إسرائيل تعترف بعجزها الدفاعي عن التصدي لصواريخ إيران.. القبة الحديدية ومقلاع داود غير فعالة
اعترفت
إسرائيل للمرة الأولى بعجز أنظمتها الدفاعية عن مواجهة الصواريخ الفرط صوتية الإيرانية، في تطور وصفه خبراء عسكريون بأنه يشكّل “ضربة قاصمة” لأسطورة القبة الحديدية ومنظومات الدفاع الصاروخي الإسرائيلية.
الاعتراف جاء على لسان مسؤول بارز في شركة “رفائيل” الإسرائيلية، بعد أن أظهرت هجمات صاروخية إيرانية واسعة خلال الأسابيع الماضية حجم الفجوة الدفاعية التي تواجهها تل أبيب أمام التكنولوجيا الإيرانية الجديدة.
رفائيل الدفاعية الإسرائيلية: أنظمتنا عاجزة عن التصدي لصواريخ إيران
أكد نائب رئيس شركة “رفائيل للأنظمة الدفاعية المتقدمة”، يوفال باسيكي، أن دخول الصواريخ الفرط صوتية الإيرانية “فتاح” إلى ميدان المعركة أجبر إسرائيل على إعادة النظر في عقيدتها الدفاعية.
وقال باسيكي صراحة إن القواعد التقليدية في الدفاع الصاروخي لم تعد صالحة، موضحًا أن اعتراض هدف يسير بسرعة “ماخ 10” يتطلب صاروخًا مضادًا بسرعة “ماخ 30″، وهو أمر غير ممكن بسبب قيود الفيزياء. وأقر بأن أنظمة مثل “القبة الحديدية” و”آرو” و”مقلاع داوود” غير قادرة على التصدي لمثل هذه التهديدات.
منظومة إسرائيل الدفاعية “القبة الحديدية”
هذا الاعتراف جاء في أعقاب الهجمات الإيرانية التي استهدفت منشآت حيوية في إسرائيل، من بينها ميناء حيفا ومصفاة النفط ومطار بن غوريون ومعهد وايزمان للأبحاث، إضافة إلى المقر الرئيس لشركة “رفائيل”.
إسرائيل تعرضت للتدمير
وقد أقرّت مصادر غربية بأن حجم الخسائر فاق التقديرات الأولية، وهو ما أكد عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال قمة الناتو بقوله إن “إسرائيل ضُربت بقوة وتعرضت منشآتها للتدمير على نطاق واسع”.
ويعد صاروخ “فتاح”، الذي أعلن عنه الحرس الثوري الإيراني في يونيو 2023، أول صاروخ إيراني يعتمد مركبة انزلاقية فرط صوتية بمدى يصل إلى 1400 كيلومتر وسرعة نهائية تتراوح بين “ماخ 13″ و”ماخ 15”.
هذا الجمع بين السرعة والمناورة يجعل اعتراضه شبه مستحيل، لتصبح إسرائيل مكشوفة أمام نوع جديد من التهديدات لم يسبق أن واجهته في تاريخها. وبهذا الانضمام، أصبحت إيران رابع دولة في العالم – بعد روسيا والصين وكوريا الشمالية – تمتلك مثل هذه القدرات.
نقطة تحول في ميزان القوى بالشرق الأوسط
يمثل اعتراف إسرائيل بعجزها أمام الصواريخ الفرط صوتية نقطة تحول استراتيجية في ميزان القوى بالشرق الأوسط.
فتل أبيب، التي لطالما اعتمدت على تفوقها الدفاعي لردع خصومها، تجد نفسها اليوم أمام سلاح قادر على تحييد هذه المنظومات المكلفة والمعقدة. وهذا يعني أن معادلة “الهجوم الرخيص والدفاع الباهظ” باتت في صالح إيران، ما يعزز قدرتها على استنزاف إسرائيل في أي مواجهة طويلة.
كما أن لجوء إسرائيل إلى طرح فكرة “الدفاع بالمنطقة” يعكس حالة الإرباك داخل مؤسستها العسكرية، إذ لم يعد من الممكن ضمان اعتراض كل صاروخ بشكل فردي، بل التفكير في تغطية المجال الجوي عبر شبكة دفاعية أوسع.
غير أن هذا التحول يبقى اعترافًا ضمنيًا بأن الصواريخ الإيرانية قادرة على اختراق العمق الإسرائيلي والتسبب بخسائر استراتيجية يصعب منعها.
إيران من جانبها نجحت في فرض معادلة ردع جديدة، فامتلاكها لتكنولوجيا فرط صوتية يبعث برسالة مباشرة ليس فقط إلى إسرائيل بل إلى الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، مفادها أن أي مواجهة مستقبلية ستتجاوز الخطوط الدفاعية التقليدية وتُلحق أضرارًا غير مسبوقة بالبنية التحتية الحيوية.
ومع استمرار التعاون الصاروخي مع كوريا الشمالية، تبقى احتمالات تطوير نسخ أكثر تطورًا من “فتاح” قائمة، وهو ما يضع إسرائيل أمام تهديد استراتيجي متصاعد لا يبدو أن لديها حلولًا فاعلة له حتى الآن.about masr