متحدية النفوذ الأمريكي.. الصين تعرض مقاتلات J-10 على كولومبيا- هل تتغير قواعد اللعبة؟

amigos

عضو
إنضم
16 فبراير 2025
المشاركات
579
التفاعل
1,022 54 4
الدولة
Tunisia
في تحرك لافت على رقعة الشطرنج الجيوسياسية، قدمت بكين عرضًا لبيع سربين من طائرات J-10CE متعددة المهام إلى كولومبيا؛ مما يشكل اختراقًا محتملاً للسوق الدفاعية الأمريكية اللاتينية التي لطالما هيمن عليها الغرب.

عرض يصل لـ24 من مقاتلات الصين J-10 المتقدمة مع تمويل مرن​

جاء هذا العرض خلال زيارة الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو إلى الصين، حيث اجتمع مع نظيره الصيني شي جين بينغ. ونقلت مصادر دفاعية، من بينها موقع “إنفوديفينسا”، أن العرض يتضمن ما يصل إلى 24 طائرة مع ترتيبات تمويل مرنة ما يُعد أحد أبرز عروض الصين في القارة حتى الآن.

إعلان

تحوّل استراتيجي أم مغامرة محفوفة بالمخاطر؟​

بالنسبة إلى كولومبيا، يُعدّ هذا العرض مغريًا في ظل تقادم أسطولها من مقاتلات Kfir الإسرائيلية، التي وصلت إلى نهاية عمرها التشغيلي.


وتكافح بوغوتا لتحقيق التوازن بين الحاجة الملحة للتحديث، والميزانية الدفاعية المحدودة، والحفاظ على تحالفاتها التقليدية.

في المقابل، ترى الصين في هذه الصفقة بوابةً لتوسيع نفوذها في منطقة تعتبر تاريخيًا ضمن المجال الاستراتيجي الأميركي، مُستخدمة المبيعات الدفاعية كأداة لتعزيز الشراكات الجيوسياسية، على غرار مبادرة الحزام والطريق.

J-10CE .. مقاتلة جيل رابع ونصف بقدرات متقدمة​

طائرة J-10CE، وهي نسخة تصديرية من J-10C، تتميز بتصميم دلتا وجناح كانارد، ورادار AESA حديث، ومنظومة IRST، وصواريخ بعيدة المدى من طراز PL-15E. وتُقدّر تكلفتها بين 40 و50 مليون دولار، ما يجعلها خيارًا جذابًا للدول الباحثة عن قدرات عالية بكلفة أقل من مثيلاتها الغربية.

المقاتلة الصينية J-10C
وقد طورت شركة تشنغدو للطائرات طائرة J-10CE، وتتميز بتصميم جناح دلتا وجناح كانارد، وهو تصميم يعزز القدرة على المناورة وخفة الحركة في القتال الجوي.

وتعمل الطائرة بمحرك واحد، عادةً ما يكون محرك توربوفان صيني الصنع من طراز WS-10B أو محرك AL-31FN الروسي، مما يوفر سرعة قصوى تبلغ 1.8 ماخ ونصف قطر قتالي يبلغ حوالي 1200 ميل مع خزانات وقود خارجية.

ومع ذلك، تثير عملية دمج منصة صينية في سلاح جو متحالف مع الناتو تحديات معقدة تتعلق بالتدريب، والبنية التحتية، والتوافق مع الطائرات الأميركية والإسرائيلية المستخدمة حاليًا.

دروس من فنزويلا .. وتحذير من الوقوع في الفجوة اللوجستية​

رغم أن فنزويلا سبقت كولومبيا في التعاون الدفاعي مع الصين، إلا أن تجربتها لم تكن خالية من الإخفاقات.

فقد أدت صعوبات الصيانة إلى تعطيل عدد من الأنظمة الصينية، ما يدعو كولومبيا للتريث في قبول عرض قد يُدخلها في حلقة معقدة من الاعتماد على مورد غير تقليدي.

الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو خلال لقاؤه بالرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين

بين Gripen وF-16 وJ-10CE .. كولومبيا أمام لحظة حاسمة​

تشير المقارنة بين J-10CE والمقاتلات الغربية إلى مفاضلة دقيقة بين الكلفة الأولية والاعتمادية طويلة الأمد. فرغم أن F-16 تتمتع بشبكة دعم عالمية، وتُشغلها دول حليفة مثل تشيلي، وتُقدّم Gripen السويدية تكنولوجيا متطورة بتكاليف تشغيل منخفضة، فإن J-10CE تُغري بسعرها وقدراتها في الاشتباك بعيد المدى.

شهرة عالمية بعد التفوق على رافال الفرنسية​

تأتي عروض التنين الصيني للمقاتلة J-10 التي اكتسبت شهرة عالمية عقب الاشتباكات التي دارت بين الهند وباكستان، وقد أثبتت الطائرة الصينية كفاءة كبيرة أمام المقاتلة “رافال” الفرنسية، واقتحمت الساحة الدولية، وأصبحت محط أنظار مختلف جيوش العالم في أول اختبار حقيقي ومعركة جوية لها.

لكن، هل تستطيع كولومبيا المجازفة ببنية أمنها الجوي عبر التوجه شرقًا، أم تفضل البقاء في المدار الأطلسي الآمن؟
 
عودة
أعلى