مستقبل سوريا بعد التحرير

زلزال فتح دمشق .. كواليس وخفايا، وأحد عشر يوماً حاسمة

د. أحمد موفق زيدان

الحلقة الثالثة عشر

مع فتح دمشق عرين بني أمية، وأول عاصمة للدولة الإسلامية الكبرى، وفساط المسلمين وعقر دارهم، عقدتُ النية في اليوم الثاني على زيارة المدينة التي عشقتها، على الرغم من أني لم أزرها وأنا يافعاً، فكل زياراتي لها حين كنت صغيراً مع والدي ووالدتي رحمهما الله وتقبلهما في فردوسه، وأتذكر نتفاً قليلة من تلك الزيارات الجميلة، أتذكر سوقها المسقوف سوق الحميدية، المؤدي إلى جامعها الأموي، وكذلك قهوة الحجاز، وساحة المرجة، والعباسيين والأمويين، وباب مصلى، وبعض أحيائها، ولا أنسى زيارتي للغوطة والست زينب، والتي عادت للشام وأهلها الأصليين، دون أن تُسبى مرة واحدة أو ثانية أو ثالثة كما تشدق الأغراب المحتلون.توجهت إلى الطريق الرئيسي بين حلب ودمشق، ولم ندخل إلى حماة الفداء بعد أن زرناها في المرة الماضية، فكانت الوجهة إلى حمص العدية، حيث بدأنا بزيارة مسجدها الخالد بإذن الله، مسجد سيدي خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه. كانت أجواء الفرحة والسرور والبهجة مخيمة على أهالي حمص، فعلى جنبات الطريق الرئيسي تجد الكل يحييك ويبارك لك، ويلوح لك بأعلام الثورة، ويردد أهازيجها. كانت فرحة لا تُوصف، حيث اصطف الجميع وسط المباني المحطمة والمدمرة المقصوفة، التي تقف شاهدة على جرائم عصابات أسد وسدنتها المحتلين الإيراني والروسي ملوحين لزوار حمص الذين لم يألفوها لسنوات.كان الوصول إلى داخل مسجد سيدنا خالد رضي الله عنه معركة بحد ذاته، وسط الناس الذين غصّت بهم ساحات المسجد الخارجية والداخلية. ندلف إلى داخل المسجد فنرى الاكتظاظ كحاله خارج المسجد، نؤدي صلاة الظهر والعصر قصراً وجمعاً، ثم نلتقي مع الأحبة الذين تدفقوا لزيارة حمص ومسجدها والاطمئنان على التحرير، وبعد قراءة الفاتحة على قبر سيف الله المسلول، نخرج من المسجد لنستقل السيارة إلى دمشق.كان الطريق مكتظاً ومزدحماً، فالجنود الذين استسلموا لإدارة العمليات العسكرية، قد غصّ بهم الأوستراد لكيلومترات، بينما تم نقل بعضهم في شاحنات عسكرية للمدن التي يتحدرون منها، أما الطريق فقد ازدحم بالسيارات، مما أعاق حركتنا، وحميت محركات السيارات وتعطل بعضها، لنصل إلى مدينة قارة على القريبة من دمشق، فنقضي ليلتنا عند ابنة أختي زبيدة والتي لم أرها في حياتي، حيث كنت طوال الفترة الماضية مهاجراً ضد المقبور حافظ أسد، وبعد عودتي عام 2012 كانت تقيم في قارة الخاضعة لسيطرة العصابات الأسدية، لتعذر خروجها منها، فألتقي منها لأول مرة بعد هذا التحرير العظيم.في اليوم التالي استعدينا للتوجه إلى دمشق، كان الطريق سهلاً ويسيراً، بعد أن تراجع الازدحام على الطريق الرئيسي بين حمص ودمشق، لندلف إلى الأخيرة، ونقوم بزيارة معالمها الرئيسة، فكانت أول وجهة لنا المسجد الأموي وسوق الحميدية، والحواري المحيطة بالمسجد، وفي داخل الجامع التقينا بعدد من الشباب المجاهدين، الذين التقطنا صوراً وإياهم، ثم خرجنا صوب ساحة بني أمية وغيرها من المعالم لنعود أدراجنا إلى حيث أتينا.كانت أجواء المدينة أجواء تحرر وفرحة لا تُوصف، فالكثير لم يكن يتخيل في أفضل أحلامه ما يجري اليوم في دمشق، البهجة والدهشة تخيم على الجميع من كرم الله وفضله عليهم، هذا الكرم الإلهي الذي غمرهم فرحة وسروراً، بعد أن عاشوا لعقود مع آبائهم وأجدادهم في جمهورية الخوف والذل والعبودية، جمهورية آل الأسد، التي ربطت كل شيء بهم وبعائلاتهم.عادت دمشق لأهلها، رجعت من غنينا لها، رجعت من كان يتغنى بها أصدقاؤنا العرب والمسلمين أمامنا، ونحن صامتون لا نُحرْ جواباً كوننا ممنوعين ومحرومين من زيارتها، عاد الأصل إلى أصله. عودة خيالية، كنا نخشى شيئاً واحداً أن نفتح عيوننا ذات صباح، فنرى أن ما عشناه مناماً، ولكن صدق الله وعده... حلمٌ كنا نتمنى أن يشاركنا إياه من زرع بذوره في السبعينيات والثمانينيات، فرحمهم الله وتقبلهم في فردوسه، وتقبل كل شهداء الشام الطهور.

يتبع
 
أمريكا و فرنسا تريدان الخير لسوريا و ل"أقلياتها" ، لا حول و لا قوه الا بالله. هل من مُدافع عن الدور الفرنسي الصهيو-أمريكي؟ 😅. بالمناسبه الحلم الفرنسي بانشاء دويلهً للاكراد بدأ في التلاشي و دعمها لذلك بطبيعه الحال لم يكن حبا في الاكراد بل تقسيما لسوريا و زرع اسرءايل ثانيه ميولها غربي و أيضا تهديدا لوحده تركيا..... للاسف البعض من العرب يتمنى دويله كرديه شرق الفرات و لو على استحياء. الغرب يفكر للمئه سنه القادمه و يتحرى الاسباب و نحن لازلنا في المناكفات السياسيه الضحله و التفكير الآني العاطفي التي قضى و لا تزال علىً طموحات الامه.
IMG_8545.jpeg
 
التعديل الأخير:
زلزال فتح دمشق .. كواليس وخفايا، وأحد عشر يوماً حاسمة

د. أحمد موفق زيدان

الحلقة الرابعة عشر

في اليوم التالي لزيارتنا في دمشق، حيث لم نتمكن من الصلاة في مسجدها الأموي حيث غصت سوق الحميدية فضلاً عن المسجد وساحاته وباحاته والأحياء المجاورة بالمصلين، فعجزنا عن الوصول إلى المسجد، فآثرنا الصلاة في مسجد نور الدين في سوق الحميدية. خرجنا من المسحد، وقد اكتظت سوق الحميدية بالناس الهاتفين للثورة والحرية واللعنة على آل الأسد، وهو الذي كان في حكم اللامفكر فيه قبل الثامن من ديسمبر/ كانون أول، يوم انتصار الثورة السورية المباركة.لقد بصق الجميع على عائلة الأسد المجرمة، التي أجرمت بحق الجميع في سوريا، بصق من قاومه وقاتله، وبصق من صدر إليه اللاجئين والمشردين في الدول القريبة والبعيدة، وبصق عليه من صدّر إليه الكبتاغون والإرهاب، واليوم تبصق عليه طائفته التي تخلى عنها، ورماها للمجهول، بعد أن استنزفها مع أبيه لخمسة عقود، حين تركها وهرب فاراً مذعوراً إلى روسيا، ومخلفاً وراءه كل المآسي والمجازر التي تركها خلف ظهره لتتحملها طائفته، ولكن العفو الذي أصدرته إدارة العمليات العسكرية، وطريقة التعاطي الذي أبدته الإدارة خفف الكثير، وجعلت من يتحمل الوزر، القيادات المجرمة التي أجرمت بحق الشعب السوري، وليس كل الطائفة كما كان يروج لذلك رأس العصابة الفارّ بشار الكيماوي.وقد نجح الثوار بهذا في نزع صواعق أرادت لها قوى متآمرة أن تفجرها بوجه الإدارة الجديدة، فتتدخل هذه القوى بحجة حماية الأقليات، التي استخدمت أيام الاحتلال الفرنسي كفزاعة وورقة تفاوض ومساومة للثوار، وها هي القوى المتآمرة تكرر وتعيد نفس الأسطوانة المشروخة، علماً أن من طرح فكرة الأقليات هي هذه القوى المتآمرة، والتي تدعي العلمانية والمواطنية، بينما عندنا يريدونها على أساس أغلبية وأقليات، ولكن حسن تعامل الإدارة الجديدة، مع تفطن شيوخ الأقليات لهذه المؤامرات، تم نزع كل هذه الصواعق، مما أحبط مخططات شريرة تآمرية متربصة بالشعب السوري وحدته، قبل أن تتربص بالثورة.لقد ضنّ الفأر المذعور على حاضنته ومن ضحت من أجله ومن أجل أبيه لخمسة عقود حتى بخطاب استقالة، أو بنقل السلطة لهيئة حكم انتقالي بحسب ما نصّ عليه قرار الأمم المتحد 2254، إذ كان سيضمن لهم شيئاً من السلطة، ولكنها الأنانية التي تميزت بها العائلة المجرمة، التي اختصرتها عبارة: "الأسد أو نحرق البلد"، فقد طبقها ضد حتى حاضنته، برحيله، ليحرق برأيه الطائفة، ولكن حسن إدارة العمليات العسكرية أحبطت مخططاته الشريرة، فحرقت الأسد وأنقذت البلد، ولذلك المتتبع لمسيرة العائل المجرمة يرى أن ما جرى يوم الثامن من ديسمبر لم يكن غريباً أو نشاذاً عنها، وهي التي قتلت وسجنت حتى زملاءها العلوييين في الستينيات والسبعينيات، لتنفرد بالسلطة، فكانت استبدادية استئصالية فردية في مبتدأ حكمها وفي خبره.توجهت مع بعض الإخوة من دمشق إلى حمص ثم إلى الساحل السوري، كانت قوافل القوات الروسية العسكرية الضخمة تنسحب من البادية على ما يبدو ومن الجنوب السوري باتجاه قاعدة طرطوس، وقد قمت بتصوير مقاطع لهذه القوات المنسحبة، وقد علمت لاحقاً أن الروس بدؤوا بالانسحاب من قاعدة حميميم إلى قاعدة طرطوس البحرية، وتحدثت لاحقاً محطة السي إن إن عن تفكيك بعض المعدات الروسية لنقلها إلى ليبيا، وقد ظهر بعض مقاتلي الثوار أمام قاعدة حميميم وقد أقاموا حواجز لهم.تجولت في مدينة اللاذقية والتقيت مع نخبها حيث تحدثوا لنا عن سرعة انهيار العصابات الأسدية، وكيف كان يحكمهم بالحديد والنار، واتجهت إلى القرداحة حيث مدفن المقبور حافظ الأسد، وعلى مبعدة من المدفن الذي احتضن قبر أنيسة مخلوف زوجة حافظ، وباسل الأسد نجله، كان هناك جبل بعيد يطل علينا، وحين سألت عنه ذكروا لي أنه يضم قصوراً فارهة لآل الأسد، لا يمكن الاقتراب منه، بينما بدا المدفن وكأنه قصر من حيث الفخامة والأشجار الباسقة والاهتمام اللافت، ولكن مع هذا أقدم الثوار الذين وصلوا إليه على حرق القبر.تجولت في طرطوس وبانياس، وذكر لي الأهالي في المدينتين كيف أنه أقام مصفاة بانياس، وكذلك المحطة الحرارية للكهرباء قرب الشاطئ، الذي يعد أجمل مكان سياحي، وكان بإمكانه أن يقيمها في أي مكان آخر، لكن عائلة تعمل ضد البلد جينياً، وروى لي نخب بانياس بأن المصفاة تضم 3000 موظف كلهم علويون باستثناء خمسة سنة، ولا أحد منهم من بانياس، أما المحطة الحرارية ففيها أربعة آلاف موظف لا يوجد فيها سوى 8 موظفين من السنة ولكن ليسوا من بانياس.كانت كل قصة يرويها أهل بانياس، من مجزرة عين البيضا، إلى طبيعة تعاطي العصابة مع أهالي البلدة السنة تحتاج إلى ثورات، ولكن الكل بدا أنه ولد من جديد’ وبالفعل فقد ولدت سوريا الجديدة بلا عائلة الأسد التي سعوا لعقود أن يختزلوا البلد بهم وبعائلتهم.
 
الدستور بده شغل ٣ سنين
بس مناهج تعليم كل سوريا بدها 3 أيام
تخيل يا رعاك الله


والله ماعم بعرف شو عم يصير تعبت من الاخبار

حاسس في شي غلط
أنا مسلم سني ولتعلو كلمة الله وكلمة الحق

بس في شي ماعم اتقبلوا
تذكر دائماً من يحرر يقرر

المنتصر هو من يحدد ويقرر مقابل الدماء والتضحيات التي قدمها

60 سنه بدون دستور والبلد محكومه من عصابة الأسد والآن من اجل 3 سنوات أصبح الأمر ثقيل !

الأسد كاد ان يقضي على الهويه السوريه والتركيبه السكانيه وتغيير لدّين والمعتقد واخراج السوريين من التاريخ

ومن اجل الحذف والتعديل في المناهج اصبح الموضوع رجوع للوراء وتخلف يارعاك الله !
 
تذكر دائماً من يحرر يقرر

المنتصر هو من يحدد ويقرر مقابل الدماء والتضحيات التي قدمها

60 سنه بدون دستور والبلد محكومه من عصابة الأسد والآن من اجل 3 سنوات أصبح الأمر ثقيل !

الأسد كاد ان يقضي على الهويه السوريه والتركيبه السكانيه وتغيير لدّين والمعتقد واخراج السوريين من التاريخ

ومن اجل الحذف والتعديل في المناهج اصبح الموضوع رجوع للوراء وتخلف يارعاك الله !

من حق الشعب المشاركة واخذ رايه في الاستفتاء او للاسف الى الفوضى
 
وزير التربية في حكومة تسيير الاعمال المؤقتة يتراجع عن تعديل المناهج الدراسية
و يقول:
المناهح ما زالت على وضعها حتى تُشَكِّل لجان اختصاصية لمراجعة المناهج وتدقيقها
وقد وجهنا فقط بحذف ما يتعلق بما يمجد نظام الأسد البائد واعتمدنا صور علم الثورة السورية


رائع جدآ الاستجابه السريعه لمطالب الشارع
 
التعديل الأخير:
يعني بلدكم فجاءه نهضت كده لواحدها من 6 سنين و قبلها كنتم عايشين في تخلف اقتصادي و علمي عن باقي العالم ده غباء الي بتقوله يعني
التعليم عندنا كان مختطف من جماعات الاسلام السياسي و هذا بأعتراف المسؤولين انفسهم و كان يجير لمصلحة ايدلوجيا المتطرفين
 
عودة
أعلى