هُزمت إيران
غُلبت وهُزمت
وقتلها التردد الذي قتل حسن نصر الله، وعجزت عن الرد عليهم بما هددتهم به، ولم تُغلق المضيق ولم تُدمر مصافي الغاز في إسرائيل، وحافظت على عدم تجاوز خطوط إسرائيل الحمراء ، وفي المقابل تخطت أمريكا وإسرائيل كل خطوطهم الحمراء ودمروا لنظام الملالي كل ما أنفقوا أموال الإيرانيين عليه
قلت بالأمس
هذه الحرب لا تقبل الحلول الوسط
لأن إسرائيل لن تسمح بجرح عدوها وتركه حتى يلتئم جرحه، ولن تترك له الوقت ليعود وينتقم، بل ستُجهز وتقضي عليه، وهذا ما فعلته إسرائيل ببرنامج إيران النووي، دمرته، وأفرغته من مضمونه، وقضت على أحلام الإيرانيين في عدة أيام، وهي حقيقة لاتدري ماذا ستفعل إيران، لأن ما أحدثته الضربات الإسرائيلية في هيكلية النظام وآلية إتخاذ القرر، جعل نظام المرشد غير متماسك، وجعل المئات من القادة في إيران يشعرون أن طائرات اليهود قادرة على الدخول عليهم حتى غرف نومهم وتفجيرها بهم، وهذا ما حدث لبعضهم، وهذه قدرات استخباراتية ومعلوماتية عالية تُربك أي نظام وتجعله في حالة تردد بشكل دائم
والسؤال الآن
متى ينفذ صبر إيران
متى ترد على من لم يتركوا لها خطًا أحمر إلا وتخطوه وداسوا عليه ونظروا إليهم وقالوا لهم: هذا هو خطكم الأحمر وها نحن قد تجاوزناه ، فماذا أنتم فاعلون
وترد إيران عليهم بصواريخ تقول: ونحن قادرون على الوصول إلى أي مكان في كيانكم ،وإنا على تدميره لقادرون
طوال هذه الحرب لم تخرج رسائل إيران خارج دائرة التأكيد على أنها تقدر أن تفعل كذا وكذا ، وتدمر كذا وكذا ، وأثبتت إيران بالفعل أنها تملك ما تُدمر به كل مقومات الحياة لدى اليهود، ونسف بنيتهم التحتية، وجعلهم يندمون على ما أقدموا عليه، ولكنها لم تفعل، أما هم فقد فعلوا وفعلوا وفعلوا ومازالوا يفعلون
فعلت إسرائيل الصغيرة بإيران الكبيرة كل ما قالت إيران أنها ستُدمر إسرائيل إن أقدمت عليه، ولم ترد إيران بالردود التي هددت بها ولا بنصفها ولا بربعها، والعالم ينتظر الان كيف سترد إيران وكيف سترضي شعبها، وجمهورها المؤيد لبرنامجها النووي ومشروعها التوسعي في المنطقة، وكيف سيتجاوز المرشد كل هذه الخسائر والهزائم دون أن يستسلم للغرب ويوقع لهم على ما يريدون
المراقب
لما يحدث لإيران
سيرى أنها منذ أشهر وهي تفقد كل أوراقها ورقة ورقة، وكل من سلحتهم وأعدتهم وجهزتهم ودربتهم للدفاع عنها من أمريكا وإسرائيل في حالة الهجوم عليها ، ضاعوا جميعًا من بين يديها، بداية من انهيار الحزب ومقتل حسن نصر الله، وخروجهم المُهين والسريع من الساحة السورية، ودخولهم في حرب مع إسرائيل لامساحة فيها للحلول الوسط، ولا رجوع فيها للوراء، فإما أن تفعل كل ما هددتهم به، أو تستسلم وتخضع
إسرائيل
لم تدمر ثروة إيران النفطية
ولم تُغضب الدول التي تعتمد على النفط الإيراني كالصين وغيرها، وكذلك إيران لم تُقدم على فعل ذلك في إسرائيل، ولكن ما فعلته إسرائيل بإيران حتى الآن، كفيل بزعزعة إستقرار إيران لسنوات قادمة، ولا شك أن شعبية المرشد وشعبية نظامه ستُصاب بالهبوط الحاد، وسترتفع شعبية المعارضين له، وخاصة الذين رفضوا إنفاق أموال الإيرانيين على مليشيات تحتل بلاد العرب ومشروع نووي لم يرى الإيرانيين منه سوى العقوبات والتضييقات وجعلهم دولة منبوذة ومغضوب عليها، و لها عداوات مع الجميع، حتى العرب لم يسلموا من دمويتها في تنفيذ مشروعها التوسعي في بلادهم
نظام المرشد
لم يعد يستطيع فعل شئ يغير من نتيجة هذه الحرب
وما من شئ يستطيع فعله من شأنه الحاق الضرر بإسرائيل، إلا ولدى إسرائيل ما ترد بهعليه و بشكل مضاعف، وكل ضربة إيرانية ستليها ضربة إسرائيلية، ولن تجد إيران الآن من يدعمها بشكل فعلي ومؤثر، وفي المقابل ستجد إسرائيل العالم المنافق كله يدعمها رغبة ورهبة، وستمتلئ مخازن إسرائيل بالسلاح كل يوم، بينما الصاروخ الذي ستطلقه إيران لن يعود
أمريكا دخلت الحرب بضربة قالت أنها لم تخطط لغيرها، ولكنها مستعدة للعودة وضرب أهداف أخرى، هذا إذا قامت إيران بالرد عليهم بضرب القواعد الأمريكية في المنطقة، أو إغلاق مضيق هرمز ووقف حركة التجارة العالمية، وحتى الآن لم يتضح كيف سيكون شكل وحجم الرد الإيراني على الضربة التي نسفت ودمرت لهم البرنامج الذي قام النظام على أساس وجوده، وسمح لنفسه بإلتهام أموال الإيرانيين وإنفاقها عليه، مع تأكيد النظام للشعب أن العالم يخشاهم ويخشى صواريخهم، ولا توجد قوة تستطيع الاقتراب منهم
صواريخ الإيرانيين كثيرة ومدمرة
ولكنها الآن في مكان أفضل
ولا أحد يعلم أين هي
ولا من بيده تحريكها والرد بها
ولا مدى قدرة إيران على إستخدام المزيد منها
وأكثر ما يُدمر أي دولة وقت الحرب، هو عجزها عن توفير أدوات اتصال سريعة وآمنة ومحمية من الاختراق، ولا يمكن تسديد ضربة صاروخية إيرانية تكون قوية ومدمرة بالشكل الذي يجعل اليهود يخسرون مثل ما خسر الإيرانيون، إلا إذا كانت إيران الآن متماسكة ولديها جيش قوي وقادة قادرون على وضع الخطط وسبل التواصل بينهم سريعة و آمنة، وإلا فلن يتجاوز ردهم رد حسن نصر الله عندما قرر نتنياهو إخراج الحزب من اللعبة ومن الساحة ومن المعادلة وجعله يرى دمار مرجعيته ولا يحرك ساكنًا، وكأنها ليست إيران التي أسست الحزب قبل عقود، حتى أصبح أكبر حزب مسلح على مستوى العالم
الشعب الإيراني
والمنطقة العربية والعالم الإسلامي
واليهود وأمريكا وأوروبا ، جميعهم ينتظرون الرد الإيراني الذي هددت به لسنوات متتالية، ولم يبقى سوى أن يُرينا المرشد ماذا يمكن أن يفعله الحرس الثوري لاستعادة الهيبة المطعونة، ورد الكرامة المفقودة، والانتقام من اليهود الذين انتهكوا عرض إيران العسكري، وتحرشوا بشرفها الوطني، وضربوها في مناطقها الحساسة
المرشد الآن
يعيش لحظات تشبه اللحظات التي عاشها جمال عبد الناصر بعدما ضربته إسرائيل في 1967، ضربة قوية دمرت جيشه وقوته الجوية، واحتلت القدس وغزة والجولان وكامل سيناء في أقل من أسبوع، ثم قالت لعبد الناصر ها قد فعلنا بك كل ما هددناك به وأكثر ، هيا افعل بنا ما هددتنا به إن كنت تقدر على فعل شئ
ولم يكن عبد الناصر في ذلك الوقت يملك ما يرد به، ولا يملك ما يستعيد به سيناء، ودخل عبد الناصر في معارك سياسية داخلية جعلته يتخلص فيها من أقرب المقربين منه، وجاء بأخريين ليحكموا معه البلاد بعد الهزيمة المهينة
سلسلة الأقدار
التي قدرها الله للمرشد، وقادة جيشه، وعشرات الملايين من شعبه المؤيدين لمشروعه النووي والدموي، وكيف فقدوا كل شئ، شئ بعد شئ، ولم يبقى لهم من أحلامهم غير مرشد بلا أنياب، وجيش بلا قادة، وشعب منقسم على بعضه، وبرنامج مُدمر لا قيمة له بعد الآن
لك أن تتخيل
لو أن المرشد رد بعد الضربة الأولى بألف صاروخ باليستي وفعل بإسرائيل في ساعة واحدة أكبر من كل ما فعله بها حتى الآن، لك أن تتخيل أن المرشد قال "عليا وعلى أعدائي" وقرر إغلاق المضيق، وشل حركة أهم تجارة في العالم، هل كانوا سيفعلون ما فعلوه به الآن؟؟ ، أم أن التردد في تضخيم حجم الرد على اليهود هو ما قتل برنامج إيران ودمر جيشها ، وجعلهم اليوم يبكون على كل شئ، لأنهم فقدوا كل شئ.
والله على كل شئ قدير .