تاريخ الإسلام في شبه القاره الهندية و الممالك الإسلامية التي حكمتها

إنضم
7 مارس 2022
المشاركات
10,926
التفاعل
15,254 216 12
الدولة
Egypt
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


في ظل التوترات السياسية القائمة بين الهند وباكستان والتصعيد المستمر في إقليم كشمير، من المهم العودة إلى التاريخ لفهم الجذور العميقة لهذا الصراع. اليوم، سأخذكم في رحلة تاريخية عبر شبه القارة الهندية لنكتشف كيف دخل الإسلام إلى هذه الأرض، وكيف استمرت الممالك الإسلامية في حكمها لأكثر من 1000 عام، بدايةً من الخلافة الأموية العظيمة وصولًا إلى إمبراطورية مغول الهند العريقة.


سنستعرض في هذا الموضوع تفاصيل دخول الإسلام إلى المنطقة، سواء عبر الفتوحات الإسلامية بقيادة محمد بن القاسم الثقفي، أو من خلال التجارة والدعوة التي ساهمت في اعتناق الكثير من أهل الهند للإسلام. كما سنتحدث عن أبرز الممالك الإسلامية التي حكمت شبه القارة، وكيف ازدهرت ثقافيًا واقتصاديًا قبل أن تنهار نتيجة الغزوات الخارجية والصراعات الداخلية.


وأخيرًا، سنتناول كيف وصلت الأمور إلى الوضع الحالي، وكيف أدت التقسيمات السياسية بعد الاستقلال إلى الصراع بين الهند وباكستان، وما هي العوامل التاريخية التي لا تزال تلقي بظلالها على هذا النزاع المستمر.



1745659758928.png
 
التعديل الأخير:
العلاقات العربيه مع شبه القاره قبل الاسلام
العلاقات بين العرب وشبه القارة الهندية قبل الإسلام كانت عميقة ومتنوعة، حيث شملت :-

1. التجارة البحرية والبرية

كانت التجارة البحرية بين العرب والهند نشطة عبر المحيط الهندي، حيث كانت السفن العربية تُبحر من اليمن وعُمان والبحرين إلى الموانئ الهندية مثل كاليكوت وسورات, العرب كانوا يستوردون التوابل، العطور، الأحجار الكريمة، والأقمشة من الهند، بينما كانوا يصدرون الخيول العربية، التمور، والجلود إلى الهند, التجارة البرية كانت تمر عبر طريق الحرير، حيث كانت القوافل التجارية تحمل البضائع بين الهند والجزيرة العربية عبر إيران وأفغانستان.

2. التواصل الثقافي والتأثير اللغوي

العرب تأثروا بالثقافة الهندية، خاصة في الطب والفلك والرياضيات، حيث أخذوا بعض المفاهيم مثل الأرقام الهندية التي أصبحت فيما بعد الأرقام العربية المستخدمة عالميًا, بعض الكلمات الهندية دخلت اللغة العربية، مثل المسك، الزنجبيل، والكافور، وهي كلمات وردت في القرآن الكريم, العرب كانوا يعرفون بعض القبائل الهندية مثل الزط والميدا، وكان لهم احتكاك مباشر معهم في التجارة والحروب.

3. وجود التجار العرب في الهند

استقر العديد من التجار العرب في المدن الساحلية الهندية، مثل كوتشي وكيرالا، مما أدى إلى نشوء مجتمعات عربية صغيرة هناك, هؤلاء التجار لم يكونوا مسلمين، ولكنهم لعبوا دورًا مهمًا في تأسيس طرق التواصل بين الحضارتين, بعض العرب الذين استقروا في الهند تزوجوا من السكان المحليين، مما أدى إلى اندماج ثقافي بين العرب والهنود.

4. تأثير العلاقات التجارية على انتشار الإسلام لاحقًا

عندما جاء الإسلام، كانت هذه العلاقات التجارية مقدمة مهمة لوصول الإسلام إلى الهند، حيث ساعدت في سهولة اندماج المسلمين في المجتمع الهندي, التجار المسلمون لعبوا دورًا كبيرًا في نشر الإسلام في الهند عبر التجارة والدعوة السلمية، قبل الفتوحات العسكرية.



1745660884660.png

خطوط حركة القوافل التجارية في القرن الميلادي الأول عبر طريق التوابل


نُبوءة النبي محمد ﷺ بفتح السند والهند


وردت في بعض الروايات الإسلامية نبوءة تتحدث عن فتح السند والهند، حيث يُقال إن النبي محمد ﷺ أشار إلى أن المسلمين سيصلون إلى تلك الأراضي ويفتحونها. ومن أشهر الأحاديث المنسوبة إلى النبي ﷺ في هذا السياق:

"تغزون الهند، فيفتحها الله، حتى تلقوا أمراءهم في السلاسل، ويغفر الله لكم ذنوبكم، فينصرفون فيجدون عيسى بن مريم بالشام."

«عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: عِصَابَتَانِ مِنْ أُمَّتِي أَحْرَزَهُمَا اللَّهُ مِنْ النَّارِ: عِصَابَةٌ تَغْزُو الْهِنْدَ، وَعِصَابَةٌ تَكُونُ مَعَ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ
عليهما السلام
"»،

«عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: "وَعَدَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ غَزْوَةَ الْهِنْدِ، فَإِنِ اسْتُشْهِدْتُ كُنْتُ مِنْ خَيْرِ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ رَجَعْتُ فَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرَّرُ"»


هذا الاحديث تشير إلى أن فتح الهند سيكون حدثًا مهمًا في التاريخ الإسلامي، وأنه سيحمل معه الانتصار والغفران للمجاهدين الذين يشاركون فيه, لذلك بدأت محاولات المسلمين لفتح الهند منذ عهد الخلفاء الراشدين، حيث أرسل الخليفة عمر بن الخطاب حملات استكشافية إلى السند، لكن الفتح الحقيقي بدأ في عهد الخلافة الأموية بقيادة محمد بن القاسم الثقفي عام 711م، حيث تمكن من هزيمة ملك السند داهر وضم المنطقة إلى الدولة الإسلامية, لاحقًا، استمرت الفتوحات الإسلامية في الهند عبر الدولة الغزنوية بقيادة محمود الغزنوي، ثم توسعت بشكل كبير خلال إمبراطورية مغول الهند التي حكمت شبه القارة لأكثر من 300 عام.

لذلك يرى بعض المؤرخين أن هذه النبوءة قد تحققت بالفعل خلال الفتوحات الإسلامية في الهند، بينما يعتقد آخرون أن لها أبعادًا مستقبلية مرتبطة بالأحداث السياسية والدينية في المنطقة.


1745664913974.png

وضع شبه القاره قبل التقسيم و موضح فيه باللون الاخضر مناطق تمركز المسلمين
 
التعديل الأخير:
الاحتكاك الاول في عصر صدر الاسلام

في عصر الخلافة الراشدة، لم يكن هناك توسع كبير للمسلمين في الهند، لكن كانت هناك محاولات لاستكشاف المنطقة والتواصل معها. بدأ الاهتمام بالهند في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث أرسل والي البحرين وعُمان، عثمان بن أبي العاص الثقفي، حملات استطلاعية إلى السند والهند، لكن عمر كان متحفظًا بشأن التوسع في تلك المناطق بسبب صعوبة السيطرة عليها.


في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، تغيرت السياسة، حيث أذن لولاته باستكشاف الهند بشكل أكبر. أرسل والي العراق، عبد الله بن عامر، قائده حكيم بن جبلة العبدي إلى الهند، حيث بقي هناك فترة وعاد بمعلومات عن طبيعة البلاد وسكانها.


أما في عهد الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فلم يكن هناك توسع عسكري نحو الهند بسبب انشغال الدولة الإسلامية بالصراعات الداخلية. ومع ذلك، استمرت العلاقات التجارية بين المسلمين والهند، حيث كان التجار العرب يتعاملون مع الموانئ الهندية، مما ساهم في نشر الإسلام تدريجيًا في المنطقة, لكن يقال في خِلافة عليّ بن أبي طالب، توجَّه إلى الهند الحارث بن مُرَّة العبدي مُتطوِّعًا بِإذن عليّ، فظفر وأصاب مغنمًا وسبيًا، لكنَّهُ لم يستطع ورجاله أن يُديموا انتصارهم، لِقلَّة عددهم ولِبُعدهم عن قواعدهم، ولِعدم إدامتهم بِالعدد والعُدد من الدولة، فقُتل أغلبهم بِأرض القيقان، وهي من بلاد السند ممَّا يلي خُراسان وخِلال هذا الفتح، سمع المُسلمون بِمقتل الخليفة عليّ بن أبي طالب، فرجعوا إلى الكوفة، ولمَّا وصلوا إلى مكران بلغهم أنَّ مُعاوية بن أبي سُفيان أصبح الخليفة

1745674049084.png



الاحتكاك الثاني في العهد الاموي

بعد تولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة عام 44هـ/664م، حرص على استمرار الحملات العسكرية نحو الهند لتعزيز نفوذ الدولة الأموية في الشرق. كلف والي البصرة، عبد الله بن عامر، بمتابعة هذه الحملات، فكانت البداية مع المُهلَّب بن أبي صُفرة الأزدي، الذي توجه بجيشه إلى مدينتي بنَّة ولاهور، حيث كبد العدو خسائر كبيرة، لكن حملته لم تحقق النجاح المطلوب في السيطرة الدائمة، وإن كانت قد وفرت معلومات مهمة عن طبيعة المنطقة.

بعد حملة المُهلَّب، تولى عبد الله بن سوَّار العبدي قيادة الحملات العسكرية، حيث غزا منطقة القيقان بجيش قوامه أربعة آلاف مقاتل، وحقق انتصارات أولية، لكنه واجه مقاومة شرسة من الهياطلة الأتراك الذين سدوا المنافذ الجبلية. ورغم خطبته التحفيزية لجيشه، هُزم المسلمون، وسقط عبد الله بن سوَّار قتيلًا في المعركة، مما أجبر القوات المتبقية على الانسحاب إلى مكران.

بعد مقتل ابن سوَّار، أرسل معاوية إلى والي العراق، زياد بن أبيه، لاختيار قائد جديد، فوقع الاختيار على سنان بن سلمة بن المُحبِّق الهُذلي، الذي أعاد السيطرة على مكران، والتي أصبحت قاعدة انطلاق الحملات البرية الإسلامية نحو الهند عبر الساحل. بعد عزله، تولى راشد بن عمرو الجُديدي الأزدي قيادة القوات، لكنه قتل في معركة كبيرة ضد أهالي منطقة جبل مُنذر وبهرج، لتعود القيادة مجددًا إلى سنان بن سلمة.

مهدت هذه الحملات الطريق لفتح السند لاحقًا على يد محمد بن القاسم الثقفي, شكلت مكران وقندهار مراكز أساسية لتوسعات المسلمين في شبه القارة الهندية, رغم الانتكاسات العسكرية، ساهمت هذه الحملات في تمهيد الطريق لتأسيس وجود إسلامي دائم في الهند.


1745674558275.png

مكران التي كانت قاعدة انطلاق الحملات العسكريَّة الإسلاميَّة نحو السند عن طريق الساحل​
 
فتح السند و بدايه الاستقرار الاسلامي في شبه القاره

كانت حملة محمد بن القاسم الثقفي واحدة من أهم الفتوحات الإسلامية في القرن الثامن الميلادي، حيث نجح في ضم إقليم السند إلى الدولة الأموية، مما مهد الطريق لانتشار الإسلام في شبه القارة الهندية.

كانت الهند تُعرف بثرواتها الهائلة، خاصة التوابل، الذهب، والأحجار الكريمة، مما جعلها هدفًا استراتيجيًا للدولة الإسلامية, في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك، قرر الحجاج بن يوسف الثقفي إرسال حملة منظمة لفتح السند، بعد عدة محاولات سابقة لم تنجح, كان السبب المباشر للحملة هو هجوم قراصنة السند على سفن تجارية تحمل نساء مسلمات، مما دفع الحجاج إلى المطالبة بردهن، لكن ملك السند رفض، فقرر الحجاج إرسال جيش لاستعادة كرامة المسلمين.

اختار الحجاج محمد بن القاسم الثقفي، وكان شابًا لا يتجاوز 17 عامًا، لكنه أظهر مهارات قيادية استثنائية, جهز الحجاج الجيش بـ 6000 مقاتل، إضافة إلى معدات حربية متطورة مثل المنجنيق، وأرسلهم عبر البحر والبر نحو السند ,بدأ الجيش مسيرته من شيراز، ثم عبر مكران واتخذها قاعدة للفتح، ومنها انطلق نحو السند.

1745680538733.png

رسمٌ تخيُّليّ لِمُحمَّد بن القاسم الثقفيّ على رأس جيش المُسلمين.


كانت مدينة الديبل (قرب كراتشي اليوم) أول هدف للحملة، حيث كانت مركزًا دينيًا هندوسيًا مهمًا, استخدم محمد بن القاسم المنجنيق الضخم "العروس" لضرب أسوار المدينة، مما أدى إلى انهيارها بعد ثلاثة أيام من القتال العنيف, بعد دخول المدينة، أمر بهدم المعبد الهندوسي الكبير، وبنى مسجدًا مكانه، وأسكن المدينة 4000 مسلم لضمان استقرارها.

بعد السيطرة على الديبل، تقدم الجيش نحو مدينة البيرون (حيدر آباد السند حاليًا)، حيث استسلم أهلها دون قتال ,واصل الجيش تقدمه حتى وصل إلى نهر مهران، حيث واجه ملك السند داهر في معركة حاسمة عام 93هـ , انتصر المسلمون بعد قتال عنيف، وقُتل الملك داهر، مما أدى إلى انهيار المقاومة الهندية واستسلام بقية المدن.

بعد السيطرة على السند، توجه محمد بن القاسم نحو ملتان، التي كانت تُعرف بـ"مدينة الذهب" بسبب ثرواتها الهائلة, واجه مقاومة قوية، لكنه تمكن من اقتحام المدينة بعد حصار طويل، واستولى على كنز ضخم من الذهب، مما عزز اقتصاد الدولة الأموية.

1745680842381.png

خريطة تُصوِّرُ خط سير جيش المُسلمين بِقيادة مُحمَّد بن القاسم نحو الديبُل.


اتبع مُحمَّد بن القاسم سياسة التسامح الديني، حيث سمح للهندوس والبوذيين بممارسة شعائرهم بحرية, فرض الجزية على غير المسلمين، لكنه لم يجبرهم على اعتناق الإسلام, قام بتطوير البنية التحتية، وأعاد تنظيم الإدارة المحلية، مما ساعد في استقرار الحكم الإسلامي في المنطقة.

لكن بعد وفاة الحجاج بن يوسف، تغيرت السياسة الأموية تجاه الهند, فتم استدعاء محمد بن القاسم إلى العراق، وسُجن ثم قُتل بأمر من الخليفة سليمان بن عبد الملك، بسبب عدائه للحجاج, رغم ذلك، بقي الإسلام في السند، واستمرت الفتوحات لاحقًا في عهد الدولة العباسية.

عموما ادت الفتوحات إلى انتشار الإسلام في السند، حيث بدأ السكان المحليون في اعتناق الإسلام تدريجيًا, ساهمت في تعزيز التجارة بين الهند والعالم الإسلامي، مما أدى إلى ازدهار اقتصادي, كانت هذه الفتوحات الأساس لحكم المسلمين في الهند، الذي استمر لأكثر من 1000 عام حتى سقوط إمبراطورية مغول الهند.

1745681163028.png
 
حال المنطقه في العصر العباسي

بعد سقوط الدولة الأموية، استمرت الفتوحات الإسلامية في الهند تحت حكم الخلفاء العباسيين، لكن تركيزهم كان على إدارة المناطق المفتوحة بدلاً من التوسع العسكري, كانت الهند كغيرها من الولايات الإسلامية تابعة للخلافة العباسية، وكان حكامها يدينون بالولاء للخليفة في بغداد ,في بداية العصر العباسي، تمكن هشام بن عمرو التغلبي، والي السند، من فتح الملتان وكشمير، مما عزز النفوذ الإسلامي في المنطقة , مع ضعف الدولة العباسية، بدأت الدويلات الإسلامية في الظهور، حيث استقلت بعض المناطق بالحكم، خاصة في الأقاليم البعيدة عن بغداد.

بعد ضعف الدولة العباسية، ظهرت عدة إمارات إسلامية مستقلة في الهند، كان أبرزها:

أ. إمارة هباري

كانت واحدة من أولى الإمارات الإسلامية المستقلة في السند، وحكمها قادة محليون مسلمون, استمرت في الحكم لعدة عقود، وكانت مركزًا تجاريًا مهمًا.

ب. إمارة الملتان

كانت مركزًا دينيًا وتجاريًا هامًا، حيث انتشر الإسلام فيها بشكل واسع ,حكمها قادة مسلمون مستقلون، لكنها تعرضت لاحقًا لهجمات من الغزنويين.

ج. إمارة إسماعيلية

ظهرت في بعض مناطق السند، وكانت تتبع الفكر الإسماعيلي الشيعي, استمرت لفترة قصيرة قبل أن يتم ضمها إلى الدولة الغزنوية.

د. إمارة السامانيين (819-999م)

حكمت أجزاء من شمال الهند، وكانت من أوائل الدول التي اهتمت بنشر الإسلام عبر التجارة والتعليم, كانت علاقتها بالخلافة العباسية شكلية، حيث حكمت بشكل مستقل لكنها اعترفت بالخليفة العباسي.و انتهت علي يد الغزنويون.

1745682606080.png

ولايه السند في العصر العباسي

1745682737068.png

بعد استقلال الامارات

1745682927470.png

الدوله السامانيه

التبادلات الثقافية والعلمية بين الهند والعالم الإسلامي في العصر العباسي

خلال العصر العباسي، شهدت الهند والعالم الإسلامي تبادلات ثقافية وعلمية واسعة، حيث كانت الهند مركزًا للمعرفة والفلسفة، بينما كانت بغداد عاصمة العلوم الإسلامية. هذا التفاعل ساهم في نقل العلوم والفنون بين الحضارتين، مما أثر على مجالات مثل الطب، الفلك، الرياضيات، والفلسفة.

1. التبادل العلمي بين الهند والعالم الإسلامي

  • الرياضيات الهندية وتأثيرها على العالم الإسلامي:
    • نقل العلماء المسلمون النظام العددي الهندي إلى العالم الإسلامي، والذي أصبح لاحقًا الأرقام العربية المستخدمة عالميًا.
    • استفاد المسلمون من الرياضيات الهندية في تطوير علم الجبر، حيث تأثر الخوارزمي بالمفاهيم الهندية في كتابه "الجبر والمقابلة".
  • الطب الهندي وتأثيره على الطب الإسلامي:
    • ترجم العلماء المسلمون كتب الطب الهندي، مثل كتاب سوشروتا وشاراكا، مما ساهم في تطوير الطب الإسلامي.
    • استخدم الأطباء المسلمون الأعشاب الهندية في العلاجات الطبية، مثل الكركم والزنجبيل.
  • الفلك الهندي وتأثيره على المسلمين:
    • استفاد المسلمون من الخرائط الفلكية الهندية، مما ساعد في تطوير علم الفلك الإسلامي.
    • استخدم العلماء المسلمون الجداول الفلكية الهندية في حسابات التقويم الإسلامي.

2. التبادل الثقافي بين الهند والعالم الإسلامي

  • اللغة والتأثير الأدبي:
    • تأثرت اللغة العربية ببعض الكلمات الهندية، مثل المسك، الزنجبيل، والكافور.
    • انتشرت اللغة الفارسية في الهند، وأصبحت لغة البلاط في سلطنة دلهي وإمبراطورية المغول.
  • الفنون والعمارة:
    • تأثرت العمارة الإسلامية بالتصاميم الهندية، خاصة في بناء المساجد والقصور.
    • ظهر الخط العربي في الهند، حيث استخدم في كتابة المخطوطات الإسلامية.
  • الموسيقى والتقاليد:
    • تأثرت الموسيقى الإسلامية بالموسيقى الهندية، حيث تم دمج المقامات الهندية في الألحان الإسلامية.
    • انتشرت بعض العادات الهندية بين المسلمين، مثل استخدام العطور والبخور في المناسبات الدينية.

3. دور العلماء المسلمين في نقل المعرفة الهندية

  • قام الخوارزمي بترجمة الكتب الهندية في الرياضيات والفلك.
  • ساهم ابن سينا في تطوير الطب الإسلامي بناءً على المعرفة الهندية.
  • استفاد البيروني من العلوم الهندية، وكتب كتابه الشهير "تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة"، الذي شرح فيه الفلسفة الهندية.
ساهمت هذه التبادلات في تطوير العلوم الإسلامية، خاصة في الرياضيات والطب والفلك, أدت إلى اندماج الثقافات بين المسلمين والهنود، مما أثر على الفنون واللغة والتقاليد, ساعدت في تعزيز العلاقات التجارية والسياسية بين الهند والعالم الإسلامي.


1745683033236.png




 
عوده الفتوحات علي يد الدولة الغزنوية

كانت الدولة الغزنوية واحدة من أهم القوى الإسلامية التي حكمت أجزاء واسعة من الهند، حيث لعبت دورًا رئيسيًا في نشر الإسلام وتوسيع النفوذ الإسلامي في المنطقة. تأسست الدولة على يد سبكتكين، لكنها بلغت ذروتها في عهد محمود الغزنوي، الذي قاد 17 حملة عسكرية على الهند، مما جعله أحد أعظم الفاتحين في التاريخ الإسلامي.

كانت غزنة (في أفغانستان اليوم) ولاية تابعة للدولة السامانية، لكن سبكتكين، والي غزنة، تمكن من الاستقلال بها عام 977م, بدأ سبكتكين في غزو أطراف الهند، وسيطر على عدة معاقل وحصون هناك، مما مهد الطريق لابنه محمود الغزنوي لتوسيع الفتوحات لاحقًا.

بعد وفاة سبكتكين، تولى محمود الغزنوي الحكم، وبدأ في توسيع دولته على حساب الدولة السامانية، حيث ضم خراسان وبلاد الجبل وقزوين. و قاد 17 حملة عسكرية على الهند بين عامي 1000 و1026م، حيث فتح مناطق مثل البنجاب، قنوج، وكوجرات, في عام 1025م، شن حملة على معبد سومنات، أحد أهم المعابد الهندوسية، ودمره، مما أدى إلى تعزيز النفوذ الإسلامي في الهند,كان محمود الغزنوي يحكم الهند من خلال ولاة مسلمين، لكنه لم يفرض الإسلام بالقوة، بل شجع السكان المحليين على اعتناقه.

أنشأ محمود الغزنوي نظامًا إداريًا قويًا، حيث عين ولاة مسلمين لإدارة المناطق المفتوحة, اهتم بتطوير التجارة والاقتصاد، مما جعل الهند مركزًا اقتصاديًا مهمًا في العالم الإسلامي ,دعم العلماء والمفكرين، مثل البيروني، الذي كتب عن الهند في كتابه "تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة".

لكن بعد وفاة محمود الغزنوي، ضعفت الدولة تدريجيًا بسبب الصراعات الداخلية وهجمات الغوريين, في عام 1186م، تمكن شهاب الدين الغوري من القضاء على الدولة الغزنوية، وضم أراضيها إلى الدولة الغورية

ساهمت الفتوحات الغزنوية في نشر الإسلام في شمال الهند، حيث بدأ السكان المحليون في اعتناق الإسلام تدريجيًا, أدت إلى اندماج الثقافات الإسلامية والهندية، مما أثر على الفنون واللغة والتقاليد,كانت هذه الفتوحات الأساس لحكم المسلمين في الهند، الذي استمر لأكثر من 1000 عام حتى سقوط إمبراطورية مغول الهند.

1745683535483.png

 
الدولة الغورية تستكمل الفتوحات

كانت الدولة الغورية واحدة من أهم القوى الإسلامية التي حكمت أجزاء واسعة من الهند، حيث نشأت في أفغانستان وامتدت إلى الهند بعد سقوط الدولة الغزنوية. لعبت دورًا رئيسيًا في ترسيخ الحكم الإسلامي في المنطقة، ومهدت الطريق لتأسيس سلطنة دلهي لاحقًا.

تقع بلاد الغور في أفغانستان الحالية بين مدينتي هراة وغزنة، وكانت في البداية تابعة للدولة الغزنوية, في القرن السادس الهجري، بدأ الغوريون في التمرد على الحكم الغزنوي، واستطاعوا الاستقلال بقيادة علاء الدين الغوري,اتخذ الغوريون من فيروزكوه عاصمة لهم، وبدأوا في التوسع نحو الهند.

بعد سقوط الدولة الغزنوية، بدأ شهاب الدين الغوري في التوسع داخل الهند، حيث هزم الراجبوت في معركة تارهين الثانية (1192م)، مما مهد الطريق لتأسيس سلطنة دلهي, استولى الغوريون على لاهور والبنجاب، ووسعوا نفوذهم إلى شمال الهند, عهد شهاب الدين إلى قطب الدين أيبك بحكم الهند نيابة عنه، مما أدى إلى تأسيس سلطنة دلهي بعد وفاته.

اتبع الغوريون سياسة إدارية قوية، حيث نظموا الحكم في الهند عبر ولاة مسلمين, دعموا العلماء والمفكرين، وساهموا في نشر اللغة الفارسية كلغة رسمية في الهند, و اهتموا بتطوير التجارة والاقتصاد، مما جعل الهند مركزًا اقتصاديًا مهمًا في العالم الإسلامي.

بعد وفاة شهاب الدين الغوري، ضعفت الدولة بسبب الصراعات الداخلية, في عام 1290م، تمكن جلال الدين فيروز الخلجي من الإطاحة بالغوريين، وأسس سلالة الخلجيين التي حكمت الهند بعدهم.

ساهمت الفتوحات الغورية في ترسيخ الحكم الإسلامي في الهند، مما مهد الطريق لسلطنة دلهي,أدت إلى اندماج الثقافات الإسلامية والهندية، مما أثر على الفنون واللغة والتقاليد, كانت هذه الفتوحات الأساس لحكم المسلمين في الهند، الذي استمر لأكثر من 1000 عام حتى سقوط إمبراطورية مغول الهند.

1745684599996.png
 
مشكور أخي على هذا الموضوع الرائع، المواضيع التاريخية مظلومة هنا في المنتدى وغالب التفاعل يكون على المواضيع الاقتصادية والسياسية.
 
دخل الإسلام للهند مبكرا بين عامي 8 و 11 للهجرة حيث اسلم ملك تلك المنطقة و اسمه تشيرامان وبني اول مسجد في ولايه كيرلا حاليا وسمي على اسمه ويذكر انه توفي في طريقه للحج و اول من زارها هو مالك ابن دينار رحمه الله عام 90 للهجرة
 
حكم مماليك سلطنه دلهي

بعد سقوط الدولة الغورية عام 1206م، تولى الحكم في الهند قطب الدين أيبك، الذي أسس سلطنة دلهي، وهي أول دولة إسلامية مستقلة في الهند بعد الغوريين. حكمت هذه السلطنة سلالة المماليك، التي كانت تتألف من قادة عسكريين أتراك استقلوا بالحكم عن الدولة الغورية.

حيث انه بعد وفاة شهاب الدين الغوري، تفككت الدولة الغورية، حيث لم يكن لها نظام وراثي واضح للحكم, فتولى قطب الدين أيبك، أحد قادة الغوريين، حكم الهند، وأعلن استقلاله عن الغوريين، مؤسسًا سلطنة دلهي , بدأ في بناء قطب منار، أحد أبرز المعالم الإسلامية في الهند، ليكون رمزًا لانتصار المسلمين في المنطقة.

وسّع إلتمش (1211-1236م) نفوذ السلطنة، حيث تمكن من إخضاع البنغال وضم أجزاء من وسط الهند, في عهد غياث الدين بلبن (1266-1287م)، نجحت السلطنة في صد الغارات المغولية، مما حافظ على استقرار الهند, خاض المماليك حروبًا ضد الممالك الهندوسية، ووسعوا نفوذهم إلى مناطق جديدة في الهند.

اعتمد المماليك على نظام إداري قوي، حيث نظموا الحكم عبر ولاة مسلمين في مختلف المناطق, دعموا العلماء والمفكرين، وساهموا في نشر اللغة الفارسية كلغة رسمية في الهند, اهتموا بتطوير التجارة والاقتصاد، مما جعل الهند مركزًا اقتصاديًا مهمًا في العالم الإسلامي, كما شهد عهد المماليك بناء المساجد والمدارس الإسلامية، مما ساهم في نشر الثقافة الإسلامية في الهند, تأثرت الهند بالعمارة الإسلامية، حيث بدأ بناء المساجد والقلاع وفق الطراز الإسلامي, انتشرت اللغة الفارسية كلغة رسمية، مما أثر على الأدب الهندي.


بعد وفاة غياث الدين بلبن، ضعفت الدولة بسبب الصراعات الداخلية, و في عام 1290م، تمكن جلال الدين فيروز الخلجي من الإطاحة بالمماليك، وأسس سلالة الخلجيين، منهياً بذلك حكم المماليك في الهند.

1745685877980.png


 
التعديل الأخير:
مشكور أخي على هذا الموضوع الرائع، المواضيع التاريخية مظلومة هنا في المنتدى وغالب التفاعل يكون على المواضيع الاقتصادية والسياسية.
عفوا اخي الغالي , انا عامل الموضوع ده كمشاركه لاستكشاف طبيعه الاسلام في تلك المنطقه و كيف وصل لها و اثر فيها و اتمني انا ينال اعجابكم عموما انا لسه شغال عليه مخلصتهوش
 
حكم سلالة الخلجيين

كانت سلالة الخلجيين واحدة من السلالات الإسلامية التي حكمت سلطنة دلهي، حيث تمكنت من الإطاحة بالمماليك وتوسيع النفوذ الإسلامي في شبه القارة الهندية. اشتهرت هذه السلالة بحكامها الأقوياء، مثل جلال الدين فيروز شاه وعلاء الدين الخلجي، الذين قادوا حملات عسكرية ناجحة ضد المغول والهندوس.

ينحدر الخلجيون من الترك الأفغانيين، وكانوا أسرة محاربة ظهرت منذ أيام الدولة الغزنوية, يرى بعض المؤرخين أنهم ينتسبون إلى قليج خان، أحد أصهار جنكيز خان، الذي استقر في جبال الغور بعد هزيمة خوارزم شاه, اندمجوا في الحياة الأفغانية واعتنقوا الإسلام في عهد سلاطين الدولة الغزنوية، ثم أصبحوا جزءًا من الجيش الغزنوي الذي ساهم في فتح الهند.

بعد وفاة غياث الدين بلبن، تولى حفيده كيقباد الحكم، لكنه كان ضعيفًا، مما شجع الخلجيين على الإطاحة به, فقاد جلال الدين فيروز شاه انقلابًا ناجحًا، وأعلن نفسه سلطانًا في دلهي عام 1290م، منهياً حكم المماليك في الهند.

كان حاكمًا متسامحًا، حيث حاول كسب تأييد السكان المحليين بعد الإطاحة بالمماليك, ايضا نجح في صد غارات المغول على الهند، وأسر آلافًا منهم، وأسكنهم في ضواحي دلهي, قاد حملة عسكرية إلى الدكن، وكان أول سلطان مسلم يدخلها, اغتاله ابن أخيه علاء الدين الخلجي عام 1296م، بعد أن استدرجه إلى قصره بحجة عرض الغنائم التي جلبها من الدكن.

بعد اغتيال عمه، تولى علاء الدين الخلجي الحكم، وكان سلطانًا قويًا وطموحًا, نجح في صد المغول عدة مرات، مما جعل الهند أكثر أمانًا من الغارات الخارجية, قاد حملات عسكرية ناجحة، حيث تمكن من توسيع نفوذ سلطنة دلهي إلى معظم شبه القارة الهندية لأول مرة في التاريخ, فرض إصلاحات اقتصادية، حيث وضع نظامًا صارمًا للضرائب، وسيطر على الأسعار لمنع التضخم.

بعد وفاة علاء الدين الخلجي، تولى الحكم قطب الدين مبارك شاه، لكنه كان ضعيفًا، مما أدى إلى اضطرابات داخلية, في عام 1321م، قام خسرو خان، وهو قائد هندوسي اعتنق الإسلام، بالاستيلاء على العرش بعد قتل السلطان قطب الدين الخلجي, استغاث أشراف دلهي بـ غياث الدين تغلق، الذي قتل خسرو خان عام 1321م، وأسس سلالة تغلق، منهياً بذلك حكم الخلجيين.


1745686729356.png
 
الفتره ما قبل مغول الهند

حكمت سلطنة دلهي ثلاث سلالات رئيسية بعد سقوط سلالة الخلجيين، وهي سلالة تغلق (1320-1414م)، ثم سلالة السيد (1414-1451م)، وأخيرًا سلالة لودي (1451-1526م)، التي كانت آخر سلالة تحكم السلطنة قبل سقوطها على يد بابر مؤسس إمبراطورية مغول الهند.

1. سلالة تغلق (1320-1414م) – ذروة توسع سلطنة دلهي


أسسها غياث الدين تغلق عام 1320م، بعد الإطاحة بسلالة الخلجيين, وصلت السلطنة إلى أقصى توسع جغرافي لها خلال حكم محمد بن تغلق، الذي حاول تنفيذ إصلاحات اقتصادية وإدارية، لكنها لم تحقق النجاح المطلوب, في عهد فيروز شاه تغلق، شهدت السلطنة استقرارًا نسبيًا، حيث اهتم بتطوير الزراعة والتجارة، وبنى العديد من المساجد والمدارس, بعد وفاة فيروز شاه، ضعفت السلطنة بسبب الصراعات الداخلية، مما أدى إلى سقوطها عام 1414م.

2. سلالة السيد (1414-1451م) – مرحلة ضعف السلطنة


تولى الحكم خضر خان عام 1414م، وكان أحد القادة الذين دعمهم تيمورلنك بعد غزوه للهند,حكمت هذه السلالة السلطنة بشكل ضعيف، حيث كانت تعتمد على الإقطاعيين المحليين في إدارة البلاد, شهدت السلطنة اضطرابات سياسية، حيث تنافس الحكام على السلطة، مما أدى إلى ضعف الحكم المركزي,في عام 1451م، أطاح بهلول لودي بآخر حكام سلالة السيد، وأسس سلالة لودي.

3. سلالة لودي (1451-1526م) – آخر سلالة تحكم سلطنة دلهي

أسسها بهلول لودي عام 1451م، وكان أول سلطان من أصل أفغاني يحكم الهند, في عهد إسكندر لودي، شهدت السلطنة توسعًا كبيرًا، حيث عزز التجارة والزراعة، وبنى العديد من المساجد والمدارس, آخر حكام السلالة كان إبراهيم لودي، الذي واجه بابر في معركة بانيبات الأولى (1526م)، حيث انهزم، مما أدى إلى سقوط السلطنة وقيام إمبراطورية مغول الهند.



4. تأثير هذه السلالات على الهند

ساهمت سلالة تغلق في توسيع الحكم الإسلامي ليشمل معظم شبه القارة الهندية, شهدت سلالة السيد ضعفًا سياسيًا، مما أدى إلى تفكك السلطنة,كانت سلالة لودي آخر سلالة إسلامية تحكم دلهي قبل مجيء المغول، حيث تركت إرثًا معماريًا وثقافيًا مهمًا.


1745687317402.png
 
مغول الهند و العصر الذهبي للحكم الاسلامي

كانت إمبراطورية مغول الهند واحدة من أعظم الإمبراطوريات الإسلامية في التاريخ، حيث حكمت شبه القارة الهندية لأكثر من 300 عام، وبلغت ذروتها في عهد جلال الدين أكبر وشاه جهان. أسسها بابر بعد انتصاره في معركة بانيبات الأولى (1526م) ضد إبراهيم لودي، آخر حكام سلطنة دلهي.

1. تأسيس الإمبراطورية المغولية (1526م)

كان بابر حفيد تيمورلنك، وورث طموح أجداده في التوسع, بعد هزيمته لآخر حكام سلطنة دلهي، أسس حكمًا قويًا في شمال الهند, بدأ في بناء نظام إداري مركزي، وأدخل إصلاحات عسكرية ساعدت في استقرار الحكم, اعتمد على الفرسان والمدفعية في حروبه، مما أعطاه تفوقًا عسكريًا على خصومه, بعد وفاته عام 1530م، تولى ابنه همايون الحكم، لكنه واجه تحديات كبيرة من سلالة الصوريين بقيادة شير شاه صوري، الذي أطاح به عام 1540م, عاد همايون إلى الحكم عام 1555م بمساعدة الدولة الصفوية، لكنه توفي بعد عام واحد، ليتولى ابنه جلال الدين أكبر الحكم.

2. عهد جلال الدين أكبر (1556-1605م) – العصر الذهبي

يُعتبر أكبر أعظم حكام المغول، حيث وسّع الإمبراطورية إلى معظم الهند, اتبع سياسة التسامح الديني، حيث سمح للهندوس والمسلمين بالعيش بسلام، وألغى الجزية المفروضة على غير المسلمين,أنشأ نظامًا إداريًا قويًا، وأدخل إصلاحات اقتصادية عززت التجارة والزراعة, بنى مدينة فاتح بور سيكري، التي أصبحت مركزًا ثقافيًا للإمبراطورية, أنشأ نظامًا إداريًا يعتمد على الكفاءة وليس النسب، حيث عين هندوسًا ومسلمين في المناصب العليا,حاول تأسيس دين جديد يسمى "الدين الإلهي"، لكنه لم يلقَ قبولًا واسعًا.

3. عهد جهانكير (1605-1627م) – الاستقرار والتوسع الثقافي

تولى جهانكير الحكم بعد وفاة والده أكبر، وكان مهتمًا بالفنون والثقافة أكثر من الفتوحات العسكرية,دعم الفنانين والمهندسين، مما أدى إلى ازدهار الفنون المغولية, شهد عهده توسعًا في التجارة مع أوروبا، حيث بدأت شركة الهند الشرقية البريطانية في تعزيز نفوذها, واجه تمردات داخلية، لكنه تمكن من الحفاظ على استقرار الإمبراطورية.

4. عهد شاه جهان (1628-1658م) – عصر الفنون والعمارة

شهدت الهند ازدهارًا ثقافيًا في عهد شاه جهان، حيث بنى تاج محل تخليدًا لزوجته ممتاز محل, توسعت الإمبراطورية، وازدهرت التجارة مع أوروبا, اهتم بالفنون والعمارة، حيث بنى القلعة الحمراء في دلهي، ومسجد الجامع، أحد أكبر المساجد في الهند, رغم نجاحاته، واجه تمردًا من ابنه أورنجزيب، الذي أطاح به وسجنه في قلعة أغرة حتى وفاته عام 1666م.

5. عهد أورنجزيب (1658-1707م) – التوسع العسكري

كان أورنجزيب قائدًا عسكريًا قويًا، حيث وسّع الإمبراطورية إلى أقصى حدودها، لتشمل معظم الهند, فرض قوانين إسلامية صارمة، مما أدى إلى توترات دينية مع الهندوس, خاض حروبًا طويلة ضد إمبراطورية ماراثا، التي أصبحت أكبر تهديد لحكم المغول, رغم توسع الإمبراطورية، بدأت في الضعف بسبب التمردات الداخلية.

6. سقوط الإمبراطورية المغولية (1707-1857م)

بعد وفاة أورنجزيب، ضعفت الإمبراطورية بسبب الصراعات الداخلية, في القرن الثامن عشر، بدأت إمبراطورية ماراثا في السيطرة على أجزاء من الهند, في عام 1739م، غزا نادر شاه الهند، ونهب دلهي، مما زاد من ضعف المغول, في القرن التاسع عشر، بدأ البريطانيون في السيطرة على الهند تدريجيًا عبر شركة الهند الشرقية البريطانية, في عام 1857م، أطاح البريطانيون بآخر حكام المغول، بهادر شاه الثاني، منهينًا بذلك الحكم الإسلامي في الهند.

1745687890087.png

 
حال المسلمون بعد نهايه حكمهم للهند
بعد سقوط إمبراطورية مغول الهند عام 1857م، تغير وضع المسلمين في الهند بشكل جذري، حيث فقدوا السلطة السياسية التي كانوا يتمتعون بها لأكثر من 1000 عام، وبدأت حقبة جديدة تحت الحكم البريطاني.

كان سقوط بهادر شاه الثاني آخر حكام المغول نهاية للحكم الإسلامي في الهند، حيث تم نفيه إلى بورما بعد فشل ثورة 1857م ضد البريطانيين, تولى البريطانيون السيطرة الكاملة على الهند، وألغوا أي نفوذ سياسي للمسلمين، مما أدى إلى تهميشهم سياسيًا, بدأ الهندوس في السيطرة على المناصب الإدارية والتجارية، بينما تراجع المسلمون اقتصاديًا واجتماعيًا.

فقد المسلمون الكثير من الأراضي الزراعية التي كانوا يمتلكونها خلال الحكم المغولي، حيث صادرها البريطانيون وأعادوا توزيعها, تراجع دور المسلمين في التجارة والصناعة، حيث فضل البريطانيون التعامل مع الهندوس في المجالات الاقتصادية, بدأ المسلمون في الانعزال عن الحياة العامة، حيث شعروا بأنهم مستهدفون من قبل البريطانيين والهندوس.

حاول البريطانيون طمس الهوية الإسلامية عبر فرض التعليم الغربي وإضعاف المدارس الإسلامية التقليدية, بدأت حركات إصلاحية بين المسلمين، مثل حركة سيد أحمد خان، الذي أسس جامعة عليكرة الإسلامية عام 1875م، بهدف تحديث التعليم الإسلامي, واجه المسلمون تمييزًا دينيًا، حيث تم تهميشهم في الوظائف الحكومية والتعليم.

في نهاية القرن التاسع عشر، بدأ المسلمون في تنظيم أنفسهم سياسيًا، حيث أسسوا الرابطة الإسلامية عام 1906م، التي طالبت بحقوق المسلمين في الهند,قاد محمد علي جناح حركة استقلال المسلمين، مما أدى إلى تأسيس باكستان عام 1947م كدولة مستقلة للمسلمين, بقي المسلمون في الهند كأقلية بعد تقسيم البلاد، حيث واجهوا تحديات سياسية واجتماعية كبيرة.


1745688299486.png
 
دخل الإسلام للهند مبكرا بين عامي 8 و 11 للهجرة حيث اسلم ملك تلك المنطقة و اسمه تشيرامان وبني اول مسجد في ولايه كيرلا حاليا وسمي على اسمه ويذكر انه توفي في طريقه للحج و اول من زارها هو مالك ابن دينار رحمه الله عام 90 للهجرة
كنت سمعت القصه دي فعلا قبل كده بس لا يوجد مصدر حقيقي يؤكد صدقها , لان علي حسب علمي فان الرسول صلي الله عليه و سلم لم يرسل برساله للهند كما ارسل لباقي الامم ايضا في تلك الفتره مكنش المسلمين عندهم الوقت او القدره علي القيام بالتجاره و الدعوه لتلك المناطق

بس ممكن توضح نقطه مالك بن دينار لو سمحت
 
بس ممكن توضح نقطه مالك بن دينار لو سمحت
مالك ابن دينار زار الهند للدعوة وهناك في كيرلا اربعه مساجد باسمه و يقال انه اسس تسعه مساجد هناك وكان سبقه اخوه حبيب ابن دينار وكان الإسلام قد بدأ في الانشار هناك

قصه اسلام ملك كيرلا اول مره اسمعها لما كنت هناك حيث صليت في المسجد الذي باسمه و قيل انه راى رؤيا ثم سمع عن الاسلام من تجار عرب فعزم على الذهاب بنفسه ومات في الطريق
 
مالك ابن دينار زار الهند للدعوة وهناك في كيرلا اربعه مساجد باسمه و يقال انه اسس تسعه مساجد هناك وكان سبقه اخوه حبيب ابن دينار وكان الإسلام قد بدأ في الانشار هناك

قصه اسلام ملك كيرلا اول مره اسمعها لما كنت هناك حيث صليت في المسجد الذي باسمه و قيل انه راى رؤيا ثم سمع عن الاسلام من تجار عرب فعزم على الذهاب بنفسه ومات في الطريق
تشكر على المعلومه اخي الكريم

عموما الإسلام دخل في تلك المناطق عن طريق التجار قبل الحرب يعني اظن من قبل مالك بن دينار بكثير يعني من أهم أسباب فتوحات محمد بن القاسم الثقفي هي حكايه النسوه المسلمات الي اعتدى عليهم قراصنه السند و النسوه دول كانوا اولاد تجار مسلمين تزوجوا و عاشوا في تلك المناطق من قبل الفتح بكثير
 
تسلم ياغالي
من أجمل المواضيع التي قرأتها بالمنتدى

شكرا لجهدك ومشاركتنا هذا التاريخ المنسي
 
عودة
أعلى