إنا لله وإنا إليه راجعون
يا أوغاد التاريخ... يا سفاحي الطفولة... يا لصوص الأرض والسماء!
تقتلون الطفل وتدّعون الخوف! تحاصرون الضعيف وتزعمون الشجاعة! تغتصبون أرضًا ليست لكم، وتبنون مملكة على جماجم الأبرياء... فبئست المملكة، وبئس ما بنيتموه من دمٍ وعار!
ألا تخجلون من مرآة أنفسكم؟ أم أنكم بلا وجوه أصلًا؟ أنتم من ورث الخيانة أجيالًا بعد أجيال، من دم يهوذا إلى حقد قادتكم اليوم. لا ميثاق لكم، لا عهد يُحترم، ولا كلمة تصدق.
لكن اعلموا — وإن كرهتم — أننا شعبٌ لا يموت، وإن سقط منا شهيد، خلفه ألف فارس ينهض. وإن دمرتم بيتًا، سنبني ألف قبة. وإن قتلتم طفلاً، ستنجب أمه جيشًا من الأبطال.
ألا تسمعون هدير الأرض من تحتكم؟
إنها فلسطين، تتنفس رغم أنف الدبابات، تتحدث رغم أنف إعلامكم، وتنبض رغم رصاصكم.
اقتلوا ما شئتم... احرقوا ما شئتم... دمروا ما شئتم...
لكننا باقون، كالشمس لا يحجبها غربال، كالصخر لا تكسره الرياح، وكالزيتون المتجذر في الأرض لن يُقتلع!
ستنهار جدرانكم التي رفعتموها لتُخفي خوفكم... وسيتهاوى جيشكم الذي تتفاخرون به كبيوت العنكبوت.
نحن شعب، نؤمن أن النصر وعدٌ من الله... ومن قاتل لأجل وعد الله، لا يُهزم أبدًا!
فلسطين لنا... القدس لنا... والأقصى لنا... وسنستعيدهم بأرواحنا، بدمائنا، وبكل ما نملك، ولو بقي منا طفل واحد يصرخ: "الله أكبر... الموت للظالمين!"
لن نركع... لن نُساوم... ولن نستسلم أبد الدهر!