السفير المصري يؤكد أهمية تعميق التعاون الدفاعي والبنية التحتية والصناعي بين سيول والقاهرة
السفير المصري لدى كوريا خالد عبد الرحمن (السفارة المصرية في سيول)
أكد السفير المصري لدى كوريا الجنوبية خالد عبد الرحمن أن موقع مصر الاستراتيجي والصناعة الدفاعية المتنامية تجعلها شريكا رئيسيا لكوريا الجنوبية لتوسيع صادراتها العسكرية إلى الشرق الأوسط وأفريقيا.
وفي مقابلة مع صحيفة كوريا هيرالد بمناسبة الذكرى الثلاثين للعلاقات الدبلوماسية بين مصر وكوريا الجنوبية، أكد رحمن على الفوائد المتبادلة للتعاون الدفاعي الأعمق.
أقامت مصر وكوريا الجنوبية علاقات دبلوماسية في 13 أبريل/نيسان 1995، حيث افتتحت سفارتان في القاهرة وسول. وتنظر مصر إلى التنمية السريعة التي شهدتها كوريا الجنوبية بعد الحرب العالمية الثانية ــ والتي غذتها دعم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاستفادة من العمالة منخفضة التكلفة في التصدير ــ باعتبارها نموذجاً اقتصادياً لنموها الخاص، وهو ما يشار إليه غالباً باسم "المعجزة على نهر الهان".
وفي عام 2022، صنفت كوريا الجنوبية مصر كشريك أولوية للمساعدات الإنمائية الرسمية لتعزيز الصناعة في الدولة الأفريقية وتأمين عقود التصنيع الكبرى.
وتعمل مصر على توسيع قدراتها العسكرية بشكل سريع وتشديد سيطرتها على القطاعات الاستراتيجية.
وبحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، كانت البلاد بين عامي 2015 و2019 ثالث أكبر مستورد عالمي للأسلحة، حيث كانت تستورد الأسلحة من ألمانيا وروسيا وفرنسا والصين.
كما صنف كتاب السوق العالمي للدفاع 2022 مصر في المرتبة الثالثة من حيث واردات الأسلحة العالمية من عام 2017 إلى 2021، بحصة سوقية بلغت 5.7 في المائة.
وأضاف رحمن في إشارة إلى عقد أبرم عام 2022 مع شركة هانوا سيستمز الكورية الجنوبية: "إن قرار مصر بشراء مدافع الهاوتزر من طراز K9A1 ومركبات K11 يعكس المستوى العالي من الثقة التي نضعها في القدرات الدفاعية لكوريا الجنوبية".
صدّرت شركة هانوا سيستمز نظامين أساسيين ــ نظام التحكم في إطلاق النار لمركبة نيران القيادة المدرعة K11 ونظام التحكم في إطلاق النار لمدفع الهاوتزر ذاتي الحركة K9A1 ــ إلى مصر. وورد أن قيمة الصفقة بلغت 2 تريليون وون (1.39 مليار دولار أميركي).
وأضاف أن هذه الخطوة تظهر ثقة القاهرة في القدرات الدفاعية لكوريا الجنوبية، وتفتح آفاقا لتعاون عسكري أعمق.
وأضاف رحمن أنه "مع تزايد التحديات الأمنية في الشرق الأوسط وأفريقيا، يتزايد الطلب على أنظمة دفاعية فعالة من حيث التكلفة ومتقدمة تكنولوجيا".
وأكد أن الخبرات الكورية الجنوبية تلبي الاحتياجات العسكرية المتطورة لمصر.
وأضاف رحمن أنه تم توقيع مذكرتي تفاهم للتعاون في مجال الصناعات الدفاعية والدعم اللوجستي، إلى جانب اتفاقيات بشأن البحث والتطوير المشترك وتبادل الخبرات العسكرية.
وقال إنه على الرغم من أن مصر تعتزم توسيع التصنيع الدفاعي من خلال الإنتاج المحلي ونقل التكنولوجيا وتعزيز الاعتماد على الذات، فإن التجارة الثنائية بين مصر وكوريا بلغت حوالي 3 مليارات دولار في السنوات الأخيرة، مع كون البنية التحتية والطاقة المتجددة والإلكترونيات والتصنيع والسيارات قطاعات رئيسية.
وتدعم كوريا محطة الطاقة النووية في الضبعة بمصر، حيث تقوم شركة كوريا للطاقة المائية والنووية ببناء توربينات بالشراكة مع شركة بتروجت المصرية، بينما تقوم شركة بناء سفن كورية ببناء حوض لبناء السفن بالقرب من قناة السويس لتعزيز البنية التحتية البحرية.
في عام 2022، وقعت الشركة المصرية للطاقة المائية والنووية اتفاقية مع شركة أتوم ستروي إكسبورت التابعة لشركة روساتوم لبناء 82 منشأة، بما في ذلك مباني التوربينات وأنظمة معالجة المياه وتكييف الهواء، لأول محطة للطاقة النووية في مصر في الضبعة.
سيتضمن المشروع الذي تبلغ تكلفته 30 مليار دولار، والذي كلفته هيئة محطات الطاقة النووية في مصر، أربعة مفاعلات بقدرة إجمالية تبلغ 1200 ميجاوات، والتي تقوم ببنائها شركة ASE.
ومن المتوقع أن يكتمل البناء بحلول عام 2030، ومن المقرر أن يبدأ المفاعل الأول عملياته التجارية في عام 2028.
وقال إن "الاستثمارات التراكمية لكوريا الجنوبية في مصر تبلغ نحو 800 مليون دولار، وهو ما يعكس العلاقات الاقتصادية المتنامية".
استثمرت شركة سامسونج للإلكترونيات، عملاق التكنولوجيا الكوري الجنوبي، 700 مليون دولار في مصر لإنشاء منشأة تصنيع، مما يمثل أول مصنع إنتاج لها في الشرق الأوسط وأفريقيا.
ويقع المصنع الجديد في مجمع بني سويف الصناعي، ومن المتوقع أن يضع مصر كمركز إقليمي للتصدير، من خلال توريد المنتجات إلى 55 دولة في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا.
وأشار رحمن إلى أن 85% من شاشات التلفزيون التي ينتجها المصنع يتم تصديرها إلى أكثر من 55 دولة. ومنذ عام 2015، تصدرت سامسونج صادرات المنتجات الهندسية.
وقال رحمن لصحيفة كوريا هيرالد نقلا عن تقارير إعلامية مصرية إن من المتوقع أن يوفر المصنع 5 آلاف فرصة عمل في صعيد مصر.
يُشير مصطلح صعيد مصر إلى المنطقة الواقعة جنوب نهر النيل، والتي تتميز بمناخ صحراوي ذي تربة رملية حمراء اللون. وقد أطلق المصريون القدماء على المنطقة اسم ديشرت، أي الأرض الحمراء، نظرًا لقربها من الصحراء الكبرى.
السفير المصري في كوريا خالد عبد الرحمن يتفاعل مع صحيفة كوريا هيرالد قبل الذكرى الثلاثين للعلاقات الدبلوماسية بين مصر وكوريا في السفارة المصرية في سيول. (سانجاي كومار / كوريا هيرالد)
وبعيدًا عن هذه المشاريع الجارية، يرى رحمن إمكانات هائلة غير مستغلة في مصر باعتبارها بوابة تجارية استراتيجية لأفريقيا والشرق الأوسط.
ويقترح الخبراء أن تكون مصر بمثابة بوابة لأسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تستفيد الشركات الكورية من اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية، أو AfCFTA. وتغطي الاتفاقية أكبر منطقة تجارة حرة في العالم، وتضم 54 من أصل 55 دولة عضوًا في الاتحاد الأفريقي، وتمثل 1.3 مليار شخص وناتج محلي إجمالي يبلغ 3.4 تريليون دولار.
وقال "إننا نشجع المزيد من المشاركة، لا سيما في مجال التكنولوجيا والخدمات اللوجستية والأتمتة الصناعية"، مضيفًا أن رؤية مصر 2030، وهي خطة تنمية وطنية طموحة، تتوافق مع خبرة كوريا الجنوبية في البنية التحتية الذكية والحوكمة الرقمية والابتكار الصناعي.
وأشار السفير أيضًا إلى أن التعاون مع كوريا الجنوبية في مجالات الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والتدريب المهني أمر بالغ الأهمية للقوى العاملة المستقبلية في مصر.
"إن التقدم التكنولوجي والصناعي السريع في كوريا الجنوبية يعد نموذجًا ممتازًا للتحول الاقتصادي في مصر، كما أن الخبرة الكورية تضع مصر كمركز إقليمي للابتكار والصناعات المتقدمة.
www.koreaherald.com

أكد السفير المصري لدى كوريا الجنوبية خالد عبد الرحمن أن موقع مصر الاستراتيجي والصناعة الدفاعية المتنامية تجعلها شريكا رئيسيا لكوريا الجنوبية لتوسيع صادراتها العسكرية إلى الشرق الأوسط وأفريقيا.
وفي مقابلة مع صحيفة كوريا هيرالد بمناسبة الذكرى الثلاثين للعلاقات الدبلوماسية بين مصر وكوريا الجنوبية، أكد رحمن على الفوائد المتبادلة للتعاون الدفاعي الأعمق.
أقامت مصر وكوريا الجنوبية علاقات دبلوماسية في 13 أبريل/نيسان 1995، حيث افتتحت سفارتان في القاهرة وسول. وتنظر مصر إلى التنمية السريعة التي شهدتها كوريا الجنوبية بعد الحرب العالمية الثانية ــ والتي غذتها دعم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاستفادة من العمالة منخفضة التكلفة في التصدير ــ باعتبارها نموذجاً اقتصادياً لنموها الخاص، وهو ما يشار إليه غالباً باسم "المعجزة على نهر الهان".
وفي عام 2022، صنفت كوريا الجنوبية مصر كشريك أولوية للمساعدات الإنمائية الرسمية لتعزيز الصناعة في الدولة الأفريقية وتأمين عقود التصنيع الكبرى.
وتعمل مصر على توسيع قدراتها العسكرية بشكل سريع وتشديد سيطرتها على القطاعات الاستراتيجية.
وبحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، كانت البلاد بين عامي 2015 و2019 ثالث أكبر مستورد عالمي للأسلحة، حيث كانت تستورد الأسلحة من ألمانيا وروسيا وفرنسا والصين.
كما صنف كتاب السوق العالمي للدفاع 2022 مصر في المرتبة الثالثة من حيث واردات الأسلحة العالمية من عام 2017 إلى 2021، بحصة سوقية بلغت 5.7 في المائة.
وأضاف رحمن في إشارة إلى عقد أبرم عام 2022 مع شركة هانوا سيستمز الكورية الجنوبية: "إن قرار مصر بشراء مدافع الهاوتزر من طراز K9A1 ومركبات K11 يعكس المستوى العالي من الثقة التي نضعها في القدرات الدفاعية لكوريا الجنوبية".
صدّرت شركة هانوا سيستمز نظامين أساسيين ــ نظام التحكم في إطلاق النار لمركبة نيران القيادة المدرعة K11 ونظام التحكم في إطلاق النار لمدفع الهاوتزر ذاتي الحركة K9A1 ــ إلى مصر. وورد أن قيمة الصفقة بلغت 2 تريليون وون (1.39 مليار دولار أميركي).
وأضاف أن هذه الخطوة تظهر ثقة القاهرة في القدرات الدفاعية لكوريا الجنوبية، وتفتح آفاقا لتعاون عسكري أعمق.
وأضاف رحمن أنه "مع تزايد التحديات الأمنية في الشرق الأوسط وأفريقيا، يتزايد الطلب على أنظمة دفاعية فعالة من حيث التكلفة ومتقدمة تكنولوجيا".
وأكد أن الخبرات الكورية الجنوبية تلبي الاحتياجات العسكرية المتطورة لمصر.
وأضاف رحمن أنه تم توقيع مذكرتي تفاهم للتعاون في مجال الصناعات الدفاعية والدعم اللوجستي، إلى جانب اتفاقيات بشأن البحث والتطوير المشترك وتبادل الخبرات العسكرية.
وقال إنه على الرغم من أن مصر تعتزم توسيع التصنيع الدفاعي من خلال الإنتاج المحلي ونقل التكنولوجيا وتعزيز الاعتماد على الذات، فإن التجارة الثنائية بين مصر وكوريا بلغت حوالي 3 مليارات دولار في السنوات الأخيرة، مع كون البنية التحتية والطاقة المتجددة والإلكترونيات والتصنيع والسيارات قطاعات رئيسية.
وتدعم كوريا محطة الطاقة النووية في الضبعة بمصر، حيث تقوم شركة كوريا للطاقة المائية والنووية ببناء توربينات بالشراكة مع شركة بتروجت المصرية، بينما تقوم شركة بناء سفن كورية ببناء حوض لبناء السفن بالقرب من قناة السويس لتعزيز البنية التحتية البحرية.
في عام 2022، وقعت الشركة المصرية للطاقة المائية والنووية اتفاقية مع شركة أتوم ستروي إكسبورت التابعة لشركة روساتوم لبناء 82 منشأة، بما في ذلك مباني التوربينات وأنظمة معالجة المياه وتكييف الهواء، لأول محطة للطاقة النووية في مصر في الضبعة.
سيتضمن المشروع الذي تبلغ تكلفته 30 مليار دولار، والذي كلفته هيئة محطات الطاقة النووية في مصر، أربعة مفاعلات بقدرة إجمالية تبلغ 1200 ميجاوات، والتي تقوم ببنائها شركة ASE.
ومن المتوقع أن يكتمل البناء بحلول عام 2030، ومن المقرر أن يبدأ المفاعل الأول عملياته التجارية في عام 2028.
وقال إن "الاستثمارات التراكمية لكوريا الجنوبية في مصر تبلغ نحو 800 مليون دولار، وهو ما يعكس العلاقات الاقتصادية المتنامية".
استثمرت شركة سامسونج للإلكترونيات، عملاق التكنولوجيا الكوري الجنوبي، 700 مليون دولار في مصر لإنشاء منشأة تصنيع، مما يمثل أول مصنع إنتاج لها في الشرق الأوسط وأفريقيا.
ويقع المصنع الجديد في مجمع بني سويف الصناعي، ومن المتوقع أن يضع مصر كمركز إقليمي للتصدير، من خلال توريد المنتجات إلى 55 دولة في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا.
وأشار رحمن إلى أن 85% من شاشات التلفزيون التي ينتجها المصنع يتم تصديرها إلى أكثر من 55 دولة. ومنذ عام 2015، تصدرت سامسونج صادرات المنتجات الهندسية.
وقال رحمن لصحيفة كوريا هيرالد نقلا عن تقارير إعلامية مصرية إن من المتوقع أن يوفر المصنع 5 آلاف فرصة عمل في صعيد مصر.
يُشير مصطلح صعيد مصر إلى المنطقة الواقعة جنوب نهر النيل، والتي تتميز بمناخ صحراوي ذي تربة رملية حمراء اللون. وقد أطلق المصريون القدماء على المنطقة اسم ديشرت، أي الأرض الحمراء، نظرًا لقربها من الصحراء الكبرى.

وبعيدًا عن هذه المشاريع الجارية، يرى رحمن إمكانات هائلة غير مستغلة في مصر باعتبارها بوابة تجارية استراتيجية لأفريقيا والشرق الأوسط.
ويقترح الخبراء أن تكون مصر بمثابة بوابة لأسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تستفيد الشركات الكورية من اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية، أو AfCFTA. وتغطي الاتفاقية أكبر منطقة تجارة حرة في العالم، وتضم 54 من أصل 55 دولة عضوًا في الاتحاد الأفريقي، وتمثل 1.3 مليار شخص وناتج محلي إجمالي يبلغ 3.4 تريليون دولار.
وقال "إننا نشجع المزيد من المشاركة، لا سيما في مجال التكنولوجيا والخدمات اللوجستية والأتمتة الصناعية"، مضيفًا أن رؤية مصر 2030، وهي خطة تنمية وطنية طموحة، تتوافق مع خبرة كوريا الجنوبية في البنية التحتية الذكية والحوكمة الرقمية والابتكار الصناعي.
وأشار السفير أيضًا إلى أن التعاون مع كوريا الجنوبية في مجالات الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والتدريب المهني أمر بالغ الأهمية للقوى العاملة المستقبلية في مصر.
"إن التقدم التكنولوجي والصناعي السريع في كوريا الجنوبية يعد نموذجًا ممتازًا للتحول الاقتصادي في مصر، كما أن الخبرة الكورية تضع مصر كمركز إقليمي للابتكار والصناعات المتقدمة.

'Egypt gateway for Korean defense exports, trade to Middle East, Africa'
Egyptian ambassador stresses deeper mutual benefits of defense, infrastructure and industrial cooperation between Seoul, Cairo Egypt’s strategic location and growing defense industry position it as a key partner for South Korea to expand its military exports into the Middle East and Africa...