رغم التصعيد الإيراني الأخير ضد إسرائيل عبر هجمات صاروخية ومسيّرات تجاوزت حاجز الرمزية
إلا أن قراءة المشهد بدقة تكشف أن طهران لا تزال أسيرة قواعد اشتباك محسوبة
تفضل فيها الاستعراض الناري على الفعالية العسكرية المباشرة.
لم يتم استهداف القواعد الجوية الإسرائيلية الكبرى ، ولا منظومات الدفاع الجوي ، ولا مراكز القيادة أو التحكم والسيطرة
وهذا ليس عجز تقني فقط بل قرار محسوب من صانع القرار الإيراني يدرك أن استهداف البنية العسكرية لإسرائيل
يُعد إعلان حرب شاملة لا يمكن لإيران تحمل تبعاتها الاستراتيجية والاقتصادية والداخلية.
من جهة أخرى
أظهرت إسرائيل قدرة فريدة على امتصاص الصدمة ثم الرد بأسلوب نوعي لا يستهدف فقط البنية التحتية بل يضرب عمق
المشروع العسكري الإيراني بدقة مؤلمة وبتكلفة سياسية وبشرية باهظة لطهران قطفت نخبة رؤوسها وقاداتها
الضربات الإسرائيلية الأخيرة داخل العمق الإيراني وخصوصًا قرب منشآت حساسة وضد منظومات دفاعية
لم تكن مجرد رد فعل بل رسالة ردع محسوبة "العب خارج العمق أو تحمل عواقب اللعب داخله"
الواقع أن إيران تحاول كسر صورة الردع دون كسر توازن الرعب وهو توازن هش لا يحتمل المغامرة لذلك
تبقى ضرباتها مجرد رسائل محسوبة في حين تواصل إسرائيل توجيه الضربات بميزان من نار
وعلى كل حال من لا يملك الجرأة على استهداف بنية العدو العسكرية الحيوية
لا يستطيع الادعاء بأنه غير قواعد اللعبة.