إسرائيل تتوعد بالقضاء على حزب الله في حال ساند إيران
حزب الله يحافظ اليوم على نوع من الغموض، يعطيه درجة معيّنة من المرونة في اتخاذ الموقف من الحرب الدّائرة بين إسرائيل وإيران.
السبت 2025/06/21
ALARAB
على صفيح ساخن
القدس - هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الجمعة بالقضاء على حزب الله اللبناني إذا تضامن الأخير عسكريا مع إيران التي تخوض بلاده معها حربا مفتوحة منذ الثالث عشر من يونيو الجاري.
وجاءت تهديدات كاتس في أعقاب تصريحات أدلى بها الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أشار من خلالها بشكل غير مباشر إلى فرضية انخراطه في الحرب في حال تطورت.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي في منشور على منصة إكس إن “الأمين العام لحزب الله لا يتعلم درسا من أسلافه، ويهدد بالعمل ضد إسرائيل تنفيذا لأوامر الدكتاتور الإيراني”.
يسرائيل كاتس:الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم لا يتعلم درسا من أسلافه
وأضاف “أقترح على وكيل إيران في لبنان (في إشارة إلى حزب الله) أن يتوخى الحذر، وأن يفهم أن إسرائيل قد نفد صبرها تجاه الإرهابيين الذين يهددونها”.
وتابع وزير الدفاع الإسرائيلي “إذا كان هناك إرهاب وهجوم ضدنا دعما لإيران، فلن يكون هناك حزب الله”.
وتنضاف تهديدات كاتس إلى تحذيرات أميركية مبطنة للحزب من مغبة الانخراط في الصراع الجاري.
وقال الأمين العام لحزب الله الخميس إن الحزب “ليس على الحياد ويقف إلى جانب إيران قيادة وشعبا” وإنه “سيتصرف بما يراه مناسبا في مواجهة العدوان الإسرائيلي – الأميركي الغاشم”.
وتابع قاسم “نحن إلى جانب إيران في مواجهة هذا الظلم العالمي، لأننا مع استقلالنا وتحرير أرضنا وحرية قرارنا وخياراتنا”.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي طوني عيسى أنّ حزب الله يحافظ اليوم على نوع من الغموض، يعطيه درجة معيّنة من المرونة في اتخاذ الموقف من الحرب الدّائرة بين إسرائيل وإيران، بشكل لا يجبره على التزام موقف محدّد، أي أنّه في طور الهروب من اتخاذ هكذا موقف.
وقال عيسى في تصريحات لوسائل إعلام لبنانية إنّ الحزب في حال قرّر الدّخول في الحرب، فإنّ هذا الأمر سيكون وبالا عليه وعلى لبنان، لكن في الوقت نفسه لديه تحدّ آخر أكبر من أن يتحمّله هو ترك طهران، أي مصدر وجوده، في هذه اللحظة المصيرية التي تمر بها.
تهديدات كاتس تنضاف إلى تحذيرات أميركية مبطنة للحزب من مغبة الانخراط في الصراع الجاري
ولفت إلى أنّ الخيارين صعبان، لذلك في المرحلة التي ليس فيها خطر داهم على النظام يعتمد هذه السياسة، حيث يسعى إلى كسب الوقت بانتظار ما إذا كان من الممكن الوصول إلى مخرج للحرب الدّائرة.
وأوضح عيسى أنّ بعد الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل واتفاق وقف إطلاق النّار، المطروح في لبنان هو قرار الحرب والسّلم ونزع السّلاح، معتبرا أنّ الحزب أعطى الدّولة قرار الحرب والسّلم على ما يبدو، في حين يبقى موضوع نزع سلاحه غير مطروح في الوقت الراهن، لكنّه أشار إلى أنّ هذا الأمر سيُطرح في حال حُسمت المعركة في إيران.
وأدان حزب الله في الثالث عشر من يونيو الهجوم الإسرائيلي على إيران، واعتبره “تجاوزا خطيرا لكل الخطوط الحمراء”، إلا أنه لم يشارك في الصراع منذ بدء هجمات تل أبيب.
ومنذ الثالث عشر من يونيو تشن إسرائيل هجوما على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.
ووفق آخر حصيلة أعلنتها إيران الاثنين، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 224 شخصا وإصابة 1277، معظمهم مدنيون، فيما أفادت منظمة “نشطاء حقوق الإنسان” (مقرها واشنطن) بأن عدد القتلى ارتفع إلى نحو 639 شخصا، وإلى أكثر من 1329 مصابا، حتى الخميس.
في المقابل، تشير أحدث التقديرات الإسرائيلية نقلا عن وسائل إعلام عبرية بينها “القناة 12″، إلى مقتل 25 إسرائيليا وإصابة أكثر من 800 آخرين جراء الضربات الإيرانية.