قبائل اليهود في المدينة المنورة
بعد أن هاجر رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- من مكَّة إلى المدينة المنوَّرة
سنة 14 من البعثة الموافق ذلك سنة 622 ميلادية
و كان قد من سكن في المدينة الأوس والخزرج وهم الأنصار
وثلاثة قبائل يهودية وهم:
بنو قينقاع
بنو قريظة
بنو النضير
كان عدد يهود المدينة الكلي نحو 2200 نسمة تقريبا
يهود بني قُينقاع
تنسب قبيلة بني قينقاع إلى النبيِّ يوسف -عليه السلام
وكانوا يسكنون وسط المدينة وداخلها، وعاشوا في أحد الأحياء منعزلين عن غيرهم
عُرِف بنو قينقاع بأنهم أغنى طوائف اليهود في المدينة، ولم يكن لهم أراضٍ خاصةً بهم
وهذا السبب لأنهم لم يمارسوا الزِّراعة كباقي يهود المدينة
وقد اشتغلوا بالصِّياغة والتِّجارة، لذا كانوا معروفين بأموالهم الطائلة
وكان عدد رجال بني قريضة البالغين في العهد النبوي 700 رجلٍ
يهود بني قريظة
تنتسب قبيلة بني قريظة إلى هارون -عليه السلام
وقد نسبت إلى جبل يقال له قريظة، وقد عرفت قبيلتهم باسم الكهَّانين
وقد سكنوا أطراف المدينة من جهة الشرق
وتعدُّ قبيلة بني قريظة من أكبر القبائل في المدينة، حيث بلغ عدد رجالها في العهد النبوي حوالي800 رجلا
يهود بني النّضير
تنتسب قبيلة بني النضير إلى هارون أخ موسى -عليهما السلام
وقد عرفت قبيلتهم باسم الكاهنين، وإنَّ قبيلة بني النضير وبني قريضة كانتا الأكبر في المدينة
ويرون أنَّ لهم الشَّرف والسِّيادة على باقي اليهود في الحجاز
وبنو النَّضير كانوا يرون أنَّهم أشرف وأجلّ من يهود بني قريظة أيضاً
وقد سكن بنو النضير أطراف المدينة، وكان عدد رجالهم نحو 700 رجلا
بني النضير وبني قريظة وبني قينقاع، لكل منهم طبيعة خاصة تختلف عن القبيلة الأخرى
موقف النّبي صلى الله عليه وسلم من يهود المدينة
بعد الهجرة النبوية بيَّن النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- موقفه من يهود المدينة بوضوحٍ
من خلال الوثيقة التي أبرمها معهم وسمِّيت بوثيقة المدينة
لقد تم إبرام وثيقة مع اليهود عرفت بوثيقة المدينة
لتنظم حياتهم مع المسلمين و أبرز ما جاء في الوثيقة هو أن لليهود دينهم وللمسلمين دينهم.
وهذه أبرز ما تضمنته:
من الناحية الدّينية
جاء في الوثيقة التي كتبها رسول الله -صلى الله عليه وسلم
وهي وثيقة المدينة أن لليهود دينهم وللمسلمين دينهم.
من الناحية الاجتماعية
أنَّ من تبع المسلمين من اليهود له النُّصرة والأسوة
ولا يظلمون أبداً، وأن بين المسلمين واليهود النُّصح والنَّصيحة والبرَّ دون الإثم، وأنَّ النَّصر للمظلوم
وأن الجار كالنفس غير مضارٍّ ولا آثم.
من الناحية الاقتصادية
اتَّفق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع اليهود في الوثيقة
أن ينفق اليهود مع المسلمين ما داموا محاربين وأن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم
من الناحية العسكرية
ذكر في الوثيقة أن لا تُجار قريش ولا من نصرها
وأن بين اليهود والمسلمين النَّصر على من يهاجم يثرب
وأن من خرج آمن ومن قعد في المدينة آمن
إلَّا من أثم وظلم