وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى:

تقبّل الله شهداءنا الأبطال من قوات الأمن والدفاع الذين ارتقوا خلال تأدية واجبهم في حماية شعبهم ووحدة وطنهم، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين والصحفيين منهم على وجه الخصوص الذين تعرضوا لاستهداف ممنهج ومتعمد.

حاول البعض بدافع الوهم أو قلة الوعي استعارة مشاهد من الثورة السورية العظمية وتقليدها في بعض المواقع، لتغليف مشاريعهم الطائفية والتغطية على أهدافهم الضيقة.

لقد خابوا وخاب مسعاهم؛ فما تشبّهوا بالثورة في شيء، وما بلغوا كعبها، بل قلّدوا النظام وفلوله الذين اعتادوا الغدر بالسوريين وقتلهم دون رادع، وتبرير ذلك بمظلوميات متخيّلة.

لقد فهم البعض حرية التعبير والاحتجاج، التي ضمنتْها الدولة الجديدة بوصفها مكسباً أخلاقياً وأساساً صلباً تُبنى عليه الدول الحديثة، فهماً خاطئاً. فوحدة سوريا وشعبها مسلّمة وطنية راسخة تتجاوز النقاش.

ولذا، قدّمت الدولة الجديدة، وما تزال، مقاربات سياسية مختلفة لجمع السوريين وتجاوز انقسامات الماضي التي استثمر فيها النظام البائد كاستراتيجية للبقاء. وفي سبيل ذلك جرى التعالي على كثير من الجراح النازفة وإرث الماضي الثقيل من المجازر التي تفتق الذاكرة كل صباح في جنبات بلد أحرق من أجل عائلة الأسد.

وجدت هذه المقاربة صدىً واسعاً ونجحت في حلّ كثير من القضايا، بينما عاندها بعضُ مَن كشفت الأيام والوثائق ارتباطهم بمشاريع لا تخص سوريا والسوريين ومنذ ما قبل التحرير.

كلّ أزمة تحمل في بعض وجوهها فرصةً لتمييز ما ينفع الناس والزبد الذي يذهب جفاء، والتمايز اليوم يكون في رفض المشاريع التقسيمية، والاجتماع على كلمة سواء تؤسّس لوطن يتّسع للجميع.