مع تحول العالم نحو طاقة أنظف، يتعين على الدول الغنية بالموارد التكيف وإلا ستواجه خطر التخلف عن الركب. تتخذ الجزائر خطوات للحفاظ على قوة قطاع الطاقة لديها من خلال الحفاظ على هيمنتها في قطاع النفط والغاز مع الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة لدعم النمو طويل الأجل.
يتجلى هذا الزخم هذا الأسبوع في هيوستن، حيث يجتمع قادة الطاقة الأمريكيون والجزائريون لحضور منتدى الطاقة الجزائري الأمريكي لعام 2025. يسلط هذا الحدث الضوء على تعميق التعاون في مجال النفط والغاز ومصادر الطاقة المتجددة، ويعرض جهود الجزائر لجذب الاستثمارات الأمريكية، وتبسيط اللوائح، وتوسيع القدرة التصديرية عبر أسواق الطاقة التقليدية والخضراء.
من خلال اتباع نهج شامل، تضع الجزائر نفسها كقوة إقليمية وعالمية في مجال الطاقة.
في صميم هذه الاستراتيجية، يقع قطاع الهيدروكربون القوي في الجزائر، والذي يواصل دفع الاستقرار الاقتصادي وأمن الطاقة للبلاد وشركائها. تمتلك الجزائر 12.2 مليار برميل من احتياطيات النفط الخام، مما يجعلها ثالث أكبر احتياطي في أفريقيا والسادس عشر في العالم.
على مدى السنوات الأربع المقبلة، تخطط الجزائر لاستثمار 50 مليار دولار في صناعة المحروقات، والتي ستركز على الاستكشاف وتوسيع إنتاج الغاز الطبيعي المسال. ولتسريع عملية التطوير، أطلقت الحكومة "جولة عطاءات الجزائر 2024" في 14 أكتوبر، حيث عرضت ست مناطق جديدة لاستكشاف النفط والغاز مع احتياطيات واعدة وبيانات جيولوجية واسعة النطاق متاحة للمستثمرين.
تلعب صناعة الطاقة المزدهرة في الجزائر دورًا حيويًا في أمن الطاقة في أوروبا. وباعتبارها واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي إلى أوروبا، فإن خطوط أنابيب الغاز الرئيسية في الجزائر - ترانس ميد، التي تزود إيطاليا وميدغاز، التي تنقل الغاز إلى إسبانيا - هي بنية تحتية حيوية. تنقل ترانس ميد وحدها أكثر من 24 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا. وفي المجموع، صدرت الجزائر أكثر من 50 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي عالميًا، مع توريد جزء كبير منها إلى الأسواق الأوروبية.
ولكن هذا ليس كل شيء. تدرك الجزائر أن الحفاظ على هذه القوة يتطلب تحولًا استراتيجيًا نحو الطاقة المتجددة. أهداف البلاد واضحة: 27٪ من كهربائها ستأتي من مصادر متجددة بحلول عام 2035.
أحد مكونات هذا التحول هو إمكانات الجزائر الشمسية. تتلقى المناطق الصحراوية في الجزائر حوالي 2500 كيلوواط / ساعة من الطاقة الشمسية لكل متر مربع سنويًا، مما يصنف من بين أعلى المستويات عالميًا. إلى جانب 3900 ساعة من ضوء الشمس سنويًا، تتمتع الجزائر بموقع جيد لتطوير مشاريع الطاقة الشمسية واسعة النطاق التي يمكنها توليد طاقة كبيرة على مدار العام.
ولتسخير هذه الإمكانات، أطلقت الجزائر العديد من المبادرات الشمسية. لقد أطلقنا مشروعًا للطاقة الشمسية بقدرة 1 جيجاواط، والذي يتضمن بناء مزارع شمسية كبيرة ستوفر طاقة كافية لتشغيل أكثر من 250 ألف منزل. كما أطلقت شركة سوناطراك، شركة النفط الوطنية، مشاريع الطاقة الشمسية خارج الشبكة لتوفير الكهرباء للمناطق النائية، مما يزيد من توسيع نطاق الطاقة المتجددة في جميع أنحاء البلاد.
تُرسّخ الجزائر مكانتها كمورّد رائد للهيدروجين الأخضر إلى أوروبا، لا سيما من خلال مشروع ممر جنوب الهيدروجين 2 المقترح، وهو مشروع خط أنابيب طُوّر بالشراكة مع شركة VNG (ألمانيا)، وشركة Verbund (النمسا)، وشركة Snam وSeaCorridor الإيطاليتين. تهدف الجزائر إلى إنتاج أكثر من مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2040، بهدف تلبية 10% من الطلب المتوقع في أوروبا. ولتحقيق هذا الهدف، تسعى الجزائر إلى بناء شراكات عملية ذات منفعة متبادلة عبر سلسلة قيمة الهيدروجين الأخضر بأكملها.
كما تُعنى الجزائر بأمن الطاقة والمياه في آنٍ واحد. فقد استثمرت الحكومة مؤخرًا أكثر من 5 مليارات دولار في محطات تحلية المياه لتلبية الطلب المتزايد على المياه في البلاد.
وتعمل الجزائر على توسيع نظام توصيل الطاقة لديها من خلال بناء ما يقرب من 10,000 كيلومتر من خطوط النقل. وتخطط لإضافة 24,500 كيلومتر أخرى بحلول عام 2030.
ولجذب الاستثمار الأجنبي، أنشأت الجزائر شركة SHAEMS، وهي شركة مملوكة للدولة تُعدّ مركزًا لإدارة مشاريع الطاقة المتجددة. تُساعد شركة SHAEMS على تبسيط الإجراءات للمستثمرين، وتعمل مع سوناطراك وسونلغاز لدعم منتجي الطاقة المستقلين.
تُشكّل استراتيجية الجزائر لتعزيز قطاعي الهيدروكربونات والطاقة المتجددة في آنٍ واحد أساسًا متينًا لأمن الطاقة على المدى الطويل. مع استمرار تطوير البنية التحتية، والشراكات الاستراتيجية، والتركيز على التقنيات الناشئة، تسير الجزائر على الطريق الصحيح لريادة إنتاج الطاقة لسنوات عديدة قادمة، ونتطلع إلى رؤية الشركات الأمريكية تنضم إلينا. الفرص متاحة لاغتنامها، وقد أثبتت الجزائر أن العالم يُمكنه الاعتماد علينا في أمن الطاقة.
صابري بوقادوم، سفير الجزائر لدى الولايات المتحدة، هو وزير خارجية جزائري سابق، وشغل مناصب دبلوماسية رفيعة المستوى حول العالم، بما في ذلك منصب ممثل الجزائر لدى الأمم المتحدة.
يتجلى هذا الزخم هذا الأسبوع في هيوستن، حيث يجتمع قادة الطاقة الأمريكيون والجزائريون لحضور منتدى الطاقة الجزائري الأمريكي لعام 2025. يسلط هذا الحدث الضوء على تعميق التعاون في مجال النفط والغاز ومصادر الطاقة المتجددة، ويعرض جهود الجزائر لجذب الاستثمارات الأمريكية، وتبسيط اللوائح، وتوسيع القدرة التصديرية عبر أسواق الطاقة التقليدية والخضراء.
من خلال اتباع نهج شامل، تضع الجزائر نفسها كقوة إقليمية وعالمية في مجال الطاقة.
في صميم هذه الاستراتيجية، يقع قطاع الهيدروكربون القوي في الجزائر، والذي يواصل دفع الاستقرار الاقتصادي وأمن الطاقة للبلاد وشركائها. تمتلك الجزائر 12.2 مليار برميل من احتياطيات النفط الخام، مما يجعلها ثالث أكبر احتياطي في أفريقيا والسادس عشر في العالم.
على مدى السنوات الأربع المقبلة، تخطط الجزائر لاستثمار 50 مليار دولار في صناعة المحروقات، والتي ستركز على الاستكشاف وتوسيع إنتاج الغاز الطبيعي المسال. ولتسريع عملية التطوير، أطلقت الحكومة "جولة عطاءات الجزائر 2024" في 14 أكتوبر، حيث عرضت ست مناطق جديدة لاستكشاف النفط والغاز مع احتياطيات واعدة وبيانات جيولوجية واسعة النطاق متاحة للمستثمرين.
تلعب صناعة الطاقة المزدهرة في الجزائر دورًا حيويًا في أمن الطاقة في أوروبا. وباعتبارها واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي إلى أوروبا، فإن خطوط أنابيب الغاز الرئيسية في الجزائر - ترانس ميد، التي تزود إيطاليا وميدغاز، التي تنقل الغاز إلى إسبانيا - هي بنية تحتية حيوية. تنقل ترانس ميد وحدها أكثر من 24 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا. وفي المجموع، صدرت الجزائر أكثر من 50 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي عالميًا، مع توريد جزء كبير منها إلى الأسواق الأوروبية.
ولكن هذا ليس كل شيء. تدرك الجزائر أن الحفاظ على هذه القوة يتطلب تحولًا استراتيجيًا نحو الطاقة المتجددة. أهداف البلاد واضحة: 27٪ من كهربائها ستأتي من مصادر متجددة بحلول عام 2035.
أحد مكونات هذا التحول هو إمكانات الجزائر الشمسية. تتلقى المناطق الصحراوية في الجزائر حوالي 2500 كيلوواط / ساعة من الطاقة الشمسية لكل متر مربع سنويًا، مما يصنف من بين أعلى المستويات عالميًا. إلى جانب 3900 ساعة من ضوء الشمس سنويًا، تتمتع الجزائر بموقع جيد لتطوير مشاريع الطاقة الشمسية واسعة النطاق التي يمكنها توليد طاقة كبيرة على مدار العام.
ولتسخير هذه الإمكانات، أطلقت الجزائر العديد من المبادرات الشمسية. لقد أطلقنا مشروعًا للطاقة الشمسية بقدرة 1 جيجاواط، والذي يتضمن بناء مزارع شمسية كبيرة ستوفر طاقة كافية لتشغيل أكثر من 250 ألف منزل. كما أطلقت شركة سوناطراك، شركة النفط الوطنية، مشاريع الطاقة الشمسية خارج الشبكة لتوفير الكهرباء للمناطق النائية، مما يزيد من توسيع نطاق الطاقة المتجددة في جميع أنحاء البلاد.
تُرسّخ الجزائر مكانتها كمورّد رائد للهيدروجين الأخضر إلى أوروبا، لا سيما من خلال مشروع ممر جنوب الهيدروجين 2 المقترح، وهو مشروع خط أنابيب طُوّر بالشراكة مع شركة VNG (ألمانيا)، وشركة Verbund (النمسا)، وشركة Snam وSeaCorridor الإيطاليتين. تهدف الجزائر إلى إنتاج أكثر من مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2040، بهدف تلبية 10% من الطلب المتوقع في أوروبا. ولتحقيق هذا الهدف، تسعى الجزائر إلى بناء شراكات عملية ذات منفعة متبادلة عبر سلسلة قيمة الهيدروجين الأخضر بأكملها.
كما تُعنى الجزائر بأمن الطاقة والمياه في آنٍ واحد. فقد استثمرت الحكومة مؤخرًا أكثر من 5 مليارات دولار في محطات تحلية المياه لتلبية الطلب المتزايد على المياه في البلاد.
وتعمل الجزائر على توسيع نظام توصيل الطاقة لديها من خلال بناء ما يقرب من 10,000 كيلومتر من خطوط النقل. وتخطط لإضافة 24,500 كيلومتر أخرى بحلول عام 2030.
ولجذب الاستثمار الأجنبي، أنشأت الجزائر شركة SHAEMS، وهي شركة مملوكة للدولة تُعدّ مركزًا لإدارة مشاريع الطاقة المتجددة. تُساعد شركة SHAEMS على تبسيط الإجراءات للمستثمرين، وتعمل مع سوناطراك وسونلغاز لدعم منتجي الطاقة المستقلين.
تُشكّل استراتيجية الجزائر لتعزيز قطاعي الهيدروكربونات والطاقة المتجددة في آنٍ واحد أساسًا متينًا لأمن الطاقة على المدى الطويل. مع استمرار تطوير البنية التحتية، والشراكات الاستراتيجية، والتركيز على التقنيات الناشئة، تسير الجزائر على الطريق الصحيح لريادة إنتاج الطاقة لسنوات عديدة قادمة، ونتطلع إلى رؤية الشركات الأمريكية تنضم إلينا. الفرص متاحة لاغتنامها، وقد أثبتت الجزائر أن العالم يُمكنه الاعتماد علينا في أمن الطاقة.
صابري بوقادوم، سفير الجزائر لدى الولايات المتحدة، هو وزير خارجية جزائري سابق، وشغل مناصب دبلوماسية رفيعة المستوى حول العالم، بما في ذلك منصب ممثل الجزائر لدى الأمم المتحدة.