تحديث المعطيات :
يَكشفُ المشهدُ حتى صباح 15 يونيو 2025 عن صراعٍ يزدادُ كثافةً لكنه ما زال «مُدارًا»: إسرائيل نقلت حملة «الأسد الصاعد» من قصف المنشآت النووية إلى استهداف الطاقة ووزارة الدفاع في طهران، فيما أطلقت إيران سبعَ دفعاتٍ من الصواريخ الباليستية وأسراب مسيّرات «شاهد» على تل أبيب وحيفا، مخترِقةً الدفاعات في بعض المواقع ومخلِّفةً أكثر من 60 قتيلًا على الجانبين. النفطُ قفز ≈ 13 ٪، شركاتُ التأمين البحري تُعيدُ تسعير المخاطر عبر هرمز، وروسيا‑الصين أحبطتا مشروعَ قرارٍ أمريكيًّا في مجلس الأمن. البيتُ الأبيض أقرّ أن «ما سيحدث اليوم لا يمكننا منعه»، مكتفيًا بدمج THAAD و SM‑3 في مظلة الدفاع الإسرائيلية، بينما أعلن نتنياهو أن ما جرى «مجرد بداية». هذه القراءة المحدثة تُحلِّل الأزمة عبر ستة محاور رئيسة.
أولاً – العوامل العسكرية
1. ميزان القوى ونوعية الأسلحة
- إسرائيل: 36 مقاتلة F‑35I و 25 F‑15I شاركت في الضربة الثانية؛ استعمال ذخائر GBU‑39 و«باباي‑توربو» من غواصات «دولفين»؛ جاهزية «أريحا III» للردع النووي البعيد
- إيران: أطلقت > 200 صاروخ «سجّيل» و«خرمشهر» منذ 13 يونيو؛ دقة إصابة محدودة لكن الكثافة اخترقت طبقات «حيتس‑3» و«مقلاع داود»
2. قدرات الردع والهجوم المباشر
- إسرائيل دمجت بطاريات THAAD أمريكية مع نظامها الطبقي، ما رفع نسبة الاعتراض إلى ≈ 90 ٪ في الموجات الأخيرة.
- إيران أعلنت إمكان استهداف قواعد Al Udeid وAl Dhafra إذا شاركت واشنطن هجوميًا، مستندة إلى صواريخ «فاتح 110» متوسطة المدى
3. الخبرة والقيادة
مزيجُ سلاح الجو الإسرائيلي ووحدة 8200 مكّن من ضرب شبكة الرادار الإيرانية عبر اختراقات سيبرانية عطّلت الكهرباء ساعتين في طهران ليلة 14 يونيو
4. التكتيك والاستراتيجية
- تل أبيب: عمليات خاصة لموساد زرعت قواعد مسيّرات داخل إيران لتدمير بطاريات S‑300 قبل الغارات الجوية
- طهران: استراتيجية «سيل دفعات» لإفراغ مخزون الاعتراض الإسرائيلي، مع تفعيل جبهات بالوكالة (حزب الله لم يتجاوز حتى الآن 50 صاروخ غراد)
5. الانتشار الجغرافي للقواعد
أكثر من 45 ألف جندي أمريكي ينتشرون في 15 قاعدة من الكويت إلى عين الأسد بالعراق؛ القيادة الوسطى رفعت مستوى التأهب (Delta) صباح 14 يونيو
6. العقيدة والأهداف المعلنة
- إسرائيل: «إرجاع برنامج إيران النووي خمس سنوات وردع أي تهديد صاروخي»
- إيران: «إخراج القوات الأمريكية وإنهاء الحصار الاقتصادي» مع التهديد بإغلاق هرمز إذا استمرت الضربات
ثانياً – العوامل الاقتصادية
1. قدرة تمويل الحرب
- ميزانية الدفاع الإسرائيلية للعام 2025 ارتفعت 21 ٪ (≈ $32 مليار) بدعمٍ أمريكي ثابت
- احتياطيات إيران من النقد الأجنبي تُقدر بنحو $34 مليار وفق بيانات FRED، ما يمنحها هامشَ إنفاقٍ محدودًا تحت العقوبات .
2. أسواق الطاقة والملاحة
خام برنت أغلق أمس على $104 بعد قفزة 13 ٪؛ ING تحذّر من $120 إذا تعرقل هرمز حيث يمر 30 ٪ من تجارة النفط البحرية العالمية ,سفن الشحن طُلِب منها تسجيل عبور هرمز وتحاشي البحر الأحمر تفاديًا لهجمات الحوثي.
3. العقوبات والاستقرار النقدي
الخزانة الأمريكية أعلنت حزمة عقوبات 6 يونيو تطال «شبكة الظلّ المصرفية» الإيرانية وقطاع المسيّرات، ما يقيّد واردات المكوّنات الإلكترونية
ثالثاً – العوامل الجيوسياسية والدبلوماسية
محور | المستجد | |
---|
الولايات المتحدة | دعم دفاعي (اعتراض صواريخ) مع رفض المشاركة الهجومية؛ نقل مسؤولين لوسائل إعلام أن «ما سيحدث اليوم لا يمكن منعه» | |
روسيا/الصين | إدانة الضربات الإسرائيلية وتهديد بفيتو على أي عقوبات إضافية | |
الاتحاد الأوروبي | بيان بوريل يدعو لوقف فوري ويحذر من «انهيار منظومة منع الانتشار» | |
مجلس التعاون الخليجي | دعوات تهدئة علنية وتعزيز دفاع جوي حول المنشآت النفطية | |
وساطات محتملة | مسقط تبقى القناة الأبرز لكن مفاوضات النووي أُلغيت يوم 15 يونيو | |
رابعاً – العوامل النفسية والمجتمعية
- إسرائيل: استطلاع «جيروزاليم بوست» قبل الضربة الثانية أظهر دعم 45 ٪ لعمل عسكري حتى بدون غطاء أمريكي، ما يعزز صلابة الجبهة الداخلية
- إيران: انقطاعات الكهرباء وتراجع الإنترنت أثارت تظاهرات محدودة بهتاف «الموت لخامنئي» في أصفهان، وفعّل ماسك خدمة Starlink جزئيًا للمعارضين
- الرأي العام الدولي: استطلاع أمريكي (معهد ريغان) بيّن تأييد 45 ٪ لضربات إسرائيلية محدودة، لكن انقسامًا حزبيًا واسعًا
خامساً – البيئة التكنولوجية والاستخباراتية
- تفوق ISR الإسرائيلي: أقمار Ofek‑16 تبث بنك أهداف حيّ كل ساعتين
- هجمات سيبرانية متبادلة: تقرير BankInfoSecurity يحذّر من أن أدوات «وایبرمينا» الإيرانية قد تستهدف بنوكًا أمريكية كردٍّ غير متكافئ
- درونات الذكاء الاصطناعي: تحليل CSIS وصف «سرب الدرونات غير المهذبة» بأنه أعاد تعريف اختناق الدفاعات الطبقية
سادساً – أهداف الحرب ومحددات النهاية
طرف | الحد الأدنى للفوز | الخطوط الحمراء |
---|
إسرائيل | تأخير التخصيب > 60 ٪ خمس سنوات، تدمير 50 ٪ من ترسانة MRBM | هرمز مغلق أو هجوم كيميائي = توسيع التحالف الغربي |
إيران | إثبات قدرة ردع ضد الداخل الإسرائيلي، إخراج قوات أمريكية | مقتل القيادة العليا أو تدمير منشآت القيادة والسيطرة |
وقفُ النار مرجّح إذا قُدِّمت حزمة «تجميد > 60 ٪ مقابل تخفيف إنساني» بضمانة روسية–أوروبية–أمريكية مع مراقبة IAEA موسّعة.
نماذج مسار الحرب (الأشهر الثلاثة المقبلة)
الاحتمال | السيناريو | المؤشرات المبكرة |
---|
45 ٪ حرب محدودة | تبادل ضربات ثم وساطة عُمانية؛ هرمز يبقى مفتوحًا. | انخفاض إطلاق الصواريخ < 20/يوم؛ استئناف خطوط اتصال سويسرية. |
30 ٪ تصعيد إقليمي | دخول حزب الله والحوثيين بكثافة؛ نفط >$120؛ تحرك بحري أمريكي. | إطلاق > 200 صاروخ يوميًّا من لبنان/اليمن. |
15 ٪ حرب شاملة | ضرب قواعد أمريكية؛ إغلاق هرمز؛ تدخل مباشر أمريكي‑بريطاني. | قتلى أمريكيون أو ألغام مثبتة في الممر. |
10 ٪ مسار نووي منفلت | انسحاب إيران من NPT وتخصيب > 90 ٪؛ ضربة أميركية‑إسرائيلية مشتركة. | طرد مفتّشي IAEA وإعلان رسمي من طهران. |
مؤشرات يجب مراقبتها
- معدل إطلاق إيران للصواريخ (تجاوز 250/يوم = اقتراب مسار شامل).
- حركة VLCC عبر هرمز (تراجع > 40 ٪ = تحضير إغلاق).
- إعلانات IAEA حول وصول المفتشين.
- تصويت مجلس الأمن على أي قرار ملزم.
- أسعار تأمين الشحن البحري (قفزة > 300 ٪ تعني انتقال الخطر من محتمل إلى حالي).
خلاصة
يفوق تفوقُ إسرائيل الجوي السيبراني قدرةَ إيران الدفاعية، لكن طهران ما تزال تمتلك أدوات «إطالة الحرب» عبر الصواريخ والوكلاء وورقة هرمز. نجاحُ أي تهدئة سيتوقف على قدرة القوى الكبرى على ربط وقف النار بإطار نووي صاروخي واضح وتخفيفٍ تدريجي للعقوبات. حتى يتبلور ذلك، يبقى الشرق الأوسط عند عتبة أخطر مواجهة تقليدية سيبرانية منذ 1991.