المعاني والدلالات لفضيحة إختفاء سلاح الجو الإيراني وتلاشيه كشبح في سماء عمليات "الاسد الصاعد" وعملية “مطرقة منتصف الليل”؟
صباح البغدادي
في خضم الغبار الذي خلفه الدمار الهائل لعملية “مطرقة منتصف الليل”، التي سحقت المنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، يبرز لغز محير يلف سماء إيران بغموض كثيف: أين اختفى سلاح الجو الإيراني؟ ذلك السلاح الذي طالما روّجت له طهران كقوة لا تُضاهى، مزود بطائرات شبحية تفوق نظيراتها الأمريكية، تحول اليوم إلى شبح حقيقي، عاجز عن الظهور أو المقاومة. وسط ترقب مشوب بالدهشة وهواجس متصاعدة، تتكشف حقيقة مذهلة: سلاح الجو الإيراني، بكل هالته الإعلامية، لم يكن سوى ظل باهت لسلاح الجو العراقي في حرب الكويت 1991، نسخة منقحة عفا عليها الزمن، تنهار أمام ضربات الواقع.
لعقود، نسجت الدعاية الإيرانية هالة أسطورية حول سلاح جوها، متفاخرة بطائرات مزودة بأحدث أنظمة القتال، التشويش، والاشتباك الجوي. تقارير إعلامية، مدعومة بتصريحات قادة الحرس الثوري، زعمت أن طهران طورت طائرات شبحية تضاهي، بل تتفوق، على الطائرات الأمريكية مثل F-22 وF-35. لكن، في لحظة الحقيقة، عندما أمطرت الطائرات الأمريكية والإسرائيلية نارها على المنشآت النووية، غاب سلاح الجو الإيراني تمامًا. لا إقلاع، لا اعتراض، لا حتى ظهور رمزي. كأن السماء الإيرانية استسلمت لصمت مخيف، تاركة المجال للطائرات الغربية لترقص دون منازع.
سلاح الجو الإيراني لم يكن يومًا سوى وهم مدروس. معظم طائراته عبارة عن نسخ معدلة من مقاتلات أمريكية قديمة مثل F-4 وF-14، تعود إلى عصر الشاه، أو طائرات سوفيتية مثل ميغ-29، تعاني من نقص الصيانة وقطع الغيار بسبب العقوبات. لكن الدعاية الإيرانية صوّرت هذه الطائرات كأنها تنافس أحدث التقنيات الذكاء الاصطناعي، لكنها في الواقع لم تكن أكثر من خردة مجددة، عاجزة عن مواجهة ابسط انواع القوة الجوية الأمريكية.
ما يثير الغرابة والدهشة هو التشابه المخيف بين أداء سلاح الجو الإيراني اليوم وسلاح الجو العراقي خلال حرب الكويت 1991. في تلك الحرب، فشل سلاح الجو العراقي، رغم امتلاكه أسطولًا ضخمًا، في مواجهة التحالف بقيادة الولايات المتحدة، مفضلاً إخفاء طائراته في ملاجئ أو نقلها إلى إيران – سخرية القدر! – لتجنب التدمير. اليوم، يبدو سلاح الجو الإيراني وكأنه نسخة منقحة من تلك الهزيمة، عاجز عن التصدي للضربات الأمريكية-الإسرائيلية. هل أُخفيت الطائرات الإيرانية في قواعد سرية؟ أم أن نقص الوقود، التدريب، أو التقنيات الحديثة جعلها عاجزة عن الإقلاع؟ الغموض يكتنف الإجابة، لكن الصمت الجوي يُنذر بانهيار أسطورة إيرانية طالما تغنت بها.
الدعاية الإيرانية، التي طالما صوّرت طائرة “قاهر-313” المزعومة كمنافس للطائرات الشبحية الأمريكية، تُواجه اليوم سخرية الواقع. خبراء عسكريون دوليون، تحدثوا لنا على هامش الأحداث، أشاروا إلى أن “قاهر-313” وغيرها من المشاريع الإيرانية لم تكن سوى نماذج دعائية، بعيدة عن القدرات القتالية الحقيقية. “إيران استثمرت في الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، لكن سلاحها الجوي ظل متخلفًا بسبب العقوبات والإهمال،” يقول أحد الخبراء. “الحديث عن تفوق جوي كان مجرد تعويذة إعلامية لتعزيز صورة النظام داخليًا وإقليميًا.”
لكن هذا الوهم لم يخدع الولايات المتحدة أو إسرائيل، اللتين نفذتا ضرباتهما بدقة جراحية، مستغلة فراغ السماء الإيرانية. في هذا العالم السحري الذي نغوص فيه، يبدو سلاح الجو الإيراني كساحر فقد عصاه السحرية، تاركًا المسرح لخصومه ليؤدوا رقصة النصر دون مقاومة. لكن، هل كان هذا الصمت الجوي مقصودًا، جزءًا من خطة إيرانية أعمق تُحاك في الظلال؟ أم أنه دليل على انهيار قدرات عسكرية طالما روّجت لها طهران؟.
في سياق متصل، عن الاجتماع السري في بغداد، حيث يخطط قادة فيلق القدس مع فصائل ولائية لإطلاق قيادات داعش، في محاكاة لعملية “هدم الأسوار”، كرد انتقامي على “مطرقة منتصف الليل”. هذا السيناريو، المشحون بالهواجس، يُشير إلى أن إيران، عاجزة عن الرد جويًا، تلجأ إلى أسلحتها غير التقليدية: الفوضى والإرهاب. لكن غياب سلاح الجو يُضعف موقف طهران، خاصة بعد تهديد الجنرال دان كين برد “حازم ومدمر” على أي تحرك لفصائلها. هل تُخفي إيران مفاجأة جوية في جعبتها، أم أن صمتها الجوي هو استسلام ضمني للشرق الأوسط الجديد الذي تُرسمه إسرائيل والولايات المتحدة؟.
نحذر المنطقة من تداعيات هذا اللغز الجوي. غياب سلاح الجو الإيراني قد يُفسر كضعف، لكنه قد يكون أيضًا مقدمة لرد غير متوقع، ربما عبر وكلاء إيران أو هجمات غير تقليدية. ندعو الرأي العام لمراقبة التحركات الإيرانية عن كثب، فالساعات القادمة قد تحمل مفاجآت تُعيد تشكيل ميزان القوى. في هذا العالم السحري، حيث تتلاشى الأساطير وتُنسج المؤامرات، يبقى السؤال معلقًا كشبح في السماء: هل كانت قوة إيران الجوية وهمًا منذ البداية، أم أن الشبح الحقيقي سيظهر عندما يحين الوقت؟ الجواب يكمن في الظلال، حيث تُكتب فصول هذه الملحمة الجيوسياسية