انطلاقاً من دمشق.. أردوغان يتوخى دعم ترمب لتعزيز دوره الإقليمي
تركيا تتطلع للحصة الأكبر في إعمار سوريا وتأمل بوجود تمويل خليجي
في ظل تهديد دونالد ترمب بقلب السياسة الخارجية الأميركية رأساً على عقب مرة أخرى، يهدف أحد معارفه القدامى إلى الإفادة من حقبة جديدة للصفقات الأميركية في الشرق الأوسط.
يريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استغلال زوال نظام الأسد في سوريا المجاورة ووقف إطلاق النار في غزة.
إذا سارت الأمور كما ينبغي، يمكن أن تكون هناك مئات المليارات من الدولارات من عقود إعادة الإعمار والتجارة الجديدة بالإضافة إلى النفوذ الجيوسياسي.
لكن الخلاف بين تركيا والقوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة يشكل اختباراً للخطط الهادفة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وفقاً لمسؤولين ومستشارين أتراك مطلعين على الأمر. يريد أردوغان حل تلك المجموعات، لكن المحادثات الأخيرة مع إدارة الرئيس السابق جو بايدن لم تسفر عن نتيجة. وقال الأشخاص إنه من المتوقع أن يزور وفد تركي واشنطن لإجراء مناقشات قريباً.
كانت الولايات المتحدة دوماً داعماً للأكراد في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. رفضت واشنطن التخلي عنهم لصالح تركيا لأنها اعتبرتهم عنصراً حيوياً لمنع المسلحين المتشددين من استغلال الفوضى في سوريا.
مصالح تجارية لأنقرة
هناك أيضاً مصالح تجارية، للحكومة التركية فمع مرور مئات الشاحنات التركية، التي تحمل الغذاء والأدوية ومواد البناء، على الحدود يومياً، يأمل أردوغان في الاضطلاع بدور أكبر في إعادة إعمار سوريا.
ومع الحاجة إلى بناء مدن كاملة، ومستشفيات، ومدارس، وبنية تحتية متداعية، تعقد السلطات التركية اجتماعات متتالية لتنسيق جهود إعادة الإعمار،
بفضل ذلك، ارتفعت أسهم شركات إنتاج الأسمنت والصلب التركية منذ الإطاحة ببشار الأسد، في حين استؤنفت رحلات الخطوط الجوية التركية إلى دمشق يوم الخميس بعد انقطاع دام 13 عاماً.
"تتطلع تركيا إلى الاستحواذ على حصة الأسد في إعادة إعمار سوريا" وفقاً لما قاله أويتون أورهان، المتخصص في الشؤون السورية في مركز دراسات الشرق الأوسط في أنقرة. وأضاف "عندما سيطرت المعارضة السورية على دمشق، حصلت تركيا على الفرصة للاستفادة من سنوات دعمها المباشر وغير المباشر لها".
تعتقد تركيا أن تطلعاتها إلى لعب دور أكبر في مستقبل سوريا تحظى بموافقة ضمنية من كل من الولايات المتحدة وإسرائيل بشرط ألا تستهدف القوات الكردية السورية، وأن تخفف انتقاداتها لسياسات إسرائيل في غزة والضفة الغربية، كما قال المسؤولون والمستشارون الأتراك الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم.
تمول تركيا وتقدم المشورة للجيش الوطني السوري، الذي ساعد في الإطاحة بالأسد ويحاول السيطرة على المزيد من الأراضي من القوات الكردية في شمال البلاد.
ولزيادة نفوذها الاقتصادي والسياسي على سوريا، عرضت تركيا بالفعل على قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع المساعدة في إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة فضلاً عن المساعدات العسكرية ودعم المعارضين السوريين المدعومين من تركيا.
دور دول الخليج
ناشدت تركيا دول الخليج أيضاً المساعدة في تمويل المشاريع التي تُقدر تكلفتها بمئات المليارات من الدولارات، وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات. وقال الأشخاص إن بعض شركات البناء التركية في مدينة حلب الواقعة شمال البلاد، التي تعرض نصفها للتدمير، تقوم بالفعل بتقييم مشاريع البناء، مضيفين أن البلاد تحتاج أيضاً إلى المساعدة في إصلاح شبكة الكهرباء وبناء سدود جديدة.
ثم هناك التجارة. ويُتوقع أن تستخدم تركيا سوريا مرة أخرى كممر رئيسي للصادرات عن طريق البر إلى الخليج بمجرد تحسن الوضع الأمني، بدلاً من طريق الشحن الأكثر تكلفة عبر مصر.