قوله تعالى :
وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا
هذا قول مشركي مكة
قالوا:
إنا لنعلم أن قولك يا محمد حق
ولكن يمنعنا أن نتبع الهدى معك ، ونؤمن بك
مخافة أن يتخطفنا العرب من أرضنا يعني مكة
لاجتماع بقية القبائل العربية على خلاف مع قبيلة قريش
وقالوا لا طاقة لنا بهم وكان هذا من تعللاتهم
فأجاب الله تعالى عليهم فقال سبحانه وتعالى :
أولم نمكن لهم حرما آمنا أي ذا أمن
وذلك أن العرب كانت في الجاهلية يغير بعضهم على بعض ويغزوا بعضهم بعض و يقتل بعضهم بعضا
وأهل مكة كانوا آمنون حيث كانوا محفوظين بحرمة الحرم والبيت
فأخبر الله أنه قد أمنهم بحرمة البيت ، ومنع عنهم عدوهم ، فلا يخافون أن تستحل العرب حرمة في قتالهم
والتخطف : الانتزاع بسرعة
كنتم آمنين في حرمي ، تأكلون رزقي ، وتعبدون غيري
أفتخافون إذا عبدتموني وآمنتم بي
يجبى إليه ثمرات كل شيء أي يجمع إليه ثمرات كل أرض وبلد
يعلم أهل الضلال أن ما يُدعون إليه هو الهدى وهو الحق
لكنهم يؤثِرون العيش في الغَواية خوفًا من فوات مصالح الدنيا أو وقوع الضرر عليها
فما أجهلهم
إذا أيقن الإنسان بأن الرزق من عند الله وحده، لم يخَف أحدًا أو يرجُه في رزقه، فيبقى قلبه متعلقًا بربه وحده
وذلك يوجب كمال الإيمان، والإعراضَ عن غير الله تعالى
ما أطيبَ الرزقَ الحسن في ظلال الاطمئنان والأمن
إذ لا لذَّة في رزق مهما حسُن، والخوفُ يحيط به من كلِّ جانب
لو يعلم الناس علم اليقين بأن الرزق الحسن والأمن التام إنما هو باتباع شرع الله
ما خافوا على أنفسهم وأرزاقهم من العمل به.