النفطية ))
سؤال مهم جدًا، وإليك الأسباب الرئيسية التي تجعل حتى الدول الغنية تلجأ إلى الاقتراض أو التمويل عند شراء الأسلحة، رغم امتلاكها لاقتصادات قوية:
1. توزيع العبء المالي عبر السنوات
حتى الدول الغنية لديها موازنات سنوية محدودة، واقتناء سلاح متطور (مثل غواصات أو طائرات F-35 أو منظومات دفاع جوي) يتطلب مليارات الدولارات.
التمويل أو القروض تسمح بتقسيط هذه النفقات على سنوات، مما يخفف الضغط على الموازنة العامة ولا يسبب عجزًا فجائيًا.
2. الاحتفاظ بالسيولة النقدية
الدول تفضل الاحتفاظ بأموالها للاستثمارات أو الطوارئ أو مشاريع البنية التحتية، بدلًا من دفع ثمن السلاح بالكامل دفعة واحدة.
الاحتفاظ بالسيولة = مرونة مالية أعلى في حال حدوث أزمات (كوارث طبيعية، انهيار اقتصادي، حرب مفاجئة...).
3. العقود العسكرية الضخمة تشمل ترتيبات تمويل جذابة
في كثير من الأحيان، الدولة المصنعة تقدم قروضًا ميسّرة أو شروط تمويل مغرية كجزء من الصفقة.
مثلًا: بعض الصفقات تأتي بفوائد شبه صفرية، أو تبدأ السداد بعد 5 سنوات من التسليم.
4. الاستفادة من التضخم والعملة
الدول تتوقع أن قيمة المال في المستقبل ستكون أقل (بسبب التضخم)، وبالتالي سداد القرض لاحقًا سيكون "أرخص" من الدفع الآن.
هذا الأسلوب شائع حتى بين الشركات الكبرى والدول الصناعية.
5. الإبقاء على التصنيف الائتماني
حتى الدول الغنية تحرص على الحفاظ على نسبة دين إلى ناتج محلي معقولة.
الاعتماد على التمويل المرحلي أفضل من دفع مبالغ ضخمة تُحدث خللًا فجائيًا في المالية العامة وتؤثر على التصنيف الائتماني.
6. التمويل مقابل شروط سياسية أو صناعية
بعض الدول تشترط تمويل الصفقة مقابل نقل تكنولوجيا أو توطين الصناعة، وهو ما يدر دخلًا للدولة المشتري لاحقًا.
أحيانًا الدولة البائعة تمول الصفقة بهدف كسب حليف استراتيجي أو دعم صناعتها الدفاعية.
أمثلة من الواقع:
- الهند اقترضت لشراء طائرات "رافال".
- البرازيل استخدمت تمويلًا فرنسيًا في شراء غواصات.
- الولايات المتحدة نفسها تلجأ للتمويل الفدرالي لتغطية صفقات عسكرية ضخمة.
- المغرب ومصر مولتا بعض صفقاتهما الدفاعية الكبرى عبر قروض من الدول المصنعة أو بنوك دولية.
الجزائر نفسها في بعض صفقات الاسلحة تقايض الطاقة :
هناك مؤشرات على أن بعض العقود (مثل مع روسيا أو الصين) تمت عبر ترتيبات مقايضة جزئية أو دفع بالغاز أو النفط أو مشاريع مشتركة.
هذا يسمح للجزائر بالحفاظ على احتياطاتها من العملة الصعبة.