لكثرة المغالطات المنتشرة وبصفة غير مقبولة , وجب التدخل (وان كان عكس الالتزام الأخلاقي الذي قطعته لعدم الخوض في الشأن السوري لما فيه من مسؤولية دماء و أن كل كلمة قد يعقبها/يرفقها دم يلزم قائلها)
الا أنه وجب التدخل في تحديث ميداني يضم نقاط محدودة و هي كالآتي :
قبل أيام قدمت قوات وتشكيلات شبه نظامية من مناطق مختلفة نحو محافظة السويداء
تميزت القوات الفاعلة بعدم وجود أي تسلسل هرمي أو هيكلية في القيادة و غباب كامل لأي آلية في اصدار الأوامر وتوجيه الأفراد , وتداخل كبير بين الوحدات اقليميا و من حيث تعدد الصلاحيات
القوات كانت من تشكيلات مختلفة , عدديا كانت القوات المهاجمة ممكن تقسيمها الى لواء واحد مكلف بالدخول للسويداء (أكثر من 3000 مقاتل) ونصف لواء خارجها و كان بالتالي ممكن تقسيم القوات الى عشرات السرايا حسب عدد القادة , لكن وميدانيا كانت كل القوات منقسمة الى مجاميع ووحدات كل منها يحتوي 20 الى 50 عنصر على 4 الى 12 عنصر في كل مركبة (حسب سعة الاستيعاب) دون أعتماد أي نمط واضح في التحرك.
مما حجزته القوات المدافعة عن السويداء , ومن خلال ملاحظة المواد الاعلامية المنشورة , أغلبية عتاد القوات المهاجمة كان من الأسلحة المتوسطة مثل (AK103 روسي , ومكلعون7.62*51مم اسرائيلي) الى الأسلحة الصاروخية (الأكثر رصدا مضاد الدروعHAR-66 التركي,وقذائف أربيجي 7 وتاندوم ايرانية) , بينما سجل قصف مدفعي وصاروخي على عدد من أحياء مدينة السويداء لكن دون امكانية تحديد القذائف المستخدمة فيما اظهرت بعض المواد الاعلامية (توظيف مدفعيات هاون قذائف عيار 120مم).
لم يكن هناك أي خطوط امداد لوجستي من حيث الأسلحة والذخائر , من حيث معدات التصليح والتدخل التقني على القوات المؤللة , من حيث قوات الاسعاف (عربات نقل الجثث , أكياس الدم , سيارات نقل الجرحى , فرق الاغاثة )
غياب واضح لأي أهداف من العملية العسكرية من حيث الأهداف التكتيكية (خطط التوغل والمواجهة والسيطرة , وخطة الانسحاب) أدى هذا الى :
انهيار كامل في تشكيلات الهجوم بريا أمام خطوط الدفاع للقوات المدافعة عن السويداء
حسن استغلال الطوبوغرافيا المحيطة بالمدن الكبرى والحواضر الكبرى مكنت قوات الدفاع عن السويداء من صد 3 موجات متتالية من الهجوم والصدمة النارية الكبيرة بالرغم من فارق القوة البشرية
بعد الفشل في تثبيت السيطرة على المدن والحواضر الكبرى , انسحبت القوات المهاجمة للحواضر الصغيرة والقرى المترامية الأطراف أين تم تسجيل سلوكيات انعدام الانضباط من الأفراد والوحدات و رفضت كل الوحدات الانصياع للأوامر
بعد يومين من المواجهات ,وصلت قوات أكثر تنظيما و تأطيرا وتولت عمليات ملاحقة الوحدات المنهزمة و توجيهها خارج محافظة السويداء وفرض الانضباط , لكنها سرعان ما انسحبت أمام الأمر الواقع وهو الاستحكام الميداني للتشكيلات المهاجمة
التحديث القادم سوف يتضمن أهم محاور القتال و تفاصيل ميدانية مهمة