مع تراجع النفوذ الإيراني وتفكك محوره الإقليمي (بغداد - دمشق - بيروت - صنعاء - غزة)، برزت معضلة جديدة قد لا تقل خطورة، وهي الفراغ الذي قد تملؤه إسرائيل، مستغلة حالة “اللا دولة” التي تعيشها العواصم العربية كسوريا ولبنان، وبتحالف استراتيجي مع ابوظبي .
في مفارقة لافتة، يبدو أن “عدو الأمس” بات “صديق اليوم” وهو الحل إذ كشفت إحدى الصحف الأمريكية عن مذكرة دبلوماسية منسوبة لسفير بريطانيا، تشير إلى أن السعودية اشترت أسلحة إيرانية لدعم الجيش السوداني في مواجهة قوات “الدعم السريع” بقيادة حميدتي، مما ساهم في استعادة الخرطوم وتأمينها. هذا التنسيق بين طهران والرياض في السودان يعكس تحولاً استراتيجياً غير مسبوق في علاقاتهما.
لكن في المقابل، تسعى إسرائيل إلى استغلال هذا التحول، فالهدف الاستراتيجي لها، كما بات واضحاً، هو تفكيك الدول الكبرى إلى كيانات دينية وإثنية متناحرة، وهو ما يدرك صانع القرار السعودي خطورته جيداً، لا سيما بعد الانهيار التدريجي لمشروع إيران في المنطقة.
اليمن: المحطة التالية لتل أبيب
في اليمن، وعلى غرار التجربة الإيرانية في دعم ميليشيا الحوثي، تحاول إسرائيل خلق موطئ قدم لها من خلال دعم قوى موازية مثل قوات طارق صالح والمجلس الانتقالي، التي تسيطر حالياً على عدن ونصف الساحل اليمني. ومع تنامي السخط الشعبي تجاه الحوثيين بسبب الانهيار الاقتصادي، قد ترى تل أبيب الفرصة مواتية لتوسيع نفوذها، من خلال استثمار هذا الغضب الشعبي، ودعم قوى محلية مسلحة.
لكن السؤال المطروح: كما كان الحوثي معضلة في السابق، فهل يصبح اليوم، بتحالف مع الرياض وطهران، جزءاً من الحل في مواجهة النفوذ الإسرائيلي الزاحف؟
الواضح أن إعادة هندسة التوازنات في المنطقة أصبحت أكثر تعقيداً، والمفاجآت لم تعد استثناءً، بل باتت قاعدة جديدة للعبة الإقليمية
في مفارقة لافتة، يبدو أن “عدو الأمس” بات “صديق اليوم” وهو الحل إذ كشفت إحدى الصحف الأمريكية عن مذكرة دبلوماسية منسوبة لسفير بريطانيا، تشير إلى أن السعودية اشترت أسلحة إيرانية لدعم الجيش السوداني في مواجهة قوات “الدعم السريع” بقيادة حميدتي، مما ساهم في استعادة الخرطوم وتأمينها. هذا التنسيق بين طهران والرياض في السودان يعكس تحولاً استراتيجياً غير مسبوق في علاقاتهما.
لكن في المقابل، تسعى إسرائيل إلى استغلال هذا التحول، فالهدف الاستراتيجي لها، كما بات واضحاً، هو تفكيك الدول الكبرى إلى كيانات دينية وإثنية متناحرة، وهو ما يدرك صانع القرار السعودي خطورته جيداً، لا سيما بعد الانهيار التدريجي لمشروع إيران في المنطقة.
اليمن: المحطة التالية لتل أبيب
في اليمن، وعلى غرار التجربة الإيرانية في دعم ميليشيا الحوثي، تحاول إسرائيل خلق موطئ قدم لها من خلال دعم قوى موازية مثل قوات طارق صالح والمجلس الانتقالي، التي تسيطر حالياً على عدن ونصف الساحل اليمني. ومع تنامي السخط الشعبي تجاه الحوثيين بسبب الانهيار الاقتصادي، قد ترى تل أبيب الفرصة مواتية لتوسيع نفوذها، من خلال استثمار هذا الغضب الشعبي، ودعم قوى محلية مسلحة.
لكن السؤال المطروح: كما كان الحوثي معضلة في السابق، فهل يصبح اليوم، بتحالف مع الرياض وطهران، جزءاً من الحل في مواجهة النفوذ الإسرائيلي الزاحف؟
الواضح أن إعادة هندسة التوازنات في المنطقة أصبحت أكثر تعقيداً، والمفاجآت لم تعد استثناءً، بل باتت قاعدة جديدة للعبة الإقليمية