متابعة مستمرة مستقبل سوريا بعد التحرير

كتب د.بكر غبيس مدير منظمة سورية في الولايات المتحدة:

شكراً للسناتورة الديمقراطية المرموقة جين شاهين ⁦ @SFRCdems ⁩ ⁦ @SenatorShaheen ⁩ و السناتور الجمهوري ماركوين مولين ⁦ @SenMullin ⁩ و هما ممن زار دمشق مؤخراً لتقديمهم ملحقات بحزمة قانون الميزانية السنوية للدفاع الأمريكية لعام ٢٠٢٦ لإلغاء قانون محاسبة سوريا و استعادة سيادة لبنان الصادر في ٢٠٠٣ و قانون المحاسبة على حقوق الإنسان في سوريا عام ٢٠١٢

‏هذه الملحقات تحتاج التصويت بطبيعة الحال لكن غالباً ما سيتم اقرارها. هذان القانونان مع مباركة الغائها إلا أنهما لا يعتبران ذا أهمية كبيرة خاصة بالمقارنة بقانون قيصر، و قد يحاول بعض أعضاء الكونغرس ان يصور أنهما ذوي أهمية كبيرة للتغطية على محاولات الإبقاء على قانون قيصر و هذا ما أوضحناه و لذا لا ينبغي الانشغال كثيراً بموضوع الغاء هذين القانونين كي لا يشوش على الهدف الأكبر و هو الغاء قانون قيصر

 

إسرائيل تبلغ سوريا تمسكها بقمم جبل الشيخ ودمشق ترفض احتلالها

تل أبيب تزعم أنها موقع استراتيجي «لا يمكن التنازل عنه» يساعد في الكشف عن «عمليات عدائية» من الجانب الآخر

======================================

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن أن إسرائيل أبلغت سوريا، خلال المحادثات الرسمية الجارية بينهما، تمسكها بالسيطرة على قمم جبل الشيخ السوري، الواقعة على مثلث الحدود مع لبنان، بوصفها «موقعاً استراتيجياً لا يمكن التنازل عنه»؛ لما توفره من قدرة على مراقبة الجولان وخطوط الإمداد نحو لبنان.
وقد رفضت سوريا هذا المطلب وعدّت الوجود الإسرائيلي في الأرض السورية «احتلالاً يجب أن ينتهي».


ونقلت هذه المصادر عن مسؤول كبير، تحدث إلى «القناة12» بالتلفزيون الإسرائيلي، أن الجيش الإسرائيلي، الذي احتل هذه القمم في مطلع السنة، يعدّها «كنزاً استراتيجياً؛ فمن خلالها يكشف عن تحركات الجهات المعادية التي تخطط لتنفيذ هجمات على إسرائيل شبيهة بهجوم (حماس) في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، على بلدات غلاف غزة».

وأكد أن قواته «صادرت أطناناً من الأسلحة خلال الأشهر الـ8 الماضية، بالاعتماد على إطلالات جبل الشيخ. وفي الأسبوع الماضي، نفذت قواته عملية داخل العمق السوري، على مسافة وصلت حتى 38 كيلومتراً من المنطقة الحدودية، تقع قرب العاصمة دمشق، استولت خلالها على كميات هائلة من الأسلحة».

وقال ضباط بالجيش الإسرائيلي، في تصريحات أوردتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» ضمن تقرير، الأحد، إن السيطرة على قمة جبل الشيخ السوري أتاحت لهم مجال رؤية مباشرة نحو مواقع عسكرية حساسة داخل الأراضي السورية. وذكر أحد الضباط أنه فوجئ حين تمكن من «الرؤية بوضوح مقر قيادة الفرقة العسكرية المسؤولة عن منطقة الجولان (المحتل) في (محاني يتسحاك - قاعدة نفح)»، مشيراً إلى أن هذا الموقع كان هدفاً للقوات السورية في حرب أكتوبر عام 1973.



من العمليات الجوية وإحباط تهديدات الأسلحة الاستراتيجية في جبل الشيخ (موقع الجيش الإسرائيلي)
من العمليات الجوية وإحباط تهديدات الأسلحة الاستراتيجية في جبل الشيخ (موقع الجيش الإسرائيلي)


ومع أنه في عهد الصواريخ والأقمار الاصطناعية والطائرات المسيّرة، لم تعد هناك قيمة مضافة للمرتفعات الجبلية، فإن الجيش الإسرائيلي يدعي أن القمم السورية التي يسيطر عليها تمنحه القدرة على مراقبة «طرق التهريب» الممتدة نحو جنوب لبنان، كما تكشف عن خطوط إمداد يصفها الجيش الإسرائيلي بأنها «شريان لوجيستي لـ(حزب الله)».

ووفق المصدر العسكري، فإن «الجيش أقام منذ ذلك الحين 8 مواقع عسكرية على امتداد شريط بعمق بين 5 و10 كيلومترات داخل الأراضي السورية لخدمة الهدف».

وأشار التقرير إلى أن عملية باسم «أخضر - أبيض» نُفذت مؤخراً على مسافة 38 كيلومتراً داخل سوريا، واستمرت 14 ساعة بمشاركة قوات احتياط من «الفرقة 210» ووحدات أخرى، بينها كتيبة الاحتياط الدرزية «حيرف 299». وقال ضباط شاركوا في العملية إنها استهدفت «قاعدتين سوريتين كبيرتين خلتا من الجنود لكن بقيتا ممتلئتين بالأسلحة الثقيلة والذخائر».



مركبة عسكرية إسرائيلية بالقرب من الحدود بين مرتفعات الجولان المحتلّة وسوريا يوم 4 مايو 2025 (رويترز)
مركبة عسكرية إسرائيلية بالقرب من الحدود بين مرتفعات الجولان المحتلّة وسوريا يوم 4 مايو 2025 (رويترز)


ووفق التقرير، فإن قوات الاحتياط التابعة لـ«الفرقة 210» جلبت إلى إسرائيل نحو 3.5 طن من المواد المتفجرة ووسائل القتال من عتاد الجيش السوري في عهد نظام الأسد، وذلك من أصل 7 أطنان كان «لواء الجبال» قد جمعها من داخل الأراضي السورية خلال الأشهر الماضية.

وأفاد بأنّ التخطيط لعملية تالية قد بدأ بالفعل مع إدراك أنّ مستوى الخطر سيكون أعلى هذه المرة، مشيراً إلى أنّ الغاية لا تقتصر على «تنظيف» المنطقة من السلاح، بل تشمل تعطيل مزيد من شحنات التهريب إلى «حزب الله»، وأنّ الوجود الإسرائيلي المتكرر «يصعّب على أطراف معادية ملء الفراغ الذي خلّفه جيش النظام السوري» السابق.

واستغل الجيش الإسرائيلي هذه القضية لتغذية سياسة «دق الأسافين» التي يستخدمها في الجنوب السوري تحت لافتة الدفاع عن الدروز، فادعى أن قواته التقت خلال تقدمها نحو تلك القواعد مجموعات من السكان الدروز في قرية رخلة، على مشارف دمشق، الذين «استقبلوا القوات وطلبوا مساعدتها» بعد أن تعرضت أحياء درزية لهجمات من فصائل مسلحة. ووفق التقرير، فقد قدّم الجيش الإسرائيلي «مساعدات إنسانية» لهؤلاء السكان مقابل حصوله على معلومات عن مخازن أسلحة تركها الجيش السوري في المنطقة.



قوات إسرائيلية تتحرك داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان يوم 10 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)
قوات إسرائيلية تتحرك داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان يوم 10 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)


ويقول الجيش الإسرائيلي إن عملياته في الجانب السوري تستهدف «منع تهريب السلاح إلى (حزب الله) في لبنان»، مدعياً أن بعض الشحنات كانت في طريقها إلى تجار سلاح في شبعا ومناطق حدودية أخرى. وقال أحد الضباط: «صودرت قافلة شاحنات محمّلة بقذائف وصواريخ مضادة للدروع، كانت في طريقها شمالاً». وأضاف أن «المصادرة جاءت بمحض الصدفة خلال العملية الليلية».

كما ادعى التقرير أن بعض الأسلحة التي تُركت في المنطقة استخدمتها مجموعات مسلحة لمهاجمة القرى الدرزية جنوب سوريا، فيما يخشى الجيش الإسرائيلي أن تتحول تلك المخازن إلى «مصدر تسليح لفصائل معادية». وفي المقابل، أوضح ضباط من قيادة المنطقة الشمالية أن جزءاً من هذه الأسلحة استولى عليه السكان المحليون لاستخدامه في «الدفاع عن أنفسهم».

وأشار التقرير إلى أن وجود قوات الاحتلال في هذه المواقع «يتيح أيضاً مراقبة طريق دمشق - بيروت الحيوي، والإشراف على البقاع اللبناني» الذي يعدّه الجيش «مركزاً خلفياً لوجيستياً لـ(حزب الله)». وخلص الضباط إلى أن «الوجود المستمر داخل العمق السوري يعقّد على أي طرف معادٍ محاولة ملء الفراغ الذي خلّفه انهيار الجيش السوري في المنطقة».

 

أهم نقاط مداخلة مناف طلاس

في لقاء نظّمه معهد العلوم السياسية في باريس، تحدّث عن رؤيته لما بعد سقوط نظام الأسد، مُركّزًا على النقاط التالية:

1. رؤيته للسقوط والتحول:
* اعتبر أن سقوط النظام كان نتيجة خلل في اتفاقات دولية، وليس انتصارًا داخليًا خالصًا، مشيرًا إلى دور تركي في تسريع الانهيار.
* أكّد أن الثورة السورية لم تكن تهدف إلى تغيير شخص، بل إلى بناء دولة ومؤسسات حقيقية.

2. بناء المؤسسات العسكرية والمدنية:
* دعا إلى تشكيل مجلس عسكري وطني يوحّد كل القوى المسلحة (من قسد إلى فصائل السويداء والساحل) تحت قيادة وطنية واحدة.
* شدّد على أن الجيش الجديد يجب أن يكون جيشًا وطنيًا وعلمانيًا، وليس جيشًا دينيًا أو طائفيًا.
* أشار إلى أن مهمة الجيش الأساسية هي حماية المرحلة الانتقالية وضمان الأمان والعدل.

3. العلاقة مع السلطة الجديدة:
* تمنى النجاح للرئيس الجديد، أحمد الشرع، لكنه حذّر من أن النجاح الحقيقي يكون بـبناء الدولة وليس التفرد بالسلطة.
* أكّد أن السلطة الجديدة يجب أن تستوعب جميع المكونات السورية ولا تُمثّل "لونًا واحدًا" فقط.

4. خارطة الطريق للمستقبل:
* اقترح الاستفادة من الخبرات السورية في الشتات لبناء مؤسسات قضائية سليمة.
* شدّد على أن الحل الاقتصادي يبدأ بـبناء الثقة من خلال الأمان والعدل، وليس بطلب الاستثمارات فقط.
* دعم بقاء القرار الدولي 2254 كخارطة طريق لتشكيل سلطة انتقالية ودستور جديد وانتخابات.

5. موقفه الشخصي:
* نفى أي اتصالات سرية مع النظام الجديد، مؤكّدًا أن كل تحركاته وطنية وعلنية.
* صرّح بأنه سيزور سوريا قريبًا، لكن ليس للزيارة فقط، بل "من أجل العمل".

فراس حاج يحيى


#زمان_الوصل
نُظِّمَ من قبل خريجي معهد العلوم السياسية "Sciences Po Alumni" – حلقة فرنسا-لبنان (Cercle France-Liban) لقاء مع العميد مناف طلاس في فرنسا، أمس السبت.

الحضور من مختلف الجنسيات وشمل طلابًا وأساتذة جامعيين من معهد العلوم السياسية، وحضورًا دبلوماسيًا متواضعًا، ومن بينهم سوريون من مختلف المكونات. كان
هناك حضور لشخصيات من التجمع العلوي-الفرنسي، وشخصيات من الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية، وشخصيات درزية تحضر لفعالية مُناوئة للحكومة السورية الأسبوع القادم بباريس. كذلك حضرَه شخصيات إعلامية وثقافية وأكاديمية واجتماعية عديدة، وتجاوز عدد الحضور ٣٠٠ شخص. وأخذ اللقاء شكلًا حواريًا افتتحه العميد طلاس بمقدمة، وتَلَته أسئلة من المحاورين من الجمعية التي دعت للقاء، وبعدها أسئلة من الحضور وتجاوز الوقت الساعتين.

بدأ حديثه بشكر فرنسا على استضافتها الشتات السوري وكذلك المعهد الفرنسي الذي دعا لهذه الندوة. "هذه مرحلة صعبة ومعقدة وفيها تناقضات وانتقادات، واصطفافات كبيرة ومخيفة، وهذا ما جعلني أفكر كثيرًا قبل اتخاذ هذه الخطوة. وسوريا لم تكن يومًا في هذا الإطار من الاصطفافات بين طرفين، بلغة طائفية، وهذا ما أَخَّرَ ظروفي، وأبارك للشعب السوري بسقوط الدكتاتور وهذا انتصار لسوريا." ثم أعطى لمحة تاريخية عن نظام الحكم في سوريا وأن الشعب في الشرق يتبع السلطة الأبوية، وبعدها قام بشرح عن دخول السوريين في السلطة وعدم دخولهم في الدولة بالمعنى الحقيقي للدولة لعدم نضوج فكرة الدولة، وجاء نظام البعث والأسدين ليحوّلوا نظام الحكم إلى حكم ملكي، ثم جاءت الثورة السورية العظيمة لتدخل على الدولة.

ولم يكن هدفها الدخول إلى السلطة. "قدّمت سوريا مليون شهيد للدخول في الدولة وبناء المؤسسات وليس لتغيير شخص، وكذلك لعدم العودة للمشهد القديم، والمطلوب من السلطة الحالية من الرئيس الشرع الدخول إلى الدولة وليس إلى السلطة السياسية."

📌
الأسئلة

س: لماذا تعود الآن؟

"أنا لم أغِبْ، ومنذ انشقاقي حاولت في السنين الماضية الحفاظ على المؤسسة العسكرية، وأقمت عامين في أنقرة وساهمت بانشقاقات كبيرة في صفوف ضباط الأسد من بينهم ضباط علويون، ومسؤوليتي كانت الحفاظ على الجيش السوري، ولكن لم أستطع بسبب التدخل الدولي في الملف السوري والتبعية وتدوير الزوايا بين مصالح الدول ومبعوثي الأمم المتحدة. والثورة السورية انتهت من لحظة تشكيل المجلس الوطني منذ نهاية عام ٢٠١١، وحاولت العمل دائمًا عبر الإعلان عن مجلس عسكري لسببين: الأول لاستمرار جذب المؤسسة العسكرية، والثاني لامتحان اختراق المربع الأمني لما يُراد لسوريا. وصلنا اليوم لمربع نريد فيه سوريا (تَبِعْنا). سوريا هي روحنا، سوريا هي طريقة تفكير، سوريا هي موقف حياة. لم يبنها لا الشرع ولا بشار ولا مناف طلاس. سوريا عمرها ٧ آلاف سنة من كل الإثنيات، بينها تعايش. هذه سوريا ليست للون ولا لطائفة، وتموت سوريا وتلفظ الطائفية، ولا تُحكَم بمن يفكر بمنطق الطائفة."

س: انشققت عام ٢٠١٢، ما هي دوافعك للانشقاق ولماذا لم تبقَ في سوريا؟

"حاولت عام ٢٠١١ العمل على المصالحة ومساحة من الحوار مع الثوار، وذهبت إلى دوما ودرعا وحمص وبانياس وكل سوريا لاستيعاب الحراك الثوري، وكانت مطالب الثوار الدخول للدولة للأخذ من سلطة النظام لمصلحة سلطة الدولة.

ولم أستطع التأثير على الأسد وطلبت منه أن يقوم بالانقلاب من الداخل والأخذ بالتغيير السلمي، ولكن بشار كان يخاف من ذلك. وقد نجحتُ في الحل السلمي، وبسبب أخذ النظام بالحل الأمني انسحبت من المشهد وانشققت وذهبت إلى فرنسا. وقبلها بقيت عامًا كاملًا أُقارع النظام ورفضت حمل البندقية على الشعب السوري سواء مع النظام أو مع المعارضة. الهدف عدم القتل، ورفضت أن أكون قائد الفصائل لأن المقصود قتل سوريا، وأصبح الصراع مع المعارضة لإغراق سوريا."

س: بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر عام ٢٠٢٤، ما هي قراءاتك العسكرية لهذا السقوط؟

"لا يمكن قول الحقيقة كاملة في الإعلام. وكنت في تركيا أثناء السقوط وشهدت تمامًا ما حصل. ونظام الأسد كان متماسكًا نتيجة اتفاقات دولية وسقط نتيجة خلل في هذه الاتفاقات. والأتراك هم من رعى هذا السقوط، والدولة التركية كان لها دور في ذلك مع شعورهم بتنامي مشروع انفصال شمال شرق سوريا، فسرَّعوا بهذا الانقلاب، وأفضل شيء كان جاهزًا كان هذا الفصيل، وبعدها أصبح هناك تبنٍّ دولي ومحاولة استيعاب هذا الانهيار."

س: تحدثت عن دور خارجي لسقوط النظام. بعد سقوط النظام برز اسم الشرع كتسوية سياسية. هل هو الفصيل الذي خرج منتصرًا من الثورة السورية؟ وكيف تنظر لرمزية ذلك الاختيار؟ وهل ترونه ممثل القوى في الداخل؟

"نحن نتمنى نجاح الشرع في دخول الدولة وليس السلطة السياسية، وهناك إشكال حقيقي في طريقة الدخول وطريقة الانتصار. وهناك تجاذبات في هذه المرحلة، وتركيا شعرت بالخطر وسرَّعت بعملية إسقاط النظام وترتيب المنطقة واعتمدت على هذا الفصيل. وشهدنا تداعيات ضد قسد والسويداء. ونحن لا ننافس على السلطة ولا تعنينا السلطة نهائيًا ولسنا طلابًا لها، ونأمل لهم النجاح، ولكن طريق النجاح يبدأ ببناء الدولة واستيعاب الآخر وليس إلغاءه، وبالمشاركة الحقيقية وليس التفرد بالسلطة، وأن تكون كل سوريا ممثلة وليست لونًا واحدًا، ونحن نرى أن هناك لونًا واحدًا اليوم."

س: بالحديث عن بناء الدولة، كيف يمكن بناء جيش وطني جامع وتسليحه؟

"الجيش السوري ومنذ تأسيسه معلوم طائفيته. ومنذ انشقاقي تواصلت مع العديد من الضباط العلويين سرًا ووصل العدد إلى ١٨ ضابطًا علويًا برتبة لواء، كانوا جاهزين للمشاركة، والمجتمع الدولي هو من أخَّر هذا الملف. ينبغي أن يكون هناك مجلس عسكري وطني يوحِّد البندقية ويحولها لبندقية وطنية، وتُدمَج فيه كل القوى على الأرض من قسد وفصائل السويداء وقوى في الساحل، وتأهيل وبناء جيش وطني حقيقي. وحتى لا يُقال خرجنا من حكم العسكر ودخلنا بحكم العسكر. والبلد الآن في فوضى، والفكرة توحيد البندقية وتحويلها إلى بندقية عسكرية وطنية. البندقية اليوم مأجورة، وكانت سابقًا مأجورة فصائليًا أو طائفيًا أو انفصاليًا، لصالح أجندات ترعاها قوى خارجية أو داخلية. والهدف الآن وضع خارطة طريق لتشكيل مجلس عسكري يقوم بتشكيل جيش وطني، والموجود حاليًا ليس جيشًا وطنيًا ويسير بطريق الانقسام.
وينبغي أن تكون هناك عقيدة علمانية للجيش؛ جيش علماني وليس جيشًا إسلاميًا بمفهوم الشيخ أو رجل الدين. سوريا دولة للجميع، وعلى الأقل المؤسسة العسكرية ينبغي أن تكون مؤسسة علمانية، وبعدها شكل الدولة يؤمِّن الحماية. وأهم نقطتين هما الأمان والعدل، والمؤسسة العسكرية تؤمِّن المرحلة الانتقالية. ولدي تواصل مع كل الأطراف، ومعي ١٠ آلاف ضابط منشق، منهم من قسد ومن النظام السابق ومن الفصائل. والهدف حماية المرحلة الانتقالية وحماية السيادة السورية وتشكيل مجلس عسكري وتوسيع سلطته، وينبغي التوسيع والأخذ من سلطة الرئاسة لصالح المجلس العسكري والسلطة الانتقالية. وليس لدينا مشكلة أن يبقى رئيس، لكن يجب أن تُبنى مؤسسة عسكرية ومؤسسات مدنية تحمي كل الأقاليم بمفاهيمها الحقيقية."

س: عن القرار ٢٢٥٤: هل تتجه سوريا نحو دولة موحدة أم إسلامية أم نحو إعادة إنتاج الأسد بطريقة مختلفة؟

"القرار ٢٢٥٤ قرار أكدت جامعة الدول العربية بقرارها الأخير إحياءه منذ أسبوع، وكذلك الاتحاد الأوروبي. ونحن مع تعديله والإبقاء على روحه، وتشكيل سلطة انتقالية ودستور جديد وانتخابات، ومجلس عسكري يحمي الفترة الانتقالية. والأفضل أخذ خارطة طريق دولية ليس عليها فيتو ليكون نقطة انطلاق لسوريا القادمة ويُبنى عليها."

س: حول الوضع الاقتصادي وإعادة بناء الاقتصاد السوري، ما هي أول خطوة ينبغي اتباعها نحو التعافي الاقتصادي؟

"الأهم هو بناء الثقة عبر الأمان والعدل، وهما عمودا الدولة، وعلى أساسهما يُبنى الاستثمار ويأتي المستثمرون ويُبنى عليها قوانين وأنظمة. أما أن نقول: اجلبوا المال والاستثمارات ولا يوجد عدل ولا أمان ولا محاكم ولا يوجد دستور ولا قوانين، والناس ترى كل ذلك، ولا يكفي الكلام الجميل للمستثمرين. والسؤال: هل سنبني دولة أم سنسرق سلطة أم نبني دولة؟ إذا أردت الدخول في الدولة ينبغي أن أتأكد أن هناك حقيقة سلطة انتقالية وجيشًا وشرطةً وقضاءً وعدلًا. حينها يأتي الاستثمار. وسوريا لها باع بالأعمال والتقدم. وسوريا أول دولة نزعت الحجاب، وليس موضوعنا نزع الحجاب، ولن نتدخل في دين الدولة، ونحن نحترم كل العقائد ولا نفرِّق بينها، وهناك فصل بينهما."

س: بعد ما حصل في السويداء والساحل، كيف ترون العدالة ودور مؤسسة القضاء في هذا المسار؟

"نترحم على كل الضحايا، والضحايا الذين قتلهم النظام السابق، ومع كل الضحايا. وعندما يكون الجسم سليمًا تكون الأطراف. وطبيعة الناس الدفاع عن نفسها في مواجهة الخطر. نتمنى أن يكون هناك قانون لمحاسبة حقيقية وليس تشكيل لجان. والآن ينبغي بناء دولة جديدة، والمشهد الحالي غير صحيح. وينبغي حصول انتقال حقيقي وحكم انتقالي حقيقي ومدني وقضاء مدني عادل. وهذه مرحلة معقدة وصعبة جدًا بين نظام فاسد وديكتاتوري على مدار ٥٠ سنة، والآن نظام جديد إسلامي يصعِّب مهمة وجود مؤسسة قضائية سليمة. لذلك أنا أفضل الاستفادة من السوريين في الشتات الذين عاشوا عهد عمل المؤسسات وعملوا بها، ويساعدوا بتشكيل جسم قضائي سليم عبر دمج بين الداخل والخارج حتى تتحقق العدالة. وهذا يحتاج ثقة، وهي الأساس. ولا يوجد الآن ثقة في سوريا ولا مساحة حقيقية للنقد ولا مساحة للاستيعاب، وعلينا تحمل المسؤولية لبناء دولة صحيحة. وهذه مسؤولية تاريخية دون اصطفاف وقول الحق دون مراعاة ما تطلبه منا الدول."

س: ما هو سبب الدعم الإقليمي والدولي واندفاعه في التطبيع مع النظام الجديد دون ضمانات كافية لبناء مؤسسات الدولة واحترام حقوق الأقليات؟

"حصل هناك انهيار للمشهد في سوريا، وعند حصوله تتدخل الدول لمنع التشظي. وهناك دعم تركي وأميركي وبريطاني. وسوريا ساحة صراع للجميع، وكل دولة تحاول تحديد نسبة خسائرها لتلتقي مع الدولة الأخرى. وبرأيي هذا ضبط لشكل الدولة وتداعياتها أين تذهب: هل تذهب لإسرائيل فتتلقاها إسرائيل، أم نحو تركيا فتتلقاها تركيا؟ تذهب تقسيمًا؟ ويجب تشكيل حاضنة لحفظ التشكيل الجديد بأقل خسارة لدول الإقليم، والدول العربية تحاول أن تساعد في هذه العملية وتستوعبها ضمن إطار معين. والمشهد العالمي كُسِر بانهيار النظام، نظام عمره ٦٠ سنة، وهذا الانكسار السريع يحتاج لفرامل وضوابط لبناء الدولة الجديدة. ولنا دور في بناء هذه الدولة كسوريين، ونريدها دولة كاملة وواحدة. وسوريا لا تُقسَّم ويمكن أن تُوسَّع."

س: هل الغرب يحدد المسار أم السوريون؟

"برأيي في سوريا هناك تناقض وتضارب في المصالح الإقليمية والدولية في سوريا. وبالتالي هناك فتحة نور وفرصة تاريخية فُتحت للسوريين وينبغي الاستفادة منها. وهذه الفتحة ليست طويلة، وينبغي الدخول من هذه الفتحة لبناء الدولة السورية، وعمل حالة استقرار في سوريا."

س: ما هو دور الإسلام السياسي في المنطقة وسوريا تحديدًا، والرئيس الشرع قاتل مع القاعدة وداعش والنصرة وهيئة تحرير الشام؟

"الإسلام السياسي له شكلان: مخفي وظاهر. والحقيقي الذي نراه هو مشروع قديم. وأنا بالنسبة لي أفضل الإسلام الأشعري أو الصوفي إلى حدٍّ ما والذي يبتعد عن السياسة، مع دخول وتشكيل أحزاب في سوريا دون أن يفرضوا عقيدة على مشروع الدولة السورية، وأن يكون لهم صوت حقيقي ويدخلوا البرلمان. سوريا تستوعب الجميع. والشرع قال إنه ترك القاعدة، وعلينا بناء دولة حقيقية لنا كسوريين جميعًا."

س: عن اللقاء بين وزير خارجية سوريا ونظيره الإسرائيلي في ٢٠ آب الماضي، إلى أي مدى ترون خيار التفاوض والتطبيع مع إسرائيل قد يصبح مطروحًا في السياق السوري؟

"فكرة التطبيع أو السلام ما زال الوقت مبكرًا. سوريا دولة هشة وضعيفة الآن بعد حرب طويلة، والسلام يكون بين أفرقاء. والتطبيع أو السلام كيف يحصل وكل يوم هناك قصف؟ والتطبيع يحتاج وقتًا، وسوريا هي المدخل لأي سلام برأيي، لأن سوريا قادرة على التطبيع بسبب تعدد إثنياتها. ولكن المنطق يقول أن نستمر كجيران. قبل التطبيع ينبغي ألا أكون خائفًا. والتطبيع قرار سيادي يحتاج إلى دستور وخارطة طريق لبناء سليم صحيح. وسوريا ليست بوضع صحي لاتخاذ قرارات سليمة. وعن أي سلام نتحدث بعد تدمير الجيش السوري؟ نحن مع السلام، ولكنه يحتاج إلى وقت ومنحى صحيح بثوابته وقيمه. ونحن ننتقل من بلد مقاوم إلى تسليم وسلام، والسلام ينبغي أن يُبنى على توازن. وكيف يتم بناء سلام ولا يوجد جيش؟"

س: العلاقات السورية اللبنانية؟

"سوريا ولبنان لديهما نفس المكونات، ومواضيع ترسيم الحدود والمعتقلين والتعاون الاقتصادي كلها مشتركات، والعلاقة وثيقة كأشقاء. ونحتاج لدولة صحيحة تضع هذه العلاقات بشكل سليم."

س: من هنا من باريس ما هي رسالتك إلى الشعب السوري والسوريين؟

"الشعب السوري عانى ويحتاج إلى الدخول إلى الدولة، ويحتاج إلى خطوات حقيقية من السلطة للدخول في الدولة. يجب إعادة بناء جيش وطني سليم يضمن السلم الأهلي ووحدة سوريا. وأهم شيء وحدة سوريا وبناء دولة المؤسسات وعودة الشتات بشكل منظَّم، والأمان والعدل هو ما يبني الثقة."

س: هل لديك اتصال مع الدولة السورية؟ تحدثت عن مجلس عسكري. هل هناك شيء يجري في الخفاء عمليًا بهذا الخصوص؟ وما هو الدور الذي ترى نفسك به في سوريا؟

"لم يحصل أي تواصل حقيقة، وليس لدي أي مشكلة أن نتواصل، وليس هناك أي تواصل من قبلهم. مجلس عسكري قادرون على تأسيسه، ونترقب اللحظة الدولية. وعلاقات تحت الطاولة لا يوجد. نحن حالة وطنية ونضع كل شيء على الطاولة حتى نستطيع المضي، لكن لا يوجد اتصالات ولا تنسيق."

س: تتحدث بتحفظ تام. لماذا هذا التحفظ بعد سقوط نظام الأسد وبعد وصول الشرع؟ هل استمرّ هذا التحفظ؟

"أنا لست متحفظًا. عندما أتحدث عن دولة علمانية هذا يعني أنني واجهت. عندما أتحدث عن مؤسسة عسكرية هذا يعني أنني واجهت. ليس من الضروري أن أنتقد، ولكن أنا أضع خارطة طريق. أنا لست ضد هذه السلطة إذا أصلحت أنا معها. وسوريا أكبر من الجميع."

س: موضوع اللامركزية والفيدرالية واللامركزية الموسعة؟

"الأهم هو الثقة. وشكل الدولة الذي أريده هو الدولة الوطنية الواحدة. والأكراد أصدقائي، وأنا مع التقسيم إن لم يكن هناك جسم صحيح للدولة، التقسيم، وضد التقسيم. وموضوع الفيدرالية واللامركزية تضغط بعض الدول نحوه وتفرضه علينا الدول الداعمة. ونحن نفضل الدولة الواحدة بصلاحيات وحقوق أكبر. وشمال شرق سوريا يسير بهذا الدعم ضمن إطار معين، وقد يتبعه الساحل والسويداء. وهذا كله يحتاج خارطة طريق لبناء ثقة متبادلة بين كل المكونات وبناء الدولة وبناء مجلس عسكري. وهناك نحتاج لطرح مشاريع نستطيع حمايتها مثل الفيدرالية. ويمكن الحديث عن إدارات محلية موسعة الصلاحيات مع جيش واحد وخارجية واحدة وحقوق واسعة تضمن استرداد الناس حقوقها."

س: سيادة العميد، أنت قلت تشكيل مجلس عسكري من المنشقين مع بقاء الرئيس بقيادة أحمد الشرع. هل نحن نكرر سيناريو قديم؟ نحن نتحدث عن رئيس رعى مجزرتين؟

"لا، أنا لم أقل بقيادة أحمد الشرع. قلت مجلس عسكري بقيادة ضباط منشقين، ولا يوجد في السلطة، واخذ منشق، ومجلس عسكري له سلطة عسكرية. وبقاء الرئيس لا يهم، والدستور يتغير."

س: هل تفكر بزيارة سوريا؟

"نعم، قريبًا، ولكن لن أذهب للزيارة فقط، ولن أزورها إلا من أجل العمل."




زمن لوصل
 

تقرير - #واشنطن - ماهي حقيقة محاضرة #مناف_طلاس الباريسية؟

الملخص: الظهور المفاجئ لمناف طلاس في قاعة فرنسية، في هذا التوقيت الحساس، لم يكن مجرد محاضرة أكاديمية أو استعراض إعلامي. فبحسب المعلومات، ما جرى كان #عملية_جسّ_نبض_استخباراتية أخيرة، رغبت بعض أطراف النظام الدولي بالقيام بها، ولايوجد أفضل من #فرنسا لإخراجها بشكل لائق، من خلال استراتيجية "بيع الوهم"، وقياس نسبة وطبيعة المشترين له، وذلك قبل الانطلاق الكامل في مسار التطبيع الدولي مع #الدولة_السورية بقيادة الرئيس #أحمد_الشرع، ومع زيارته القادمة إلى #الولايات_المتحدة.

في التفاصيل:

بعد ظهور خبر الدعوة لمحاضرة مناف طلاس منذ أكثر من أسبوع، نشرنا على الصفحة هنا تحليلاً ساخراً لما يُتوقع أن يقوله خلالها (الوصلة للبوست في التعليق الأول). لكن الموضوع كان يتطلب متابعةً جدية وبحثاً مستفيضاً، لأنه لم يكن طبيعياً، وفي هذا التوقيت بالذات، على عدة مستويات!

لقد أثبت الواقع العالمي، مراراً وتكراراً، أنه قادر على أن يسبق بخطواتٍ خيالَ بعض الكتّاب والمخرجين السينمائيين. فكم من مشهدٍ بدا أشبه بفيلم خيالٍ سياسيٍّ محبوك، ثم تبيّن أنه مجرد أداة باردة في مختبر الاستخبارات وصناعة القرار الدولي. وما جرى في باريس، من ظهور الجنرال الافتراضي مناف طلاس في "#ساينس_بو"، ليس استثناءً، وإنما هو مثالٌ حيّ على ذلك.

فقبل زيارة الرئيس أحمد الشرع المرتقبة إلى الولايات المتحدة، أرادت أطراف مؤثرة في النظام الدولي القيام بعملية جسّ نبض (أخير) لحقيقة الموقف السوري الشعبي والعسكري/الأمني من إدارته الجديدة. ومن هنا وُلدت فكرة الحدث: مشهد افتراضي فخم يُقدَّم في قاعة أكاديمية مرموقة، ليُقاس من خلاله حجم الانفعال، وطبيعة المتفاعلين المحلين السوريين، أكثر من أن يُبنى عليه أي سيناريو سياسي.

لماذا السيناريو كله #افتراضي؟

الجنرال افتراضي: مناف طلاس لم يترك يوماً أثراً عملياً في الواقع السوري. والتجارب الفرنسية والغربية (المريرة) معه ذات تفاصيل كثيرة ومعروفة لهم أكثر من أي جهات خارجية.. وخلاصتها التي ظهرت على مر السنوات تقول بأن الرجل ليس له أي وزن حقيقي، ولايملك أي رصيد يمكن أن يكون فعالاً في الأوساط السورية، لا شعبياً ولا عسكرياً وميدانياً.

الجمهور افتراضي: لم يكن الجمهور في غالبيته الكاسحة جمهوراً سورياً ولا حتى جمهور قرار فرنسي وأوروبي، وإنما كان خليطاً من الطلاب والإعلاميين والأكاديميين الفرنسيين، الذين يراقبون المشهد السوري من بُعد. ويكفيهم "شظية معلومة" تُقدم لهم بإخراج مُبهر في مؤسسة أكاديمية عريقة مثل (ساينس بو) ليقتنعوا بأهميتها ويصفّقوا لها بوصفها كشفاً (استراتيجياً).

الخطاب افتراضي: لم يكن في المحاضرة لا خطة عسكرية ولا برنامج سياسي ولاتحليل واقعي جدى يتسق مع تفاصيل ماجرى ويجري داخل سوريا بشكل شمولي، ويأخذ بالاعتبار وجهة النظر الشعبية الغالبة. وإنما جاء على شكل إشارات متناثرة تعبر عن (الفكر الرغبوي) لبعض النخب السورية العلمانية، بلا خيط جامع، وبدا تماماً أنها مكتوبة لتثير الفضول، لا لتفتح أفقاً واقعياً.

كانت رسالة المشهد، الكبيرة، لكل الأفراد والجهات المعادية للدولة السورية: أنتم هناك في سوريا.. هل هناك حقاً أحد لانعرفه ويؤثر في الواقع السوري؟ هذا أقصى مايمكن أن نقدمه لكم.. وهذه هي اللحظة (الأخيرة) التي تشكل فرصةً لكم للخروج بكل مالديكم من ثقلٍ ووزنٍ وتأثير.. الآن وقت المبادرة إذا كانت لديكم قدرة على ذلك.. إذا كان ثمة قوى ميدانية يمكن لها أن تتحرك وتهز الداخل السوري، فهذه هي اللحظة..

لم يمضِ وقتٌ طويل بطبيعة الحال، لكن النتيجة، حتى الآن، جاءت واضحة: لم يلتقط الطُّعم سوى الفئة ذاتها من اليائسين المعتادين — جهات وأفراد — الذين ينتظرون منذ شهور أي بارقة أمل خارج الواقع. هؤلاء الذين وعدوا السوريين بمئات المواعيد لسقوط الدولة الجديدة، ثم خابوا في كل مرة، هؤلاء وحدهم، نشطاء وإعلاميين وبعض مثقفين وكتاب، هم الذين اندفعوا هذه المرة أيضاً نحو وهم طلاس وكأنهم وجدوا الخلاص. وعاد ظهور النمط الواحد نفسه: أي تصريح، أي بيان، مهما كانت لامعقوليته السياسية والميدانية، يتحول في نظرهم إلى "قشة نجاة".. وتجري هذه الجهات نحوه كالعطشان يبحث عن ماء.

أما في إطار ظهور أي تفاعل حقيقي مؤثر و وازن فليس له أي آثار علنية وظاهرة، كما يظهر تماماً من رد الفعل الشعبي السوري، وحتى من بيانات بعض كبار الضباط المنشقين التي أكدت وقوفهم مع الدولة الجديدة. كما لايوجد أي تفاعل خاص وسري، كما تؤكد مصادرنا.

يجب التوضيح هنا أن هذه ليست المرة الأولى التي تتحول فيها الافتراضية إلى أداة سياسية في إطار مايُسمى بـ (الخداع الاستراتيجي Strategic Deception). وأحد #أخطر_الاستراتيجيات نجاحاً مع الجماهير لقياس توجهاتها هو القيام بعملية #بيع_الوهم لها.. وبالتالي يمكن قياس درجة الوعي فيها بقياس نسبة مَن يشترون هذا الوهم، وماهي خلفيتهم وطبيعتهم! وكلما كان "طبل الوهم" أكبر وأكثر ضجيجاً، جاءت العملية أقرب للنجاح!

فخلال الحرب الباردة، روّجت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي لمشاريع أسلحة وهمية لاختبار ردود الفعل، مثل مشروع "حرب النجوم" الأمريكي الذي كان في بدايته أقرب إلى الخيال العلمي.

وفي الشرق الأوسط، استخدمت قوى إقليمية تسريبات عن "انقلابات محتملة" أو "قيادات بديلة" لاختبار مزاج الشارع أو قياس ولاءات العسكريين.
وفي أفريقيا بعد الاستقلال، استُخدمت "خطابات افتراضية" لقادة منفيين، تنشرها إذاعات دولية، لا لقيادة ثورة بل لقياس أي أثر شعبي يمكن أن يُبنى عليه لاحقاً.

بهذا المعنى، ما حدث في باريس ليس إلا حلقةً جديدة في هذا السجل: يتم وضع (الوهم) أمام الناس في خطوةٍ تسبق أحياناً (الواقع)، لأن درجة وطبيعة التفاعل مع الوهم هي التي تكشف حقيقة الواقع.

وفي الخلاصة، فإن ما جرى لم يكن مشروعاً سياسياً ولا حدثاً مؤثراً، وإنما عملية جسّ نبض افتراضية قبل المحطة الأمريكية الحاسمة. وكل المؤشرات توحي بنتيجة تتمثل في أن الدولة السورية الجديدة لازالت صلبة على الأرض، بينما خصومها، من معارضين يائسين، ما زالوا يهرولون وراء السراب.
وفي تقاطعات السياسة بالاستخبارات، يظل "الوهم" أداةً ناجعة لفرز الواقعيين من الحالمين، ولإظهار الفرق بين من يصنع التاريخ فعلاً، ومن يستهلكه افتراضاً.

@متابعين
 

أهم نقاط مداخلة مناف طلاس

في لقاء نظّمه معهد العلوم السياسية في باريس، تحدّث عن رؤيته لما بعد سقوط نظام الأسد، مُركّزًا على النقاط التالية:

1. رؤيته للسقوط والتحول:
* اعتبر أن سقوط النظام كان نتيجة خلل في اتفاقات دولية، وليس انتصارًا داخليًا خالصًا، مشيرًا إلى دور تركي في تسريع الانهيار.
* أكّد أن الثورة السورية لم تكن تهدف إلى تغيير شخص، بل إلى بناء دولة ومؤسسات حقيقية.


2. بناء المؤسسات العسكرية والمدنية:
* دعا إلى تشكيل مجلس عسكري وطني يوحّد كل القوى المسلحة (من قسد إلى فصائل السويداء والساحل) تحت قيادة وطنية واحدة.
* شدّد على أن الجيش الجديد يجب أن يكون جيشًا وطنيًا وعلمانيًا، وليس جيشًا دينيًا أو طائفيًا.
* أشار إلى أن مهمة الجيش الأساسية هي حماية المرحلة الانتقالية وضمان الأمان والعدل.


3. العلاقة مع السلطة الجديدة:
* تمنى النجاح للرئيس الجديد، أحمد الشرع، لكنه حذّر من أن النجاح الحقيقي يكون بـبناء الدولة وليس التفرد بالسلطة.
* أكّد أن السلطة الجديدة يجب أن تستوعب جميع المكونات السورية ولا تُمثّل "لونًا واحدًا" فقط.


4. خارطة الطريق للمستقبل:
* اقترح الاستفادة من الخبرات السورية في الشتات لبناء مؤسسات قضائية سليمة.
* شدّد على أن الحل الاقتصادي يبدأ بـبناء الثقة من خلال الأمان والعدل، وليس بطلب الاستثمارات فقط.
* دعم بقاء القرار الدولي 2254 كخارطة طريق لتشكيل سلطة انتقالية ودستور جديد وانتخابات.


5. موقفه الشخصي:
* نفى أي اتصالات سرية مع النظام الجديد، مؤكّدًا أن كل تحركاته وطنية وعلنية.
* صرّح بأنه سيزور سوريا قريبًا، لكن ليس للزيارة فقط، بل "من أجل العمل".

فراس حاج يحيى


#زمان_الوصل
نُظِّمَ من قبل خريجي معهد العلوم السياسية "Sciences Po Alumni" – حلقة فرنسا-لبنان (Cercle France-Liban) لقاء مع العميد مناف طلاس في فرنسا، أمس السبت.

الحضور من مختلف الجنسيات وشمل طلابًا وأساتذة جامعيين من معهد العلوم السياسية، وحضورًا دبلوماسيًا متواضعًا، ومن بينهم سوريون من مختلف المكونات. كان
هناك حضور لشخصيات من التجمع العلوي-الفرنسي، وشخصيات من الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية، وشخصيات درزية تحضر لفعالية مُناوئة للحكومة السورية الأسبوع القادم بباريس. كذلك حضرَه شخصيات إعلامية وثقافية وأكاديمية واجتماعية عديدة، وتجاوز عدد الحضور ٣٠٠ شخص. وأخذ اللقاء شكلًا حواريًا افتتحه العميد طلاس بمقدمة، وتَلَته أسئلة من المحاورين من الجمعية التي دعت للقاء، وبعدها أسئلة من الحضور وتجاوز الوقت الساعتين.

بدأ حديثه بشكر فرنسا على استضافتها الشتات السوري وكذلك المعهد الفرنسي الذي دعا لهذه الندوة. "هذه مرحلة صعبة ومعقدة وفيها تناقضات وانتقادات، واصطفافات كبيرة ومخيفة، وهذا ما جعلني أفكر كثيرًا قبل اتخاذ هذه الخطوة. وسوريا لم تكن يومًا في هذا الإطار من الاصطفافات بين طرفين، بلغة طائفية، وهذا ما أَخَّرَ ظروفي، وأبارك للشعب السوري بسقوط الدكتاتور وهذا انتصار لسوريا." ثم أعطى لمحة تاريخية عن نظام الحكم في سوريا وأن الشعب في الشرق يتبع السلطة الأبوية، وبعدها قام بشرح عن دخول السوريين في السلطة وعدم دخولهم في الدولة بالمعنى الحقيقي للدولة لعدم نضوج فكرة الدولة، وجاء نظام البعث والأسدين ليحوّلوا نظام الحكم إلى حكم ملكي، ثم جاءت الثورة السورية العظيمة لتدخل على الدولة.

ولم يكن هدفها الدخول إلى السلطة. "قدّمت سوريا مليون شهيد للدخول في الدولة وبناء المؤسسات وليس لتغيير شخص، وكذلك لعدم العودة للمشهد القديم، والمطلوب من السلطة الحالية من الرئيس الشرع الدخول إلى الدولة وليس إلى السلطة السياسية."


📌
الأسئلة

س: لماذا تعود الآن؟

"أنا لم أغِبْ، ومنذ انشقاقي حاولت في السنين الماضية الحفاظ على المؤسسة العسكرية، وأقمت عامين في أنقرة وساهمت بانشقاقات كبيرة في صفوف ضباط الأسد من بينهم ضباط علويون، ومسؤوليتي كانت الحفاظ على الجيش السوري، ولكن لم أستطع بسبب التدخل الدولي في الملف السوري والتبعية وتدوير الزوايا بين مصالح الدول ومبعوثي الأمم المتحدة. والثورة السورية انتهت من لحظة تشكيل المجلس الوطني منذ نهاية عام ٢٠١١، وحاولت العمل دائمًا عبر الإعلان عن مجلس عسكري لسببين: الأول لاستمرار جذب المؤسسة العسكرية، والثاني لامتحان اختراق المربع الأمني لما يُراد لسوريا. وصلنا اليوم لمربع نريد فيه سوريا (تَبِعْنا). سوريا هي روحنا، سوريا هي طريقة تفكير، سوريا هي موقف حياة. لم يبنها لا الشرع ولا بشار ولا مناف طلاس. سوريا عمرها ٧ آلاف سنة من كل الإثنيات، بينها تعايش. هذه سوريا ليست للون ولا لطائفة، وتموت سوريا وتلفظ الطائفية، ولا تُحكَم بمن يفكر بمنطق الطائفة."

س: انشققت عام ٢٠١٢، ما هي دوافعك للانشقاق ولماذا لم تبقَ في سوريا؟

"حاولت عام ٢٠١١ العمل على المصالحة ومساحة من الحوار مع الثوار، وذهبت إلى دوما ودرعا وحمص وبانياس وكل سوريا لاستيعاب الحراك الثوري، وكانت مطالب الثوار الدخول للدولة للأخذ من سلطة النظام لمصلحة سلطة الدولة.

ولم أستطع التأثير على الأسد وطلبت منه أن يقوم بالانقلاب من الداخل والأخذ بالتغيير السلمي، ولكن بشار كان يخاف من ذلك. وقد نجحتُ في الحل السلمي، وبسبب أخذ النظام بالحل الأمني انسحبت من المشهد وانشققت وذهبت إلى فرنسا. وقبلها بقيت عامًا كاملًا أُقارع النظام ورفضت حمل البندقية على الشعب السوري سواء مع النظام أو مع المعارضة. الهدف عدم القتل، ورفضت أن أكون قائد الفصائل لأن المقصود قتل سوريا، وأصبح الصراع مع المعارضة لإغراق سوريا."


س: بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر عام ٢٠٢٤، ما هي قراءاتك العسكرية لهذا السقوط؟

"لا يمكن قول الحقيقة كاملة في الإعلام. وكنت في تركيا أثناء السقوط وشهدت تمامًا ما حصل. ونظام الأسد كان متماسكًا نتيجة اتفاقات دولية وسقط نتيجة خلل في هذه الاتفاقات. والأتراك هم من رعى هذا السقوط، والدولة التركية كان لها دور في ذلك مع شعورهم بتنامي مشروع انفصال شمال شرق سوريا، فسرَّعوا بهذا الانقلاب، وأفضل شيء كان جاهزًا كان هذا الفصيل، وبعدها أصبح هناك تبنٍّ دولي ومحاولة استيعاب هذا الانهيار."

س: تحدثت عن دور خارجي لسقوط النظام. بعد سقوط النظام برز اسم الشرع كتسوية سياسية. هل هو الفصيل الذي خرج منتصرًا من الثورة السورية؟ وكيف تنظر لرمزية ذلك الاختيار؟ وهل ترونه ممثل القوى في الداخل؟

"نحن نتمنى نجاح الشرع في دخول الدولة وليس السلطة السياسية، وهناك إشكال حقيقي في طريقة الدخول وطريقة الانتصار. وهناك تجاذبات في هذه المرحلة، وتركيا شعرت بالخطر وسرَّعت بعملية إسقاط النظام وترتيب المنطقة واعتمدت على هذا الفصيل. وشهدنا تداعيات ضد قسد والسويداء. ونحن لا ننافس على السلطة ولا تعنينا السلطة نهائيًا ولسنا طلابًا لها، ونأمل لهم النجاح، ولكن طريق النجاح يبدأ ببناء الدولة واستيعاب الآخر وليس إلغاءه، وبالمشاركة الحقيقية وليس التفرد بالسلطة، وأن تكون كل سوريا ممثلة وليست لونًا واحدًا، ونحن نرى أن هناك لونًا واحدًا اليوم."

س: بالحديث عن بناء الدولة، كيف يمكن بناء جيش وطني جامع وتسليحه؟

"الجيش السوري ومنذ تأسيسه معلوم طائفيته. ومنذ انشقاقي تواصلت مع العديد من الضباط العلويين سرًا ووصل العدد إلى ١٨ ضابطًا علويًا برتبة لواء، كانوا جاهزين للمشاركة، والمجتمع الدولي هو من أخَّر هذا الملف. ينبغي أن يكون هناك مجلس عسكري وطني يوحِّد البندقية ويحولها لبندقية وطنية، وتُدمَج فيه كل القوى على الأرض من قسد وفصائل السويداء وقوى في الساحل، وتأهيل وبناء جيش وطني حقيقي. وحتى لا يُقال خرجنا من حكم العسكر ودخلنا بحكم العسكر. والبلد الآن في فوضى، والفكرة توحيد البندقية وتحويلها إلى بندقية عسكرية وطنية. البندقية اليوم مأجورة، وكانت سابقًا مأجورة فصائليًا أو طائفيًا أو انفصاليًا، لصالح أجندات ترعاها قوى خارجية أو داخلية. والهدف الآن وضع خارطة طريق لتشكيل مجلس عسكري يقوم بتشكيل جيش وطني، والموجود حاليًا ليس جيشًا وطنيًا ويسير بطريق الانقسام.
وينبغي أن تكون هناك عقيدة علمانية للجيش؛ جيش علماني وليس جيشًا إسلاميًا بمفهوم الشيخ أو رجل الدين. سوريا دولة للجميع، وعلى الأقل المؤسسة العسكرية ينبغي أن تكون مؤسسة علمانية، وبعدها شكل الدولة يؤمِّن الحماية. وأهم نقطتين هما الأمان والعدل، والمؤسسة العسكرية تؤمِّن المرحلة الانتقالية. ولدي تواصل مع كل الأطراف، ومعي ١٠ آلاف ضابط منشق، منهم من قسد ومن النظام السابق ومن الفصائل. والهدف حماية المرحلة الانتقالية وحماية السيادة السورية وتشكيل مجلس عسكري وتوسيع سلطته، وينبغي التوسيع والأخذ من سلطة الرئاسة لصالح المجلس العسكري والسلطة الانتقالية. وليس لدينا مشكلة أن يبقى رئيس، لكن يجب أن تُبنى مؤسسة عسكرية ومؤسسات مدنية تحمي كل الأقاليم بمفاهيمها الحقيقية."

س: عن القرار ٢٢٥٤: هل تتجه سوريا نحو دولة موحدة أم إسلامية أم نحو إعادة إنتاج الأسد بطريقة مختلفة؟

"القرار ٢٢٥٤ قرار أكدت جامعة الدول العربية بقرارها الأخير إحياءه منذ أسبوع، وكذلك الاتحاد الأوروبي. ونحن مع تعديله والإبقاء على روحه، وتشكيل سلطة انتقالية ودستور جديد وانتخابات، ومجلس عسكري يحمي الفترة الانتقالية. والأفضل أخذ خارطة طريق دولية ليس عليها فيتو ليكون نقطة انطلاق لسوريا القادمة ويُبنى عليها."

س: حول الوضع الاقتصادي وإعادة بناء الاقتصاد السوري، ما هي أول خطوة ينبغي اتباعها نحو التعافي الاقتصادي؟

"الأهم هو بناء الثقة عبر الأمان والعدل، وهما عمودا الدولة، وعلى أساسهما يُبنى الاستثمار ويأتي المستثمرون ويُبنى عليها قوانين وأنظمة. أما أن نقول: اجلبوا المال والاستثمارات ولا يوجد عدل ولا أمان ولا محاكم ولا يوجد دستور ولا قوانين، والناس ترى كل ذلك، ولا يكفي الكلام الجميل للمستثمرين. والسؤال: هل سنبني دولة أم سنسرق سلطة أم نبني دولة؟ إذا أردت الدخول في الدولة ينبغي أن أتأكد أن هناك حقيقة سلطة انتقالية وجيشًا وشرطةً وقضاءً وعدلًا. حينها يأتي الاستثمار. وسوريا لها باع بالأعمال والتقدم. وسوريا أول دولة نزعت الحجاب، وليس موضوعنا نزع الحجاب، ولن نتدخل في دين الدولة، ونحن نحترم كل العقائد ولا نفرِّق بينها، وهناك فصل بينهما."

س: بعد ما حصل في السويداء والساحل، كيف ترون العدالة ودور مؤسسة القضاء في هذا المسار؟

"نترحم على كل الضحايا، والضحايا الذين قتلهم النظام السابق، ومع كل الضحايا. وعندما يكون الجسم سليمًا تكون الأطراف. وطبيعة الناس الدفاع عن نفسها في مواجهة الخطر. نتمنى أن يكون هناك قانون لمحاسبة حقيقية وليس تشكيل لجان. والآن ينبغي بناء دولة جديدة، والمشهد الحالي غير صحيح. وينبغي حصول انتقال حقيقي وحكم انتقالي حقيقي ومدني وقضاء مدني عادل. وهذه مرحلة معقدة وصعبة جدًا بين نظام فاسد وديكتاتوري على مدار ٥٠ سنة، والآن نظام جديد إسلامي يصعِّب مهمة وجود مؤسسة قضائية سليمة. لذلك أنا أفضل الاستفادة من السوريين في الشتات الذين عاشوا عهد عمل المؤسسات وعملوا بها، ويساعدوا بتشكيل جسم قضائي سليم عبر دمج بين الداخل والخارج حتى تتحقق العدالة. وهذا يحتاج ثقة، وهي الأساس. ولا يوجد الآن ثقة في سوريا ولا مساحة حقيقية للنقد ولا مساحة للاستيعاب، وعلينا تحمل المسؤولية لبناء دولة صحيحة. وهذه مسؤولية تاريخية دون اصطفاف وقول الحق دون مراعاة ما تطلبه منا الدول."

س: ما هو سبب الدعم الإقليمي والدولي واندفاعه في التطبيع مع النظام الجديد دون ضمانات كافية لبناء مؤسسات الدولة واحترام حقوق الأقليات؟

"حصل هناك انهيار للمشهد في سوريا، وعند حصوله تتدخل الدول لمنع التشظي. وهناك دعم تركي وأميركي وبريطاني. وسوريا ساحة صراع للجميع، وكل دولة تحاول تحديد نسبة خسائرها لتلتقي مع الدولة الأخرى. وبرأيي هذا ضبط لشكل الدولة وتداعياتها أين تذهب: هل تذهب لإسرائيل فتتلقاها إسرائيل، أم نحو تركيا فتتلقاها تركيا؟ تذهب تقسيمًا؟ ويجب تشكيل حاضنة لحفظ التشكيل الجديد بأقل خسارة لدول الإقليم، والدول العربية تحاول أن تساعد في هذه العملية وتستوعبها ضمن إطار معين. والمشهد العالمي كُسِر بانهيار النظام، نظام عمره ٦٠ سنة، وهذا الانكسار السريع يحتاج لفرامل وضوابط لبناء الدولة الجديدة. ولنا دور في بناء هذه الدولة كسوريين، ونريدها دولة كاملة وواحدة. وسوريا لا تُقسَّم ويمكن أن تُوسَّع."

س: هل الغرب يحدد المسار أم السوريون؟

"برأيي في سوريا هناك تناقض وتضارب في المصالح الإقليمية والدولية في سوريا. وبالتالي هناك فتحة نور وفرصة تاريخية فُتحت للسوريين وينبغي الاستفادة منها. وهذه الفتحة ليست طويلة، وينبغي الدخول من هذه الفتحة لبناء الدولة السورية، وعمل حالة استقرار في سوريا."

س: ما هو دور الإسلام السياسي في المنطقة وسوريا تحديدًا، والرئيس الشرع قاتل مع القاعدة وداعش والنصرة وهيئة تحرير الشام؟

"الإسلام السياسي له شكلان: مخفي وظاهر. والحقيقي الذي نراه هو مشروع قديم. وأنا بالنسبة لي أفضل الإسلام الأشعري أو الصوفي إلى حدٍّ ما والذي يبتعد عن السياسة، مع دخول وتشكيل أحزاب في سوريا دون أن يفرضوا عقيدة على مشروع الدولة السورية، وأن يكون لهم صوت حقيقي ويدخلوا البرلمان. سوريا تستوعب الجميع. والشرع قال إنه ترك القاعدة، وعلينا بناء دولة حقيقية لنا كسوريين جميعًا."

س: عن اللقاء بين وزير خارجية سوريا ونظيره الإسرائيلي في ٢٠ آب الماضي، إلى أي مدى ترون خيار التفاوض والتطبيع مع إسرائيل قد يصبح مطروحًا في السياق السوري؟

"فكرة التطبيع أو السلام ما زال الوقت مبكرًا. سوريا دولة هشة وضعيفة الآن بعد حرب طويلة، والسلام يكون بين أفرقاء. والتطبيع أو السلام كيف يحصل وكل يوم هناك قصف؟ والتطبيع يحتاج وقتًا، وسوريا هي المدخل لأي سلام برأيي، لأن سوريا قادرة على التطبيع بسبب تعدد إثنياتها. ولكن المنطق يقول أن نستمر كجيران. قبل التطبيع ينبغي ألا أكون خائفًا. والتطبيع قرار سيادي يحتاج إلى دستور وخارطة طريق لبناء سليم صحيح. وسوريا ليست بوضع صحي لاتخاذ قرارات سليمة. وعن أي سلام نتحدث بعد تدمير الجيش السوري؟ نحن مع السلام، ولكنه يحتاج إلى وقت ومنحى صحيح بثوابته وقيمه. ونحن ننتقل من بلد مقاوم إلى تسليم وسلام، والسلام ينبغي أن يُبنى على توازن. وكيف يتم بناء سلام ولا يوجد جيش؟"

س: العلاقات السورية اللبنانية؟

"سوريا ولبنان لديهما نفس المكونات، ومواضيع ترسيم الحدود والمعتقلين والتعاون الاقتصادي كلها مشتركات، والعلاقة وثيقة كأشقاء. ونحتاج لدولة صحيحة تضع هذه العلاقات بشكل سليم."

س: من هنا من باريس ما هي رسالتك إلى الشعب السوري والسوريين؟

"الشعب السوري عانى ويحتاج إلى الدخول إلى الدولة، ويحتاج إلى خطوات حقيقية من السلطة للدخول في الدولة. يجب إعادة بناء جيش وطني سليم يضمن السلم الأهلي ووحدة سوريا. وأهم شيء وحدة سوريا وبناء دولة المؤسسات وعودة الشتات بشكل منظَّم، والأمان والعدل هو ما يبني الثقة."

س: هل لديك اتصال مع الدولة السورية؟ تحدثت عن مجلس عسكري. هل هناك شيء يجري في الخفاء عمليًا بهذا الخصوص؟ وما هو الدور الذي ترى نفسك به في سوريا؟

"لم يحصل أي تواصل حقيقة، وليس لدي أي مشكلة أن نتواصل، وليس هناك أي تواصل من قبلهم. مجلس عسكري قادرون على تأسيسه، ونترقب اللحظة الدولية. وعلاقات تحت الطاولة لا يوجد. نحن حالة وطنية ونضع كل شيء على الطاولة حتى نستطيع المضي، لكن لا يوجد اتصالات ولا تنسيق."

س: تتحدث بتحفظ تام. لماذا هذا التحفظ بعد سقوط نظام الأسد وبعد وصول الشرع؟ هل استمرّ هذا التحفظ؟

"أنا لست متحفظًا. عندما أتحدث عن دولة علمانية هذا يعني أنني واجهت. عندما أتحدث عن مؤسسة عسكرية هذا يعني أنني واجهت. ليس من الضروري أن أنتقد، ولكن أنا أضع خارطة طريق. أنا لست ضد هذه السلطة إذا أصلحت أنا معها. وسوريا أكبر من الجميع."

س: موضوع اللامركزية والفيدرالية واللامركزية الموسعة؟

"الأهم هو الثقة. وشكل الدولة الذي أريده هو الدولة الوطنية الواحدة. والأكراد أصدقائي، وأنا مع التقسيم إن لم يكن هناك جسم صحيح للدولة، التقسيم، وضد التقسيم. وموضوع الفيدرالية واللامركزية تضغط بعض الدول نحوه وتفرضه علينا الدول الداعمة. ونحن نفضل الدولة الواحدة بصلاحيات وحقوق أكبر. وشمال شرق سوريا يسير بهذا الدعم ضمن إطار معين، وقد يتبعه الساحل والسويداء. وهذا كله يحتاج خارطة طريق لبناء ثقة متبادلة بين كل المكونات وبناء الدولة وبناء مجلس عسكري. وهناك نحتاج لطرح مشاريع نستطيع حمايتها مثل الفيدرالية. ويمكن الحديث عن إدارات محلية موسعة الصلاحيات مع جيش واحد وخارجية واحدة وحقوق واسعة تضمن استرداد الناس حقوقها."

س: سيادة العميد، أنت قلت تشكيل مجلس عسكري من المنشقين مع بقاء الرئيس بقيادة أحمد الشرع. هل نحن نكرر سيناريو قديم؟ نحن نتحدث عن رئيس رعى مجزرتين؟

"لا، أنا لم أقل بقيادة أحمد الشرع. قلت مجلس عسكري بقيادة ضباط منشقين، ولا يوجد في السلطة، واخذ منشق، ومجلس عسكري له سلطة عسكرية. وبقاء الرئيس لا يهم، والدستور يتغير."

س: هل تفكر بزيارة سوريا؟

"نعم، قريبًا، ولكن لن أذهب للزيارة فقط، ولن أزورها إلا من أجل العمل."





زمن لوصل
يقول :"ونظام الأسد كان متماسكًا نتيجة اتفاقات دولية وسقط نتيجة خلل في هذه الاتفاقات".

المهم أنه مقر أن قوة النظام أمام شعبه هي بسبب قوة خارجية


وكل من لايملك قوة تنبع من شعبه فلا خير فيه ويستحق السقوط

وأما الثوار فكل مااحتجوه.....دفعة من تركيا حسب مايزعم......لانتكلم عن دولة عظمى او دعم لامحدود
 
⚠️ عاجل ⚠️

📌 الامن الداخلي نجح بالتصدي لعدة محاولات تقدم لميليشيا الهجري في عرى

📌 قتلى وجرحى لميليشيا الهجري في عدة نقاط على طول الجبهة

📌 مئات من عائلات البدو يستعدون للعودة لقراهم بعد انتهاء تأمينها من الامن العام شرق السويداء

📌 ليث البلعوس بالتعاون مع اهالي المزرعة والامن الداخلي يقتربون من اعادة تأهيل البلدة لعودة السكان

📌 ميليشيا الهجري تصدر انذارات اخلاء للمهجرين الدروز في المدارس لترتيبات افتتاح العام الدراسي بعد ايام

📌 شكاوى تصل الى دمشق من المهجرين داخل السويداء بسبب رمي الميليشيات لهم في الشارع دون تأمين سكن بديل للمدارس

 

المواطن التركي عبد الله اوجلان في رسالة للعشائر العربية في سوريا:

📌 عيش العرب و الأكراد معاً بسلام مرتبط بدعمكم لـ قسد

📌 اتحادكم ودعمكم للأكراد على أساس "نظام الأمة الديمقراطية"، هو أمر له معنى كبير

📌 التحالف الحالي خطوة تاريخية وسياسية واجتماعية لبناء الثقة بين المكونات وبناء سوريا ديمقراطية.

 

⚠️ عاجل ⚠️
مصدر مطلع لمنصة تحقق:

📌 المجلس الوطني الكردي اكد لدمشق استعداده للقدوم للحوار
📌 طلب الوفد ترتيب جدول اعمال للنقاش بها
📌 يجري محاولة ترتيب اللقاء قبل كلمة الرئيس الشرع في الامم المتحدة لكن قد يتم تأجيل اللقاء لما بعدها بسبب ضغط الوقت
📌 اهم الملفات المطروحة للتداول هي:

من قبل المجلس الكردي:

🟡 التداول بمفهوم اللامركزية للمناطق الكردية
🟡 تحديد شكل مشاركة المجلس الكردي بالسلطة ومجلس الشعب
🟡 عودة مهجري عفرين و تل ابيض وبقية المناطق

من قبل الدولة:

🟢 اعلان تحصيل حقوق المواطنين الاكراد في سوريا
🟢 اعلان انتفاء الحاجة للعمل المسلح نتيجة للوصول لحقوق الاكراد بشكل سلمي
🟢 تقديم شكل مناسب لتطبيق اللامركزية الادارية في المناطق الكردية ببرامج انتخابية ديمقراطية للبلديات

 
يَسُرّنا أن نُعلنَ عن نجاحنا بالتعاون مع حلفائنا في مجلس الشيوخ الأميركي عن طرحِ مادّة لإلغاء كلّ من قانوني العقوبات الأميركيّة التّاليين على سورية إلغاءً كاملاً:

١. قانون محاسبة سورية (نظام الأسد البائد) الصادر عام ٢٠٠٣: أقرّه الكونغرس ووقّع عليه الرئيس الأميركي جورج بوش. فرض عقوبات قاسية جدّاً على سورية منها حظر الصادرات الأميركية ذات الاستخدام المزدوج (المدني والعسكري)، وفرض قيود على الشركات الأميركية العاملة في سورية، وتجميد أصول سورية في الولايات المتّحدة، وفرض قيود على سفر دبلوماسيّي الأسد لواشنطن ونيويورك، وخفض مستوى التمثيل والعلاقات الدبلوماسيّة.

٢. وقانون محاسبة سورية (نظام الأسد البائد) على انتهاكاتها لحقوق الإنسان الصادر عام ٢٠١٢ والذي جاء بدفع منّا حينها بسبب قمع نظام الأسد للاحتجاجات السلميّة واعتقال وتعذيب وقتل المتظاهرين السلميّين، وارتكاب كمّ كبير من الجرائم بحقّ الشعب السوريّ. وقد أعطى هذا القانون الصلاحيّات اللازمة للرئيس الأميركي لفرض عقوبات على مسؤولي نظام الأسد البائد الضالعين في ارتكاب الجرائم، وعلى الشركات التي تزوّدهم بأنظمة الرقابة والتجسّس، ولتحجيم التعاملات مع المصرف المركزيّ، وتقييد بيع النظام البائد للنفط والاستفادة من ريعه لتمويل آلة القتل العسكريّة (كما كان فيه بنود لدعم المجتمع المدني السوري، ومؤسّسات المعارضة السوريّة، والإعلام المستقلّ).

مفاعيل القانونين هذين مجمّدة حاليّاً بفضل الرخصة العامّة رقم ٢٥ التي صدرت عن وزارة الخزانة في شهر أيّار، وقرار وزارة التجارة الذي صدر الشهر الماضي، لكنّها لم يُلغا، ومن هنا يأتي سعينا لإلغائهما وذلك استكمالاً لمسيرة رفع العقوبات عن الشعب السوريّ بعد سقوط نظام الأسد البائد، وتمكين المجتمع والاقتصاد في سورية الحرّة.

ويجدر بالذكر أنّ إلغاء هذه القوانين لن يرقع العقوبات عن الأسد وأزلامه.

 
عودة
أعلى