طائرات التدريب الجديد
تستوعب احدث الطائرات العملانية راهناً قمرة رقمية ونظماً تكنولوجية، مما يعني انه يجب على القوات الجوية في جميع انحاء العالم ان تغيّر طريقة تهيئة اطقمها الجوية مستقبلاً لبيئة عملية جديدة. فبعد مضي عقود على طائرات التدريب التي قدمت خدمات يعتمد عليها ومجهزة بهياكل جوية قوية وبحياة انشائية طويلة، فان جيلاً جديداً من منصات التدريب اخذ يجعل المنصات الحالية قديمة العهد. وقد صممت الطائرات الجديدة لتشكل قاعدة اساسية صالحة اكثر ومنخفضة التكاليف بالنسبة لحاجات التدريب مستقبلاً، لا سيما عندما تستعمل مع مشبهات على الارض اكثر تعقيداً ومع نظم تدريب تعتمد على الكومبيوتر. وتتيح طائرات التدريب من الجيل الجديد، التي تتمتع بشاشات عرض في القمرة الزجاجية، وبمعالجة المعطيات بشكل اكثر تجاوباً وبنظم الكترونيات طيران لمهام جديدة وبمرونة اكبر، تتيح للطيارين مستقبلاً ولموظفي الدعم على الارض الاستفادة من النظم الجاهزة على متون طائرات التدريب الجديدة التي تخفض تكاليف الطيران وصيانة اساطيل الطائرات كثيراً. وهذا يعني انه يمكن ان يحقق عدد أقل من الطائرات مزيداً من قيمة التدريب وتؤمن ايضاً في بعض الحالات قدرة عملانية ثانوية قيّمة لدي تجهيزها بأسلحة مناسبة. ويكمن التغيير الكبير الآخر في عالم التدريب الجوي في زيادة الاعتماد على استعمال خدمات التدريب من مصادر خارجية، تحرر موظفي الخدمة الذين يرتدون بزات رسمية والذين جرى تدريبهم بتكاليف باهظة، ليركزوا على مهامهم العملانية دون ان يترتب عليهم تقديم انشطة دعم ادارية كثيفة اضافية.
طائرات التدريب الجديدة
ان طائفة طائرات التدريب النفاثة المتقدمة من فئة (Hawk)، من شركة (BAE Systems) هي حالياً من اكثر طائرات التدريب النفاثة المتقدمة الشائعة في العالم، والتي بيع منها نحو ٩٠٠ طائرة الى ١٨ زبوناً عسكرياً مختلفاً.
وقد جرى تحسين وتحديث الطائرة الاساسية كثيراً على مر السنين وجُهزت قمراتها المحدثة بشاشات عرض رقمية حلت محل الاقراص المدرجة الأصلية. وقد زُودت استراليا بطائرة التدريب (Hawk 127) بوصفها طائرة تدريب مقاتلة رائدة لاعداد الطيارين لقيادة الطائرات القتالية من فئة (F/A - 18 Hornet) و (Super Hornet) وقد سلمت ايضاً طائرة تدريب مقاتلة مماثلة تماماً للهند، التي من المقرر ان ترخص انتاج طائرات اضافية من شركة (HAL) في اعقاب التسليمات الأولى من خط الانتاج البريطاني. وتتضمن نماذج حديثة من طائرات (Hawk) حيزاً اضافياً لإلكترونيات الطيران في مقدمتها الموسعة. وقد جهزت في السنوات الأخيرة طائرات (Hawk) من فئة (T1) البريطانية بأجنحة جديدة وبهياكل خلفية لتمديد حياة هيكلها، كما خدمت ايضاً في البحرية الملكية. لكن كان معروفاً منذ وقت طويل ان فجوة قد نشأت في قدرة التدريب بين تكنولوجيا التدريب في السبعينيات لطائرات (Hawk T1) وبين ما تدعو الحاجة اليه لتدريب الطيارين على البيئة الرقمية لطائرات، مثل طائرات (Typhoon) و(F/A - 18) و(Rafale) و(Gripen) و(JSF) وكانت النتيجة في المملكة المتحدة هي اختيار طائرة (Hawk 128) التي منحت الرمز (T2) في الخدمة في سلاح الجو المكي (RAF). وقد اعتمدت على الطائرة الاسترالية (Hawk 127). التي وسع تطويرها اكثر بتزويدها بنظم اقوى وبهيكل انشاء محسن. ويزعم ان طائرة (T2) هي تصميم جديد فعلاً، ولم يكن مشتركاً مع تصميم الطائرة (T1) الا بنسبة نحو ١٠ في المائة. فالانشاء ابسط، اذ جُهز بأقل المكونات، وهو اقوى وأسهل على الصيانة، وان المحرك بمراوح تربينية محدثة من نوع (Adour) من شركة (Rolls - Royce/Turbomeca) هو أقوى وأكفأ. وقد صممت النظم على متنها ليجري تحديثها بسهولة او استبدالها طوال حياة خدمتها المقررة بثلاثين سنة.
يشكل وصول طائرة (Hawk T2) للخدمة في سلاح الجو الملكي في المملكة المتحدة جزءاً من اعادة تنظيم الشراكة الحكومية التجارية المستوردة من خارج الاطار العسكري المعروفة بنظام التدريب على الطيران العسكري في المملكة المتحدة، والذي فازت فيه شركة (Lockheed Martin)"كونسورتيوم (VT)، المعروف ايضا بكونسورتيوم خدمات الطيران الصاعدة (AFSC) الذي مُنح عقدا بمبلغ ٦٠٠ مليون جنيه استرليني في السنة الماضية لتقديم التدريب العسكري للطيارين على اساس متزايد، والذي يطور حاليا كمنهاج الدراسة للتدريب مستقبلا. وهو يؤمن ايضا محطة جديدة لمرافق البنى التحتية مجمع حظيرة جديد بكامله مع الصيانة وتقديم تقنيات ايجاز المعلومات للطاقم ومرافق وقاعات دراسة تقترب من الانجاز. وسوف يؤمن هذا بحلول العام ٢٠١١ بيئة تدريب فائقة الحداثة الى جانب فوائد المشبهات الجديدة المعقدة ومساعدات التدريب الاصطناعية لكل الطلاب، اضافة الى دعم طائرات (Hawk T2s). وسوف تقدم رزم تدريب مماثلة للزبائن من الخارج.
اما طائرة (Hawk 128)، فسوف تزوّد الطيارين الطلاب الذين سيقودون الطائرات النفاثة السريعة ذات الاجنحة الثابتة، بدرجة عالية من التدريب المشبه على متنها والذي يتيح التدرب على استعمال الاسلحة والمساعدات الدفاعية والتدرب على الرادار جو - جو على ان تنفذ فعلياً لاحقا، على رغم ان طائرات (T2s) الجديدة لن تحمل نظماً رادارية فعلية او اسلحة حيّة. وهذا سوف يؤدي الى ادخارات كبيرة ويمنح الطيارين مزيدا من التدريب القيّم ابان الطيران. سوف يكون بمقدورهم تفريغ كل بيانات المهمة بعد القيام بها، لاجراء تقويم وتقديم موجز مع الطلاب والمدربين في قاعة الدراسة. وتتولى شركة (BAE) تقديم تخطيط المهمة ووحدات البيانات الموجزة التي سوف تجعل مهام التدريب والموجزات بعد الطيران تنجز بطريقة اسهل واسرع. ويصطحب الطلاب اداة تسجيل معهم عندما يصعدون على الطائرة ومن ثم يصلونها بالطائرة لتسجل كل ناحية من نواحي المهمة. وتنتزع بعد تنفيذ المهمة، ومن ثم تفرّغ لتؤمن بيانا لموجز شامل مع اركان التعليم على الطيران. وهذا مهم جدا عندما يجري تنفيذ طيران تشكيلي او عندما تشترك الطائرات في مهام عملانية تشبيهية مع اشكال طيران هجومي او تملصي. وسوف يحل العام ٢٠١٢ وتكون قد استكملت رزمة التدريب كلها على طائرات (Hawk T2)، بما فيها المشبهان للمهام كلها تقدمها شركة BAE. وتساهم شركة (Lockheed Martin) بست ادوات تدريب على الارض، وسوف يكون هناك ايضا اجهزة تدريب كمبيوترية منضدية وشخصية.
تتمتع طائرة (Hawk T2) بكومبيوتر مهام وشاشات عرض متطابقة مع نظارات الروية الليلية. ويمكن اعادة تصميم شاشات العرض الثلاث الملونة الكبيرة المسطحة عند لمس مفتاح تبديل. ويتمتع مركز المدرب في القمرة الخلفية بشاشة عرض كبيرة اضافية مركبة في الوسط، تقلد شاشة العرض الرأسية المركبة في مركز الطالب الامامي. وتتمتع شاشة الملاحة بخريطة متحركة رقمية مزودة بنظام (GPS) مدمج، وسوف تتمكن شاشة العرض الرادارية الاصطناعية النشطة من تشبيه الطيران التشكيلي او تحركات الطائرات المتعددة الاخرى. وسوف يتمكن المشاركون الآخرون من التجاوب تماماً في التدرب على الطيران كما لو ان النظم الرادارية كانت نشطة وحقيقية مع وصلة بيانات تعمل بالتردد العالي (HF) تشاطر بيانات الطيران المشبهة على المهام. ويمكن ايضا تشبيه اطلاق الاسلحة، بما فيها الاسلحة الدقيقة، والانذار من التهديد لمنح مستوى معززا حقيقيا من الادراك والقدرة العملانية.
التحدي الايطالي
تواجه طائرة (Hawk) حاليا تحديا جديدا في الاسواق العالمية، يتمثل بطائرة (M - 346) من شركة (Finmeccanica - Aermacchi)، التي اختارتها حاليا الامارات العربية المتحدة باتفاقية اولية على ٤٨ طائرة. وقد طوّرت الطائرة بمنصة روسية (Yak - 130)، الا انه جرى تحديثها تقريبا تماما بهيكل جديد وبايروديناميكيات مصقولة وبمحرك جديد واجهزة تحكم بالطيران بالاسلاك جديدة وبقمرة زجاجية ونظم الكترونيات طيران. ولما كان سلاح الجو الايطالي قد اجرى للتو تحديثا رئيسيا على اسطول طائرات التدريب (MB - 339)، مع قمرات زجاجية جديدة، فان السوق المحلية ليست بحاجة الى عدد كبير من طائرات (Aermacchi) الجديدة (M - 346) حاليا. لكن الشركة تستعد لادخال ١٥ طائرة في مخزونها، ويرجح استعمالها في اعادة تجهيز الفريق الاكروباتي الوطني (Frecce Triolori). وهذا قد يعرض بالتأكيد طائرة التدريب النفاثة الجديدة امام جمهور دولي واسع جدا ويزيد في توقعات التصدير، مثل طائرة (Hawk T1) عندما جهزت للفريق الاكروباتي (Red Arrows) في سلاح الجو الملكي (RAF).
تم الترويج لطائرة (M - 346) جيدا في جميع انحاء العالم، لكن الى حين اتخذت الامارات العربية المتحدة قرارا، كانت الطائرة بطيئة في اجتذاب طلبات ثابتة. وينتظر ان يتغير هذا عند دخولها الخدمة للمرة الاولى. وبمقارنتها مع طائرة (Hawk)، اقرب منافس لها، تتمتع الطائرة (M-346) بمحركين بدلا من محرك واحد، وان التحكم بها بالاسلاك وبقدرتها على تحقيق سرعة قصوى تبلغ ماخ ١٧،١، يقال بانها فعالة جدا، مع ان المحركين يقتضيان عادة مزيدا من الصيانة اكثر من محرك واحد وربما تستهلك مزيدا من الوقود. ويعتبر اداؤها اقرب الى طائرة قتال من الجيل الجديد، ويرجح ان يكون تصميمها جذابا كطائرة تدريب مقاتلة رائدة. وتنوي الامارات العربية المتحدة استعمال بعض الطائرات في دور دعم جوي قريب خفيف. ويجري ترويجها في الولايات المتحدة الاميركية كبديل محتمل لطائرة (T - 45 Goshawk) والطائرة القديمة (T-38). وقد تدعو الحاجة الى اكثر من ٦٠٠ طائرة. وكانت طائرة (T - 38) في سلاح الجو الاميركي هي طائرة التدريب المتقدمة القياسية منذ مطلع الستينات، وسوف تكون بحاجة للاستبدال قبل نهاية العقد المقبل، رغم انها مُنحت تحديثات مختلفة لتمديد حياتها على مر السنين. وتعتبر قطر وسنغافوره والمملكة العربية السعودية كلها زبائن محتملين مستقبلا. ولم تدخل الطائرة (M - 346) الخدمة لغاية الآن، لكن سوف يكون امامها لدى دخولها حياة طويلة بوصفها اكثر تصميم تدريب متقدم قيد الانتاج حاليا.
التدريب على طائرات بمحركات متعددة
هناك حاليا سلسلة واسعة من الطائرات النفاثة الصغيرة والطائرات بمحركات تربينية تستعمل لتدريب الاطقم الجوية لقيادة طائرات متعددة المحركات، مثل طائرات النقل والصهريج وطائرات الدورية. وتشمل هذه الطائرات نماذج عسكرية من طائرات رجال الاعمال النفاثة وطائرات النقل الصغيرة مثل طائرة 125 Dominie وطائفة طائرات (Falcon) و(Jetstream). وان طائرات التدريب المجهزة بمحركات متعددة وبنظم ملاحة وحرب الكترونية واسلحة يصل حجمها لتشمل المنصات المتحدرة من طائرات (Boeing 737) المستعملة في الولايات المتحدة، لكن تستعمل معظم القوات الجوية منصات تدفعها المراوح لتمنح الطيارين الطلاب احساساً بمعالجة طرازات من الطائرات الأكبر. ويوجد في داخل الحجرات الواسعة اطقم جوية وملاحون متخصصون لهم مراكز خاصة يقلدون البيئة التي سوف يعملون فيها بشكل اساسي عندما يخدمون في اسراب عملانية.
احدى طائرات النقل الخفيفة الثابتة جيداً بمحركين تربينيين قيد الاستعمال على نطاق واسع هي طائرة التدريب بمحركات متعددة (B200) من شركة (Hawker Beechcraft king Air) . مرة اخرى، تنجز مشبهات الطيران على الارض كثيراً من التدريب على التآلف الروتيني في الجو، حتى يتعود الطلاب على التحكم بالطائرة وعلى الاجراءات حتى قبل ان يتولوا قيادة طائرات التدريب. وان التوصل الى معرفة كل مزايا قيادة الطائرات الكبيرة المجهزة بمحركات متعددة واكتشاف تقنيات معالجتها وتشغيلها في المجال الجوي المدني والعسكري يتطلب نظم قمرة تعكس ما سوف يكتشفه الطلاب في خدمة السرب وفي الاحوال اليومية. وعندما يتأهلون، سوف يتمكنون من التحول الى طائرات اكبر محددة بثقة. وسوف يتحول الطيارون احياناً من الطائرات النفاثة السريعة او الطوافات الى طائرات بمحركات متعددة. وسوف يتضمن التدريب على التحول بالتحديد درساً من نحو ٤٥ ساعة في الجو و٢٠ ساعة على المشبه، وقد يستغرق هذا الدرس نحو ستة اسابيع على الارض و١٤ اسبوعاً في الجو. اما بالنسبة للذين ليس لديهم خبرة طيران سابقة، فسوف تتبع ذلك مرحلة تدريب على الطيران اساسية أولية من ٣٠ ساعة على المشبه و٧٠ ساعة اضافية على طائرة تدريب اكبر.
هذا، ويمكن ايضاً استعمال منصات مثل منصة (King Air 200) للتدريب بنجاح تام على قيادة طائرات النقل الخفيف وفي دور المراقبة والحرب الاكترونية او القيام بدورية. وقد طلب سلاح الجو الاميركي وسلاح الجو الملكي (RAF) البريطاني مؤخراً طائرات اضافية من طائرات (King Air 200) لاستعمالها في افغانستان كمنصات متعددة الادوار في مهام خاصة، مجهزة بمستشعرات في قبتها تعمل بالأشعة تحت الحمراء شاخصة الى الامام (FLIR) وبمستشعرات بصرية - الكترونية في قبتها وبنظم فيديو بوصلات تفريغ سريعة. وتؤكذ هذه الاستعمالات الجديدة كم يمكن ان تكون هذه المنصات مفيدة للأدوار العملانية بعد تدريب الطيار على طائرات بمحركات متعددة.
تستوعب احدث الطائرات العملانية راهناً قمرة رقمية ونظماً تكنولوجية، مما يعني انه يجب على القوات الجوية في جميع انحاء العالم ان تغيّر طريقة تهيئة اطقمها الجوية مستقبلاً لبيئة عملية جديدة. فبعد مضي عقود على طائرات التدريب التي قدمت خدمات يعتمد عليها ومجهزة بهياكل جوية قوية وبحياة انشائية طويلة، فان جيلاً جديداً من منصات التدريب اخذ يجعل المنصات الحالية قديمة العهد. وقد صممت الطائرات الجديدة لتشكل قاعدة اساسية صالحة اكثر ومنخفضة التكاليف بالنسبة لحاجات التدريب مستقبلاً، لا سيما عندما تستعمل مع مشبهات على الارض اكثر تعقيداً ومع نظم تدريب تعتمد على الكومبيوتر. وتتيح طائرات التدريب من الجيل الجديد، التي تتمتع بشاشات عرض في القمرة الزجاجية، وبمعالجة المعطيات بشكل اكثر تجاوباً وبنظم الكترونيات طيران لمهام جديدة وبمرونة اكبر، تتيح للطيارين مستقبلاً ولموظفي الدعم على الارض الاستفادة من النظم الجاهزة على متون طائرات التدريب الجديدة التي تخفض تكاليف الطيران وصيانة اساطيل الطائرات كثيراً. وهذا يعني انه يمكن ان يحقق عدد أقل من الطائرات مزيداً من قيمة التدريب وتؤمن ايضاً في بعض الحالات قدرة عملانية ثانوية قيّمة لدي تجهيزها بأسلحة مناسبة. ويكمن التغيير الكبير الآخر في عالم التدريب الجوي في زيادة الاعتماد على استعمال خدمات التدريب من مصادر خارجية، تحرر موظفي الخدمة الذين يرتدون بزات رسمية والذين جرى تدريبهم بتكاليف باهظة، ليركزوا على مهامهم العملانية دون ان يترتب عليهم تقديم انشطة دعم ادارية كثيفة اضافية.
طائرات التدريب الجديدة
ان طائفة طائرات التدريب النفاثة المتقدمة من فئة (Hawk)، من شركة (BAE Systems) هي حالياً من اكثر طائرات التدريب النفاثة المتقدمة الشائعة في العالم، والتي بيع منها نحو ٩٠٠ طائرة الى ١٨ زبوناً عسكرياً مختلفاً.
وقد جرى تحسين وتحديث الطائرة الاساسية كثيراً على مر السنين وجُهزت قمراتها المحدثة بشاشات عرض رقمية حلت محل الاقراص المدرجة الأصلية. وقد زُودت استراليا بطائرة التدريب (Hawk 127) بوصفها طائرة تدريب مقاتلة رائدة لاعداد الطيارين لقيادة الطائرات القتالية من فئة (F/A - 18 Hornet) و (Super Hornet) وقد سلمت ايضاً طائرة تدريب مقاتلة مماثلة تماماً للهند، التي من المقرر ان ترخص انتاج طائرات اضافية من شركة (HAL) في اعقاب التسليمات الأولى من خط الانتاج البريطاني. وتتضمن نماذج حديثة من طائرات (Hawk) حيزاً اضافياً لإلكترونيات الطيران في مقدمتها الموسعة. وقد جهزت في السنوات الأخيرة طائرات (Hawk) من فئة (T1) البريطانية بأجنحة جديدة وبهياكل خلفية لتمديد حياة هيكلها، كما خدمت ايضاً في البحرية الملكية. لكن كان معروفاً منذ وقت طويل ان فجوة قد نشأت في قدرة التدريب بين تكنولوجيا التدريب في السبعينيات لطائرات (Hawk T1) وبين ما تدعو الحاجة اليه لتدريب الطيارين على البيئة الرقمية لطائرات، مثل طائرات (Typhoon) و(F/A - 18) و(Rafale) و(Gripen) و(JSF) وكانت النتيجة في المملكة المتحدة هي اختيار طائرة (Hawk 128) التي منحت الرمز (T2) في الخدمة في سلاح الجو المكي (RAF). وقد اعتمدت على الطائرة الاسترالية (Hawk 127). التي وسع تطويرها اكثر بتزويدها بنظم اقوى وبهيكل انشاء محسن. ويزعم ان طائرة (T2) هي تصميم جديد فعلاً، ولم يكن مشتركاً مع تصميم الطائرة (T1) الا بنسبة نحو ١٠ في المائة. فالانشاء ابسط، اذ جُهز بأقل المكونات، وهو اقوى وأسهل على الصيانة، وان المحرك بمراوح تربينية محدثة من نوع (Adour) من شركة (Rolls - Royce/Turbomeca) هو أقوى وأكفأ. وقد صممت النظم على متنها ليجري تحديثها بسهولة او استبدالها طوال حياة خدمتها المقررة بثلاثين سنة.
يشكل وصول طائرة (Hawk T2) للخدمة في سلاح الجو الملكي في المملكة المتحدة جزءاً من اعادة تنظيم الشراكة الحكومية التجارية المستوردة من خارج الاطار العسكري المعروفة بنظام التدريب على الطيران العسكري في المملكة المتحدة، والذي فازت فيه شركة (Lockheed Martin)"كونسورتيوم (VT)، المعروف ايضا بكونسورتيوم خدمات الطيران الصاعدة (AFSC) الذي مُنح عقدا بمبلغ ٦٠٠ مليون جنيه استرليني في السنة الماضية لتقديم التدريب العسكري للطيارين على اساس متزايد، والذي يطور حاليا كمنهاج الدراسة للتدريب مستقبلا. وهو يؤمن ايضا محطة جديدة لمرافق البنى التحتية مجمع حظيرة جديد بكامله مع الصيانة وتقديم تقنيات ايجاز المعلومات للطاقم ومرافق وقاعات دراسة تقترب من الانجاز. وسوف يؤمن هذا بحلول العام ٢٠١١ بيئة تدريب فائقة الحداثة الى جانب فوائد المشبهات الجديدة المعقدة ومساعدات التدريب الاصطناعية لكل الطلاب، اضافة الى دعم طائرات (Hawk T2s). وسوف تقدم رزم تدريب مماثلة للزبائن من الخارج.
اما طائرة (Hawk 128)، فسوف تزوّد الطيارين الطلاب الذين سيقودون الطائرات النفاثة السريعة ذات الاجنحة الثابتة، بدرجة عالية من التدريب المشبه على متنها والذي يتيح التدرب على استعمال الاسلحة والمساعدات الدفاعية والتدرب على الرادار جو - جو على ان تنفذ فعلياً لاحقا، على رغم ان طائرات (T2s) الجديدة لن تحمل نظماً رادارية فعلية او اسلحة حيّة. وهذا سوف يؤدي الى ادخارات كبيرة ويمنح الطيارين مزيدا من التدريب القيّم ابان الطيران. سوف يكون بمقدورهم تفريغ كل بيانات المهمة بعد القيام بها، لاجراء تقويم وتقديم موجز مع الطلاب والمدربين في قاعة الدراسة. وتتولى شركة (BAE) تقديم تخطيط المهمة ووحدات البيانات الموجزة التي سوف تجعل مهام التدريب والموجزات بعد الطيران تنجز بطريقة اسهل واسرع. ويصطحب الطلاب اداة تسجيل معهم عندما يصعدون على الطائرة ومن ثم يصلونها بالطائرة لتسجل كل ناحية من نواحي المهمة. وتنتزع بعد تنفيذ المهمة، ومن ثم تفرّغ لتؤمن بيانا لموجز شامل مع اركان التعليم على الطيران. وهذا مهم جدا عندما يجري تنفيذ طيران تشكيلي او عندما تشترك الطائرات في مهام عملانية تشبيهية مع اشكال طيران هجومي او تملصي. وسوف يحل العام ٢٠١٢ وتكون قد استكملت رزمة التدريب كلها على طائرات (Hawk T2)، بما فيها المشبهان للمهام كلها تقدمها شركة BAE. وتساهم شركة (Lockheed Martin) بست ادوات تدريب على الارض، وسوف يكون هناك ايضا اجهزة تدريب كمبيوترية منضدية وشخصية.
تتمتع طائرة (Hawk T2) بكومبيوتر مهام وشاشات عرض متطابقة مع نظارات الروية الليلية. ويمكن اعادة تصميم شاشات العرض الثلاث الملونة الكبيرة المسطحة عند لمس مفتاح تبديل. ويتمتع مركز المدرب في القمرة الخلفية بشاشة عرض كبيرة اضافية مركبة في الوسط، تقلد شاشة العرض الرأسية المركبة في مركز الطالب الامامي. وتتمتع شاشة الملاحة بخريطة متحركة رقمية مزودة بنظام (GPS) مدمج، وسوف تتمكن شاشة العرض الرادارية الاصطناعية النشطة من تشبيه الطيران التشكيلي او تحركات الطائرات المتعددة الاخرى. وسوف يتمكن المشاركون الآخرون من التجاوب تماماً في التدرب على الطيران كما لو ان النظم الرادارية كانت نشطة وحقيقية مع وصلة بيانات تعمل بالتردد العالي (HF) تشاطر بيانات الطيران المشبهة على المهام. ويمكن ايضا تشبيه اطلاق الاسلحة، بما فيها الاسلحة الدقيقة، والانذار من التهديد لمنح مستوى معززا حقيقيا من الادراك والقدرة العملانية.
التحدي الايطالي
تواجه طائرة (Hawk) حاليا تحديا جديدا في الاسواق العالمية، يتمثل بطائرة (M - 346) من شركة (Finmeccanica - Aermacchi)، التي اختارتها حاليا الامارات العربية المتحدة باتفاقية اولية على ٤٨ طائرة. وقد طوّرت الطائرة بمنصة روسية (Yak - 130)، الا انه جرى تحديثها تقريبا تماما بهيكل جديد وبايروديناميكيات مصقولة وبمحرك جديد واجهزة تحكم بالطيران بالاسلاك جديدة وبقمرة زجاجية ونظم الكترونيات طيران. ولما كان سلاح الجو الايطالي قد اجرى للتو تحديثا رئيسيا على اسطول طائرات التدريب (MB - 339)، مع قمرات زجاجية جديدة، فان السوق المحلية ليست بحاجة الى عدد كبير من طائرات (Aermacchi) الجديدة (M - 346) حاليا. لكن الشركة تستعد لادخال ١٥ طائرة في مخزونها، ويرجح استعمالها في اعادة تجهيز الفريق الاكروباتي الوطني (Frecce Triolori). وهذا قد يعرض بالتأكيد طائرة التدريب النفاثة الجديدة امام جمهور دولي واسع جدا ويزيد في توقعات التصدير، مثل طائرة (Hawk T1) عندما جهزت للفريق الاكروباتي (Red Arrows) في سلاح الجو الملكي (RAF).
تم الترويج لطائرة (M - 346) جيدا في جميع انحاء العالم، لكن الى حين اتخذت الامارات العربية المتحدة قرارا، كانت الطائرة بطيئة في اجتذاب طلبات ثابتة. وينتظر ان يتغير هذا عند دخولها الخدمة للمرة الاولى. وبمقارنتها مع طائرة (Hawk)، اقرب منافس لها، تتمتع الطائرة (M-346) بمحركين بدلا من محرك واحد، وان التحكم بها بالاسلاك وبقدرتها على تحقيق سرعة قصوى تبلغ ماخ ١٧،١، يقال بانها فعالة جدا، مع ان المحركين يقتضيان عادة مزيدا من الصيانة اكثر من محرك واحد وربما تستهلك مزيدا من الوقود. ويعتبر اداؤها اقرب الى طائرة قتال من الجيل الجديد، ويرجح ان يكون تصميمها جذابا كطائرة تدريب مقاتلة رائدة. وتنوي الامارات العربية المتحدة استعمال بعض الطائرات في دور دعم جوي قريب خفيف. ويجري ترويجها في الولايات المتحدة الاميركية كبديل محتمل لطائرة (T - 45 Goshawk) والطائرة القديمة (T-38). وقد تدعو الحاجة الى اكثر من ٦٠٠ طائرة. وكانت طائرة (T - 38) في سلاح الجو الاميركي هي طائرة التدريب المتقدمة القياسية منذ مطلع الستينات، وسوف تكون بحاجة للاستبدال قبل نهاية العقد المقبل، رغم انها مُنحت تحديثات مختلفة لتمديد حياتها على مر السنين. وتعتبر قطر وسنغافوره والمملكة العربية السعودية كلها زبائن محتملين مستقبلا. ولم تدخل الطائرة (M - 346) الخدمة لغاية الآن، لكن سوف يكون امامها لدى دخولها حياة طويلة بوصفها اكثر تصميم تدريب متقدم قيد الانتاج حاليا.
التدريب على طائرات بمحركات متعددة
هناك حاليا سلسلة واسعة من الطائرات النفاثة الصغيرة والطائرات بمحركات تربينية تستعمل لتدريب الاطقم الجوية لقيادة طائرات متعددة المحركات، مثل طائرات النقل والصهريج وطائرات الدورية. وتشمل هذه الطائرات نماذج عسكرية من طائرات رجال الاعمال النفاثة وطائرات النقل الصغيرة مثل طائرة 125 Dominie وطائفة طائرات (Falcon) و(Jetstream). وان طائرات التدريب المجهزة بمحركات متعددة وبنظم ملاحة وحرب الكترونية واسلحة يصل حجمها لتشمل المنصات المتحدرة من طائرات (Boeing 737) المستعملة في الولايات المتحدة، لكن تستعمل معظم القوات الجوية منصات تدفعها المراوح لتمنح الطيارين الطلاب احساساً بمعالجة طرازات من الطائرات الأكبر. ويوجد في داخل الحجرات الواسعة اطقم جوية وملاحون متخصصون لهم مراكز خاصة يقلدون البيئة التي سوف يعملون فيها بشكل اساسي عندما يخدمون في اسراب عملانية.
احدى طائرات النقل الخفيفة الثابتة جيداً بمحركين تربينيين قيد الاستعمال على نطاق واسع هي طائرة التدريب بمحركات متعددة (B200) من شركة (Hawker Beechcraft king Air) . مرة اخرى، تنجز مشبهات الطيران على الارض كثيراً من التدريب على التآلف الروتيني في الجو، حتى يتعود الطلاب على التحكم بالطائرة وعلى الاجراءات حتى قبل ان يتولوا قيادة طائرات التدريب. وان التوصل الى معرفة كل مزايا قيادة الطائرات الكبيرة المجهزة بمحركات متعددة واكتشاف تقنيات معالجتها وتشغيلها في المجال الجوي المدني والعسكري يتطلب نظم قمرة تعكس ما سوف يكتشفه الطلاب في خدمة السرب وفي الاحوال اليومية. وعندما يتأهلون، سوف يتمكنون من التحول الى طائرات اكبر محددة بثقة. وسوف يتحول الطيارون احياناً من الطائرات النفاثة السريعة او الطوافات الى طائرات بمحركات متعددة. وسوف يتضمن التدريب على التحول بالتحديد درساً من نحو ٤٥ ساعة في الجو و٢٠ ساعة على المشبه، وقد يستغرق هذا الدرس نحو ستة اسابيع على الارض و١٤ اسبوعاً في الجو. اما بالنسبة للذين ليس لديهم خبرة طيران سابقة، فسوف تتبع ذلك مرحلة تدريب على الطيران اساسية أولية من ٣٠ ساعة على المشبه و٧٠ ساعة اضافية على طائرة تدريب اكبر.
هذا، ويمكن ايضاً استعمال منصات مثل منصة (King Air 200) للتدريب بنجاح تام على قيادة طائرات النقل الخفيف وفي دور المراقبة والحرب الاكترونية او القيام بدورية. وقد طلب سلاح الجو الاميركي وسلاح الجو الملكي (RAF) البريطاني مؤخراً طائرات اضافية من طائرات (King Air 200) لاستعمالها في افغانستان كمنصات متعددة الادوار في مهام خاصة، مجهزة بمستشعرات في قبتها تعمل بالأشعة تحت الحمراء شاخصة الى الامام (FLIR) وبمستشعرات بصرية - الكترونية في قبتها وبنظم فيديو بوصلات تفريغ سريعة. وتؤكذ هذه الاستعمالات الجديدة كم يمكن ان تكون هذه المنصات مفيدة للأدوار العملانية بعد تدريب الطيار على طائرات بمحركات متعددة.