
صورة: أرشيفهسبريس - توفيق بوفرتيحالأحد 2 مارس 2025 - 10:00
أكد تقرير صادر عن موقع “ميليتاري أفريكا”، المتخصص في الشؤون العسكرية في القارة السمراء، أن سعي القوات المسلحة المغربية إلى اقتناء غواصتين عسكريتين أشعل منافسة قوية بين شركاء بناء السفن الحربية والقطع البحرية على المستوى الأوروبي، خاصة بين شركتي “Naval Group” الفرنسية و”TKMS” الألمانية.
وسجل المصدر ذاته أن الشركة الفرنسية تسعى بقوة إلى تزويد المغرب بغواصتين من طراز “Scorpène”، التي تتميز بخاصيتي التشغيل الذاتي والقدرة على التخفي؛ فيما تقدم الشركة الألمانية، من جهتها، خيارات متطورة من خلال غواصات “Dolphin”، التي تتوفر على نظام قتالي متطور ونظام إطلاق أسلحة مرن، مما يجعلها خيارا موثوقا يعزز العرض الألماني في سوق الغواصات العالمي.
ولم يخفِ التقرير وجود منافسة من دول أخرى من أجل الحصول على عقد الغواصتين المغربيتين، من بينها روسيا واليونان والبرتغال، مشددا على أن “سعي المغرب إلى الحصول على غواصات ليس جديدا؛ بل هو طموح قديم للبحرية الملكية، إذ تكتسب هذه الخطوة زخمها من التوترات الإقليمية، خصوصا التنافس البحري مع الجزائر”.
واعتبر موقع “ميليتاري أفريكا” أن “قرار المغرب بشأن الغواصات ينطوي على تبعات استراتيجية كبيرة، إذ من شأن امتلاك غواصات متقدمة، سواء كانت “Scorpène” الفرنسية أو “Dolphin” الألمانية أو حتى “Amur” الروسية، أن يعزز بشكل كبير قدرة البحرية الملكية على تأمين المصالح البحرية المغربية”، مؤكدا أنه “مع اشتداد المنافسة، يقف المغرب أمام قرار حاسم سيحدد ليس فقط مستقبل قواته البحرية؛ بل أيضا مكانته كقوة إقليمية صاعدة في شمال إفريقيا”.
تفوق تكتيكي ومسألة الكلفة
في هذا الصدد، قال عبد الرحمان مكاوي، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، إن “نية المغرب إدخال سلاح الغواصات ضمن ترسانته العسكرية البحرية تأتي في إطار العقيدة الجيواستراتيجية للملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة، الذي غيّر منذ توليه العرش العقيدة العسكرية المغربية، حيث أصبح البحر عمقا وأساسا لهذه العقيدة العسكرية وللأمن القومي”.وأضاف مكاوي أن “المملكة تطل على واجهتين بحريتين وتضم شريطا ساحليا يمتد لأكثر من 3500 كيلومتر؛ إضافة إلى إشرافها المشترك، رفقة إسبانيا وجبل طارق، على مضيق جبل طارق، الذي يعد ممرا بحريا استراتيجيا ليس فقط بالنسبة للمغرب، وإنما أيضا للعديد من القوى الغربية، خاصة الدول الأعضاء في حلف الناتو”.
وأكد الخبير ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “امتلاك الرباط لسلاح الغواصات سيشكل بكل تأكيد إضافة نوعية للقوة البحرية المغربية، وسيعزز من التفوق التكتيكي للقوات البحرية في المنطقة المغاربية، سواء على المستوى الدفاعي أو الهجومي”، مشيرا إلى أن “الجزائر تمتلك حاليا 8 غواصات روسية الصنع من طراز “كيلو” من الجيل القديم، والتي أصبحت تعاني من مجموعة من المشاكل التقنية”.
وأبرز أن “امتلاك غواصات متطورة أصبح رهانا بالنسبة للعديد من الجيوش في العالم، إذ إن هذا السلاح، وإلى جانب مهامه القتالية، يمكن استخدامه أيضا في مجال زراعة الألغام البحرية والحروب السيبرانية”، معتبرا أن “الغواصات الفرنسية والألمانية تظل من أفضل الخيارات بالنسبة للمغرب، مع أفضلية لفرنسا، مع عدم استبعاد بعض الخيارات الأخرى، مثل اليونان وكوريا الجنوبية”.
وخلص إلى أن “إرادة إدماج سلاح الغواصات في الترسانة العسكرية المغربية موجودة لدى القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية؛ غير أنه لا يُستبعد أن تكون هناك مناقشات مع الموردين المحتملين حول التكلفة، بالنظر إلى أن هذا النوع من الأسلحة يتطلب مبالغ ضخمة سواء على مستوى الاستخدام أو الصيانة”.

تسابق أوروبي لتزويد المغرب بغواصات بحرية.. ألمانيا وفرنسا في الواجهة
أكد تقرير صادر عن موقع "ميليتاري أفريكا"، المتخصص في الشؤون العسكرية في القارة السمراء، أن سعي القوات المسلحة المغربية إلى اقتناء غواصتين عسكريتين أشعل