قدم الكونغرس الأمريكي قرارا يحتفل بالذكرى الـ250 لاعتراف المغرب بالولايات المتحدة، أول دولة ذات سيادة تقيم علاقات دبلوماسية مع الدولة الفتية في عام 1777، وهو نص اطلع عليه موقع "بارلامان دوت كوم".
يسلط هذا القرار، الذي قدمه النائبان براد شنايدر وجو ويلسون، والمقدم إلى لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، الضوء على الشراكة الطويلة الأمد والمتينة بين واشنطن والرباط، مؤكدا أن الأول من ديسمبر/كانون الأول 2027، سيصادف مرور قرنين ونصف من العلاقات الدبلوماسية المتواصلة.
إرث دبلوماسي لا مثيل له
ويذكر النص أنه في الأول من ديسمبر/كانون الأول 1777، وفي خضم حرب الاستقلال الأمريكية، اتخذ السلطان سيدي محمد بن عبد الله زمام المبادرة لفتح الموانئ المغربية أمام السفن التجارية الأمريكية، إيذانا ببداية رسمية للعلاقات الثنائية. وبعد ثلاث سنوات، في ديسمبر/كانون الأول 1780، أرسل المؤتمر القاري أول مراسلاته الدبلوماسية إلى المملكة المغربية، معرباً عن رغبته في السلام والصداقة.
وتبع هذا التبادل في يوليو/تموز 1787 التصديق على معاهدة السلام والصداقة بين الولايات المتحدة والمغرب، المعروفة أيضاً باسم معاهدة مراكش. وتظل هذه الوثيقة، إلى يومنا هذا، أقدم اتفاقية دبلوماسية لا تزال سارية المفعول في تاريخ الولايات المتحدة.
في عام 1821، سجلت المغرب معلماً جديداً من خلال تقديم المفوضية الأمريكية في طنجة للولايات المتحدة، وهي أول منشأة دبلوماسية أمريكية في الخارج، والتي أصبحت رمزاً دائماً للصداقة بين البلدين.
شراكة استراتيجية واقتصادية مزدهرة
ويسلط القرار الضوء على تنوع التعاون الثنائي، والذي يغطي مجالات متنوعة مثل الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، والتعاون التجاري والثقافي.
وتذكر على وجه الخصوص أن المغرب يظل البلد الأفريقي الوحيد الذي أبرم اتفاقية للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة، والتي دخلت حيز التنفيذ منذ عام 2006، مما سمح بتوسع كبير في التجارة الزراعية بين البلدين.
ويؤكد النص أيضا التزام المغرب بتعزيز التعايش الديني، لا سيما من خلال حماية مجتمعاته اليهودية ومشاركته في الجهود الدولية الرامية إلى رفع مستوى الوعي بتاريخ المحرقة والحوار بين الأديان.
تعاون واسع النطاق في المسائل الأمنية والدفاعية
ويسلط القرار الضوء على التعاون العسكري الوثيق بين الرباط وواشنطن، والذي تجسد من خلال التدريبات المشتركة، ولا سيما عملية الأسد الأفريقي، والجهود المتضافرة في مكافحة الانتشار النووي والاتجار غير المشروع بالأسلحة.
كما ترحب الوثيقة بالتزام المغرب باتفاقيات إبراهيم، التي تلعب فيها الرباط دورا نشطا في تعزيز الاستقرار الإقليمي.
التزامات الكونجرس الأمريكي
ومن خلال هذا القرار، قرر مجلس النواب الأمريكي ما يلي:
1. يعترف بالذكرى السنوية الـ 250 المقبلة للاعتراف الأمريكي بالمملكة المغربية ويحتفل بهذه العلاقة الدبلوماسية الاستثنائية؛
2. يشيد بتاريخ المغرب في التسامح الديني ومساهمة الأمريكيين المغاربة في التنوع الثقافي للولايات المتحدة؛
3. يؤكد أهمية الشراكة الأمريكية المغربية في تعزيز المصالح الاقتصادية والأمنية المشتركة؛
4. يهنئ المغرب على التزامه الدبلوماسي باتفاقيات إبراهيم؛
5. يشجع على مواصلة التعاون الثنائي في مجالات التجارة والأمن والمساعدات الرقمية والإنسانية؛
6. يدعم الخطوات الرامية إلى إحياء هذه المناسبة التاريخية في عام 2027، وذلك لتسليط الضوء على الأهمية الاستراتيجية والتاريخية لهذا التحالف.
ويعزز هذا القرار مكانة المغرب كحليف رئيسي للولايات المتحدة في أفريقيا والعالم العربي، ويبرز الجذور العميقة للعلاقة الدبلوماسية التي تمتد لقرون من الزمن.
من المقرر أن تزور بعثة تجارية أمريكية كبرى المغرب في مايو 2025. وتقود أكثر من 15 ولاية أمريكية، إلى جانب الوكالات الفيدرالية، هذه البعثة، التي تهدف إلى تعزيز فرص تصدير الأغذية الزراعية وتؤكد الالتزام المشترك بتعميق العلاقات التجارية والاستثمارية مع المغرب.
كما تعاهد الطرفان في دعم مبادرة جلالة الملك محمد السادس للافريقيا الاطلسية مما يعزز مبادرات رابح-رابح