يرى بعض المراقبين أن توصيف الرئيس السوري احمد الشرع للعلاقات السورية - السعودية بأنها علاقات
شراكة حقيقية بأنه امر مثير للاهتمام.
قال أحمد الشرع بعد زيارته للسعودية ولقائه محمد بن سلمان ولي العهد السعودي:
"ناقشنا خططا مستقبلية موسعة، في مجالات الطاقة، والتعليم والصحة، لنصل معا إلى
شراكة حقيقية، تهدف إلى حفظ السلام والاستقرار في المنطقة كلها، وتحسين الواقعِ الاقتصادي للشعب السوري".
مصدر
جاء هذا التصريح بعد الزيارة التاريخية و الأولى من رئيس سوريا الجديد أحمد الشرع للسعودية بتاريخ 2/2/2025.
و لكن في تصريح وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بتاريخ 30/12/2024 -أي قبل زيارته للسعودية و التي تمت بتاريخ 1/1/2025-
قال الشيباني:
"تلقيت دعوة رسمية من معالي وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية السيد فيصل بن فرحان آل سعود لزيارة المملكة، أقبل هذه الدعوة بكل حب وسرور وأتشرف بتمثيل بلدي بأول زيارة رسمية، ونتطلع لبناء
علاقات استراتيجية مع الأشقاء في المملكة على كافة المجالات."
مصدر
أما في زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل العنزي لسوريا بتاريخ 24/1/2025 و التي التقى فيها وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ثم قائد الإدارة السورية الجديدة -حينها- أحمد الشرع فلم يأت وزير الخارجية السوري في تصريحاته بعد هذا اللقاء على ذكر مستوى الشراكة التي يطمحون إليها مع السعودية و اكتفى في تصريحاته عن أمله برفع العقوبات عن سوريا:
"من جانبه، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إن الشعب السوري يدعو إلى رفع العقوبات التي عرقلت تطوره وتنمية اقتصاده.
وأكد الشيباني الحاجة إلى "تعاون ودعم الأشقاء العرب في مسيرتنا المقبلة"، مشددا على أن سوريا جزء من جامعة الدول العربية، "وننتظر عقد أول اجتماع للجامعة للمشاركة فيه".
وأضاف أن دمشق تطمح إلى أن نكون جزءا من مشروع عربي مشترك يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأشاد وزير الخارجية السوري بموقف السعودية، وقدّم الشكر لها على استخدامها علاقاتها لرفع العقوبات."
مصدر
أما الشرع فلم يصرح بشيء بعد لقائه بالعنزي.
مصدر
و على صعيد مختلف فإن الشرع صرح أن مستوى العلاقات التي يطمحون إليها مع قطر هي
استراتيجية.
حيث صرح الشرع بتاريخ 30/1/2025 و بعد الزيارة التاريخية لأمير قطر تميم آل ثاني لسوريا:
"نتطلع اليوم لبناء
شراكة استراتيجية تعود بالنفع على الشعبين السوري والقطري".
مصدر
تبدو التصريحات السورية متسقة بخصوص قطر و تركز على أنها علاقات
استراتيجية، فقد سبق هذا التصريح تصريح الشرع -قبل أن يصيح رئيسا- بتاريخ 23/12/2024 بعد لقائه وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي بالعاصمة السورية دمشق:
"وأضاف الشرع أن العلاقات بين الدوحة ودمشق ستعود أفضل مما كانت في السابق، وأنهم سيبدؤون
تعاونا إستراتيجيا واسعا مع قطر خلال الفترة المقبلة يسعون من خلاله إلى الاستفادة من الخبرات القطرية في جميع المجالات."
مصدر
و في تصريح مماثل أكد الشرع -قبل تنصيبه رئيسا- بتاريخ 16/1/2025 في المؤتمر المشترك الذي جمعه برئيس مجلس الوزراء و وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أكد الشرع أنه تطرق
للشراكات الاستراتيجية الاقتصادية بين دمشق و الدوحة.
مصدر
كما أن الشرع كان قد صرح أن العلاقات بين تركيا و سوريا
استراتيجية، جاء ذلك بعد لقائه بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان بتاريخ 22/12/2024 حيث قال الشرع:
"إنه بحث مع فيدان موضوع تقوية الحكومة الجديدة وبالأخص وزارة الدفاع، وقال إن تركيا وقفت مع الثورة منذ بدايتها، وأبدت استعدادها لمساعدة سوريا، وأضاف أن دمشق ستبني
علاقات إستراتيجية مع أنقرة تليق بمستقبل المنطقة."
في حين تبدو الدبلوماسية السورية واضحة وثابتة على وصف العلاقات السورية-القطرية و السورية-التركية أنها
علاقات استراتيحية يرى بعض المراقبين أنها ليست بنفس الثبات في توصيفها للعلاقات السورية-السعودية.
لأن الوزير الشيباني صرح
قبل ذهابه للسعودية بأن بلاده تطمح لعلاقات
استراتيجية مع السعودية و لكن هذا التوصيف لم يظهر مجددا في اي تصريحات دبلوماسية
لاحقة، بل على العكس جاء توصيف الرئيس السوري في تصريحاته الأخيرة بعد لقائه ولي العهد السعودي أنها
شراكة حقيقية، في تجنب واضح لوصفها
بالاستراتيجية كما يراها بعض المراقبين و المحللين.
قد يشي هذا التغير بالتوصيف للعلاقات السورية-السعودية أن هنالك ملفات لا تزال عالقة بين الطرفين مما عوّق رفع مستوى الشراكة للمستوى
الاستراتيجي.