حول تقرير منظمة العفو الدولية بشأن أحداث السويداء
من المهم أن يعرف الجميع أن هذا التقرير، رغم ما يطرحه من تفاصيل وحقائق اعترفت بها الدولة سابقًا بل ورحبت بالتقرير الآن أيضًا، إلا أنه تجاهل حقائق أساسية أخرى تُوضح صورة المشهد بالكامل:

اعتمد التقرير بشكل أساسي على مقاطع فيديو منشورة مسبقًا، وهي مقاطع كانت الدولة نفسها قد استنكرتها وفتحت تحقيقًا رسميًا بشأنها. لكنه لم يتطرق أبدًا لمقاطع فيديو أخرى لانتهاكات ارتكبتها الميليشيات الدرزية أيضًا.

تجاهل تمامًا الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها الميليشيات الدرزية بحق أهلنا البدو: من خطف وقتل ميداني وتهجير قسري، وصولًا إلى التطهير العرقي من بيوتهم وأحيائهم.

مرّ التقرير مرور الكرام على الغارات الإسرائيلية، التي هي جزء أصيل من جذور المشكلة، واكتفى بذكرها في جملة واحدة فقط!

لم يشر التقرير إلى أسلوب المسلحين الدروز الذين تنكّروا بملابس مدنية ونفذوا هجمات من داخل المنازل والمواقع المدنية.

أسوأ من ذلك، تعمّد التقرير تحريف الحقائق في حادثة الفيديو من مشفى السويداء الوطني: فالشخص الذي ظهر فيه لم يكن عاملًا طبيًا كما ادّعى، بل كان أحد المشاركين في الاشتباكات الذي لجأ للمشفى وارتدى زيًّا طبيًا للهروب، ثم حاول نزع سلاح عنصر الأمن بالقوة.
نعم، نحن لا ننكر أن انتهاكات وقعت، والدولة اعترفت بها وتحقق فيها، وسيحاسَب كل من تورط بها. لكن المؤلم أن تأتي تقارير "حقوقية" بهذا الشكل: تتجاهل ضحايا البدو بالكامل وكأن دماءهم بلا قيمة، بينما تُضخّم ما يخدم رواية طرف واحد.
إن هذا التحيّز الصارخ لا ينصف الضحايا، بل يزيد جراحهم عمقًا، ويزرع مزيدًا من الغضب والاحتقان بين الناس. فمتى ستدرك هذه المنظمات أن العدالة لا تتجزأ، وأن المعاناة لا تُقاس بالانتماء؟
@SemaanDiana
من الضروري بل اللازم للعدالة والمصداقية توثيق ما ارتكبته الميليشيات الدرزية بحق البدو، هل غاب عنكم التطهير العرقي وطردهم من منازلهم الذي حصل بحقهم حتى لا تذكروه ولا بجملة واحدة ؟؟؟ ما اعتدنا منك عمل ناقص ومنحاز ومشبوه هكذا. الدولة رحبت بتقريركم ونحن نرحب به أيضًا لأهميته في سياق منع أي انتهاكات، لكن إذا سألنا أحد من أهلنا البدو الذين تعرضوا للانتهاكات عن تقريركم هذا ماذا نجاوبه ؟