سد تشرين
اختار الأتراك مكان معركة إستنزاف قسد
رغم وجود جبهات تماس طويلة بين الأتراك وقسد في الحسكة والرقة (راس العين - تل أبيض)
ورغم وجود مدن مهمة جداً لقسد على طول الشريط الحدودي، لا سيما كوباني، المالكية القامشلي، عامودا وغيرها.
لكن الأتراك أرادوها معركة في أرض مكشوفة، لا تملك فيها قسد إلا مجموعة أنفاق مكشوفة المداخل والمخارج.
لا مباني ولا مدنيين ولا غابات ولا تضاريس بيئية تساعد على الإحتماء والصمود.
قسد عرفت أن اللعبة هي استنزافهم، خاصة أن من يقاتل في سد تشرين هم عناصر النخبة من الأكراد، نستطيع معرفة ذلك بسهولة من خلال أسماء القتلى الذين تعلنهم قسد على شكل مجموعات كل ٣-٥ ساعات.
المجندين والمتطوعين العرب هربوا، هذه ليست حربهم فمشروع روجاڤا لا يمثلهم، ومشروع الإدارة الذاتية أو الفدرالية الذي يجهل معظمهم معناه لا يستحق أن يموت لأجله ولا الـ120 دولاراً تستحق أن يموت لأجلها. لذلك أعطى الكثير من العناصر العربية بارودته للمهرب الذي نقله عبر قارب من شرق الفرات إلى غربه ليهرب بعدها إلى دمشق وللبيت رب يحميه، ربما يجد قريباً في دمشق يساعده على إيجاد عمل إلى أن تسيطر حكومة دمشق على شرق الفرات.
قسد التي تخسر كل يوم عشرات المقاتلين من النخبة لا تريد الإستمرار في معركة مكشوفة بلا مدن ولا مدنيين، لذا بادرت في جلب مئات المدنيين من موظفيها إلى مناطق الإشتباك وأوهمتهم أنها تظاهرة لمدة عدة ساعات وسيعودون إلى منازلهم، تفاجئوا بعد ذلك بالطلب منهم بالبقاء لعدة أيام للضغط على المحتل التركي وعلى المجتمع الدولي.
#سد_تشرين بحد ذاته لا يشكل أهمية كبيرة عسكرياً كربط بين شرق الفرات وغربها، فالأتراك والقوات السورية المتحالفة معهم موجودين شرق الفرات ويسيطرون على مناطق واسعة، لكن الإنسحاب من سد تشرين بعد خسارة مئات المقاتلين سيكون ضربة معنوية كبيرة على عناصر قسد، بالإضافة لأهمية السد المغذي لحلب بالكهرباء في الضغط على حكومة دمشق.
منذ أيام و نحن نسمع عن الاشتباكات بسد تشرين و لم تنتهي بعد...الى متى، الله اعلم !