حين تعرف إسرائيل كل شيء... وإيران لا تعرف أنها قُصفت!
يا لها من ملهاة مأساوية بطعم الرماد وسخرية التاريخ .. إيران، التي نصّبت نفسها راعية للممانعة أو لنقل المماتعة كمصطلح مناسب أكثر قضت أربعة عشر عامًا وهي تنفث نارها على شعب سوريا، تقتل أطفاله، تهجّر نساءه، وتزرع راياتها على أنقاض بيوت الفقراء. كل ذلك تحت لافتة المقاومة، بينما لم تُطلَق رصاصة واحدة في الجولان.
ثم ماذا؟ طُردت صاغرة من الأرض التي تزيّنت بجثث ضحاياها، لا مجدًا حققت، ولا نصرًا ثبت, وتركت تاريخ أسود ورائها ودعاء شعب عليها ليوم الدين. وها هي اليوم تُجلد بسياط العدو الذي كانت تزعم أنها وُجدت من أجله. إسرائيل تقصفها متى شاءت وأينما شاءت، حتى لم تعد تحتاج أن تخترق، بل تضرب وكأنها في نزهة جوية فوق سماءٍ بلا رادار ولا كرامة.
أما الرد الإيراني؟ فملحمة من الكوميديا السوداء. 500 صاروخ يُطلق، فيصل منها خمسة يتيمة بلا فاعلية، في حين تُعلن إسرائيل لشعبها لحظة الإطلاق، واتجاه الصاروخ، وموعد وصوله، وربما نوع الوقود المستخدم فيه. أما إيران، فلا تعرف حتى كيف دخل العدو وقتل قادتها في مواقع سرية تم إنشاؤها "بأحدث" وسائل التخفي، التي لم تُخفِ شيئًا سوى حقيقة خيبتهم.
لقد أفنوا أعمارهم في التجسس على العرب، تتبعوا الشاشات والمنابر، رسموا خرائط الفتنة في العراق ولبنان وسوريا واليمن، ونسوا العدو الذي بنى في غفلتهم شبكات كاملة داخل دولتهم. وها هم اليوم يتحولون إلى دُمى في مسرحية إسرائيلية، تُحرّكهم تل أبيب كيف تشاء، أمام جمهور عالمي يضحك ويبكي من هول العبث.
فلا إيران حررت، ولا إسرائيل انتصرت، بل هما وجهان لعملة الخراب، نسأل الله أن يُذيقهما من الذل والدمار ما يستحقان، كما أذاقوا الشعوب البريئة ويلات الحروب باسم الدين والكذب والمقاومة المصطنعة.