متابعة مستمرة مستقبل سوريا بعد التحرير

1755863209897.png
 
من يسعى إلى قراءة تجربة قيادة السيد أحمد الشرع من خلال عدسات الأدبيات السياسية التقليدية سواء في السياق القومي العربي أو ضمن منظومات التيارات الإسلامية الكلاسيكية، لن ينجح في تقديم تقييم موضوعي أو عادل

ذلك أن هذه التجربة تنتمي إلى نمط سياسي مختلف، لا يخضع لإكراهات الأطر الإيديولوجية الجامدة، ولا يقيد نفسه بثوابت مفترضة لا تستند إلى واقع أو مصلحة وطنية عليا

كثيرا مما يروج له على أنه من الثوابت إنما هو في جوهره اجتهاد سياسي ظرفي تجاوزه الواقع وتطورت حوله أدوات الفعل السياسي

السيد أحمد الشرع بمنهجيته الهادئة والمركبة، يدير مسارات الفعل الوطني بأدوات مرنة ولكن بأهداف صلبة، لا تنحرف ولا تتبدل

ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك؛ الموقف من قضية التفاوض مع إسرائيل التي كانت تعد في بعض الأدبيات محظورة سياسيا بصرف النظر عن السياق أو النتائج، أما في تجربة السيد أحمد الشرع فلا يقيم المسائل بعناوينها، بل يخضعها لمعيار المصالح الوطنية والاستراتيجية، مع الحفاظ على الثوابت السيادية والكرامة الوطنية، دون الوقوع في أوهام الشعارات أو التهويل السياسي

لا ينجر وراء الشعارات ولا يسمح بأن تختزل السياسة في الانفعال أو الخطابة، بل يتعامل مع الدولة والمجتمع كمساحة استراتيجية مركبة تدار بمزيج من الحكمة والقراءة الدقيقة للتوازنات وبأداء يراكم المنجز ويتجاوز الشعارات

تجربته ببساطة... ليست إعادة إنتاج لأي نموذج سابق إنما تمثل صيغة سورية خالصة في العمل السياسي، قادرة على تثبيت البوصلة وسط اضطراب المشهد وتحقيق الأهداف الوطنية بعيدا عن الأوهام أو التشنجات...ينطلق من فهم الواقع وتوازناته، ويتجاوز القوالب الجاهزة التي حكمت الكثير من التجارب السابقة

 
عودة
أعلى