معركة كورسك
في صيف عام 1943، وعلى امتداد السهول الروسية الشاسعة، دارت واحدة من أضخم وأعنف المعارك في الحرب العالمية الثانية، بل وأعظم معارك الدبابات في تاريخ الحروب
الهجوم الألماني حمل الاسم الترميزي عملية سيتاديل
معركة كورسك
هذه المواجهة الملحمية بين القوات الألمانية الساعية لاستعادة المبادرة في الجبهة الشرقية، والقوات السوفيتية المصممة على إيقاف التمدد الالماني، حسمت مستقبل الحرب في الشرق ومهدت الطريق نحو سقوط برلين
وسبب الهجوم أنه بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها ألمانيا في معركة ستالينغراد، أدركت القيادة العليا للفيرماخت (الجيش الألماني) أن عليها تحقيق نصر حاسم لاستعادة هيبتها في الجبهة الشرقية وإجهاض أي عمل عكسي السوفييت
ولذلك قرر الزعيم الالماني إطلاق عملية "سيتيادل" (القلعة)، التي استهدفت القضاء على القوات السوفيتية المتمركزة في منطقة كورسك، والتي كانت تشكل بروزًا عميقًا داخل
الخطوط الألمانية
في المقابل، كان السوفييت بقيادة جوزيف ستالين على دراية تامة بالخطط الألمانية، بفضل المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها بريطانيا والاستطلاع المتقدم و بدلاً من الانتظار في موقف دفاعي ضعيف، قرر السوفييت إعداد تحصينات هائلة، وشبكة واسعة من الألغام والخنادق، وتركيز عدد هائل من الدبابات والمدفعية والمشاة، مما جعل كورسك فخًا قاتلًا للقوات الألمانية
أخّر الألمان موعد البداية محاولة منهم لبناء قواتهم وانتظار أسلحة جديدة، خاصة دبابات بانثر الجديدة وأعداد أكبر من دبابات تايغر وكانت تلك أول مرة يِؤخر فيها الألمان موعد هجوم استراتيجي
وقد منح ذلك الجيش الأحمر وقتا أكبر لبناء سلسلة من الخطوط الدفاعية العميقة باتساع بلغ نحو 300 كلم واشتملت على نشر حقول الألغام، بناء التحصينات، وضع نقاط قوية من مضادات الدبابات مع سحب التشكيلات الآلية خارج الجيب وتكوين احتياطي كبير من القوات تحضيرا للهجوم الإستراتيجي المعاكس
في صباح الخامس من يوليو 1943، بدأت القوات الألمانية هجومها الكاسح، مصحوبة بأحدث دباباتها الثقيلة، مثل "تايغر" و"بانثر" إلى جانب دعم جوي مكثف
كان الهدف اختراق الدفاعات السوفيتية عبر هجوم كماشة من الشمال والجنوب، لكنهم واجهوا مقاومة شرسة لم يتوقعوها
تحولت سهول كورسك إلى مسرح لحرب شاملة، حيث اندفعت آلاف الدبابات في مواجهات مباشرة وسط كثافة نيرانية غير مسبوقة
في أكثر أوقات المعركة شراسة، وخاصة في منطقة بروخوروفكا، اشتبكت أكثر من 1500 دبابة في قتال رهيب، حيث اصطدمت دبابات "تي-34" السوفيتية بالجدار الحديدي الذي شكله أسطول الدبابات الألماني
لكن على الرغم من التفوق التكنولوجي لبعض الدبابات الألمانية، فإن الأعداد الهائلة للقوات السوفيتية، إلى جانب التكتيكات المحكمة، أدت إلى استنزاف القوات الألمانية
فشلت "عملية القلعة" في تحقيق أهدافها، ومع تصاعد الخسائر الألمانية، اضطر الالمان إلى إيقاف الهجوم في 13 يوليو، مما شكّل نقطة تحول استراتيجية في الحرب العالمية الثانية
كانت معركة كورسك ضربة قاصمة للجيش الألماني، حيث فقد أكثر من 2500 دبابة وآلاف الجنود، في حين بدأ الجيش الأحمر في زحفه نحو الغرب، مما مهد الطريق للاستيلاء علي أوكرانيا وبولندا، وصولًا إلى برلين عام 1945
لم تكن معركة كورسك مجرد مواجهة عسكرية عادية، بل كانت رمزًا لتحوّل ميزان القوى في الحرب العالمية الثانية حيث أثبت السوفييت أنهم قادرون على مجابهة أعظم الجيوش المدججة بالسلاح، وأصبحت كورسك بداية النهاية للهيمنة الألمانية على الجبهة الشرقية. ومنذ ذلك الحين، لم يعد السؤال: هل ستنتصر ألمانيا؟ بل متى ستنهار؟
في صيف عام 1943، وعلى امتداد السهول الروسية الشاسعة، دارت واحدة من أضخم وأعنف المعارك في الحرب العالمية الثانية، بل وأعظم معارك الدبابات في تاريخ الحروب
الهجوم الألماني حمل الاسم الترميزي عملية سيتاديل
معركة كورسك
هذه المواجهة الملحمية بين القوات الألمانية الساعية لاستعادة المبادرة في الجبهة الشرقية، والقوات السوفيتية المصممة على إيقاف التمدد الالماني، حسمت مستقبل الحرب في الشرق ومهدت الطريق نحو سقوط برلين
وسبب الهجوم أنه بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها ألمانيا في معركة ستالينغراد، أدركت القيادة العليا للفيرماخت (الجيش الألماني) أن عليها تحقيق نصر حاسم لاستعادة هيبتها في الجبهة الشرقية وإجهاض أي عمل عكسي السوفييت
ولذلك قرر الزعيم الالماني إطلاق عملية "سيتيادل" (القلعة)، التي استهدفت القضاء على القوات السوفيتية المتمركزة في منطقة كورسك، والتي كانت تشكل بروزًا عميقًا داخل
الخطوط الألمانية
في المقابل، كان السوفييت بقيادة جوزيف ستالين على دراية تامة بالخطط الألمانية، بفضل المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها بريطانيا والاستطلاع المتقدم و بدلاً من الانتظار في موقف دفاعي ضعيف، قرر السوفييت إعداد تحصينات هائلة، وشبكة واسعة من الألغام والخنادق، وتركيز عدد هائل من الدبابات والمدفعية والمشاة، مما جعل كورسك فخًا قاتلًا للقوات الألمانية
أخّر الألمان موعد البداية محاولة منهم لبناء قواتهم وانتظار أسلحة جديدة، خاصة دبابات بانثر الجديدة وأعداد أكبر من دبابات تايغر وكانت تلك أول مرة يِؤخر فيها الألمان موعد هجوم استراتيجي
وقد منح ذلك الجيش الأحمر وقتا أكبر لبناء سلسلة من الخطوط الدفاعية العميقة باتساع بلغ نحو 300 كلم واشتملت على نشر حقول الألغام، بناء التحصينات، وضع نقاط قوية من مضادات الدبابات مع سحب التشكيلات الآلية خارج الجيب وتكوين احتياطي كبير من القوات تحضيرا للهجوم الإستراتيجي المعاكس
في صباح الخامس من يوليو 1943، بدأت القوات الألمانية هجومها الكاسح، مصحوبة بأحدث دباباتها الثقيلة، مثل "تايغر" و"بانثر" إلى جانب دعم جوي مكثف
كان الهدف اختراق الدفاعات السوفيتية عبر هجوم كماشة من الشمال والجنوب، لكنهم واجهوا مقاومة شرسة لم يتوقعوها
تحولت سهول كورسك إلى مسرح لحرب شاملة، حيث اندفعت آلاف الدبابات في مواجهات مباشرة وسط كثافة نيرانية غير مسبوقة
في أكثر أوقات المعركة شراسة، وخاصة في منطقة بروخوروفكا، اشتبكت أكثر من 1500 دبابة في قتال رهيب، حيث اصطدمت دبابات "تي-34" السوفيتية بالجدار الحديدي الذي شكله أسطول الدبابات الألماني
لكن على الرغم من التفوق التكنولوجي لبعض الدبابات الألمانية، فإن الأعداد الهائلة للقوات السوفيتية، إلى جانب التكتيكات المحكمة، أدت إلى استنزاف القوات الألمانية
فشلت "عملية القلعة" في تحقيق أهدافها، ومع تصاعد الخسائر الألمانية، اضطر الالمان إلى إيقاف الهجوم في 13 يوليو، مما شكّل نقطة تحول استراتيجية في الحرب العالمية الثانية
كانت معركة كورسك ضربة قاصمة للجيش الألماني، حيث فقد أكثر من 2500 دبابة وآلاف الجنود، في حين بدأ الجيش الأحمر في زحفه نحو الغرب، مما مهد الطريق للاستيلاء علي أوكرانيا وبولندا، وصولًا إلى برلين عام 1945
لم تكن معركة كورسك مجرد مواجهة عسكرية عادية، بل كانت رمزًا لتحوّل ميزان القوى في الحرب العالمية الثانية حيث أثبت السوفييت أنهم قادرون على مجابهة أعظم الجيوش المدججة بالسلاح، وأصبحت كورسك بداية النهاية للهيمنة الألمانية على الجبهة الشرقية. ومنذ ذلك الحين، لم يعد السؤال: هل ستنتصر ألمانيا؟ بل متى ستنهار؟