الخطر الإشعاعي على العراق في حال قصف المنشآت النووية الإيرانية وحدوث تسريب!
يتوقف الخطر الإشعاعي على العراق على عدة عوامل رئيسية متباينة، هي:
1.نوع المنشأة التي تم قصفها وحجم الضرر.
2.المسافة عن الحدود العراقية.
3.اتجاه الرياح وقت التسريب.
أولًا: نوع المنشأة التي يحصل فيها تسريب
تتنوع المنشآت النووية بين منشآت لتخصيب اليورانيوم، وأخرى لخزن الوقود النووي والنفايات الإشعاعية، ومفاعلات نووية نشطة او خاملة لانتاج الطاقة الكهربائية والابحاث، ويختلف تأثير كل منشأة حسب نوعها وحجم الضرر.
أخطر السيناريوهات التي قد تحدث في حال تضرر قلب مفاعل نووي نشط لإنتاج الطاقة، حيث يجري داخل المركز تفاعل نووي متسلسل (وهو نفس نوع التفاعل الذي يحدث عند انفجار قنبلة نووية). هذا التفاعل يُنتج طاقة وحرارة وإشعاعات عالية جداً، وفي حال حدوث تصدع وفتحة بالمركز، فإن المفاعل سيبقى مصدراً للإشعاع لعشرات أو حتى مئات السنين دون توقف، باعثاً أنواعاً مختلفة من الإشعاع (بيتا – ألفا – غاما – ونيوترونات).
كما تتحرر عناصر مشعة جديدة مثل:
•اليود-131
•السيزيوم-137
•السترونتيوم-90
وتنقلها الرياح إلى مئات الكيلومترات، مما يؤدي إلى كارثة قد تشبه انفجار مفاعل تشرنوبل عام 1986 في الاتحاد السوفيتي.
أما في حال كان التسريب من منشأة لتخصيب اليورانيوم أو مستودع لخزن الوقود، فسيكون التأثير على العراق أقل بكثير، لأن هذه المنشآت لا تشهد تفاعلات متسلسلة، ويقتصر التسريب على الغازات المشعة الناتجة من أجهزة الطرد المركزي، بالإضافة إلى ذرات مشعة ذات عمر نصف أقصر وانتشار أبطأ.
ثانيًا: المسافة
تلعب المسافة دوراً أساسياً في حجم التأثير، وأقرب المنشآت النووية الإيرانية التي قد يمتد تأثيرها إلى العراق هي:
•منشأة فوردو
•منشأة نطنز
•مفاعل بوشهر
وتُعد منشأة فوردو الأخطر لقربها من العراق (حوالي 350–400 كم)، تليها نطنز ثم بوشهر.
ثالثًا: الرياح (العامل الأهم)
يُعتبر اتجاه الرياح العامل الحاسم في تحديد مدى انتشار التلوث الإشعاعي، إذ تنقل الرياح الغبار النووي إلى مسافات بعيدة تصل إلى مئات الكيلومترات.
ومن حسن الحظ، أن الرياح في فصل الصيف تهب حالياً بعكس اتجاه العراق، ما يجعل احتمالية تأثره حالياً منخفضة جداً، لكن هذا الوضع قد يتغير بسرعة مع تبدل الطقس أو تغير الموسم.
كما تلعب الجبال والتضاريس بين العراق وإيران مانعاً طبيعياً في الحد من انتقال الذرات المشعة إلى داخل العراق.
⸻
الخلاصة:
يختلف حجم الخطر الإشعاعي على العراق بحسب نوع المنشأة المتضررة، وبالبعد، واتجاه الرياح.
لكن بشكل عام، يُقدّر أن التأثير سيكون منخفضًا إلى متوسط، مع أن التأثير الأكبر سيقع داخل إيران.
أما في أسوأ السيناريوهات، فقد يُسبب التلوث الإشعاعي أضراراً بعيدة المدى على العراق مثل:
•ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان
•تلوث التربة والمياه
•آثار اقتصادية على المدى البعيد
والأهم من كل ذلك، أن العراق غير مستعد حالياً لمواجهة كارثة من هذا النوع.
وللتحضير لأسوأ الاحتمالات، ينبغي:
1. تفعيل منظومة إنذار مبكر إشعاعي على الحدود العراقية، مزودة بأجهزة تحسس متطورة.
2. وضع بروتوكول وطني للتعامل مع حوادث التلوث الإشعاعي تشترك فيه الجهات الصحية، والأمنية، والعسكرية، والإعلامية، برئاسة الهيئة الوطنية للرقابة النووية والإشعاعية والكيميائية والبايولوجية، كونها الجهة الحكومية المختصة القادرة على الاستجابة بكفاءة.
3. تهيئة مراكز طبية لمعالجة حالات التعرض للإشعاع، وتدريب الكوادر الصحية والتمريضية والطبية على التعامل مع هذا النوع من الطوارئ، مع تجهيز الصيدليات بعلاجات متخصصة مثل حبوب اليود، للمساعدة في التخلص من المواد المشعة الداخلة الجسم.
وبالنهاية اسرائيل هدفها اجهزة الطرد المركزي واماكن خزن الوقود النووي التي من شأنها ان تدخل في صناعة قنبلة نووية، لذلك نستبعد ان تستهدف مفاعل نووي نشط الذي قد يسبب كارثة نووية عالمية واسعة النطاق تهدد الخليج العربي والدول المحيطة بايران.
⸻
حقوق المقال لفريق #الخلية_التكتيكية