غريب موقف المجر ؟!
رغم انها مخالفة لحلف الناتو وامريكا في كثير من الامور بما فيها دعم اوكرانيا
### لماذا صوتت المجر ضد قرار قيام دولة فلسطينية في الأمم المتحدة؟
في السياق الحالي (سبتمبر 2025)، يبدو أن السؤال يشير إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 18 سبتمبر 2024، والذي يطالب إسرائيل بإنهاء "احتلالها غير القانوني" للأراضي الفلسطينية خلال 12 شهرًا، مع إعادة الأراضي والأصول المصادرة منذ 1967، ووقف بناء المستوطنات، ودعم حل الدولتين. هذا القرار غير ملزم، لكنه يعكس دعمًا دوليًا واسعًا لقيام دولة فلسطينية مستقلة، وصوتت له 124 دولة، بينما صوتت 14 دولة ضده، بما في ذلك المجر، الولايات المتحدة، إسرائيل، الأرجنتين، والتشيك. كانت المجر والتشيك الدولتين الأوروبيتين الوحيدتين في الاتحاد الأوروبي اللتين عارضتا القرار، مقابل تصويت معظم الدول الأوروبية الأخرى لصالحه أو الامتناع.
#### الأسباب الرئيسية لتصويت المجر ضد القرار:
حكومة فيكتور أوربان، رئيس الوزراء المجري، تتبنى موقفًا داعمًا قويًا لإسرائيل، وهو جزء من سياسة خارجية أكثر استقلالية عن الاتحاد الأوروبي، مع تركيز على "السيادة الوطنية" والمعارضة لـ"التدخل الليبرالي". إليك التفاصيل الرئيسية المستمدة من التصريحات الرسمية والتحليلات:
1. **الانحياز الواضح لإسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس**:
- أكدت المجر أن القرار "معادٍ لإسرائيل" و"متحيز"، لأنه يحمّل إسرائيل مسؤولية الصراع بالكامل دون ذكر هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، أو الـ101 رهينة المحتجزين في غزة، أو الهجمات الفلسطينية المستمرة على إسرائيل. يرى أوربان أن مثل هذه القرارات "تدفع نحو الوراء عملية السلام" بدلاً من تعزيزها.
- في تصريحات سابقة، أشادت المجر بإسرائيل كـ"ديمقراطية نابضة بالحياة في الشرق الأوسط"، ورفضت أي قرارات أممية "تُلصق اللوم على إسرائيل وحدها"، معتبرة إياها "سياسة دولية ساخرة" تعيق صفقة وقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن.
2. **معارضة الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية**:
- تؤكد المجر أن قيام دولة فلسطينية يجب أن يأتي عبر "مفاوضات مباشرة بين الطرفين" (إسرائيل والفلسطينيين)، لا عبر قرارات أممية أحادية الجانب. هذا الموقف يتوافق مع الولايات المتحدة، التي صوتت ضده لنفس السبب، معتبرة أن "لا طريق آخر يضمن أمن إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية ويسمح للفلسطينيين بالعيش في سلام".
- أوربان يرى أن مثل هذه الخطوات "غير منتجة" وتُشجع على "الإرهاب" بدلاً من السلام، خاصة في ظل عدم إصلاحات فلسطينية كافية لتحقيق "الاستعداد للدولة".
3. **السياسة الخارجية لأوربان والتحالف مع إسرائيل**:
- أوربان بنى تحالفًا قويًا مع بنيامين نتنياهو، زعيم اليمين المتطرف في إسرائيل، كجزء من استراتيجية "اليمين الشعبوي" الأوروبي. هذا يشمل معارضة "الليبرالية الهيمنية" في الاتحاد الأوروبي، الذي يدعم حل الدولتين بشكل أقوى. المجر غالبًا ما تكون الدولة الأوروبية الوحيدة (أو إحدى القلائل) التي تدعم إسرائيل في مثل هذه التصويتات، كما حدث في قرارات سابقة مثل رفض "النكبة" كـ"كارثة" في ديسمبر 2023.
- بعض التحليلات تربط هذا بموقف أوربان الديني (كبروتستانتي)، حيث يُعتقد أن عودة المسيح مرتبطة بتجمع اليهود في إسرائيل، مما يجعل دعم إسرائيل أولوية إيديولوجية. كما أن أوربان يعارض قبول اللاجئين من دول إسلامية، مما يعزز صورته كـ"زعيم اليمين الأوروبي".
#### السياق العام:
- هذا ليس المرة الأولى؛ صوتت المجر ضد قرارات مشابهة في 2024، مثل منح فلسطين حقوقًا إضافية في مايو (143-9)، وفيتو أمريكي في أبريل ضد العضوية الكاملة. في كل مرة، كانت المجر إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل.
- على الرغم من التصويت، أكدت المجر التزامها بحل الدولتين، لكنها ترى أن "الخطوة الأولى هي حل الأزمة الفورية في غزة" عبر وقف إطلاق نار وإطلاق رهائن، لا عبر قرارات أممية.
هذا الموقف يعكس توترًا بين المجر والاتحاد الأوروبي، الذي يرى فيه بعض الدول "تحيزًا غير متوازن"، لكنه يعزز صورة أوربان كمدافع عن "السيادة" ضد "الضغوط الدولية".