في عام 1987 خدعت المخابرات السعودية الموساد ووكالة المخابرات المركزية CIA الأمريكية بخدعة ذكية، واشترت من الصين صواريخ عرفت باسم “رياح الشرق” وأدخلتها دون علمهم.
وتلقت السعودية تقارير خطيرة حول تحركات إسرائيلية تستهدف صواريخها الصينية المنصوبة جنوب الرياض.
قررت إسرائيل ضرب هذه الصواريخ المنصوبة جنوب الرياض، فأمر الملك فهد بضرب إسرائيل بشكل مباشر إن حاولت الضرب داخل السعودية، فتراجعت إسرائيل عن قرارها فوراً.
وقال نائب وزير الدفاع السعودي سابقا، الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز: “قررنا أنه إذا ضربت إسرائيل أي مكان في المملكة العربية السعودية نرد عليها في الحال.”
وأضاف: “انتشرت طائراتنا في الأماكن المعدة لذلك وتحولت أجواء المملكة العربية السعودية إلى أجواء حرب. بعد ذلك علمنا أن إسرائيل بدلت خطتها وتراجعت عن قرار الهجوم.”
سلسلة دونغ فينغ (تعني “رياح الشرق”)، والتي يشار إليها عادةً بـ “صواريخ DF”، هي عائلة من الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، وصواريخ باليستية عابرة للقارات، والتي تشغلها قوة الصواريخ في جيش التحرير الشعبي الصيني (والتي كانت تعرف سابقاً باسم الفيلق الثاني للمدفعية).
حصلت السعودية على النسخة DF-3 (CSS-2)، وهو صاروخ باليستي متوسط المدى الأول الذي صنعته الصين محليًا.
تم تصميم صاروخ DF-3 الذي يصل مداه إلى 2,500 كم بحمولة تزن 2,000 كجم لحمل رأس حربي نووي (لاحقاً تم تطويره ليكون رأس حربي حراري نووي). تم تطوير نسخة محسنّة من DF-3 باسم DF-3A بمدى يصل إلى 3,000 كم (~4,000 كم بحمولة مخفّضة) في عام 1981، وتم تصديره إلى المملكة العربية السعودية مزوداً برأس حربي تقليدي عالي الانفجار.
بعد أكثر من عقد من الزمان، أصبح اهتمام الرياض بالحصول على ردع صاروخي استراتيجي أكثر فعالية أكبر، مما دفعها للعودة إلى الصين مرة أخرى. هذه المرة، كانت السعودية تسعى للحصول على صواريخ DF-21 الأكثر دقة، التي تتمتع بهامش خطأ دائري لا يتجاوز 30 متراً فقط. (بل إن الصين طورت النسخة DF-21D المخصصة لاستهداف السفن الكبيرة في البحر مثل حاملات الطائرات). علاوة على ذلك، فإن استخدام صواريخ DF-21 التي تعمل بالوقود الصلب يعني أنها يمكن أن تُطلق في وقت قصير للغاية.
ورغم أن صاروخ DF-21 يمتلك مدى أقصر يبلغ 1,100 ميل، إلا أن وزنه البالغ 30 طناً يجعله مناسباً تماماً لاستهداف الأهداف في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، كما أن سرعته التي تفوق سرعة الصوت بعشر مرات تجعل من الصعب اعتراضه أثناء توجهه نحو هدفه. وفقاً للتقارير، تم تصوير مواقع إطلاق سعودية موجهة نحو إيران وإسرائيل.
في عام 2014، كشفت مجلة “نيوزويك” أن وكالة الاستخبارات المركزية CIA قد ساعدت بالفعل في التوسط في بيع صواريخ DF-21 إلى الرياض، بشرط التأكد من أن الصواريخ لا تحتوي على رؤوس حربية نووية. بعد سلسلة من الاجتماعات السرية بين CIA والمسؤولين السعوديين في واشنطن، تم إرسال عميلين من الوكالة في عام 2007 لفحص الصواريخ في صناديق الشحن الخاصة بها قبل نقلها إلى السعودية.
صاروخ DF-21 الباليستي النووي الصيني
هناك أيضاً شائعات بأن الرياض قد حصلت على كمية صغيرة من الأسلحة النووية من باكستان، أو أنها رتبت لنقل بعضها في حالة حدوث صراع. حتى وإن كانت تلك الشائعات غير مؤكدة، فإن مجرد وجودها يعزز الردع السعودي، بغض النظر عن صحتها.
لقد أخذت طهران التهديد السعودي على محمل الجد، حيث أفاد جنرال إيراني في سبتمبر 2018 بأن إيران قد اختبرت في وقت سابق نظام صواريخ أرض-جو Bavar-373 لاعتراض الصواريخ الباليستية. ومن المحتمل أن يستهدف هذا الاختبار قدرات الصواريخ السعودية أو الإسرائيلية، حيث أن التهديد الرئيسي لإيران من الولايات المتحدة يتمثل في الغارات الجوية والصواريخ بعيدة المدى. يبدو أن Bavar-373 هو نسخة محلية محسنة من نظام الدفاع الصاروخي الروسي S-300PMU-2.
في النهاية، من الواضح أن واشنطن لا تملك اعتراضات كبيرة على امتلاك السعودية لصواريخ باليستية وقدرات نووية محتملة. يبدو أن كل من إيران والسعودية تعتقدان أن امتلاك مثل هذه الأسلحة سيشكل رادعاً للطرف الآخر عن القيام بأعمال عدائية — حتى وإن كانت رؤوسهم الحربية تقليدية فقط.