الفقهاء اطلقوا عليها رابعة الثلاث
القيروان: عاصمة الإسلام الأولى في المغرب العربي
القيروان ليست مجرد مدينة تونسية، بل هي رمز تاريخي وثقافي وديني في العالم الإسلامي. تأسست عام 670 ميلاديًا (50 هـ) على يد القائد المسلم عقبة بن نافع، وكانت مركزًا لنشر الإسلام في شمال إفريقيا.
أهمية القيروان
1. الأهمية الدينية
• تُعد أول مدينة إسلامية في المغرب العربي، مما جعلها مركزًا أساسيًا لنشر الدين الإسلامي في المنطقة.
• عُرفت بأنها رابع أقدس مدينة في الإسلامبعد مكة والمدينة والقدس، وكان الحجاج المغاربة والأندلسيون يزورونها قبل التوجه إلى مكة.
• تُلقّب بـمدينة الأولياء والصالحينلكثرة علمائها وفقهائها الذين ساهموا في نشر المذهب المالكي في المنطقة.
2. الأهمية السياسية
• كانت القيروان عاصمة لعدة دول إسلامية، مثل:
• الدولة الأموية في المغرب(في عهد عقبة بن نافع).
• الدولة الأغلبية(800-909 م) التي جعلتها مركزًا سياسيًا وعسكريًا.
• الفاطميوناستخدموها لفترة قبل انتقالهم إلى المهدية ثم القاهرة.
• لعبت دورًا رئيسيًا في التصدي للغزوات البيزنطية والثورات الداخلية.
3. الأهمية العلمية والثقافية
• كانت منارة علمية كبرى، حيث اشتهرت بمدارسها الفقهيةوخاصة في نشر المذهب المالكيبفضل علماء مثل الإمام سحنون.
• ازدهرت فيها علوم اللغة، والتفسير، والحديث، والفلك، والطب.
• كانت تضم مكتبات ضخمةتحتوي على آلاف المخطوطات العلمية والدينية.
4. الأهمية الاقتصادية
• اشتهرت القيروان بالتجارة والصناعات التقليديةمثل النسيج وصناعة الزرابي (السجاد القيرواني) والخزف والنحاسيات.
• موقعها الاستراتيجي جعلها نقطة تجارية مهمة بين الشمال الإفريقي والصحراء الكبرى.
أهم المعالم التاريخية في القيروان
1. جامع عقبة بن نافع
• من أقدم وأهم المساجد في العالم الإسلامي، بُني على يد عقبة بن نافع.
• يتميز بمئذنته العالية وساحته الواسعة وأعمدته الرخامية العريقة.
• كان مركزًا علميًا لتدريس العلوم الشرعية واللغة العربية.
2. حوض الأغالبة
• من أعظم المنشآت الهندسية في العهد الأغلبي، وهو خزان مائي ضخم كان يُستخدم لتوفير المياه للمدينة.
• يعكس مهارة المسلمين في الهندسة الهيدروليكية.
٣. المدينة العتيقة
• تتميز بأزقتها الضيقة وأسواقها التقليدية التي تعكس الطابع الإسلامي القديم.
• يمكن العثور على العديد من الصناعات التقليدية، مثل السجاد القيرواني والمشغولات اليدوية.
القيروان اليوم
رغم مرور القرون، لا تزال القيروان تحافظ على هويتها الإسلامية وتراثها التاريخي. في عام 1988، تم تصنيفها كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو نظرًا لأهميتها الثقافية والمعمارية.
تُعد اليوم وجهة سياحية رئيسية في تونس، حيث تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم لاكتشاف تاريخها العريق وجمال معالمها.
الخاتمة
القيروان ليست مجرد مدينة، بل هي ذاكرة الإسلام في المغرب العربي، وواحدة من أهم المدن التي ساهمت في تشكيل هوية شمال إفريقيا الإسلامية والثقافية