بدأت عمليات الغطس التجريبي لجهازي الغطس العميق "مير-1" و "مير-2 " في اعماق بحيرة بايكال ضمن البرنامج الذي اعده العلماء الروس والمقرر تنفيذه في عامي 2008-2009 . علما ان عمليات الغوص الاساسية ستبدأ في 29 يوليو/تموز.
ان سبر قاع بحيرة بايكال بواسطة اجهزة غطس عميق مأهولة هو جزء من برنامج حكومي متكامل يحمل اسم "الماء الصافي" يجري العمل في صياغته في الوقت الراهن ، وهو يستهدف دراسة تأثير النشاطات الصناعية على المنظومة الايقولوجية للبحيرة ، واعداد وسائل جديدة لحماية هذه البحيرة الفريدة من التأثيرات السلبية لمثل هذه النشاطات. وخلال السنوات الثلاثين الاخيرة كان مصدر التلوث الاساسي الذي تعاني منه البحيرة يأتي من مجمع سيلينغينسك لصناعة الورق والسيللوز .
وستبدأ بعثة العلماء عملها في نهاية شهر يوليو/تموز 2008 حيث من المقرر ان تقوم بالغطس الى اعمق نقطة في قاع بحيرة بايكال، ويخطط للقيام بما مجموعه 160 عملية غطس الى اعماق البحيرة. وستعمل اجهزة الغطس لأول مرة في المياه العذبة وعلى هذا القدر من العمق.
وستقوم البعثة ايضاً بأجراء بحوث في مجال الجيولوجيا ، والاحياء الدقيقة ، والكيمياء الجيولوجية ، والفيزياء الهدروليكية. ويتعين على البعثة ان تدقق مدى عمق البحيرة وتدرس قاعها ، وان تبحث عن مصادر الطاقة هناك ، والحصول على معلومات عن البراكين تحت الماء، وعن تحركات التربة للتنبوء بحدوث الزلازل.
معلومات عن اجهزة الغطس"مير"
تعتبر بحيرة بايكال اعمق واكبر بحيرة في العالم تحتوي على المياه العذبة ، ويبلغ عمقها الاقصى زهاء 1637 متراً ، وهي تقع في سيبيريا ، وتبلغ مساحتها الاجمالية 31.5 الف كيلومتراً ‘ وكمية المياه فيها – 23 الف كيلومترَ مكعبً ، وهو ما يشكل حوالي خمس احتياطات العالم من المياه العذبة. ويصب في حوض البحيرة 336 نهراً ، ويأخذ مجراه منها نهر واحد هو انغارا.
ويتميز ماء البحيرة بشفافيته ونقاوته وبقلة المعادن فيه وبغناه بالاوكسجين . ويعيش في بايكال 50 نوعاً من الاسماك ، وتعتبر الطبيعة المحيطة بالبحيرة والكائنات الحية التي تعيش فيها فريدة وجذابة للغاية.
اما بالنسبة لجهازي الغطس من طراز"مير-1" و "مير-2" فيمكن الاشارة الى انهما قاما قبل ذلك بعمليات غطس الى قاع المحيط في منطقة القطب الشمالى ، كما انهما شاركا في دراسة مختلف مناطق المحيطات العالمية ، وجرت بواسطتهما اعمال في الغواصة الروسية الغارقة "كمسوموليتس". كما وتم عن طريقهما اجراء بحوث على جسم السفينة البريطانية الشهيرة "تيتانيك" التي غرقت في عام 1912 ، وبواسطتها جرى تصوير بعض اللقطات السينمائية التي استخدمت في الفيلم الروائي "تيتانيك