الشيخ سليمان الجوسقي،الضرير الذي لطم .. نابليون! / إحسان الفقيه

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
24,129
التفاعل
20,020 140 0
الشيخ سليمان الجوسقي

الشيخ الضرير الذي لطم .. نابليون!



إحسان الفقيه


الشيخ سليمان الجوسقي، ذلك العالم الأزهري الذي سطر صفحات خالدة في تاريخ الأمة الاسلامية ، برغم فقدانه للبصر، تجسّد فيه معنى البصيرة النافذة والإرادة الصلبة. وُلد ونُسب إلى قريته "الجوسق" بمصر ، لكنه أصبح أكثر من مجرد رجل ينتمي إلى مكان؛ لقد صار رمزًا لمصر بأسرها في مقاومتها للاحتلال الفرنسي. مع اندلاع الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، أطلق الجوسقي حركة مقاومة غير تقليدية، مظهِرًا عبقريته في استثمار ما لم يكن يُحسب له حساب: المكفوفين. نجح هذا الشيخ الكفيف في تحويل فاقدي البصر إلى قوةٍ ضاربة تعمل تحت راية الثورة، فابتكروا أساليب وحيلًا لاغتيال الجنود الفرنسيين، وأصبحوا أداة فعالة في زعزعة استقرار الاحتلال. لم يقتصر دور الجوسقي على التخطيط والتنظيم، بل كان أيضًا خطيبًا مفوهًا، يلهم الناس بثباته وشجاعته، حتى خلال اللحظات العصيبة حين قصف الفرنسيون القاهرة بالمدافع، كان صوته يرتفع عاليًا في أوساط الثوار، داعيًا للصمود حتى آخر نفس. عندما اكتشف نابليون بونابرت أن هذا الرجل الكفيف هو العقل المدبر للعمليات التي أربكت قواته، أمر باعتقاله. وما أن مثل الجوسقي أمام نابليون حتى بدأ فصل جديد من البطولة. أذهلت نابليون قدرات الشيخ، فحاول استمالته بالمغريات، عارضًا عليه السلطة والجاه، ووصل به الأمر إلى تقديم عرض بأن يكون سلطانًا على مصر، زاعمًا أنه وجد فيه الرجل الأكثر كفاءة وقدرة في البلاد. لكن الجوسقي، بشموخه وإباء نفسه، لم ينخدع، بل أبدى قبولًا ظاهريًا للعرض. وفي لحظة خُيّل لنابليون أنه كسب هذا العقل الجبار، مد يده لمصافحته، ليفاجأ بصفعة مدوية على وجهه من يد الجوسقي اليسرى، صفعةً لم تكن مجرد إهانة لنابوليون و فرنسا ، بل كانت إعلانًا واضحًا أن الكرامة أغلى من أي عرض، وأن المقاومة لا تخضع لمساومات. استشاط نابليون غضبًا، وأمر بإعدامه. وهكذا، قُتل الجوسقي في عام 1798، وألقيت جثته في نهر النيل، لكن ذكرى هذا الرجل لم تغرق معه، بل بقيت حية في صفحات التاريخ، شاهدة على أن القوة الحقيقية لا تنبع من الجسد، بل من الروح والعقل.



المصادر:

1. تاريخ الجبرتي - عبد الرحمن الجبرتي

2. وصف مصر ـ المجموعة العلمية التي أعدها علماء الحملة الفرنسية

3. تاريخ المقاومة الشعبية في مصر - عبد الرحمن الرافعي
4. الأزهر والحملة الفرنسية - تأليف محمد عبد الله عنان
 
التعديل الأخير:
الشيخ سليمان الجوسقي

الشيخ الضرير الذي لطم .. نابليون!



إحسان الفقيه


الشيخ سليمان الجوسقي، ذلك العالم الأزهري الذي سطر صفحات خالدة في تاريخ الأمة الاسلامية ، برغم فقدانه للبصر، تجسّد فيه معنى البصيرة النافذة والإرادة الصلبة. وُلد ونُسب إلى قريته "الجوسق" بمصر ، لكنه أصبح أكثر من مجرد رجل ينتمي إلى مكان؛ لقد صار رمزًا لمصر بأسرها في مقاومتها للاحتلال الفرنسي. مع اندلاع الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، أطلق الجوسقي حركة مقاومة غير تقليدية، مظهِرًا عبقريته في استثمار ما لم يكن يُحسب له حساب: المكفوفين. نجح هذا الشيخ الكفيف في تحويل فاقدي البصر إلى قوةٍ ضاربة تعمل تحت راية الثورة، فابتكروا أساليب وحيلًا لاغتيال الجنود الفرنسيين، وأصبحوا أداة فعالة في زعزعة استقرار الاحتلال. لم يقتصر دور الجوسقي على التخطيط والتنظيم، بل كان أيضًا خطيبًا مفوهًا، يلهم الناس بثباته وشجاعته، حتى خلال اللحظات العصيبة حين قصف الفرنسيون القاهرة بالمدافع، كان صوته يرتفع عاليًا في أوساط الثوار، داعيًا للصمود حتى آخر نفس. عندما اكتشف نابليون بونابرت أن هذا الرجل الكفيف هو العقل المدبر للعمليات التي أربكت قواته، أمر باعتقاله. وما أن مثل الجوسقي أمام نابليون حتى بدأ فصل جديد من البطولة. أذهلت نابليون قدرات الشيخ، فحاول استمالته بالمغريات، عارضًا عليه السلطة والجاه، ووصل به الأمر إلى تقديم عرض بأن يكون سلطانًا على مصر، زاعمًا أنه وجد فيه الرجل الأكثر كفاءة وقدرة في البلاد. لكن الجوسقي، بشموخه وإباء نفسه، لم ينخدع، بل أبدى قبولًا ظاهريًا للعرض. وفي لحظة خُيّل لنابليون أنه كسب هذا العقل الجبار، مد يده لمصافحته، ليفاجأ بصفعة مدوية على وجهه من يد الجوسقي اليسرى، صفعةً لم تكن مجرد إهانة لنابوليون و فرنسا ، بل كانت إعلانًا واضحًا أن الكرامة أغلى من أي عرض، وأن المقاومة لا تخضع لمساومات. استشاط نابليون غضبًا، وأمر بإعدامه. وهكذا، قُتل الجوسقي في عام 1798، وألقيت جثته في نهر النيل، لكن ذكرى هذا الرجل لم تغرق معه، بل بقيت حية في صفحات التاريخ، شاهدة على أن القوة الحقيقية لا تنبع من الجسد، بل من الروح والعقل.



المصادر:

1. تاريخ الجبرتي - عبد الرحمن الجبرتي

2. وصف مصر ـ المجموعة العلمية التي أعدها علماء الحملة الفرنسية

3. تاريخ المقاومة الشعبية في مصر - عبد الرحمن الرافعي
4. الأزهر والحملة الفرنسية - تأليف محمد عبد الله عنان
نابليون قاسي من ايام تمرد طولون واتباع الملكية ، وليس له حدود حيث احب فتاة بولندية عمرها لا يتجاوز 18 اسمها ماري فالفسكا واخذها من زوجها

وقد انتقم الله منه وخانته زوجته جوزفين مع ضباط الجيش الفرنسي وعلم بذلك
 
عودة
أعلى