مستقبل سوريا بعد التحرير

FB_IMG_1735896773715.jpg
 
زلزال فتح دمشق ... كواليس وخفايا، وأحد عشر يوماً حاسمة

د. أحمد موفق زيدان

الحلقة الخامسة عشر

لمئات الأمتار وسط المدن الرئيسة المؤدية من دمشق إلى حلب، تجد طوابير البشر كباراً وصغاراً، نساءً ورجالاً، يصطفون حتى ساعات متأخرة من الليل، وهم يسألون كل من هو قادم من دمشق، هل هناك باصات معتقلين خلفكم تم تحريرهم؟، تنظر في عيون القوم فتقرأ هموم الأرض كلها في خريطة وجوههم، حين تجيبهم بالنفي، تعبس الوجوه، وتنحبس الدموع في المآقي، فمع كل يوم يمر على تحرير المعتقلين من سجن صيدنايا القريب من دمشق، تضيق فسحة الأمل لدى هؤلاء، الذين عاشوا طوال سنوات، وربما بعضهم لعقود من أجل هذه اللحظة التي يأملون أن يلتقوا بأحبابهم التي وصل عددهم إلى أكثر من مائتي ألف معتقل.
في جمهورية صيدنايا التي اختزلت 53 عاماً من حكم آل الأسد، كان السوريون يتوجهون إلى المكان. بعضهم يبحث عن قريب، وآخرون يريدون أن يشهدوا لحظة انهيار باستيلات سوريا، والكثير يعمل بجد واجتهاد على رأسهم قوى الدفاع المدني " الخوذ البيضاء" للبحث عن سجون تحت الأرض، وسجون حمراء كما قيل، وتتفتق هنا أذهان البشر لتوائم إبداعات إجرامية للعصابة الأسدية، فاللامفكر فيه هو ربما الحل لإيجاد المعتقلين، كون هذه العصابة أبدعت في القتل والإجرام بما لا يخطر على قلب بشر، لكن مع كل فسحة أمل تتبدى، تنهار أمام واقع يصرخ بأعلى صوته، أن العصابة الأسدية قد تخلصت من فائض سكاني كانت تراه، بل وصرخ بعض قادة العهد ابائد أنهم استلموا سورية بضعة ملايين وسيسلمونها كذلك.العثور على ثلاث أدوات مرعبة للتعذيب والتخلص من الضحايا سببت كابوساً وهاجساً للسوريين المنتظرين، هذه الأدوات تمثلت بالمحارق التي قيل في بداية الثورة بأنه تم شراؤها من الهند، للتخلص من الجثث، التي قد تشكل دليلاً على إدانة العصابة في حال العثور عليها، ولذلك فالحل بنظر أصحاب الحل الإجرامي هو حرق الجثث، وعدم ترك أي دليل يشير إلى جرائم هذه العصابة، أما الوسيلة الثانية فالمكابس والتي يتم بها كبس الضحية وهي حية، فتتهشم عظام ولحم الضحية، وهو ما كشفه سجين أردني تحدث للجزيرة وهو الذي قضى 26 سنة في جمهوريات الأسد الصيدناوية، أما الوسيلة الثالثة المرعبة فكانت إذابة السجين بحفر الأسيد، بهدف تذويب كل آثار الجرائم المرتكبة بحق الأبرياء.يدخل السوريون إلى سجن صيدنايا فيعثرون على كتابات وثقت نتفاً من تلك المرحلة على الجدران، بعضهم تعرف على كتاباته ورسومه، وهو الذي منّ الله عليه بالإفراج من قبل، فخرج من باستيل صيدنايا، أما البعض الآخر فترك وثيقة تُدون قليلاً مما كان يجري للمعتقلين في تلك السجون الرهيبة، ومع مرور الأيام يختفي الأمل لدى الأهالي الذين طالما انتظروا أحبابهم، ولكن تبقى جمهورية صيدنايا الأسدية شاهدة على إجرام آل الأسد بحق السوريين، ولعل هذا ما عرفناه وما خفي أعظم بكثير، فماذا كان يجري لسجناء تدمر في الثمانينيات، وغيرهم من عشرات السجون المخفية في سوريا؟!،
والسؤال الأكبر الذي سيبقى بلا جواب أين كانت القوى الدولية والمنظمات الحقوقية والدول العالمية التي تريد أن تُطبع وتتعايش مع عصابة كهذه، فإن كانت تعلم فتلك مصيبة وجريمة، وإن كانت لا تعلم فالمصيبة أعظم، وكم هناك من صيدنايات في عالمنا، ما تزال مجهولة، أو أُريد لها أن تبقى مجهولة، كما أُريد أن تبقى صيدنايا سوريا كذلك لعقود.إن الإطاحة بالعصابة الأسدية المجرمة لا يُشكل سوى نصف الطريق ونصف الانتصار، فالانتصار الحقيقي والإطاحة الحقة تتمثل في معاقبة القتلة المجرمين، لينالوا جزاءهم، فيُنتصف للضحية، ويتحرك الأحياء بأمن وسلام، دون خوف أو وجل من عودة القتلة والمجرمين إلى مهنهم التي أتقنوها، ولم يتقنوا غيرها.إن روح الثأر والانتقام لن تبرد عند الضحية، ما دام المجرم طليقاً حراً، كما أن الضحية في سوريا لن تشعر بالانتماء لوطنها، ما لم ينتصف لها في هذا الوطن الجديد، وهنا لا بد من عدالة انتقالية، تتداخل فيه حزمة من الشخصيات القضائية والحقوقية والاجتماعية ورموز المجتمع، بغية الانتصاف للضحايا، وتعويضهم، وإعادة الاعتبار لها، وذلك من أجل مجتمع متصالح مع الجميع.
إن سوريا اليوم كلها مقبرة مفتوحة، فقبل أيام من كتابة هذا الكلام، تم العثور على ثلاثة مقابر في ريف حلب، ليعثروا فيها على 16 ألف جثة، ولا تزال المقبرة المفتوحة برسم اكتشاف المزيد والمزيد من جثث المعتقلين الذين اعتقلهم الأسد، ثم قتلهم، ولذلك الانتصاف لهؤلاء مهم جداً من أجل وطن متصالح مع بعضه.
 

ينبغي حل مشكلة الالغام التي خلفها النظام المخلوع ... كميات كبيرة ومهولة زرعها المجرمون ولا تتوفر خرائط لها...

كل يوم نسمع عن شهداء وجرحى نتيجة انفجارها او فشل التعامل معها

البساتين و حول الاشجار وحول الطرق و الطرق الترابية والمباني ومحيطها...

لازم منع الاهالي من العودة غير معقول مايحدث


الحل مشروع مماثل للمشروع السعودي مسام





مشروع اسبوعياً يزيل اكثر من 1000- 3000 لغم


المشروع عباره عن برنامج متكامل :

تم جلب محموعات يمنيه وتم تدريبهم على اعلى مستوى وتم تزويدهم بالمعدات والتجهيزات ومساندتهم بخبراء دوليين للاشراف والتدريب على فك الاغام وتجميعها واتلافها


المشروع حتى اللحظه ازال اكثر من 470 الف لغم
 
عودة
أعلى