أنقرة وتل أبيب تبحثان إنشاء خط تنسيق عسكري في سوريا لتفادي التصعيد

Obergruppenführer Smith

طاقم الإدارة
مـراقــب عـــام
إنضم
23 أكتوبر 2017
المشاركات
3,683
التفاعل
21,129 231 0
الدولة
Tunisia

أنقرة وتل أبيب تبحثان إنشاء خط تنسيق عسكري في سوريا لتفادي التصعيد


أنقرة - «الشرق الأوسط»


كشفت مصادر غربية مطّلعة عن إجراء محادثات بين تركيا وإسرائيل بهدف إنشاء خط تنسيق عسكري في سوريا، يهدف إلى تجنّب أي سوء تفاهم ميداني ومنع وقوع اشتباكات غير مقصودة بين الجيشين، وذلك في أعقاب غارات إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية داخل الأراضي السورية، من بينها قاعدة «T4» الجوية في ريف حمص الشرقي.


وقالت المصادر لـ«ميدل إيست آي» إن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ، خلال الأسبوع الماضي، ضربات جوية على عدد من المنشآت العسكرية في سوريا، شملت قاعدة «تياس» الجوية، المعروفة أيضًا باسم «T4»، إضافة إلى قاعدة حماة الجوية، وهي مواقع كانت أنقرة تخطط لإرسال فرق عسكرية وفنية إليها في إطار عملية انتشار مرتقبة.


وأفادت المصادر ذاتها بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ نظراءه الغربيين بأن إسرائيل رأت فرصة ضيقة لتنفيذ ضربات على القاعدة المذكورة قبل أن تتمكن تركيا من نشر قدراتها هناك، موضحًا أن القاعدة ستكون خارج نطاق الاستهداف فور دخول القوات التركية إليها.

منع الصدام وتثبيت الدفاعات الجوية


وتحذر دوائر غربية من أن استهداف القوات التركية من قِبل إسرائيل، حتى ولو عن طريق الخطأ، قد يشعل مواجهة عسكرية مباشرة بين الجانبين. كما أن نشر أنظمة دفاع جوي تركية في المنطقة من شأنه أن يردع الطيران الإسرائيلي عن تنفيذ عمليات مستقبلية في الأجواء السورية.


وذكرت التقارير أن تركيا كانت بصدد إرسال فريق تقني إلى قاعدة «T4» لتقييم حالتها قبل مباشرة عمليات إعادة التأهيل. كما تخطط أنقرة لنشر منظومات دفاع جوي من طراز «حصار» (HİSAR)، مع إقامة نظام دفاع جوي متعدد الطبقات في محيط القاعدة يشمل قدرات قصيرة، ومتوسطة، وطويلة المدى، لمواجهة التهديدات الجوية والصاروخية. وبحسب المعطيات المتداولة، فإن هذه الخطة تشمل أيضًا نشرًا مؤقتًا لمنظومات روسية الصنع من طراز «إس-400» لحين اكتمال تأهيل الموقع.


وقالت المصادر الغربية إن نتنياهو يعتقد أن تقدمًا تحقق في المحادثات مع أنقرة بشأن التفاهمات الميدانية، مضيفة أن المفاوضات لا تزال جارية. إلا أن المسؤول الإسرائيلي أعاد التأكيد على تمسّك حكومته بضرورة نزع السلاح بشكل كامل من الجنوب السوري، بما في ذلك أي وجود عسكري تركي.

مواقف متطابقة وتصريحات منسقة


وأكد مصدر دبلوماسي مطّلع على ملف العلاقات التركية–الإسرائيلية أن الطرفين دخلا في مفاوضات مباشرة عقب الضربات الإسرائيلية الأخيرة، بغرض الاتفاق على آلية تنسيق تمنع التصعيد الميداني، مشيرًا إلى أن الجانبين أصدرا في اليوم ذاته تصريحات رسمية متطابقة أكدا فيها عدم سعي أي منهما إلى المواجهة في سوريا، ما يعكس وجود تنسيق غير معلن بين الطرفين.


وفي السياق ذاته، صرّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لوكالة «رويترز» يوم الجمعة، قائلاً: «تركيا لا تسعى إلى مواجهة مع إسرائيل داخل سوريا»، وهو التعبير نفسه الذي استخدمه مسؤول إسرائيلي كبير في تصريح للوكالة ذاتها.


وأفاد المصدر الدبلوماسي بأن تل أبيب، على الرغم من تهديداتها العلنية، قد تقبل بوجود تركي عسكري في كل من حماة وتدمر ضمن إطار تفاهمات فكّ الاشتباك، مشيرًا إلى أن الوضع الجديد في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وصعود أنقرة كقوة مهيمنة، أثارا قلق إسرائيل التي باتت تنظر إلى تركيا على أنها تهديد أكبر من إيران.

اتفاق أمني تركي–سوري مرتقب


تجدر الإشارة إلى أن أنقرة ودمشق تجريان منذ ديسمبر مفاوضات لعقد اتفاق دفاعي مشترك، يتضمن تقديم تركيا غطاءً جوّيًا وحماية عسكرية للحكومة السورية الجديدة، التي لا تملك حاليًا جيشًا نظاميًا فاعلًا.


وتهدف تركيا كذلك إلى تكثيف عملياتها العسكرية ضد تنظيم «داعش» في شرق سوريا، وهو ما تعتبره واشنطن شرطًا أساسيًا قبل النظر في سحب قواتها من المنطقة. وبحسب المصدر، فإن «الولايات المتحدة لا تزال الطرف المرجّح في تحديد مسار الأوضاع في سوريا، ويبدو أنها تدفع باتجاه تهدئة بين أنقرة وتل أبيب».


وتخطط أنقرة لتأسيس قواعد عسكرية دائمة في شرق سوريا ضمن إطار حملتها ضد التنظيم المتطرف. كما تسعى إلى إنشاء منصة تنسيق إقليمية تضم الأردن ولبنان وسوريا والعراق، بهدف مواصلة عمليات مكافحة الإرهاب بعد انسحاب الولايات المتحدة.


وتُعدّ قاعدتا «تي فور» وتدمر من أهم المواقع في إطار هذه الاستراتيجية، نظرًا لأهميتهما في ملاحقة فلول تنظيم «داعش» في المنطقة.


وامتنعت وزارة الدفاع التركية عن التعليق على هذه التقارير، كما لم تصدر وزارة الخارجية الإسرائيلية أي بيان حتى الآن ردًا على استفسارات «ميدل إيست آي».


وفي ختام تصريحاته، قال وزير الخارجية التركي: «لسنا من يقرر نيابة عن السوريين. الأمن في سوريا يجب أن يقرره السوريون أنفسهم. وإن اختاروا التفاهم مع الإسرائيليين، فذلك شأنهم الخاص».
 
عودة
أعلى