ماذا يحدث في سوريا
أسئلة وإجابات ورؤية أقرب للأحداث
هل تحركت قوات الرئيس أحمد الشرع بعد إتفاق مع إسرائيل ؟
أم اضطر أحمد الشرع إلى الانتقام من الدروز، ترضية لمقاتليه، بعد تجاوز الدروز كل الخطوط الحمراء، وإقدامهم على أفعال "دموية" مهينة، لايمكن الصمت عليها
ما أقدم الدروز عليه لإثبات مدى قوتهم وعدم خوفهم، كان تجاوز لكل الخطوط الحمراء وتجاوز لكل شئ، ولم يتركوا للشرع أي اختيار غير خيار تأديبهم، وهم من أعطوه الفرصة على طبق من ذهب لينتقم منهم، ولو بتحركات ورد فعل لن يرضي اليهود ولن يقبلوا به
الأسئلة
هل كان تدخل الجيش السوري في السويداء نتيجة اتفاق مع إسرائيل، أم رد فعل على تجاوزات المجموعات الدرزية؟
ما دوافع الغارات الإسرائيلية على مواقع عسكرية سورية في السويداء، وهل تشير إلى غياب تنسيق مع أحمد الشرع؟
هل يدير اليهود العالم، أم أن الأحداث تكشف عن عالم شفاف تخلو فيه الكواليس من السيطرة؟
ما دور الولايات المتحدة وتركيا في دعم سيطرة الشرع على السويداء، ولماذا عارضت أمريكا الضربات الإسرائيلية؟
لماذا لم تقم إسرائيل باغتيال أحمد الشرع، رغم قدراتها الاستخباراتية؟
كيف يمكن أن تتحول السويداء إلى تهديد إستراتيجي لإسرائيل، وهل هي فعلاً "جنوب لبناني جديد" كما أشار نتنياهو اليوم وهو يعلق لليهود على الأحداث التي تشهدها السويداء؟
ما تأثير سياسات ترامب وموقفه من إسرائيل على الأحداث في سوريا؟
هل يسير أحمد الشرع في الطريق الصحيح بتركيزه على توحيد سوريا داخلياً قبل مواجهة إسرائيل؟
الإجابات
تطورات دراماتيكية تعكس تعقيدات المشهد السياسي والأمني في مرحلة ما بعد بشار الأسد. تصاعدت الاشتباكات بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، مما دفع الجيش السوري بقيادة أحمد الشرع إلى التدخل العسكري لفرض السيطرة
هذه العمليات، التي بدأت في 13 يوليو 2025، أثارت جدلاً واسعاً حول دوافعها وتداعياتها، خاصة في ظل الغارات الإسرائيلية المصاحبة والاتهامات بوجود اتفاقات خفية
بدأت التوترات في السويداء يوم 13 يوليو 2025، بسبب نزاعات بين مجموعات درزية وعشائر بدوية حول مصادرة مركبات، تطورت إلى مواجهات دامية أودت بحياة حوالي 100 شخص
تدخل الجيش السوري، بقيادة أحمد الشرع، لفرض الأمن، وأعلنت وزارة الدفاع السورية دخول قواتها إلى مركز المدينة. شمل التدخل فرض حظر تجوال، وقف إطلاق نار بعد مفاوضات مع وجهاء المحافظة، وتسليم النقاط الأمنية لوزارة الداخلية، مما أكد التزام الحكومة الجديدة باستعادة سلطة الدولة
هل كان التدخل نتيجة اتفاق مع إسرائيل؟
تتضارب الروايات حول وجود تنسيق بين الشرع وإسرائيل
تصريحات نتنياهو ووزير دفاعه، التي نقلتها "بي بي سي" و"العربية"، تنفي أي اتفاق، وإلا لماذا يصر على أنه لن يسمح بتحول السويداء إلى جنوب لبناني جديد، ولماذا يشن الغارات على مواقع للجيش السوري، وهذا يعني أن تدخل الشرع كان رد فعل على تجاوزات المجموعات الدرزية التي استفزت قواته
الغارات الإسرائيلية على مواقع عسكرية سورية في السويداء، أدت إلى مقتل 6 جنود، وهي تؤكد غياب التنسيق بين اليهود وحكومة دمشق، إذ تسعى إسرائيل لعرقلة سيطرة دمشق على المنطقة، خشية تحولها إلى مركز تهديد إستراتيجي
إسرائيل، وفق إذاعة جيشها، تخشى أن تصبح السويداء "جنوب لبناني جديد"، مع شبكات أنفاق أو تسليح مستقبلي قد يهدد أمنها. هذه الغارات تعكس عجز إسرائيل عن فرض إرادتها بشكل كامل، وتؤكد أنها لا تملك سيطرة مطلقة على الأحداث، مما ينفي فكرة أن اليهود يديرون العالم
في عالم لم يعد محكوم بالكواليس ولا بالخطط الخفية، أصبحت التحركات السياسية والعسكرية مكشوفة. تصريحات إسرائيل العلنية وغاراتها على سوريا تظهر رد فعل متسرع بدلاً من خطة محكمة
أحمد الشرع، بدخوله السويداء دون انتظار موافقة إسرائيل، أثبت أن الديناميكيات السورية لم تعد خاضعة لسيطرة خارجية، وأن اليهود لا يملكون القدرة على إدارة العالم كما يُشاع، بل يواجهون تحديات إستراتيجية معقدة في ظل تغيرات المنطقة
تشير تقارير إلى دعم أمريكي وتركي لجهود الشرع في السويداء، مع تحذير الولايات المتحدة لإسرائيل من تصعيد الضربات، وقد أكدت إسرائيل أنها ستوقف ضرباتها، بل وقال نتنياهو في خطابه نأمل ألا نضطر لشن غارات على سوريا
لقاء ترامب مع الشرع، الذي أثار دهشة العالم، وقرار رفع العقوبات عن سوريا، يشير إلى أن أمريكا التي يحكمها رجال الأعمال، لن تكون أداة لمخططات إسرائيلية، بل تسعى إدارة ترامب لاستقرار إقليمي يخدم مصالحها
هذا التوجه الأمريكي يضغط على "قسد" لتسليم السلاح والانخراط في حكومة دمشق، وإلا ستواجه حرباً سورية تركية دون حماية أمريكية، وبحسب تصريحات المبعوث الأمريكي لسوريا فإن أمريكا لاتدين لقسد بدولة داخل دولة، بل بوضع جيد في الحكومة الخاضعة لسلطة دمشق
لو كانت إسرائيل لاتريد بقاء أحمد الشرع
فلماذا لم تقم إلى الآن بإغتياله؟
رغم قدرات إسرائيل الاستخباراتية، فإن اغتيال أحمد الشرع سيؤدي إلى فوضى عارمة، وكما هو معلوم لليهود فإن هيئة تحرير الشام، تملك عشرات الألاف من المقاتلين المنظمين بعقيدة جهادية، مما يجعلها كهيئة تشكل تهديداً حقيقياً قد يشعل حرباً شاملة تجعل سوريا "جحيماً" لإسرائيل.
إسرائيل، التي قبلت سابقاً ببقاء بشار الأسد، ومنعت وحالت دون سقوطه لعدم وجود بديل، تخشى اليوم دولة سورية موحدة تحت قيادة الشرع، قد تكون أخطر من إيران وحزبها في لبنان، وخاصة أنها دولة يعيش على أرضها عشرات الملايين، وعلى حدود مع عدة دول، من بينهم تركيا التي وقفت مع السوريين من البداية، ومازالت ، ولن تقف صامتة إذا ما سقط الشرع أو قُتل، وستجد مساحات شاسعة للتدخل، وشعب يتعاون معها، ومقاتلين ينفذون أهدافها
إسرائيل ترى في سيطرة الشرع على السويداء تهديداً محتملاً، خاصة مع إمكانية تطوير شبكات أنفاق أو تعزيز التسليح. تصريحات نتنياهو عن "جنوب لبناني جديد" تعكس هذه المخاوف، لكن نجاح الشرع في فرض الأمن يظهر قدرته على تغيير التوازنات، مما يجعل السويداء نقطة تحول إستراتيجية قد تهدد إسرائيل مستقبلاً، وقد تضطر إسرائيل للإسراع في جر سوريا إلى الحرب، لأن كل يوم يمر على سوريا دون حرب، يجعلها بكل تأكيد أقوى من اليوم الذي قبله
ترامب، الذي فتح مفاوضات مع طالبان واتفق معهم على الإنسحاب من أفغانستان، والذي التقى الشرع الذي اعترف بأن لديه تاريخ صعب ومعقد، يتبنى سياسة تقلل من تورط أمريكا في حروب تخدم إسرائيل. ورفضه للضربات الإسرائيلية على سوريا ورفع العقوبات عنها يعكسان رغبته في استقرار إقليمي، تقوم تركيا والسعودية بالدفع إليه، حتى لو أغضب ذلك إسرائيل. هذا الموقف، المدعوم سعودياً وتركياً، يظهر أن أمريكا تسعى لتحقيق مصالحها بعيداً عن المخططات الإسرائيلية
هل يسير الشرع في الطريق الصحيح؟
أحمد الشرع يتبع استراتيجية صبورة تركز على توحيد سوريا داخلياً قبل مواجهة إسرائيل. تدخله في السويداء، رغم أخطائه، أفشل مخططات لتقسيم المنطقة، وأثبت قدرته على فرض أمر واقع.
فتح جبهة ضد إسرائيل الآن سابق لأوانه، إذ يجب تأمين الدولة من الداخل أولاً. وتعجيز وتكسيح وسحق الأدوات التي تخدم أجندات العدو، وبسيطرته على السويداء، ومن ثم الإلتفات لقوات سوريا الديمقراطية التي تجاوزت هي الأخرى الخطوط الحمراء، سيكون قد انتصر وعبر بالدولة إلى واقع جديد، لن تتأثر فيه سوريا، ولا بقتل قائد، ولا باغتيال زعيم
يرسم الشرع ملامح دولة موحدة قد تجعل أحداث 7 أكتوبر تبدو مجرد مقدمة لتحديات أكبر ، ونهايات أسوأ لكل الذين لايريدون لكلمة الله أن تكون هي العليا
الواقع يقول
تدخل الحكومة السورية في السويداء لم يكن نتيجة اتفاق مع إسرائيل، بل استغلال لتجاوزات الدروز لفرض سلطة الدولة، وإسرائيل، التي تضرب سوريا الآن، مازالت عاجزة عن توسيع الضربات لتتحول إلى حرب، لا تملك السيطرة الكاملة على ما يمكن أن يحدث بعد إعلانها
الشرع، يسعى لتوحيد سوريا، مدركاً أن مواجهة إسرائيل تحتاج إلى دولة قوية موحدة. وإذا نجح في بسط سيطرته، ستصبح سوريا تهديداً إستراتيجياً لإسرائيل، تجعل أحداث الماضي مجرد بروفة لما هو قادم.
نسأل الله النصر لسوريا
نسأل الله النصر للذين يقاتلون فيها على الحق
وأن ينتقم من أهل الباطل فيها ويسحق أمالهم