من عجائب الإنسان
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول
حينما يتوصَّل عالم غير مسلم إلى حقيقة علمية شديدة التعقيد، ومن ثم ينتبه المسلمون إلى أنَّها ذُكرت في القرآن العظيم قبل 14 قرن، فإنَّ الدهشة تغمرهم، ومن قبل ذلك يغمرهم اعتزازهم بكتاب ربّهم، ويتباهون بهذا الإعجاز العلمي الأمم والشعوب.. أما أنَّ يتكرَّر الإعجاز في نفس الآيات متخذاً سمتاً إحصائياً إلى جانب طابعه العلمي، فإنَّ الدهشة تأخذ طعمًا آخر، والاعتزاز بهذا القرآن يأخذ بعدًا جديدً!
يقول أستاذ علم التشريح في جامعة تورنتو بكندا، كيث مور: "إنني أشهد بإعجاز اللَّه في خلق كل طور من أطوار الجنين المذكورة في القرآن الكريم، ولا أعتقد أن محمدًا -صلى الله عليه وسلّم- أو أي شخص آخر، يستطيع معرفة ما يحدث في تطور الجنين في ذلك الوقت، لأن هذه التطورات لم تكتشف إلَّا في الجزء الأخير من القرن العشرين، وأريد أن أؤكد أن كل شيء قرأته في القرآن الكريم عن نشأة الجنين وتطوره في داخل الرحم، ينطبق على كل ما أعرفه من علم الأجنة، كوني أحد العلماء المتخصصين في هذا العلم.. وأن تفسير الآيات القرآنية المتعلقة بتكون الإنسان لم يكن ممكنًا في القرن السابع للميلاد، ولا حتى منذ مئة سنة". ننطلق من هذه الشهادة العلمية المنصفة لنستعرض في هذا المشهد القرآني جانبًا من منظومة الإنسان في القرآن..
ذكر القرآن خلق الإنسان في 7 أطوار.. فلنتأمّل الرقم 7 في آيات الخلق من سورة المؤمنون:
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِيْنٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِيْنٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِيْنَ (14)}
وتأمّل رقم هذه الآيات:
{ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِيْ عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِيْ وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيْرُ (14)} [لقمان]
{ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14)} [نوح]
{ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14)} [الرحمن]
{ بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَة (14)} [القيامة]
سبحان اللَّه!!
ترتيب كلمة كلمة { الْإِنْسَان } .. تأمّل موقع كلمة كلمة { الْإِنْسَان } في هذه الآيات:
{ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِيْنٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ14 مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيْهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيْعًا بَصِيْرًا (2)} [الإنسان]
{ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ14 فِي كَبَدٍ (4)} [البلد]
{ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُوْرِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيْرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنْسَانَ14 لِرَبِّهِ لَكَنُوْدٌ (6)} [العاديات]
وردت كلمة كلمة { الْإِنْسَان } في الموقع 14 في ترتيب كلمات كل آية من الآيات الثلاث!
خُلق الإنسان في 7 أطوار.. فتأمّل موقع كلمة كلمة { الْإِنْسَان } في هاتين الآيتين:
{ يُرِيْدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ7 ضَعِيْفًا (28) (28)} [النساء]
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِيْ خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ7 مِنْ عَلَقٍ (2)} [العلق]
وتأمّل رقم هذه الآيات:
{ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيْمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7)} [الانفطار]
{ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَّاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7)} [الطارق]
{ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِيْنٍ (7)} [السجدة]
{ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيْمٌ مُّبِيْنٌ (77)} [يس]
العدد 49 يساوي 7 × 7 فتأمّل إذًا رقم هاتين الآيتين:
{ لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِن مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوْسٌ قَنُوْطٌ (49)} [فصلت]
{ فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيْتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُوْنَ (49)} [الزمر]
وهكذا فإن الرقم 7 ومضاعفاته يتجلّى بشكل لافت للنظر في الآيات المتعلقة بخلق الإنسان!
وقد ذكر القرآن خلق الإنسان في 7 أطوار!! سبحان من هذا كلامه!!
خاتمة مخيفة! .. تأمّل أين وردت كلمة { الْإِنْسَان } آخر مرّة في المصحف:
{ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِيْنَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)} [العصر]
عدد كلمات سورة العصر 14 كلمة وهذا العدد = 7 + 7
تأمّل الآية:
{ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)} [العصر]
آخر كلمة في هذه الآية ترتيبها رقم 245 من نهاية المصحف وهذا العدد = 7 × 7 × 5
كلمة { الْإِنْسَان } أوّل مرّة .. وردت كلمة { الْإِنْسَان } لأوّل مرّة في المصحف في هذه الآية:
{ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ7 ضَعِيْفًا (28)} [النساء]
تأمّل قوله تعالى: { وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا }!!
إنها أوّل إشارة إلى خلق الإنسان، وأوّل صفة للإنسان!!
تأمّل رقم الآية 28، فهو يساوي 7 × 4
7 هو ترتيب كلمة { الْإِنْسَان } في الآية، و4 هو ترتيب سورة النساء حيث وردت الآية!!
الآن تأمّل ترتيب هذه الآية نفسها من بداية المصحف! فماذا تتوقع؟
هذه الآية ترتيبها رقم 521 من بداية المصحف!!
521 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 98
والعدد 98 يساوي 7 × 7 × 2 .. فتأمّل!
الإنسان والشر
هل تعلم أن الإنسان ورد في القرآن الكريم مقرونًا بالشر مرات عديدة؟! فتأمّل هذه النماذج:
{ وَآتَاكُم مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوْهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوْهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُوْمٌ كَفَّارٌ (34)} [ابراهيم]
{ وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُوْنَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا (67)} [الإسراء]
{ قُل لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُوْنَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنْفَاقِ وَكَانَ الإِنْسَانُ قَتُوْرًا (100)}[الإسراء]
{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)} [الكهف]
{ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيْكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُوْنِ (37)} [الأنبياء]
{ وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيْتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيْكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُوْرٌ (66)} [الحج]
{ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوْمًا جَهُوْلًا (72)} [الأحزاب]
{ لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوْسٌ قَنُوْطٌ (49)} [فصلت]
{ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُوْ دُعَاءٍ عَرِيْضٍ (51)} [فصلت]
{ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيْهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُوْرٌ (48)} [الشورى]
{ وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُوْرٌ مُّبِيْنٌ (15)} [الزخرف]
{ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوْعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوْعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوْعًا (21)} [المعارج]
{ كلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7)} [الأعلى]
{ إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)} [العاديات]
{ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)} [العصر]
الحالة الوحيدة التي كادت تشذ عن هذه القاعدة هي:
{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيْمٍ (4)} [التين]
وهي أيضًا الآية الوحيدة التي تتحدّث عن خِلقة الإنسان.
ولكن تأمّل الآية التي بعدها مباشرة!!
{ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِيْنَ (5)} [التين]
تأمّل هذه الآية من سورة عبس:
{ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17)} [عبس]
كلمة { أَكْفَرَهُ } تأتي بعد 50 كلمة من بداية السورة، وهذا العدد هو 5 × 5 × 2
ولا تنسَ أن الآية رقمها 17
وتأكيدًا لهذا العدد دون غيره، فإن عدد حروف الآية 17 حرفًا، ومجموعهما 34
الرقم 5 يمثل عدد الصلوات المفروضة، والعدد 17 يمثل عدد ركعاتها، والعدد 34 يمثل عدد سجداتها!!
والفرق بين المسلم والكافر الصلاة!
الإنسان والشيطان
الشيطان هو مصدر الشر وداعي الكفر، وقد ورد الشيطان مع الإنسان 5 مرّات، في 4 آيات، هي:
{ قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيْدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُّبِيْنٌ (5)} [يوسف]
{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُوْلُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِيْنًا (53)} [الإسراء]
{ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُوْلًا (29)} [الفرقان]
{ كمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيْءٌ مِنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِيْنَ (16)} [الحشر]
تأمّل.. الآية الأولى رقمها 5، وهو نفس عدد مرّات تكرار الشيطان في الآيات الأربع!
وعدد كلمات الآية 16، وهذا هو رقم الآية الرابعة، وهو يساوي 4 × 4، وهو عدد مرّات تكرار الإنسان.
هذه الآيات الأربع التي جمعت بين الشيطان والإنسان لا يوجد غيرها في القرآن الكريم، حتى لا يتوهَّم أحد أننا ننتقي ما يروق لنا من الآيات.
سوف ألفت النظر إلى شيء دقيق جدًّا يبيِّن لك عظمة ترتيب كلمات القرآن الكريم، وسوف نتوقف عند التراتيب التي احتلها الشيطان في الآيات الأربع وكذلك التراتيب التي احتلها الإنسان، وسوف نضع على كل واحد منهما رقم ترتيبه بين كلمات الآية، فإلى هناك:
{ قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيْدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ13 لِلإِنْسَانِ14 عَدُوٌّ مُّبِيْنٌ (5)} [يوسف]
{ وَقُل لِعِبَادِي يَقُوْلُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ8 يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ12 كَانَ لِلإِنْسَانِ14 عَدُوًّا مُّبِيْنًا (53)} [الإسراء]
{ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ9 لِلْإِنْسَانِ10 خَذُوْلًا (29)} [الفرقان]
{ كمَثَلِ الشَّيْطَانِ2 إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ5 اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيْءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِيْنَ (16)} [الحشر]
تأمّل..
اجمع المراتب الخمس التي احتلها الشيطان: 13 + 8 + 12 + 9 + 2 = 44
واجمع المراتب الأربع التي احتلها الإنسان: 14 + 14 + 10 + 5 = 43
43 هو عدد السور التي ورد فيها لفظ الإنسان!
ولكن الأهم من ذلك.. لاحظ الفرق بين العددين 44 – 43 = 1
لاحظ الفرق بين عدد مرّات تكرار الشيطان والإنسان في هذه الآيات 5 – 4 = 1
ولكن إلى ماذا يشير الرقم 1؟
إن غاية مراد الشيطان من الإنسان هو الكفر باللَّه عزّ وجلّ والشرك به، وإقرار الشيطان في نهاية الآية الأخيرة { إِنِّيْ أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِيْنَ } يعدّ قولًا نادرًا يناقض فطرة الشيطان وقناعته!
الإنسان والكفر
لو تأمّلت في جميع هذه الصفات الذميمة التي اتصف بها الإنسان، فلن تجد صفة تكرّرت إلا صفة الكفر، وهي الصفة الجامعة لجميع الصفات الذميمة (وليس بعد الكفر ذنب)، فتأمّل:
{ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوْهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوْهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُوْمٌ كَفَّارٌ (34)} [إبراهيم]
{ وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُوْنَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوْرًا (67)} [الإسراء]
{ وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيْتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيْكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُوْرٌ (66)} [الحج]
{ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيْظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيْهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُوْرٌ (48)} [الشورى]
{ وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُوْرٌ مُّبِيْنٌ (15)} [الزخرف
تأمّل.. لقد وصف الإنسان بالكفر 5 مرّات، وفي 5 آيات و5 سور، وأركان الإسلام 5
مجموع أرقام الآيات الخمس = 230، وهذا العدد = 23 × 2 × 5
مجموع ترتيب السور الخمس التي وردت فيها = 138، وهذا العدد = 23 × 2 × 3
لاحظ كيف يتكرّر النمط 23 × 2
فلماذا يتكرّر العدد 23 بشكل زوجي؟!
من الأرقام إلى الطب
قد تتعجّب كثيرًا إذا علمت أن الصفات الوراثية لكل إنسان محفوظة في المادة المكوّنة من 23 زوجًا من الكروموسومات، وقد تم اكتشاف عدد هذه الكروموسومات عام 1955، والآن أنت ترى بنفسك كيف يشير القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة العلميّة بشكل دقيق ومذهل! لغة الأرقام واضحة لا لبس فيها!!
تأمّل رقم هذه الآية..
{ وَجِيْءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23)} [الفجر]
ولاحظ أن عدد حروفها 43 حرفًا!
وتذكَّر أن لفظ الإنسان ورد في 43 سورة من سور القرآن!
ولا تنسَ أن العدد 43 أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 14
تأمّل.. تأمّل مطلع سورة الإنسان، وتأمّل كيف يتم توظيف الرقم ليخدم أكثر من وظيفة، ففي المثال التالي سوف نلاحظ تجلّيات العدد 23 بوضوح، فهو يشير من زاوية إلى الوحي لأنه مصدر الهداية، ومن زاوية أخرى يشير إلى حقيقة تكوين الإنسان من 23 زوجًا من الكروموسومات، فتأمّل:
{ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِيْنٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُوْرًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيْعًا بَصِيْرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيْلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُوْرًا (3)} [الإنسان]
كلمة { هَدَيْنَاهُ } أي هدينا الإنسان، ترتيبها من بداية السورة رقم 23
إذا قمت بحساب عدد الحروف تجد أن الكلمة نفسها { هَدَيْنَاهُ } تأتي بعد 92 حرفًا من بداية السورة.
وهذا العدد = 23 × 2 × 2
مزيد من تجلّيات العدد 23
سأعرض الآن لوحة أخرى عن تجلّيات العدد 23 بشكل مزدوج، ولكن في هذه المرّة سوف نشهد ازدواجية من نوع آخر مختلف، فتأمّل أوّل آية في القرآن الكريم يرد فيها لفظ { الْإِنْسَان }:
{ يُرِيْدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيْفًا (28)} [النساء]
هذه الآية عدد كلماتها 8 كلمات، وترتيبها من بداية المصحف رقم 521
قد لا ترى ما يشدّ انتباهك نحو أي من الرقمين! وقد تتساءل ماذا يعني العدد 521، وماذا يعني الرقم 8، ولماذا جاء عدد كلمات هذه الآية 8 كلمات فقط في سورة النساء التي تمتاز بآياتها الطويلة!
العددان 521 و8 وإن كان في ظاهرهما لا يوجد رابط بينهما إلا أن العدد 521 مقصود في ذاته، وكذلك الرقم 8 لأنَّك إذا جمعت العددين معًا 521 + 8 فالنتيجة هي 529
هنا تنجلي الأمور بشكل واضح إذ إن العدد 529 = 23 × 23
الآن علمت لماذا جاءت هذه الآية قصيرة ومن 8 كلمات فقط! وذلك حتى تقدّم مع ترتيب الآية من بداية المصحف لوحة رقميّة واضحة تتجلّى فيها ازدواجية العدد 23
تذكَّر أن لكل إنسان 23 زوجًا من الكروموسومات!
يتبع القسم الثاني والأخير
يقول أستاذ علم التشريح في جامعة تورنتو بكندا، كيث مور: "إنني أشهد بإعجاز اللَّه في خلق كل طور من أطوار الجنين المذكورة في القرآن الكريم، ولا أعتقد أن محمدًا -صلى الله عليه وسلّم- أو أي شخص آخر، يستطيع معرفة ما يحدث في تطور الجنين في ذلك الوقت، لأن هذه التطورات لم تكتشف إلَّا في الجزء الأخير من القرن العشرين، وأريد أن أؤكد أن كل شيء قرأته في القرآن الكريم عن نشأة الجنين وتطوره في داخل الرحم، ينطبق على كل ما أعرفه من علم الأجنة، كوني أحد العلماء المتخصصين في هذا العلم.. وأن تفسير الآيات القرآنية المتعلقة بتكون الإنسان لم يكن ممكنًا في القرن السابع للميلاد، ولا حتى منذ مئة سنة". ننطلق من هذه الشهادة العلمية المنصفة لنستعرض في هذا المشهد القرآني جانبًا من منظومة الإنسان في القرآن..
ذكر القرآن خلق الإنسان في 7 أطوار.. فلنتأمّل الرقم 7 في آيات الخلق من سورة المؤمنون:
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِيْنٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِيْنٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِيْنَ (14)}
وتأمّل رقم هذه الآيات:
{ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِيْ عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِيْ وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيْرُ (14)} [لقمان]
{ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14)} [نوح]
{ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14)} [الرحمن]
{ بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَة (14)} [القيامة]
سبحان اللَّه!!
ترتيب كلمة كلمة { الْإِنْسَان } .. تأمّل موقع كلمة كلمة { الْإِنْسَان } في هذه الآيات:
{ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِيْنٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ14 مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيْهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيْعًا بَصِيْرًا (2)} [الإنسان]
{ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ14 فِي كَبَدٍ (4)} [البلد]
{ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُوْرِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيْرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنْسَانَ14 لِرَبِّهِ لَكَنُوْدٌ (6)} [العاديات]
وردت كلمة كلمة { الْإِنْسَان } في الموقع 14 في ترتيب كلمات كل آية من الآيات الثلاث!
خُلق الإنسان في 7 أطوار.. فتأمّل موقع كلمة كلمة { الْإِنْسَان } في هاتين الآيتين:
{ يُرِيْدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ7 ضَعِيْفًا (28) (28)} [النساء]
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِيْ خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ7 مِنْ عَلَقٍ (2)} [العلق]
وتأمّل رقم هذه الآيات:
{ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيْمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7)} [الانفطار]
{ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَّاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7)} [الطارق]
{ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِيْنٍ (7)} [السجدة]
{ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيْمٌ مُّبِيْنٌ (77)} [يس]
العدد 49 يساوي 7 × 7 فتأمّل إذًا رقم هاتين الآيتين:
{ لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِن مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوْسٌ قَنُوْطٌ (49)} [فصلت]
{ فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيْتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُوْنَ (49)} [الزمر]
وهكذا فإن الرقم 7 ومضاعفاته يتجلّى بشكل لافت للنظر في الآيات المتعلقة بخلق الإنسان!
وقد ذكر القرآن خلق الإنسان في 7 أطوار!! سبحان من هذا كلامه!!
خاتمة مخيفة! .. تأمّل أين وردت كلمة { الْإِنْسَان } آخر مرّة في المصحف:
{ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِيْنَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)} [العصر]
عدد كلمات سورة العصر 14 كلمة وهذا العدد = 7 + 7
تأمّل الآية:
{ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)} [العصر]
آخر كلمة في هذه الآية ترتيبها رقم 245 من نهاية المصحف وهذا العدد = 7 × 7 × 5
كلمة { الْإِنْسَان } أوّل مرّة .. وردت كلمة { الْإِنْسَان } لأوّل مرّة في المصحف في هذه الآية:
{ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ7 ضَعِيْفًا (28)} [النساء]
تأمّل قوله تعالى: { وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا }!!
إنها أوّل إشارة إلى خلق الإنسان، وأوّل صفة للإنسان!!
تأمّل رقم الآية 28، فهو يساوي 7 × 4
7 هو ترتيب كلمة { الْإِنْسَان } في الآية، و4 هو ترتيب سورة النساء حيث وردت الآية!!
الآن تأمّل ترتيب هذه الآية نفسها من بداية المصحف! فماذا تتوقع؟
هذه الآية ترتيبها رقم 521 من بداية المصحف!!
521 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 98
والعدد 98 يساوي 7 × 7 × 2 .. فتأمّل!
الإنسان والشر
هل تعلم أن الإنسان ورد في القرآن الكريم مقرونًا بالشر مرات عديدة؟! فتأمّل هذه النماذج:
{ وَآتَاكُم مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوْهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوْهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُوْمٌ كَفَّارٌ (34)} [ابراهيم]
{ وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُوْنَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا (67)} [الإسراء]
{ قُل لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُوْنَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنْفَاقِ وَكَانَ الإِنْسَانُ قَتُوْرًا (100)}[الإسراء]
{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)} [الكهف]
{ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيْكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُوْنِ (37)} [الأنبياء]
{ وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيْتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيْكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُوْرٌ (66)} [الحج]
{ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوْمًا جَهُوْلًا (72)} [الأحزاب]
{ لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوْسٌ قَنُوْطٌ (49)} [فصلت]
{ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُوْ دُعَاءٍ عَرِيْضٍ (51)} [فصلت]
{ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيْهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُوْرٌ (48)} [الشورى]
{ وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُوْرٌ مُّبِيْنٌ (15)} [الزخرف]
{ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوْعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوْعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوْعًا (21)} [المعارج]
{ كلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7)} [الأعلى]
{ إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)} [العاديات]
{ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)} [العصر]
الحالة الوحيدة التي كادت تشذ عن هذه القاعدة هي:
{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيْمٍ (4)} [التين]
وهي أيضًا الآية الوحيدة التي تتحدّث عن خِلقة الإنسان.
ولكن تأمّل الآية التي بعدها مباشرة!!
{ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِيْنَ (5)} [التين]
تأمّل هذه الآية من سورة عبس:
{ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17)} [عبس]
كلمة { أَكْفَرَهُ } تأتي بعد 50 كلمة من بداية السورة، وهذا العدد هو 5 × 5 × 2
ولا تنسَ أن الآية رقمها 17
وتأكيدًا لهذا العدد دون غيره، فإن عدد حروف الآية 17 حرفًا، ومجموعهما 34
الرقم 5 يمثل عدد الصلوات المفروضة، والعدد 17 يمثل عدد ركعاتها، والعدد 34 يمثل عدد سجداتها!!
والفرق بين المسلم والكافر الصلاة!
الإنسان والشيطان
الشيطان هو مصدر الشر وداعي الكفر، وقد ورد الشيطان مع الإنسان 5 مرّات، في 4 آيات، هي:
{ قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيْدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُّبِيْنٌ (5)} [يوسف]
{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُوْلُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِيْنًا (53)} [الإسراء]
{ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُوْلًا (29)} [الفرقان]
{ كمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيْءٌ مِنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِيْنَ (16)} [الحشر]
تأمّل.. الآية الأولى رقمها 5، وهو نفس عدد مرّات تكرار الشيطان في الآيات الأربع!
وعدد كلمات الآية 16، وهذا هو رقم الآية الرابعة، وهو يساوي 4 × 4، وهو عدد مرّات تكرار الإنسان.
هذه الآيات الأربع التي جمعت بين الشيطان والإنسان لا يوجد غيرها في القرآن الكريم، حتى لا يتوهَّم أحد أننا ننتقي ما يروق لنا من الآيات.
سوف ألفت النظر إلى شيء دقيق جدًّا يبيِّن لك عظمة ترتيب كلمات القرآن الكريم، وسوف نتوقف عند التراتيب التي احتلها الشيطان في الآيات الأربع وكذلك التراتيب التي احتلها الإنسان، وسوف نضع على كل واحد منهما رقم ترتيبه بين كلمات الآية، فإلى هناك:
{ قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيْدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ13 لِلإِنْسَانِ14 عَدُوٌّ مُّبِيْنٌ (5)} [يوسف]
{ وَقُل لِعِبَادِي يَقُوْلُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ8 يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ12 كَانَ لِلإِنْسَانِ14 عَدُوًّا مُّبِيْنًا (53)} [الإسراء]
{ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ9 لِلْإِنْسَانِ10 خَذُوْلًا (29)} [الفرقان]
{ كمَثَلِ الشَّيْطَانِ2 إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ5 اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيْءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِيْنَ (16)} [الحشر]
تأمّل..
اجمع المراتب الخمس التي احتلها الشيطان: 13 + 8 + 12 + 9 + 2 = 44
واجمع المراتب الأربع التي احتلها الإنسان: 14 + 14 + 10 + 5 = 43
43 هو عدد السور التي ورد فيها لفظ الإنسان!
ولكن الأهم من ذلك.. لاحظ الفرق بين العددين 44 – 43 = 1
لاحظ الفرق بين عدد مرّات تكرار الشيطان والإنسان في هذه الآيات 5 – 4 = 1
ولكن إلى ماذا يشير الرقم 1؟
إن غاية مراد الشيطان من الإنسان هو الكفر باللَّه عزّ وجلّ والشرك به، وإقرار الشيطان في نهاية الآية الأخيرة { إِنِّيْ أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِيْنَ } يعدّ قولًا نادرًا يناقض فطرة الشيطان وقناعته!
الإنسان والكفر
لو تأمّلت في جميع هذه الصفات الذميمة التي اتصف بها الإنسان، فلن تجد صفة تكرّرت إلا صفة الكفر، وهي الصفة الجامعة لجميع الصفات الذميمة (وليس بعد الكفر ذنب)، فتأمّل:
{ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوْهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوْهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُوْمٌ كَفَّارٌ (34)} [إبراهيم]
{ وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُوْنَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوْرًا (67)} [الإسراء]
{ وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيْتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيْكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُوْرٌ (66)} [الحج]
{ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيْظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيْهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُوْرٌ (48)} [الشورى]
{ وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُوْرٌ مُّبِيْنٌ (15)} [الزخرف
تأمّل.. لقد وصف الإنسان بالكفر 5 مرّات، وفي 5 آيات و5 سور، وأركان الإسلام 5
مجموع أرقام الآيات الخمس = 230، وهذا العدد = 23 × 2 × 5
مجموع ترتيب السور الخمس التي وردت فيها = 138، وهذا العدد = 23 × 2 × 3
لاحظ كيف يتكرّر النمط 23 × 2
فلماذا يتكرّر العدد 23 بشكل زوجي؟!
من الأرقام إلى الطب
قد تتعجّب كثيرًا إذا علمت أن الصفات الوراثية لكل إنسان محفوظة في المادة المكوّنة من 23 زوجًا من الكروموسومات، وقد تم اكتشاف عدد هذه الكروموسومات عام 1955، والآن أنت ترى بنفسك كيف يشير القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة العلميّة بشكل دقيق ومذهل! لغة الأرقام واضحة لا لبس فيها!!
تأمّل رقم هذه الآية..
{ وَجِيْءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23)} [الفجر]
ولاحظ أن عدد حروفها 43 حرفًا!
وتذكَّر أن لفظ الإنسان ورد في 43 سورة من سور القرآن!
ولا تنسَ أن العدد 43 أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 14
تأمّل.. تأمّل مطلع سورة الإنسان، وتأمّل كيف يتم توظيف الرقم ليخدم أكثر من وظيفة، ففي المثال التالي سوف نلاحظ تجلّيات العدد 23 بوضوح، فهو يشير من زاوية إلى الوحي لأنه مصدر الهداية، ومن زاوية أخرى يشير إلى حقيقة تكوين الإنسان من 23 زوجًا من الكروموسومات، فتأمّل:
{ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِيْنٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُوْرًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيْعًا بَصِيْرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيْلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُوْرًا (3)} [الإنسان]
كلمة { هَدَيْنَاهُ } أي هدينا الإنسان، ترتيبها من بداية السورة رقم 23
إذا قمت بحساب عدد الحروف تجد أن الكلمة نفسها { هَدَيْنَاهُ } تأتي بعد 92 حرفًا من بداية السورة.
وهذا العدد = 23 × 2 × 2
مزيد من تجلّيات العدد 23
سأعرض الآن لوحة أخرى عن تجلّيات العدد 23 بشكل مزدوج، ولكن في هذه المرّة سوف نشهد ازدواجية من نوع آخر مختلف، فتأمّل أوّل آية في القرآن الكريم يرد فيها لفظ { الْإِنْسَان }:
{ يُرِيْدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيْفًا (28)} [النساء]
هذه الآية عدد كلماتها 8 كلمات، وترتيبها من بداية المصحف رقم 521
قد لا ترى ما يشدّ انتباهك نحو أي من الرقمين! وقد تتساءل ماذا يعني العدد 521، وماذا يعني الرقم 8، ولماذا جاء عدد كلمات هذه الآية 8 كلمات فقط في سورة النساء التي تمتاز بآياتها الطويلة!
العددان 521 و8 وإن كان في ظاهرهما لا يوجد رابط بينهما إلا أن العدد 521 مقصود في ذاته، وكذلك الرقم 8 لأنَّك إذا جمعت العددين معًا 521 + 8 فالنتيجة هي 529
هنا تنجلي الأمور بشكل واضح إذ إن العدد 529 = 23 × 23
الآن علمت لماذا جاءت هذه الآية قصيرة ومن 8 كلمات فقط! وذلك حتى تقدّم مع ترتيب الآية من بداية المصحف لوحة رقميّة واضحة تتجلّى فيها ازدواجية العدد 23
تذكَّر أن لكل إنسان 23 زوجًا من الكروموسومات!
يتبع القسم الثاني والأخير